برنامج خبراء الإمارات من البرامج الرائدة على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يسهم البرنامج في صقل مهارات الشباب الواعدين وتمكينهم ليكونوا خبراء للمستقبل، وذلك لتعزيز توجه الحكومة نحو بناء اقتصاد معرفي وطني يسهم في تحقيق التوجهات الاستراتيجية للأجندة الوطنية 2021 ومئوية دولة الإمارات العربية المتحدة 2071. وتكمن أهم عناصر نجاح البرنامج في تبني القيادة العليا في الدولة للبرنامج واختيار مرشحين ضمن القطاعات الحيوية للدولة. "فالشباب هم الثروة الوطنية الأغلى للدولة" كما قال سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
يعد البرنامج منصة متقدمة ومتكاملة توفر فرصاً تدريبية واستشارات للمشاركين بحيث يتم الاستفادة من المعرفة المكتسبة من خبرات الموجهين من أصحاب القرار في الجهات الحكومية والخاصة للمساهمة في تطوير المشاريع والمبادرات الوطنية. وقد تبنت حكومة الدولة عدة استراتيجيات مستقبلية داعمة لتعزيز الخبرات الوطنية كاستراتيجية المهارات المتقدمة، واستراتيجية استشراف المستقبل واستراتيجية الثورة الصناعية الرابعة والتي تهدف إلى تبني المشاريع المستقبلية والتقنيات المتقدمة في مختلف قطاعات الدولة. أما على صعيد قطاع النقل في إمارة دبي، فقد تبنت حكومة دبي متمثلة بهيئة الطرق والمواصلات استراتيجية دبي للتنقل ذاتي القيادة والتي تهدف إلى تحويل 25% من رحلات التنقل لتكون بأنظمة ذاتية القيادة بحلول عام 2030. هذه الاستراتيجيات تؤكد أهمية تبني الجهات المعنية بالدولة برامج ومبادرات مبتكرة لتأهيل وتمكين الكفاءات الوطنية بالخبرات والمهارات لتطبيق هذه التقنيات وتطويرها بمختلف مجالات العمل.
يعد قطاع النقل من "القطاعات الحيوية والمهمة" لدعم نمو اقتصاد الدول والمدن العالمية، حيث تستثمر الدولة المليارات في تطوير البنية التحتية للنقل والطرق، واستثمرت حكومة دبي منذ إنشاء هيئة الطرق والمواصلات في نوفمبر عام 2005 حوالي 100 مليار درهم، ساهمت في خفض قيمة الوقت والوقود المهدر بسبب الازدحامات المرورية بنحو 187 مليار درهم حتى نهاية عام 2018، كما أن الاستثمار تضمن تطوير شبكات وخدمات النقل الجماعي ومركبات الأجرة في دبي، وهو ما أدى إلى زيادة عدد الركاب من نحو 163 مليون راكب عام 2006 لنحو 589 مليون راكب عام 2018، كما زادت نسبة الرحلات التي تتم بوسائل النقل الجماعي خلال الفترة ذاتها من 6% إلى 17.5%. هذه النتائج عززت من تنافسية إمارة دبي عالمياً وساهمت في حصول الدولة على المركز الأول في جودة الطرق لأربعة أعوام متتالية وفق تقرير التنافسية العالمية للمنتدى الاقتصادي العالمي.
ولضمان تعزيز هذه النتائج تتبنى هيئة الطرق والمواصلات مبادرات مختلفة لدعم الخبرات الوطنية منها تقديم برامج المنح الدراسية والتدريب الفني المتقدم ضمن تخصصات تسهم في دعم نمو قطاع النقل، حيث تهدف الهيئة إلى الاستفادة من هذه الخبرات الوطنية للعمل في المشاريع المستقبلية بقطاع النقل منها: تطوير نماذج أعمال مبتكرة تدعم النقل الجماعي والتنقل المشترك، توظيف التقنيات المتقدمة كالذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في أنظمة النقل والمرور، وتطوير أنظمة نقل مستدامة تستخدم الطاقة النظيفة وتسهم في خفض ملوثات ثاني أكسيد الكربون.
هذا، وهناك فرص مستقبلية مهمة بقطاع النقل حيث ستقوم الكفاءات الوطنية الشابة بطرح حلول مبتكرة للتحديات العالمية بقطاع النقل والمتمثلة في: تطوير البنية التحتية وتأهيلها لوسائل وأنظمة النقل المستقبلية: (كالمركبات ذاتية القيادة، وحدات النقل المعلقة، التاكسي الجوي ذاتي القيادة وغيرها)، وتطوير التشريعات والسياسات ونماذج العمل المستقبلية، وتطوير خدمات النقل المستقبلية من خلال التركيز على البحث والتطوير.
إن الاستثمار في تطوير الخبرات الوطنية سيسهم في تعزيز مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة بكافة قطاعات الدولة وسيكون المحرك الرئيس لتعزيز ريادتها عالمياً.