5 خطوات لتحدد مدى ملاءمة الوظيفة لك

6 دقائق
تقييم صاحب المؤسسة
فريق عمل هارفارد بزنس ريفيو/ريتشارد دروري/ غيتي إيميدجيز

ملخص: من حقك بصفتك متقدّماً لوظيفة ما تقييم صاحب المؤسسة كما يقيّمك هو، وذلك يتطلّب منك تخصيص وقت كافٍ لمعرفة ماهية المنصب ومدى توافق المؤسسة مع قيمك وإمكاناتك وأهدافك المستقبلية. وثمة 5 خطوات يمكنك اتباعها:

  • تأكد من صحة الوصف الوظيفي: استخدم منصات مثل لينكد إن أو موقع الشركة لتبدأ رحلة البحث، واستعرض الملفات التعريفية للموظفين الذين يعملون في مناصب مماثلة في المؤسسة. قد تتضمن الأوصاف الوظيفية عبارات أو ألقاباً غامضة، مثل "كبير الموظفين"، لكنها لا تمثّل المنصب تمثيلاً دقيقاً، وعليك حينها التأكد من طرح الأسئلة الصحيحة في أثناء المقابلة.
  • راعِ ثقافة الشركة. أولِ اهتمامك بكيفية تواصل الشركة معك منذ اليوم الأول، بما في ذلك التواصلات عبر البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية والمناقشات التي تدور في المقابلات الشخصية.
  • ناقش موضوع الرواتب والمزايا: اسأل مسؤول الموارد البشرية المعني بتيسير العملية عن النهج المتّبع في تحديد التعويضات والمزايا. وإذا كنت على تواصل مباشر بمدير التوظيف، فاطرح الموضوع عليه خلال المقابلة الأولى.
  • تأكد من أن تلبّي الوظيفة أهدافك المهنية، وتخيّل وضعك المهني بعد عامين على الأقل من الآن وشارك أهدافك مع مدير التوظيف في أثناء المقابلة، فذلك يساعدك في تحديد ما إذا كانت المؤسسة قادرة على تلبية توقعاتك.
  • تحقّق من خلفية الشركة. قد يكون من السهل جمع هذه المعلومات إذا كنت تنضم إلى مؤسسة كبيرة أو علامة تجارية مشهورة، لكن إذا كنت بصدد الانضمام إلى شركة ناشئة، فابحث عن البيانات المتعلقة بالتمويل والاستثمار.

 

هل شعرت يوماً أن وظيفتك الحالية لا تتوافق مع الوظيفة التي تقدّمت إليها بالفعل؟ أنت لست وحدك.

ففي استقصاء حديث شمل 2,500 شخص من جيل الألفية والجيل زد، أجابت نسبة 72% من المشاركين أنهم تفاجؤوا أو ندموا على قبول عرض التوظيف لأن المنصب أو الشركة كانت مختلفة تماماً عن توقعاتهم. في حين أفادت نسبة 20% على الأقل منهم أنهم سيستقيلون في غضون شهر إذا لم تلبّ الوظيفة الجديدة توقعاتهم، وأفادت نسبة 41% بأنهم سيصبرون مدة شهرين إلى ستة أشهر قبل اتخاذ قرار الاستقالة.

وفي الواقع، يمثّل هذا التحوّل المتمثّل في دفاع العمال عن احتياجاتهم وسعيهم لكسب التقدير تغييراً محموداً. ولكن إذا كنت تتقدّم إلى وظائف اليوم، فيمكنك أن توفر على نفسك عناء بعض المتاعب من خلال تحديد ما إذا كانت الوظيفة مناسبة لك أو لا قبل قبول العرض.

من حقك بصفتك متقدّماً لوظيفة ما تقييم صاحب المؤسسة كما يقيّمك هو، وذلك يتطلّب منك تخصيص وقت كافٍ لمعرفة ماهية المنصب ومدى توافق المؤسسة مع قيمك وإمكاناتك وأهدافك المستقبلية.

وإليك ما عليه فعله:

1. تأكد من صحة الوصف الوظيفي

قد توفّر الأوصاف الوظيفية عند فهمها رؤى ثاقبة حول شركة أو منصب ما، فهي توضح لك المسؤوليات التي ستتولى أداءها، وتكشف عن النهج المتّبع في قياس الأداء، وتساعدك في تقييم مجموعات مهاراتك الحالية.

استخدم منصات مثل لينكد إن أو موقع الشركة لتبدأ رحلة البحث، واستعرض على منصة لينكد إن الملفات التعريفية للموظفين الذين يعملون في مناصب مماثلة في المؤسسة، فقد يساعدك فهم تاريخ عملهم وخلفياتهم ومؤهلاتهم (المهارات والخبرات) في كسب رؤية واقعية حول المنصب وتقييم مستوى مهارتك. على سبيل المثال، إذا شعرت أن الموظفين أقل خبرة منك، فقد يعني ذلك أن المنصب لا يتواءم مع مهاراتك، بغض النظر عن اللقب، من جهة أخرى، قد تشعر أحياناً بالحاجة إلى صقل مهاراتك لدعم طلبك.

وقد يتضمن الوصف الوظيفي أحياناً كلمات أو عبارات محيّرة أو غامضة. على سبيل المثال، قد تعني عبارة "إدارة النزاعات" عدة معانٍ منها: "التواصل بوضوح مع الزبائن" أو "قيادة المشاريع المعقدة" أو "التعافي من الأخطاء بسرعة". وبالمثل، قد لا يعني اللقب الوظيفي "كبير" أحياناً منصباً إدارياً أو منصباً من المستويات الإدارية العليا، وذلك اعتماداً على حجم الشركة وبنيتها التنظيمية. وعليك بالتالي الحرص على فهم الإجابة عن كل سؤال تطرحه في أثناء عملية المقابلة.

أخيراً، ضع في اعتبارك أن معظم الأوصاف الوظيفية لا يقدّم تمثيلاً دقيقاً للمناصب، فقد يكون بعضها قديماً أو كُتب بطريقة رتيبة، وعليك بالتالي قراءتها بطريقة نقدية.

2. راع ثقافة الشركة

لكل شركة ثقافة مختلفة، بمعنى القيم والعادات والسلوكيات التي تحدد بيئة العمل اليومية، فإذا كانت الثقافة مناسبة، فمن المحتمل أن تشعر بالراحة والثقة في العمل.

ولتفهم ثقافة شركة ما، أولِ اهتمامك بكيفية تواصل موظفيها معك منذ اليوم الأول، أول بريد إلكتروني تتلقاه، وأول مكالمة هاتفية تجريها مع مسؤولي التوظيف، ومقابلات العمل الشخصية التي تُجريها، وحتى رسائل المتابعة عبر البريد الإلكتروني. راقب شعورك بعد كل حوار؛ هل يتمتع هذا الشخص بالشفافية والأصالة وأبدى مشاركة وجدانية؟ كيف تصف لهجة الأشخاص المعنيين بتيسير العملية وسلوكياتهم؟ هل يُبدون اهتمامهم وحرصهم على معرفة المزيد عنك؟ هل شعرت بالراحة في أثناء طرح أسئلتك، بغض النظر عن مدى توترك؟

إذا كنت تحضر مقابلة شخصية، فراقب محيطك، وأجرِ محادثات مع الموظفين الذين يمرون بالقرب منك، حتى في أثناء الانتظار في مكتب الاستقبال، فمحادثة مدتها 3 دقائق قد تكشف الكثير عن ثقافة الشركة أحياناً.

واسأل مدير التوظيف أسئلة مفصّلة حول البيئة والثقافة وممارسات التواصل التي يفضّلها الفريق في أثناء المقابلة نفسها. على سبيل المثال، إذا كنت شخصاً انطوائياً، فقد ترغب في فهم كيفية تعاون مديرك المحتمل مع الشخصيات المختلفة. يمكنك أن تطرح عليه أسئلة مثل:

  • كيف سأحظى بالدعم إذا كان مديري يقطن في منطقة زمنية مختلفة؟
  • كيف يتعامل المدير مع الأخطاء؟
  • كيف يُقاس النجاح؟
  • كيف نجح الفريق في حل نزاع أو موقف صعب في الماضي؟
  • كيف كانت عملية التواصل فيما بينهم وهل نجحوا في إدارة موظفين ذوي خلفيات مختلفة؟
  • ما دور القائد برأيهم؟
  • ما هي سبل النمو في هذا المنصب؟
  • هل سأحصل على الدعم إذا كنت أرغب في تحسين مهاراتي؟

اسأل عن معدل دوران الموظفين، والترقيات الداخلية، وتنقلات الموظفين الأفقية، واطلب من مدير التوظيف منحك أمثلة محددة لكل سؤال. (إذا كانت إجاباته غامضة، فقد تكون هذه إشارة تحذيرية). أولِ اهتمامك بلغته ونبرة صوته. هل تشعر أنك منسجم معه؟ هل ستشعر بالراحة عندما يضع هذا الشخص أهدافاً لك ويقدّم لك ملاحظاته؟

ينطبق ذلك أيضاً على أعضاء الفريق المحتملين. اسأل نفسك إذا سنحت لك فرصة مقابلتهم: هل يمكنني العمل مع هؤلاء الأشخاص والاعتماد عليهم؟

3. ناقش موضوع الرواتب والمزايا

حدد ما إذا كان راتب المنصب يتطابق مع قيمته السوقية، وتصفّح مواقع الويب التي تضم مثل هذه المعلومات عادة، مثل غلاس دور (Glassdoor) وباي سكيل (Payscale). يمكنك أيضاً التحدث مع الأصدقاء والأقران الذين يعملون في مجالات أو وظائف مماثلة.

وإذا لم يُذكر الراتب في الوصف الوظيفي، فاسأل مسؤول الموارد البشرية المعني بتيسير العملية عن النهج المتّبع في تحديد التعويضات. وإذا كنت على تواصل مباشر بمدير التوظيف، فاطرح الموضوع عليه خلال المقابلة الأولى. لكن حذار أن تبدو شخصاً متعطشاً للمال، بل أظهر أنك تأخذ موضوع التعويضات على محمل جدي وتعتبره جانباً مهماً يجب مراعاته.

تتضمن الأسئلة التي يمكنك التفكير فيها ما يلي:

  • هل حُدد مقدار التعويضات استناداً إلى دخلك وخبراتك السابقة؟
  • هل تتّبع الشركة أي سياسة فيما يتعلق بنطاق الرواتب الداخلية؟ أو تتبع توصيات شركة استشارية خارجية في مجال الإدارة تجري بحوثاً حول الأجور العادلة؟
  • على أي أساس تُحدد المكافآت والمزايا؟

عموماً، تمثّل المكافآت، والتأمين الصحي، ورعاية الأطفال، ومساهمات المعاشات التقاعدية، ومخصصات مواقف السيارات، وبدل السفر، والإجازات، وسياسات الرفاهة، وإجازة رعاية الأطفال، وسياسات العمل من المنزل، وجداول المواعيد المرنة وغير ذلك، عوامل مهمة يجب وضعها في الاعتبار. وحتى إذا لم يكن الراتب منافساً، يمكنك اعتبار المزايا القوية والشاملة ضمن الأجر الإجمالي، فضلاً عن أنها تشير إلى مدى تقدير الشركة لموظفيها واهتمامها بهم.

4. تأكد من أن تلبّي الوظيفة أهدافك المهنية

يجب أن يكون قرارك بشأن قبول عرض ما أو رفضه مدفوعاً باهتماماتك وقيمك وأهدافك المستقبلية. تخيّل وضعك المهني بعد عامين على الأقل من الآن. هل ترغب في العمل لصالح شركة راسخة؟ هل ترغب في الحصول على مزيد من التدريب والتطوير؟ هل ترغب في تحقيق نمو سريع؟ هل تريد كسب مزيد من الأموال؟ تريد مزيداً من أوقات الراحة؟ هل ترغب في تعزيز إحساسك بالهدف؟ ليست هناك إجابة صحيحة وأخرى خاطئة.

شارك أهدافك مع مدير التوظيف في أثناء عملية المقابلة، فذلك يساعدك في تحديد ما إذا كانت المؤسسة قادرة على تلبية توقعاتك. على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في متابعة تعليمك العالي في المستقبل، فاستفسر عن السياسات المتعلقة بالعمل والدراسة. وإذا كانت الترقيات هي حافزك، فاطلب أمثلة عن تطوّر الموظفين وتقدمهم ضمن الفريق. وإذا كنت تتطلع إلى صقل مهاراتك الفنية والعمل مع أمهر الأشخاص في هذا المجال، فاستفسر عن فرص التوجيه أو برامج التطوير. يمكنك حتى أن تسأل المدير عن توقعاته من المنصب بعد عامين من الآن. ما مدى توافق هذه التوقعات مع أهدافك؟

قد يبدو إجراء هذه المحادثة صعباً، لكن الالتزام بالوضوح والشفافية بشأن أولوياتك يساعدك على اتخاذ القرار الأفضل، فالاعتبارات الضرورية بالنسبة لك قد تكون تافهة بالنسبة لمديرك المستقبلي أو حتى للشركة، ولا بأس في ذلك، فلكلا الطرفين افتراضاته الخاصة، لكن قد تتحوّل مثل تلك الافتراضات إلى عوائق عند بدء عمل جديد ما لم تُناقش.

5. تحقق من خلفية الشركة (والمدير)

سيتحقق معظم الشركات من رسائل التوصية بك، وعليك فعل الشيء نفسه معها. قد يكون من السهل جمع هذه المعلومات إذا كنت تنضم إلى مؤسسة كبيرة أو علامة تجارية مشهورة، إذ ستكشف مواقع الويب والمقالات والبيانات الصحفية والتقارير السنوية الكثير عن خلفيتها. يمكنك أيضاً إجراء بحث شامل حول سمعتها ونزاهتها من خلال التواصل مع الموظفين السابقين على لينكد إن. أما إذا كنت تتقدّم إلى شركة ناشئة أو مشروع جديد، فابحث عن البيانات المتعلقة بالتمويل والاستثمار لفهم ما إذا كانت الشركة قابلة للاستمرار من الناحية المالية وتمتلك القدرة على النمو. أما عندما يتعلق الأمر بمديرك المحتمل، فتحقق من ملفه الشخصي على لينكد إن أو موقعه على الويب أو وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، فذلك يساعدك على فهم خلفيته التعليمية ومهاراته بالإضافة إلى وجهات نظره وقيمه.

قد يبدو هذا العمل شاقاً للوهلة الأولى، لكن كلما مارست هذه الخطوات، زادت ثقتك في قراراتك. باختصار، تتحوّل أماكن العمل اليوم إلى أماكن ننغمس فيها بالعمل كلياً، وليس أماكن لعرض مهاراتنا وخبراتنا فقط، ومن يقود هذا التغيير هم الموظفون وأصحاب العمل على حد سواء. لذلك، ابحث عن شركة تتوافق مع قيمك مثلما تبحث الشركات عن موظفين يتوافقون مع قيمها.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي