ما المطلوب لتحسين التنوع في الاجتماعات؟

5 دقائق

دُعيت مؤخراً إلى حضور حلقة نقاش حول العمل في مجالس إدارة الشركات. وكان من المقرر أن تقدم المتحدثات الأربع، وكلهن من النساء البيض، نصائح حول الخطوات والاستراتيجيات المطلوبة للحصول على مقعد في مجلس الإدارة المرغوب. وبينما رحّب البعض بحلقة نقاش اشتملت على إناث فقط في مجال يهيمن عليه الرجال بشكل كبير، إلا أنني شعرت بخيبة أمل لملاحظة غياب التنوع العرقي ورفضت دعوتي المجانية. المشكلة الرئيسة؟ استضافت شبكة قوية من رواد الأعمال من إحدى الأقليات القومية هذه الفعالية.

وكان يدور الكثير من الحديث في الأعوام القليلة الماضية عن حلقات نقاش ذكورية بالكامل، ولماذا تعتبر حلقات إشكالية. وقد كشفت إحدى الدراسات أنّ 69% من المتحدثين المحترفين عالمياً هم من فئة الرجال. لكن لم يُنظر باهتمام كبير إلى القدر الهائل من الفعاليات التي تفتقر إلى التنوع العرقي. نعلم أنّ التنوع في الفرق يطلق العنان للابتكار ويجعلنا أكثر ذكاء. وعلى هذا الأساس، يمتلكني شعور بالدهشة إزاء إحجام منظمي المؤتمرات عن وضع ذلك على رأس الأولويات.

بالطبع، توجد بعض الأفكار الراسخة منذ وقت طويل حول أنّ علينا التحدي إذا كنا سنصنع التنوع حقاً في المؤتمرات. أولاً، علينا التراجع عن الفكرة المغلوطة التي تقول إنّ أكثر المتحدثين ثقة أو إلهاماً هم الأكفأ في نقل المعرفة والتعليم لمجتمعك. فهم غالباً ليسوا كذلك. علينا أن نفهم ونتقبل بشكل أساسي كيف ستؤدي وجهات النظر والتجارب الحياتية المختلفة إلى محادثة مثمرة في أي مؤتمر، وبالتالي تشجع على مشاركة أكبر من الحضور من المجتمعات المتنوعة والتي لا تلقى تقديراً كافياً.

كما أنّ علينا التسليم والاعتراف بالعراقيل الممنهجة التي تمنع الاعتراف بذوي البشرة السمراء (على نحو خاص) على أنهم خبراء. يستطيع منظم المؤتمر مساعدة المتحدثين ذوي البشرة السمراء وأن يوفر لهم منصة تمكنهم من عرض خبراتهم. كمتحدثة محترفة، فإنني أستطيع التأكيد على أنّ مهارتي تأثرت بشكل مباشر بعدد الفرص التي حصلت عليها في الخطابة أمام الجمهور. وكلما طُرحت عليّ أسئلة، أصبحت أفضل من خلال الممارسة.

توجد أشياء عملية جداً يمكنك فعلها لإحداث التغيير، سواء كنت تنظم مؤتمراً أو تحضر مؤتمراً أو تتحدث فيه أو ترعاه.

لا تبحث عن الخبراء بألقابهم فحسب. عندما نلجأ إلى "الأفضل" في تصنيف ما، فإننا نلجأ دائماً إلى الرجال البيض، وهذه حقيقة تدعمها ديناميات السلطة الراسخة منذ فترة طويلة في المجتمع. وجدت أنّ هذا صحيح حتى خارج الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، بما في ذلك دول عشت فيها مثل سنغافورة والهند. الاستعانة بمتحدثين من خارج شبكاتك التقليدية يعني البحث عن فروقات في الخبرات ووجهات النظر. فمثلاً، إذا كان لديك ثمانية متحدثين من حملة شهادة الدكتوراه، فقد يكون من المفيد إحضار شخص من داخل مؤسسة مجتمعية يعمل على المسألة بنهج مختلف.

ضع هدفاً (جريئاً). حدّد الأهداف التي تأمل تحقيقها. تجاوز البحث السطحي عن المتحدثين وحاول إشراك المتحدثين بتجارب وقصص رائعة، فأنت لا تريد شخصاً يحمل لقباً كبيراً فحسب. ابحث في أعمق من سيرتهم في الشركات لإيجاد وجهات النظر الفريدة التي قد يضيفونها إلى فعاليتك. والأهم، لا تقبل الكم على حساب الجودة. لن يحقق متحدث بارز واحد فحسب ممن ينتمون إلى فئات ممثلة تمثيلاً ناقصاً الفوائد التي ترغب بها. وفي الحقيقة، تبين الأبحاث منذ فترة طويلة أنهم يشعرون بأنهم مضطرون للتشبّه بالأغلبية من حولهم.

اطلب توصيات حول متحدثين من شريحة متنوعة من الأشخاص. ننجذب بشكل طبيعي إلى الأشخاص الذين يشبهوننا، لذلك فمن غير المفاجئ حين تقوم اللجان المنظمة للمؤتمرات ذات الأغلبية البيضاء من الحضور بانتقاء المتحدثين من شبكات المتحدثين البيض. إذا طُلب مني توصيات حول متحدثين، فسأقوم دائماً بتقديم التوصية بالنساء أصحاب البشرة السمراء. وكقاعدة عامة، اطلب توصيات من مجموعة متنوعة، سواء لمقابلة وظيفة أم لتعيين موظفين في مشروع أم للحديث في فعاليتك بشكل خاص. صرّح بوضوح أنك مهتم بتشجيع تنوع المتحدثين وأنك تقدِّر التوصيات بمتحدثين غير تقليديين.

ادفع أجراً للمتحدثين. يكاد لا يكون ثمة شيء في أوساط مجتمعات المتحدثين المحترفين التي أكون جزءاً منها أكثر إثارة للغضب من فرص الخطابة غير المدفوعة. يتطلب الإعداد لعرض إيضاحي قوي للجمهور ساعات من البحث والتحضير والتدريب (ناهيك عن أنّ المحتوى الذي نقدّمه غالباً ما يمثِّل عملاً بنفس قيمة المهنة). لا تتوقع من متعهد تقديم الأطعمة توفير وجبات طعام خفيفة مجاناً أو أن يقوم مهندسو الصوت والإضاءة بعملهم دون أجر. إذن، لماذا ترفض الكثير من المؤتمرات الدفع للمتحدثين؟ تقع بعض أشكال الظلم الكبيرة عندما يُتوقع من المتحدثين الحديث في عرض مجاني، وأن يتعلموا صقل مهاراتهم على حسابهم الشخصي، وأن يستمروا في فعل ذلك حتى يصلوا إلى مؤتمرات كبيرة حتى يبدؤوا أخيراً بتقاضي رسوم باهظة لقاء خطابتهم. إلقاء الخطب مجاناً ليس خياراً واقعياً بالنسبة للكثيرين، وخصوصاً الأشخاص أصحاب البشرة السوداء الأكثر حرماناً جرّاء الفجوة العرقية في الثروة. على الأقل، اعرض عليهم تعويضهم عن تكاليف السفر والإقامة، واحرص على ألا يتم تعويض بعض المتحدثين والتغاضي عن آخرين.

لا تقم دائماً بوضع الأشخاص السود للحديث عن المسائل المتعلقة بالتنوع. الأشخاص المؤهلون تماماً للخطابة حول أي موضوع (سلسلة الكتل "بلوك تشين"، تعلم الآلة، الفيزياء الفلكيّة، نظريات الإدارة.. اختر ما شئت) غالباً ما يدرجون في حلقة نقاش إلزامية "عن التنوع" أو يُطلب منهم الحديث عن شعورهم كنساء/ ذوي بشرة سمراء/ أشخاص من ذوي الإعاقة في [أدخل المجال هنا] نظراً لهويتهم الحاضرة. ابحث عن فيما إذا كانت خبرة المتحدث هي في موضوع التنوع والهوية، مثلي، أو فيما إذا كان لا يتطرق إلى ذلك عادة في عمله. الوضع الأمثل هو مؤتمر احترافي لا يحتاج مساراً للتنوع والاندماج، ويُراعى فيه اختيار تنوع المتحدثين في جميع مسارات المواضيع، ويمكن أن يمثِّل المؤتمر ما يبدو عليه إنشاء بيئة شمولية.

سلّم دفّة القيادة لآخرين. إذا كان يُطلب منك الحديث مراراً وتكراراً، وأنت رجل أبيض، فأوفِ بالعطاء عبر التوصية بمتحدث من مجتمع أقل تمثيلاً. حظيت بفرصة الحديث مجاناً في مراحل مبكرة من حياتي المهنية، وخصوصاً لأنني زوجة عاملة بدوام كامل. أدرك كيف أنّ قضاء سنوات في كوني متحدثة دون أجر معناه أنني الآن في الأغلب الأحيان أتلقى عروضاً بمبالغ كبيرة للحديث في المؤتمرات. أحاول الآن حيثما أمكن أن أقوم بالتوصية بمتحدث آخر بدلاً مني، بهدف محدد يتمثل في تسليم دفّة القيادة لنساء من أصحاب البشرة السمراء والنساء اللاتينيات. كما أعمل على تقديم ورشات عمل منخفضة التكلفة أو مجانية حول الخطابة العامة موجّهة نحو النساء أصحاب البشرة السمراء. عليك أن تفهم أنه عندما لا يرى الأشخاص ذوي البشرة السمراء قدوة يشبهوننا على المنصة، يقل احتمال ترشيح أنفسنا لهذه الفرص لأننا نشعر أنه يتعذر الوصول إليها. من المهم بالنسبة للأشخاص أصحاب البشرة السمراء في الجمهور رؤية المتحدثين الذين يمثلون حياتهم وتجاربهم. عندما تتم دعوتي للحديث في مؤتمرات مرموقة، أتفاوض حول سعر الخطابة ليتضمن بعض التذاكر المجانية للمؤتمر بحيث تُمنح لنساء أقوم بترشيحهن من ذوي البشرة السمراء.

استخدم ميزة الرعاية. إذا كنت في مكانة تسمح لك برعاية فعالية ما، ارفض فعل ذلك إذا لم يكن فريق المتحدثين متنوعاً. وقل بوضوح إنك تتطلع إلى استخدام ميزانيتك الخاصة بالرعاية لخلق بيئة متنوعة وشمولية. يزيد احتمال أن يقوم منظمو المؤتمر باتخاذ إجراءات ملموسة عندما تستخدم قوتك المالية في اتجاه معين.

ارفض الخطابة في فعالية ذات فريق متجانس أو ارفض حضورها. مرة أخرى، استخدم قوتك المالية في اتجاه معين إن استطعت. كلما كان مركزك رفيعاً، يزداد الأثر الذي من المرجح أن تتركه عندما تقوم بهذا العمل. ادعم حيثما أمكن المؤتمرات التي تضع تنوع المتحدثين على رأس الأولويات واحضرها، وصرّح على نحو خاص بسبب تقديرك لهذا الأمر. كشخص يهتم كثيراً بإدارة وقته، فإنني أقول إنني أعتبر حضور مؤتمر لا أتعلم فيه من تشكيلة واسعة من الخبرات والآراء والتجارب هو مضيعة للوقت.

يتطلب الأمر منا جميعاً العمل بطريقة مدروسة، متحدثين ومنظمين ورعاة وحضور على حد سواء، لإيجاد التنوع في المتحدثين الذي نرغب برؤيته.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي