3 خطوات عملية لبناء علاقة إيجابية مع مديرك الجديد

6 دقائق
بناء علاقة
فريق هارفارد بزنس ريفيو/غيتي إميدجيز/فيكتوريوس 2016
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: أحد أهم الجوانب التي يجب وضعها في الاعتبار عند بدء وظيفة جديدة هو التعجيل في بناء العلاقات مع زملائك، ولا سيما مع مديرك. ولكن كيف يمكن أن تأخذ زمام المبادرة وتكون سبّاقاً في بناء علاقة إيجابية مع مديرك الجديد؟

  • تخيّل نفسك في المستقبل. كيف تريد أن تبدو علاقتك مع مديرك؟ ما وتيرة تواصلك معه؟ وما المواضيع التي ستناقشها معه؟ اكتب بياناً يصف علاقتك التي ترغب بها واحتفظ به في متناول اليد للرجوع إليه بانتظام.
  • ضع خطة عمل. دوّن الخطوات التي ستتخذها لتحويل رؤيتك إلى حقيقة، ضع في اعتبارك أن الهدف النهائي هو التوصل إلى طريقة تجعل علاقتك مع مديرك مفيدة للطرفين.
  • تتبع تقدّم علاقتك. كلما انخرطت في دورك وزاد انشغالك، كان الانحراف عن رؤيتك أو الخروج عن مسار التقدم الذي أحرزته أسهل. لذلك احرص على مراجعة نفسك بانتظام للتأكد من أن علاقتك بمديرك لا تزال على المسار الصحيح.

 

قد يبدو الانضمام إلى مؤسسة جديدة تجربة مرهقة. يتعين عليك إنجاز الكثير من المهام، مثل إعداد الكمبيوتر المحمول وتنزيل جميع البرامج الضرورية وحضور العديد من الاجتماعات المخصصة للموظفين الجدد، وذلك ليس سوى الإعداد الرسمي للموظفين الجدد. بالإضافة إلى ذلك، قد تواجه تحديات مثل تعلم كيفية إنجاز مهام غير مألوفة والتكيف مع ثقافة الشركة الجديدة والتعامل مع الديناميكيات الاجتماعية في مكان العمل.

لكن أحد أهم جوانب العمل الجديد، الذي يغفل عنه الموظفون الجدد غالباً، هو التعجيل ببناء العلاقات مع الزملاء، لا سيما مع المدير الجديد. لمديرك الدور الأكبر في نجاحك أو فشلك، فهو من يمكنه تسهيل مشاركة المعلومات وتسريع اندماجك في الفريق ومساعدتك في بناء علاقاتك مع الآخرين وتعزيزها في جميع أنحاء المؤسسة.

في ظل انشغالك الشديد بالمهام الكثيرة في الأيام الأولى من وظيفتك الجديدة، قد تميل إلى ترك زمام المبادرة في بناء العلاقة لمديرك، فهو في النهاية أكثر خبرة منك ولديه مكانة أعلى في المؤسسة، أليس كذلك؟ لا، هذا خطأ. يُظهر بحثنا أن المبادرة لبناء علاقة جيدة مع مديرك يمكن أن تفيد مسارك المهني إلى حد بعيد، لأن المدراء يميلون إلى النظر إلى الموظفين الجدد الاستباقيين بإيجابية أكبر على المديين القصير والطويل.

إذاً كيف تكون استباقياً وتبني علاقة إيجابية مع مديرك الجديد؟

تخيّل نفسك في المستقبل

الخطوة الأولى هي تصور شكل العلاقة التي تريد أن تربطك بمديرك. سيساعدك إنشاء صورة ذهنية واضحة لشكل العلاقة التي تريد بناءها مع مديرك في تحديد الإجراءات والسلوكيات التي يجب عليك تبنّيها لبناء تلك العلاقة.

إحدى الطرق لتخيل العلاقة التي تريدها مع مديرك هي تصور نفسك في المستقبل والنظر في آمالك ورغباتك وتطلعاتك ومخاوفك المتعلقة بالشخص الذي تريد أن تكون عليه في العمل. خصص بعض الوقت للتفكير بهدوء في الأسئلة الآتية:

  1. ما خصائص العلاقة التي أريدها مع مديري؟
  2. ما المعارف أو المهارات التي أهدف إلى تعلمها منه وكيف؟
  3. ما نمط التفاعلات التي أود التواصل معه من خلالها؟
  4. كيف يجب أن تكون نبرة تلك المحادثات؟
  5. ما المواضيع التي أتوقع مناقشتها معه؟
  6. هل ستقتصر محادثاتنا على المواضيع المتعلقة بالعمل فقط، أم أنها ستتضمن مسائل شخصية أيضاً؟
  7. هل سيكون لكل من التسلسل الهرمي والمكانة دور مهم في علاقتنا؟

بمجرد تكوين فكرة واضحة عن العلاقة التي تريدها مع مديرك، اكتب بياناً حولها واحتفظ به في متناول اليد للرجوع إليه بانتظام. سيساعدك ذلك في تتبع كيفية تقدم علاقتك والتحقق من الحاجة إلى إجراء أي تعديلات.

فيما يلي مثال حول كيفية صياغة بيانك:

“أتصور علاقة عمل جيدة مع مديري. آمل أن يتحداني ويدعمني أيضاً في تطوير ذاتي، وأن يساعدني في التقدم داخل الشركة من خلال منحي الخبرة المناسبة للتقدم. سيثق بي ويشاركني تجربته وخبرته، وسأتعاون معه لأقدِّم أفضل أداء ممكن”.

من الضروري تجنّب الرؤى الغامضة في البيان مثل “آمل أن أحظى بعلاقة جيدة مع مديري”.

نصيحة احترافية: لا تكن واقعياً في رؤيتك فحسب، بل إيجابياً أيضاً

سمعنا جميعاً قصصاً فظيعة عن مدراء أساؤوا معاملة موظفيهم، وربما مررت ببعض التجارب السلبية في الماضي ولا تزال تحاول تجاوز آثارها.

ومع ذلك، من المهم ألا تدع تلك التجارب السلبية تؤثر على العلاقة الجديدة التي تحاول بناءها مع مديرك الجديد. عند تصور نفسك في المستقبل، استفد من أي تجارب سلبية مررت بها لإنشاء حدود صحية في علاقتك الجديدة. من الطبيعي أن يكون لديك بعض المخاوف بشأن مديرك الجديد، ولكن لا تنسَ أن كل شخص فريد من نوعه. سيحفزك تبنّي نظرة إيجابية عن العلاقة على بنائها، إذ تُظهر الأبحاث أن إمكانية تحقيق نتائج إيجابية تحفز البشر أكثر من النتائج السلبية، إذاً استخدم هذه المعلومة لصالحك.

ضع خطة عمل

بعد تحديد شكل العلاقة التي تتطلع إلى بنائها، فكّر في كيفية تحويل رؤيتك إلى حقيقة. ابدأ بوضع خطة عمل. يمكن أن تبدو خطتك على الشكل التالي:

  1. سأبحث عن فرص للعمل من كثب مع مديري في المهام كي أتمكن من فهم طريقة تفكيره وتفضيلاته وقيمه بصورة أفضل.
  2. سأتعاون مع مديري لإنشاء خريطة طريق لبناء الثقة المتبادلة وتحديد الخطوات اللازمة لإنشاء علاقة طويلة الأمد وعالية الجودة.
  3. في أثناء نمو علاقتي مع مديري، سأعتاد تدوين ملاحظات سريعة حول الحوادث الجيدة والسيئة التي ميّزت علاقتنا حتى أتمكن من مناقشتها معه.
  4. سأتواصل مع مديري دورياً لمناقشة ما ينجح وما لا ينجح، وسنحدد معاً الإنجازات والدروس المستفادة ومجالات التحسين. سأستفيد من الملاحظات التي سجلتها في هذه المحادثات لإظهار مدى اهتمامي بعلاقة العمل بيننا والاهتمام الذي كرّسته لنموها.
  5. سأستمر في تعديل رؤيتي لنفسي في المستقبل دورياً لتضمين ما تعلمته عن مديري وعن علاقتنا حتى لا تكون أهدافي بعيدة جداً عن الواقع.

ستتمكن بإنشاء خطة عمل ومتابعتها من بناء علاقة حقيقية وموثوقة ومتنامية مع مديرك، ما يزيد احتمالية توافقها مع رؤيتك وتوقعاتك. ومع ذلك، تذكّر دائماً الهدف النهائي من خطتك: التوصل إلى طريقة تجعل علاقتك مع مديرك مفيدة للطرفين.

نصيحة احترافية: ثق بقدرتك على تشكيل هذه العلاقة

ولكن حتى مع وجود رؤية وخطة عمل واضحتين، فالطريق إلى إنشاء العلاقة التي تطمح إليها مع مديرك قد يكون شاقاً، وقد تشعر أنك عاجز عن تحويل رؤيتك إلى حقيقة واقعة خصوصاً إذا كنت لا تزال في بداية مسارك المهني. لمديرك في النهاية تفضيلاته وجدول أعماله ونفوذه طبعاً، ولكن من المهم ألا تدع ذلك يثنيك عن تولي زمام المبادرة في بناء علاقة جيدة معه.

قدَّم نايجل مارش في حديثه ضمن حلقة شهيرة من برنامج تيد توك النصيحة التالية: “يجب على كل فرد منا أخذ زمام السيطرة على الحياة التي يريد أن يعيشها وتحمل مسؤوليتها، لأننا إذا لم نصمم حياتنا بأنفسنا، فسيصممها الآخرون لنا”. كانت هذه النصيحة حول كيفية خلق توازن بين العمل والحياة، ولكن يمكن تطبيقها على عملية بناء العلاقات أيضاً؛ إذا لم تصمم نوع العلاقة التي تريدها مع مديرك، فسيفعل مديرك ذلك بدلاً عنك، وقد لا تكون سعيداً بالنتائج.

لديك القدرة على بناء العلاقة التي تطمح إليها مع مديرك وأنت مسؤول عن بنائها، ومن الضروري أن تؤمن بقدرتك عليه، حتى وإن بدت هذه الجملة مبتذلة. يُظهر بحثنا أن الموظف الجديد الذي يثق في قدرته على بناء العلاقة المستقبلية التي يطمح إليها ويشعر فعلياً أنه يحمل مسؤوليتها، يُبدي حماساً أكبر ومن المرجح أن يحقق هدفه. بالمقابل، يبدي الموظف الجديد الذي يفتقر إلى الإيمان بقدرته على التحكم في عملية بناء علاقة جيدة مع مديره حماساً أضعف ويصبح أقل عرضة للاستثمار في بناء علاقة قوية معه.

تتبَّع تقدم علاقتك

كلما انخرطت في دورك وزاد انشغالك، كان الانحراف عن رؤيتك أو الخروج عن مسار التقدم الذي أحرزته أسهل. لذلك من المهم أيضاً أن تراقب تطور علاقتك مع مديرك وتقيّمها باستمرار.

عندما تبدأ وظيفة جديدة، حدد موعداً في جدول مواعيدك لإعادة تقييم التقدم في علاقتك مع مديرك. ضع في اعتبارك إجراء هذا التقييم بانتظام (كل أسبوعين مثلاً) خلال المرحلة الأولية من بدء وظيفتك، ومع تقدمك، يمكن أن يصبح ممارسة شبه منتظمة يمكنك إجراؤها مرة كل شهر أو 3 أشهر بحسب احتياجاتك. خصص ساعة في جدول مواعيدك للتحقق من رؤيتك والتفكير في مدى تطابق واقع علاقتك مع رؤيتك التي كنت تطمح إليها.

إليك بعض الأسئلة التي يمكنك طرحها على نفسك لتقييم تقدم علاقتك مع مديرك:

  1. ما جوانب علاقتنا التي أقدّرها؟ هل هناك أي جوانب لا تعجبني؟
  2. ما الذي تحقق من رؤيتي؟ ما الذي لم يتحقق؟
  3. ما التحديات التي واجهتها في أثناء تعزيز علاقتنا؟
  4. هل تتماشى رؤيتي لعلاقتي بمديري مع أهدافي وقيمي حتى اليوم؟

في تقييمك لتقدم علاقتك مع مديرك يجب ألا تتردد في طلب النصح أو المشورة منه، تذكّر أن مديرك يجب أن يستثمر في العلاقة معك أيضاً، ومن شأن الانفتاح والصدق بشأن أهدافك مساعدته على فهم احتياجاتك فهماً أفضل.

نصيحة احترافية: اتخذ إجراءات صغيرة كل يوم.

لا يتضمن كل جانب من جوانب رؤيتك أو خطة عملك لبناء علاقة جيدة مع مديرك التخطيط والمراقبة على المدى الطويل، فالإجراءات اليومية الصغيرة التي تتخذها لتعزيزها لا تقل أهمية.

بالطبع، تكمن إسهاماتك اليومية في أهداف فريقك ومؤسستك ومهامك ومشاريعك المهمة في صميم هذه الإجراءات. ولكن من المهم أيضاً الانخراط في سلوكيات “الأدوار الإضافية”، مثل إظهار اهتمام حقيقي بمديرك ومساعدته في مهام إضافية وسؤاله عن حياته الشخصية وخلق لحظات مريحة أو مسلية معه. تستغرق هذه الإجراءات اليومية البسيطة القليل من الوقت، لكنها ستساعدك كثيراً في إنشاء علاقة إيجابية مع مديرك والحفاظ عليها.

يتطلب بدء وظيفة جديدة بنجاح الكثير من الطاقة والموارد، وهذا يشمل تولي جميع المهام ذات الصلة والتفاعلات الاجتماعية البالغة الأهمية في الأشهر القليلة الأولى. وسيشكّل العمل الاستباقي لإنشاء العلاقات التي تطمح إليها وبناء الشخص الذي التي تريد أن تكون عليه في العمل تحدياً صعباً، لكن الفوائد الطويلة الأجل التي ستجنيها تستحق العناء. من الممكن بالفعل بناء العلاقة التي تريدها مع مديرك، وهو أمر يقع ضمن نطاق سيطرتك بالفعل؛ يتعلق الأمر كله بتحديد رؤيتك ووضع خطتك وإحراز التقدم فيها.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .