إليك 7 سمات ومهارات تقدّرها الشركات عند مسؤولي الإدارة التنفيذية العليا:

1. القيادة

يشار إلى مهارات القيادة على أنها الأهم عند مسؤولي الإدارة التنفيذية العليا، وليس عند الرؤساء التنفيذيين فحسب. وصف أحد المستشارين طريقة البحث عن رئيس تنفيذي لتكنولوجيا المعلومات بهذه الكلمات: “صحيح أن الخبرة في التكنولوجيا كانت ذات أهمية قصوى في السابق، لكن مهارات القيادة مطلوبة اليوم أكثر من مهارات التكنولوجيا”. اختلف المستشارون حول نوع القيادة الأكثر طلباً، فذكروا “القيادة المُلهمة”، و”القيادة بطريقة غير استبدادية بالتعاون مع المواهب التنفيذية العصرية”، وقيادة “تولي المسؤولة”، و”القيادة التي تعتمد المصداقية واحترام الآخرين وبناء الثقة”، و”القيادة الاستراتيجية”، كما ذُكرت القيادة الأخلاقية. أفاد بعض الاستشاريين بأن نوع القيادة المطلوبة يعتمد على احتياجات خاصة بالشركة، وأشار أحد المشاركين في الاستقصاء إلى أن: “القيادة البعيدة النظر مطلوبة عندما تسير الشركة في مسار جديد، أو تتبنى استراتيجية جديدة، أو تمر في نقطة تحول في نموها”. وقال آخر: “يتطلب تحفيز المؤسسة أو القسم على تحقيق مستوى أعلى من الأداء أو الكفاءة أو النمو تبنّي أسلوب تولي المسؤولية في القيادة”، وتوقع أحد المستشارين أن تبحث الشركات في المستقبل عن “نفس السمات المطلوبة ولكن مع تقدير أكبر للمهارات القيادية غير الملموسة والخبرة في قيادة الشركات في الأوقات الصعبة”.

2. التفكير الاستراتيجي وتنفيذ الاستراتيجية

ذُكر “الاستشراف الاستراتيجي” أكثر من مرة في الاستقصاء، وهو القدرة على التفكير الاستراتيجي الذي تغلب عليه الرؤية الشاملة. إذ ركّز أحد المستشارين على القدرة على “تحديد الاتجاه الاستراتيجي” للمؤسسة؛ وساوى آخر بين أهمية التفكير الاستراتيجي و”القيادة التكاملية”. وأكد آخرون أن التفكير الاستراتيجي يستدعي القدرة على تنفيذ الرؤية، ما أطلق عليه أحد المشاركين “الحنكة التشغيلية” بينما عرّفه آخر بأنه “مستوى عالٍ من التنفيذ”. وأشار أحد المستشارين إلى أن التفكير الاستراتيجي مطلب جديد نسبياً للعديد من كبار المدراء التنفيذيين، وقال آخر إن الاهتمام بالتفكير الاستراتيجي ازداد في العقد الأخير.

3. المهارات التقنية والتكنولوجية

كانت المهارات التقنية في المرتبة الثالثة بين سمات كبار المدراء التنفيذيين الأكثر طلباً، وتحديداً الإلمام العميق بمجموعة معينة من المعارف الخاصة بعملهم، مثل القانون أو الشؤون المالية أو التكنولوجيا. وشدد العديد من المشاركين على أهمية المهارات التكنولوجية ومحو الأمية الرقمية. إذ أكد أحد المشاركين أن “على كبار المدراء التنفيذيين فهم تأثير التكنولوجيا على مؤسساتهم وطرائق استغلالها”. وشدد آخرون على الحنكة المالية و”الإلمام بأسرار عمل القطاع”. وعلى عكس الفكرة الشائعة، لا تتراجع أهمية العديد من المهارات التقنية، بل تزداد.

4. بناء الفرق والعلاقات

أكد العديد من الاستشاريين أهمية المهارات المتعلقة بعمل الفريق، مثل بناء الفريق وقيادته والعمل الجماعي، إذ قال أحدهم: “لا بد من أن يكون القائد المتميز قادراً على توظيف فريق قيادة فائق القوة وتنميته، فلا يمكنه النجاح منفرداً حتى لو كان عظيماً”. وقال آخر إن على المسؤول التنفيذي اليوم “أن يبدي اهتماماً أكبر ومهارة أعلى في تطوير فريقه، وتركيزاً أقل على نفسه”، وقال أحد المستشارين: “لا يجلس المسؤول التنفيذي وراء الأبواب المغلقة، بل يجب أن يكون منفتحاً على الفريق، وقادراً على تنفيذ عدة مهام في الوقت نفسه، والقيادة من دون الحاجة إلى سلطة منصبه، ومقاومة الضغوط وضمان عدم تعريض المرؤوسين للإرهاق، وأداء كل ما سبق بابتسامة كبيرة في مكتب مفتوح”. وصف أحد المستشارين الشركة بأكملها بأنها فريق ووصف وظيفة الرئيس التنفيذي بأنها “قيادة فريق الشركة وتنميته من القمة إلى القاعدة”.

5. مهارات التواصل والعرض

أجمع المستشارون على أن المرشح المثالي للمناصب التنفيذية العليا يمتلك القدرة على الإقناع ومهارات عرض ممتازة، ما أطلق عليه أحد الاستشاريين “القدرة الفكرية على التفاعل مع مجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة”، وتلك مهمة صعبة لأن عدد أصحاب المصلحة اليوم أكثر من ذي قبل. يستدعي التحدث عن اهتمامات الحضور المتنوعة بأسلوب مقنع لياقة ذهنية والقدرة على استخدام أساليب متنوعة، لأنك تجد بين الحضور أشخاصاً مطلعين وغير مطلعين، من داخل الشركة ومن خارجها، ودودين ومتشككين. كما شدد بعض الاستشاريين على أن المرشح القوي يجب أن يكون جاهزاً للعمل في مجلس الإدارة؛ وأكد آخرون أهمية القدرة على “التأثير في مسار الأعمال والعمل في الخطوط الأمامية” والقدرة على اكتساب “التأييد المؤسسي”؛ أي تأييد أفراد المؤسسة لفكرة أو مشروع أو تغيير مقترح داخل المؤسسة. ويجب على كبار المدراء التنفيذيين أن يكونوا بارعين في التواصل مع الجهات خارج المؤسسة، قال أحد المستشارين: “أصبحت مهارات العرض التقديمي عاملاً أساسياً للنجاح، وستزداد أهميتها في المستقبل، إذ تهتم وسائل الإعلام والجهات الحكومية والموظفون والمساهمون والجهات الرقابية باستمرار بأحداث الشركات الكبيرة”. ونبّه آخر إلى أن المسؤولين التنفيذيين يجب أن يكونوا “ماهرين في تقديم العروض التقديمية أمام جمهور صعب المراس”. وأخيراً، يجب أن يكون كبار المدراء التنفيذيين بارعين في جمع المعلومات وتحويلها إلى معلومات مفيدة للمؤسسة.

6. إدارة التغيير

لم تحظَ مهارات إدارة التغيير بالاعتراف والتقدير إلا حديثاً، ولكن الطلب عليها متزايد. أشار المستشارون إلى تزايد الطلب على المسؤول التنفيذي الذي يؤدي دور “محفز التغيير”، ويستطيع “قيادة جداول أعمال التحول أو التغيير” و”قيادة التغيير التحويلي”. قال أحد الاستشاريين المحنكين إن إدارة التغيير بوصفها أحد متطلبات وظيفة المسؤول التنفيذي لا تتطلب القدرة على إحداث تغيير جذري على مستوى الشركة بقدر ما تتطلب القدرة على تجاوز التقلبات المستمرة بسلاسة، وأشار إلى أن “ذلك يتطلب مسؤول تغيير تنفيذي مدفوعاً بعقلية التحسين المستمر، والشعور بالمسؤولية الدائمة عن رفع مستوى المؤسسة، وتصميم أفضل العمليات والأنظمة، وتحسين العلاقات التجارية، وزيادة الحصة السوقية، وتنمية القيادة”. وأشار مستشار آخر إلى أن الشركة التي تبحث عن مسؤول تنفيذي قادر على إدارة التغيير تختار مرشحاً من خارج الشركة مستندة إلى فكرة أن الموظف الخارجي يمكن أن يجلب معه “مجموعة مهارات جديدة يمكن أن تؤدي إلى تغيير ونمو كبيرين”.

7. النزاهة

تحظى النزاهة والسمعة الطيبة في السلوك الأخلاقي بتقدير كبير على الرغم من أنها ليست مهارة في حد ذاتها، وذلك وفقاً للاستشاريين الذين شاركوا في الدراسة الاستقصائية. إذ قال أحدهم إن الشركات التي تبحث عن مسؤولين تنفيذيين تتطلب “أخلاقاً لا تشوبها شائبة”، وأشار آخر إلى أن السلوك الأخلاقي لم يكن مطلوباً صراحةً في الماضي ولكنه سيكون في المقدمة وفي مركز الاهتمام في قادم الأيام، إذ قال: “تحظى النزاهة الشخصية والسلوك الأخلاقي بأهمية أكبر في هذه الأيام بسبب سرعة التواصل”. وقال آخر إن “المؤسسات أكثر اقتناعاً بفكرة أن يحظى كبار الموظفين بالسمعة الحسنة والقبول لدى الجهات الرقابية أو مستثمرين أو الجهات الحكومية”.

كما سألنا استشاريي توظيف المسؤولين التنفيذيين عن تغير مهارات مسؤولي الإدارة التنفيذية العليا الأهم بمرور الوقت والتغيير الذي يتوقعونه، وكانت الفكرة البارزة الأولى أهمية النظرة العالمية والتجربة الدولية الجادة. كان التوجه العالمي بالفعل أهم المهارات البارزة على مدار العقد الماضي، وسينال أهمية أكبر في المستقبل.

وكانت الفكرة الأخرى اللافتة للنظر اختفاء ثقافة الموظف النجم في الشركة، إذ يحظى الموظف الذي يتمتع بروح الجماعة ويتعاون جيداً مع الآخرين بأهمية كبيرة ومن المتوقع أن تزداد أهميته. احتلت مهارات الفريق ومهارات إدارة التغيير المرتبة الثانية في الأهمية اليوم ولكنها قوبلت بالتجاهل إلى حد بعيد قبل 10 سنوات. أخبرنا أحد المستشارين حكاية معبّرة، قائلاً: “استدعوني مؤخراً للعثور على رئيس تنفيذي جديد لفرع محلي لشركة دولية. إذ طُرد الرئيس التنفيذي السابق لأن فريق إدارته رأى أنه متسلط للغاية ومنع عنهم فرص النمو. فأوصلوا هذه المخاوف إلى أعلى مستوى في الشركة، واتُخذ القرار باستبداله”.

أشار العديد من الاستشاريين إلى أن المهارات التقنية التي كانت ذات يوم الهدف الأساسي لعمليات البحث عن مسؤولين تنفيذيين ما تزال مهمة ولكنها أصبحت الحد الأدنى المطلوب، وقال بعضهم إنه نظراً لتوسّع نطاق مجموعة المهارات التنفيذية الإلزامية، فقد توسعت المهارات الشخصية والتقنية وفقاً لذلك التوسّع، وأصبح المسؤولون التنفيذيون الذين يهملون تطوير مهاراتهم التقنية عرضة للاستبعاد. في اقتصاد عالمي سريع التغير، قد تعرقل المهارات التقنية القديمة تخصيص الموارد والقرارات الاستراتيجية.