10 مفاتيح لتحقيق انطلاقة جديدة في حياتك المهنية

5 دقيقة
المهارات الأساسية
ياروسلاف دانيلشينكو/ ستوكسي

تتغير بيئة الأعمال بسرعة كبيرة وتتطور ممارسات الإدارة باستمرار، ومع ذلك ثمة مجموعة ثابتة لا تتغير من المهارات الأساسية التي تتعلق بالقيادة والتواصل والاستراتيجية وحل المشكلات.

بمناسبة الحلقة رقم 1,000 من برنامج المدونة الصوتية (بودكاست) الرائد والبارز "آيديا كاست" (IdeaCast) من هارفارد بزنس ريفيو، حددنا 10 نصائح ذات قيمة خالدة من الأرشيف لتعزيز حياتك المهنية ومنحها دفعة قوية.

1. احرص على بناء حياة مهنية ذات هدف واضح

قد يكون العمل مجرد وسيلة للحصول على مصدر دخل، لكنك ستشعر بسعادة أكبر وستحقق إنتاجية أعلى في منصبك إذا كان عملك يحمل معنى أعمق يتجاوز هذا الجانب المادي. خلال إحدى حلقات البرنامج في عام 2019، قدّم الأستاذ في كلية كيلوغ (Kellogg School)، نيكولاس بيرس، شرحاً حول أهمية بناء الأفراد لحياتهم المهنية بناءً على هدف واضح وغاية محددة، إذ قال:

"تتلخص فكرة العمل الهادف الذي يمثل رسالة الحياة الحقيقية في السماح لأفضل قيمنا وأسماها بتوجيه عملنا وسلوكنا في مكان العمل وتحديد طبيعة العمل الذي نختاره منذ البداية. يتعلق الأمر بالعمل والأثر الذي نشعر بأهميته وضرورة تحقيقه في كل مرحلة من مراحل حياتنا. إنه العمل الذي لا نستطيع تجاهله أو عدم تنفيذه، وبالتالي عندما نحظى بفرصة للتعبير عن جوهرنا وأفكارنا من خلال العمل الذي نؤديه، يصبح هذا العمل انعكاساً حقيقياً لشخصيتنا وجزءاً لا يتجزأ منا".

2. احرص على إجراء المحادثات الصعبة في العمل دون إثارة استياء الآخرين

من الطبيعي أن تتطلب كل وظيفة إجراء محادثات صعبة ومعقدة، ويجب أن تعرف كيف تخوض هذه المحادثات للدفاع عن نفسك وعن أفكارك أولاً، ثم لتصبح قائداً جيداً للفريق قادراً على إدارة النزاعات. في عام 2008، ناقشت المستشارة في مجال التواصل، هولي ويكس، العقبات والأخطاء الشائعة عند تقديم الأخبار السيئة، وقالت:

"عند التعامل مع هذا النوع من الأخبار، يتمثّل رد الفعل التلقائي عادة في محاولة التقليل من أهمية الأخبار السيئة أو تجميلها بحيث تبدو جيدة وإيجابية لتخفيف وقعها على الطرف الآخر. لكن عدم الوضوح في نقل هذه الأخبار قد يؤدي إلى مشكلة أكبر تتمثل في دفع الطرف الآخر إلى تخمين ما تقصده، ومن غير المرجح أن تتطابق تخميناته مع رؤيتك ووجهة نظرك؛ فالإنسان يركز بشدة على مصالحه واهتماماته الشخصية. وهكذا يبدأ انتشار الإشاعات وظهور التفسيرات الخاطئة باستمرار.

3. كن صريحاً وعلى طبيعتك دون المبالغة في الكشف عن تفاصيلك الشخصية. حدد الوقت المناسب للإفصاح عن التفاصيل أو الاحتفاظ بها لنفسك

تشير الأبحاث إلى أن أعضاء الفرق يثقون في القادة القادرين على إظهار ضعفهم الإنساني ويتصرفون بطريقة صادقة وطبيعية. لكن الإفراط في مشاركة التفاصيل والجوانب الشخصية يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية.

في إحدى حلقات مدونتنا الصوتية في عام 2013، أوضحت الأستاذة في كلية سايسيمز (Sy Syms School)، ليزا روش، أن الإفراط في محاولة التقرّب من الآخرين وكسب تعاطفهم يمكن أن يضعف هيبتك وسلطتك القيادية، وقالت:

"أود أن أنصح أي مسؤول تنفيذي بتجنب المبالغة وعدم اختلاق القصص، فالناس أذكياء وسيكتشفون الحقيقة، وقد يسبب ذلك أضراراً كبيرة لا يمكن إصلاحها. لذلك، من الأفضل أن تكون صادقاً بدلاً من الكذب والتصنّع، حتى إن لم تكن التفاصيل التي تفصح عنها مثالية بالنسبة للآخرين لكنها تتماشى مع الظروف والمشاعر في الموقف. النصيحة الثانية التي أود تقديمها هي أن الإفصاح عن التفاصيل الشخصية يجب أن يخدم المهمة الحالية ويعززها ويتماشى معها، ويجب ألا يكون بهدف ترويج نفسك أو الحصول على إعجاب الآخرين وقبولهم".

4. هل تريد تحسين قدرتك على اتخاذ القرارات؟ راجع قراراتك السابقة

تتشكّل حياتك المهنية من خلال القرارات التي تتخذها بمرور الوقت، وثمة نماذج وأطر عمل مفيدة وفعالة تساعدك على اتخاذ قرارات صائبة بسرعة. على الرغم من ذلك، فقلة من الأشخاص يخصصون الوقت والجهد اللازمَين لمراجعة أفكارهم بعد اتخاذ القرارات. في إحدى المقابلات في عام 2023، وضح الطيّار المقاتل في سلاح الجو الأميركي، هازارد لي، الذي تلقى تدريباً على اتخاذ القرارات تحت الضغط، أنه لم يجد وسيلة أفضل من جلسات مراجعة الأداء لتحسين عملية اتخاذ القرارات، وقال:

"احرص على مراجعة سبل تحسين أدائك بعد كل مشروع، وفي نهاية كل أسبوع اكتب بعض النقاط والجوانب التي يمكن تحسينها، وسيدهشك مقدار التحسن الذي تحققه في غضون عام أو عامين".

5. مرحلة منتصف الحياة المهنية ليست مرحلة تشهد تراجعاً في الإنتاجية والفوائد، بل هي فرصة للنمو على الصعيدين المهني والشخصي

من الطبيعي أن تشعر في مرحلة منتصف العمر بأن الخيارات المتاحة أمامك أصبحت أقل. لكن يرى الرئيس التنفيذي السابق، تشيب كونلي، أن هذه المرحلة تمثل فرصة لإعادة صياغة حياتك المهنية مستفيداً مما اكتسبته من خبرة وحكمة. في عام 2024، شارك كونلي تجربته حول ما يسميه "تعديل منتصف العمر" (Midlife Edit)، إذ قال:

"اضطررتُ إلى التخلي عن بعض جوانب شخصيتي وبعض المناصب والوظائف وبعض أساليب حياتي السابقة، وقد منحني ذلك في الخمسينيات من عمري فرصة للبدء من جديد والتفكير في الحياة التي أريد أن أعيشها، بالإضافة إلى السعي للعثور على ما يمنح حياتي قيمة ومعنى".

6. اكسب ثقة المشككين من خلال التعاون معهم

خلال حياتك المهنية، ستقابل أشخاصاً يمتلكون تجارب وخبرات وشخصيات مختلفة ومتنوعة. عندما يمتلك أحد زملائك وجهة نظر مختلفة، فقد تشعر برغبة في مناقشته للدفاع عن موقفك ودعم وجهة نظرك، لكن قد يكون من الأفضل أن تتعاون معه لحل المشكلات. في عام 2022، ذكر المخرج السينمائي الحائز جائزة الأوسكار، رون هوارد، أنه اعتمد أسلوب القيادة التعاونية منذ بداية حياته المهنية، عندما كان يعمل على إخراج فيلم من بطولة الممثلة بيتي ديفيس، وقال:

"كانت ديفيس تعتقد أنني شاب مبتدئ ولا أملك الخبرة الكافية في هذا المجال، لذلك كان من الضروري أن أجتهد كثيراً لكسب احترامها، ونجحت في ذلك من خلال اتباع نهج إبداعي تعاوني في التعامل مع الموقف وحل المشكلات التي تظهر في أثناء العمل بدلاً من التمسك بموقفي أو محاولة فرض رأيي، وبدأت بطرح أسئلة عن طرق تحسين طرق العمل والحلول الممكنة للمشكلات والتماس رأيها. وفي النهاية، حظيت بإعجابها".

7. قيّم المناصب أو الوظائف الجديدة من حيث فرص التعلم التي توفرها

المسار الوظيفي هو رحلة، ولا ينحصر في صعود السلم الوظيفي، لذلك فكر في الوظيفة أو المنصب الجديد المحتمل بوصفه فرصة للتعلم. في مقابلة جرت في عام 2017، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ساتيا ناديلا، أن اختياراته المهنية التي دفعته للخروج من منطقة راحته مهدت له الطريق للوصول إلى المناصب التنفيذية العليا، وقال:

"لم أكن أركز على الوصول إلى أعلى المناصب القيادية وتحقيق مكاسب مهنية من خلال اختياراتي والخطوات التي اتخذتها، في الواقع، أتذكر جيداً أن الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت آنذاك، ستيف بالمر، حذّرني من أن الفشل في العمل في محرك البحث "بينغ" (Bing) التابع لشركة مايكروسوفت قد يؤدي إلى إنهاء مسيرتي المهنية، لكن ما كان يحفزني في خياراتي وقراراتي حقيقةً هو رغبتي في التعلم والتطور وإيجاد الفرصة لإحداث أثر حقيقي وتقديم إسهامات فريدة".

8. عندما تفشل أساليبك المعتادة في تحقيق المرجو منها فمن الأفضل التفكير في أساليب جديدة

في بعض الأحيان، قد تجد نفسك أمام خيارين غير مثاليين ولا يحققان توقعاتك. في عام 2017، قدمت الأستاذة في كلية روتمان، جينيفر رييل، استراتيجية مبتكرة تسمى "التفكير التكاملي" (Integrative Thinking)، وقالت:

"ثمة مشكلات تكون فيها التنازلات غير مقبولة لأنها ستؤدي إلى الخسارة ولن تحل المشكلة. عندئذ يجب أن تسأل نفسك ما يلي: هل يمكن أن تكون هناك طريقة أفضل؟ هل يمكنني التفكير في حل أكثر فعالية والسعي لإيجاد خيار أفضل غير موجود حالياً بدلاً من قبول أحد الخيارين المطروحَين أو التوصل إلى حل وسط مقبول نسبياً؟".

9. تعلّم كيفية تحديد أسباب الاحتراق الوظيفي الجذرية لتخفيف آثاره

يواجه العديد من المدراء صعوبة في التعامل مع التوتر والاحتراق الوظيفي داخل فِرقهم، وذلك غالباً بسبب عدم فهمهم الكامل لهذه الظاهرة. خلال جائحة كوفيد-19 في عام 2020، أشارت الأستاذة في جامعة بيركلي، كريستينا مازلاك، إلى أن الاحتراق الوظيفي هو ظاهرة جماعية، وليست فردية، وقدمت بعض النصائح للمدراء للتعامل معها، إذ قالت:

"حاول التواصل مع الفريق أو وحدة العمل أو المجموعة المعنية لفهم التحديات التي يواجهونها، وذلك من خلال طرح بعض الأسئلة، مثل: كيف تسير الأمور؟وما هي الإجراءات التي يمكننا اتخاذها؟ وما هي المشكلات أو العقبات التي تعوق التقدم وتؤثر سلباً في عمل الفريق أو المجموعة؟ وما هي الحلول أو الابتكارات التي يمكننا التفكير فيها لمعالجة هذه المشكلات؟ وبذلك، ستتجنب إحدى المشكلات الرئيسية المرتبطة بالاحتراق الوظيفي التي تتمثل في إلقاء اللوم على الآخرين وتحميلهم المسؤولية، ما يؤدي إلى شعورهم بعدم الكفاءة".

10. الأرباح تختلف في نوعيتها وقيمتها

لكي تكون قائداً عظيماً في المؤسسة، من الضروري مراعاة وجهة نظر المجتمع المتغيرة تجاه الشركة. يتجلى أحد الأمثلة على هذا التغير في النقاش المستمر حول رأسمالية المساهمين (Shareholder Capitalism) مقابل رأسمالية أصحاب المصلحة (Stakeholder Capitalism). في إحدى حلقات البرنامج في عام 2011، شرح الأستاذ في كلية هارفارد للأعمال، مايكل بورتر، فكرة "القيمة المشتركة" (Shared Value)، بقوله:

"معروف عن الخبير الاقتصادي، ميلتون فريدمان، قوله إن المسؤولية المجتمعية للشركات تتمثل في تعظيم أرباحها، مؤكداً أن هذا الهدف بحد ذاته هو هدف نبيل وجيد، لكن إذا نظرت إلى إنشاء القيمة الاقتصادية من منظور ضيق، ولم تدرك آثارها الكبيرة والمعقدة والبعيدة المدى في استدامة نجاح الشركات، فقد تجد أن هذه الأرباح تتحقق على حساب المجتمع".

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي