تقرير خاص

برنامج خبراء الإمارات: خطة طموحة لتمكين القيادات من الاستجابة للمستجدات العالمية في كافة القطاعات

4 دقائق

يمكن أن يسهم تطوير المهارات في التحول الهيكلي والنمو الاقتصادي ومساعدة البلدان على أن تصبح أكثر قدرة على المنافسة، وفقاً للبنك الدولي. وعلى الرغم من أهمية تقديم الدورات المتخصصة، يبقى التدريب الأكثر أهمية هو بناء القدرة على التكيف مع الزعزعة التي تعيش القطاعات الاقتصادية على وقعها.

ويُعَد برنامج خبراء الإمارات أحد الحلول التي تهدف إلى سد فجوة المهارات في ظل تناقص عمر المهارات الأساسية بسبب التغيرات المتسارعة التي تشهدها القطاعات الاقتصادية 

ما هو برنامج خبراء الإمارات؟

برنامج خبراء الإمارات برنامج وطني، انطلق في عام 2019، يسعى لإعداد كوادر متخصصة من ذوي الكفاءات العالية سنوياً، لتزويدهم بالخبرات والمهارات القيادية التي تؤهلهم إلى دفع عجلة التنمية في مختلف القطاعات الاجتماعية والاقتصادية الرئيسية بما يتماشى مع أولويات الدولة، وتمكينهم بأحدث المعارف النظرية والخبرات العملية لتطوير هذه القطاعات.

ويستمر البرنامج، الذي اختتم دورتين حتى الآن وتتواصل حالياً فعاليات دورته الثالثة، على مدار ثمانية أشهر، ويجمع نخبة من الأكاديميين من المنظمات الشريكة الرائدة والخبراء من كافة القطاعات لتزويد المشاركين بخبراتهم، إضافة إلى التوجيه الفردي، إذ يعمل كل مشارك بإشراف واحد من الموجهين من قادة حكومة الإمارات العربية المتحدة وكبار المسؤولين من وزراء الدولة ومدراء كبريات المؤسسات الحكومية والخاصة.

يتعين على المتقدمين للمشاركة في برنامج خبراء الإمارات امتلاك 10 سنوات من الخبرة على الأقل، مع خبرة مهنية لا تقل عن 5 سنوات في القطاع الذي يعملون فيه، والمساهمة في مشاريع استراتيجية تحقق الأولويات الوطنية، وأن يكونوا من الأشخاص الذين يسعون لتطوير خبراتهم ويرغبون بالارتقاء بقطاعاتهم والنهوض بها في سبيل تحقيق الرؤية الاستراتيجية في دولة الإمارات. 

فعلى سبيل المثال، تضم النسخة الثالثة 15 مشاركاً يشكلون مجموعة متميزة ومتنوعة من الخبرات، وقد شارك بعض منهم بالفعل في محادثات سياسية واقتصادية هامة مثل محادثات المنتدى الاقتصادي العالمي، ومجموعة الدول الصناعية السبع، ومجموعة العشرين. وتضم المجموعة مشاركين مثل رئيس قسم تطوير القطاع السياحي بدائرة الثقافة والسياحة، عائشة المطروشي، ورئيس قسم الأبحاث الاستراتيجية بوكالة الإمارات، عبدالله الشحي، ورئيس قسم العلاقات الدبلوماسية بمكتب المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، سعود النوري، والرئيس التنفيذي لشركة HCMS.ai، عبد الله الشمري، وغيرهم. يمكنكم الاطلاع على كافة المشاركين من هنا.

ما القطاعات التي يركز عليها البرنامج؟

يركز البرنامج مع كل دفعة على عدد من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية وفقاً لما يتماشى مع أولويات دولة الإمارات. فعلى سبيل المثال، تركز النسخة الثالثة من برنامج خبراء الإمارات على 15 قطاعاً ضمن ثلاث مجموعات استراتيجية، هي: التطور الاقتصادي، والتنمية الاجتماعية، والاستدامة والبنية التحتية. وتماشياً مع عام الاستدامة في الإمارات، من المقرر أن يعمل المشاركون في هذه الدفعة على إعداد تقارير تحدد تأثير قمة COP28 على قطاعاتهم، ثم مشاركتها مع رؤساء شركات الاستدامة في جميع أنحاء دولة الإمارات.

وتشمل هذه القطاعات: التنمية الاقتصادية، والإعلام والاقتصاد الإبداعي، والفضاء، والتكنولوجيا والابتكار، والعلوم والأبحاث المتقدمة، والسياحة والضيافة ضمن مجموعة التطور الاقتصادي، وقطاعات التعليم، والثقافة، وتنمية المجتمع والخدمات الاجتماعية، والسياسات والخدمات الحكومية، والصحة والرفاهية ضمن مجموعة التنمية الاجتماعية، وقطاعات الطاقة ومصادر الطاقة المتجددة، والأمن الغذائي والمائي، والتنقل والخدمات اللوجستية، والبيئة وتغير المناخ ضمن مجموعة الاستدامة والبنية التحتية.

وخرّج البرنامج دفعته الأولى عام 2019، التي ركزت على 21 قطاعاً استراتيجياً ومنها: الأعمال والخدمات المالية، والمجتمع والخدمات الاجتماعية، والبنـاء وإدارة العقـارات والأصول، والثقافة، والشؤون الدولية، والمساعدات الخارجية والأعمال الخيريــة، والبحث والتطوير، والشؤون الأمنية، والحكومة الذكية، والرياضة.

وفي عام 2020، خرّج البرنامج دفعته الثانية، التي ركزت على 25 قطاعاً، مثل التصنيع المتقدم، والعلوم والبحوث المتقدمة، والذكاء الاصطناعي والروبوتات، والأمن المائي، والاقتصاد الكلي، والرياضة، والاستدامة والموارد المتجددة.

كيف يحقق البرنامج رؤية الإمارات؟ 

تنطلق مساعي الإمارات نحو تأهيل الشباب من رؤية وضعها قادة الإمارات منذ تأسيسها مفادها أن الشباب الواعي هم الأساس لكل تقدم. فقد أرسى المغفور له الشيخ زايد، الوالد المؤسس لدولة الإمارات، هذا النهج منذ عقود، إذ قال: "إن أكبر استثمار للمال هو استثماره في بناء أجيال من المتعلّمين والمثقفين". 

وفي ظل المتغيرات العالمية المستمرة، تضع الإمارات رؤى وطنية للتكيف مع هذه المتغيرات، إذ ركزت الدفعتان الأولى والثانية على خدمة مستهدفات رؤية الإمارات 2021 لتحقيق الاستدامة في كافة القطاعات، ومواكبة مستهدفات مئوية الإمارات 2071 أيضاً. 

ونجد الدفعة الثالثة الحالية تركز على قطاعات تخدم رؤية "نحن الإمارات 2031"، التي تركز على أربعة محاور رئيسة: المجتمع الأكثر ازدهاراً عالمياً، والمركز العالمي للاقتصاد الجديد، والداعم الأبرز للتعاون الدولي، والمنظومة الأكثر ريادة وتفوقاً، إضافة إلى تركيزها على التغيّر المناخي بشكل خاص للتوافق مع توجه الدولة للتصدي لتبعات التغيّر المناخي.

يسعى البرنامج إلى تسليح المشاركين بمهارات تعليمية وقيادية، وتطوير قدرات التعلم المستمر الخمس التي تساعدهم على اكتساب خبرة تعليم مستمرة يمتد أثرها إلى مدى الحياة، هي: العالمية (الإحاطة بآليات الأنظمة العالمية لتصور الاحتمالات الجديدة)، والتنفيذية (الاستفادة من تنظيم المشاريع الرشيقة تنظيمياً وأساليب إدارة الأداء الفردي)، والتأملية (تحسين مستوى الوعي بالذات والتواصل مع القيم الشخصية)، والتحليلية (تطبيق أساليب حل المشكلات وتوليد الأفكار لاتخاذ قرارات مستنيرة)، وأخيراً التعاونية (الاستفادة من مواهب التأثير والتفاوض ومهارات الاتصال عبر الثقافات والأجيال لتنمية التفاهم المشترك).

يتاح للمشاركين والمشاركات وضع وتطبيق السياسات المستقبلية للدولة عبر وضع كل منهم مشروعاً استراتيجياً يقدم حلولاً تحولية للتحديات التي تواجه قطاعاتهم، ثم عرض المشروع أمام مجموعة من الخبراء بهدف تنفيذ الأفكار الناجحة، وهو ما يحدث الآن مع بعض مشروعات الدفعتين الأولى والثانية.

التوجيه الفردي مع قادة الإمارات 

يوفر البرنامج للمشاركين فرصة للتعلم بشكل مباشر من قادة حكومة الإمارات وكبار المسؤولين عن استراتيجيات التطوير بالدولة، إذ يعمل المشاركون في برنامج خبراء الإمارات تحت إشراف وتوجيه شبكة من الخبراء المتخصصين في مختلف القطاعات الاستراتيجية بالدولة، ومن ضمنهم وزير الاقتصاد، معالي عبد الله بن طوق المري، ووزير التربية والتعليم، معالي أحمد بالهول الفلاسي، ووزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، ووزيرة التغير المناخي والبيئة، معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري، ومدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، سعادة سالم حميد المري، ومدير عام هيئة تنمية المجتمع بدبي معالي حصة بنت عيسى بوحميد، وغيرهم. يمكنك الاطلاع على كافة الموجهين من هنا.

مجتمع خريجي برنامج خبراء الإمارات 

يعد برنامج خبراء الإمارات منصة انطلاق للمتخصصين في دولة الإمارات، ويصبح جميع الخريجين تلقائياً أعضاء في مجتمع خريجي برنامج خبراء الإمارات، ويتاح لهم فرص للتواصل مع قادة في دولة الإمارات العربية المتحدة ومواصلة النمو في قطاعاتهم وتطوير المهارات القيادية.

كما يقدم البرنامج لخريجيه فريق عمل يُسهل فرص إحداث تأثير مهني هادف، فيما يتلقى المتميزون منهم دعوة ليصبحوا زملاء في برنامج خبراء الإمارات، إضافة إلى الاستعانة بخبراتهم للقيام بدور استشاري في برامج التنمية الوطنية.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي