بإرث يمتد لأكثر من 55 عاماً، تقف مجموعة بترومين شامخة، كنموذج رائد للشركات العالمية متعددة الجنسيات التي تنطلق من السعودية، بعدما صنعت تاريخاً لامعاً في توفير حلول التنقل المستدام بمنطقة الشرق الأوسط، وقادت عمليات التحول والابتكار نحو مستقبل أكثر ازدهاراً، لتصبح أحد أهم اللاعبين الرئيسيين في نقل الأفراد والمنتجات والخدمات، ودعم الأفراد والشركات على حد سواء.
انطلقت قصة نجاح بترومين منذ لحظة تأسيسها كشركة سعودية عام 1968، عندما خرجت للنور بموجب أمر ملكي، كمشروع مشترك بين عملاق النفط العالمي أرامكو السعودية والشركة الأميركية الرائدة في النفط والغاز إكسون موبيل (ExxonMobil)، إذ ركزت في بداية عملها على تصنيع زيوت التشحيم، لكن سرعان ما طورت نهجها لتصبح المُصنِّع والمُسوِّق والموزع الرئيسي لخدمات التنقل المستدام في السعودية ومنطقة الشّرق الأوسط.
ثورة التغيير
شهدت بترومين تطورات متلاحِقة، بدأت بدخولها القوي مجال صناعة الوقود، وتوسيع عملياتها ومحفظة أعمالها، والانتشار في منطقة الشرق الأوسط، ثم دخول السوق المصري للمرة الأولى، وإطلاق أول محطة وقود داخل المملكة العربية السعودية، قبل أن تشهد تطوراً مفصلياً تمثَل في استحواذ مجموعة الدباغ الاقتصادية المرموقة على المجموعة، وقيادتها نحو تطوير أعمالها وتوسيعها من خلال دخول أسواق دول الإمارات العربية المتحدة والمغرب وباكستان، لتنطلق ثورة التغيير في بترومين بلا هوادة، فبعد سنوات قليلة من تخصصها في تصنيع زيوت التشحيم، دخلت مجال صيانة السيارات عبر تطوير مراكز الخدمة السريعة "بترومين إكسبريس" التي تمثل تحولاً تاريخياً في مسيرة المجموعة. ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل بدأت في تقديم خدمات صيانة السيارات بشتى أنواعها الميكانيكية والكهربائية، وتوفير الحلول الشاملة لجميع العلامات التجارية والموديلات من خلال مراكز "بترومين أوتو كير".
دخلت بترومين قطاع توزيع السيارات من أوسع أبوابه، عبر الاستحواذ على علامة نيسان التجارية الشهيرة (Nissan) داخل السعودية، وهي خطوة سمحت بتقديم خدمات متكاملة في سوق السيارات، تشمل التوزيع، والتزويد بالوقود، والتشحيم، والصيانة، وغيرها؛ لتعكس قدرتها والتزامها بتلبية احتياجات عملائها المتنوعة، وتأكيد ريادتها في قيادة ثورة الابتكار والتنقّل المستدام بمنطقة الشرق الأوسط.
استراتيجية 2025
في نفس الوقت الذي عانى فيه العالم من جائحة كوفيد-19، كانت بترومين تشهد تحولاً مفصلياً من نوع جديد في عام 2020، إذ طوّرت رؤيتها المستقبلية الطموحة لتصبح أكبر من مجرد مزود لخدمات السيارات، وأطلقت "استراتيجيّة بترومين 2025" التي اشتملت على خارطة طريق مدتها خمس سنوات بقيادة رئيسها التنفيذي، كليانا سيفاغنانام، من أجل إحداث ثورة في المشهد بأفكار مستقبلية وممارسات مستدامة تتمحور حول العميل وتضعه على رأس أولوياتها، وكذلك أعادت تصميم هيكلها التنظيمي بصورة جديدة توفر رحلة شاملة للعميل، وأنشأت نظاماً بيئياً فريداً، ومنصّة إلكترونية تلبّي احتياجات جميع مالكي السيارات، ودمجت في عروضها بين رحلة العميل ودورة الحياة الكاملة، من أجل تقديم تجربة ثريّة وشاملة تترك بصمة لا تُنسى.
أدارت قيادة بترومين أزمة كوفيد-19 باحترافيّة، ففي حين لجأت شركات كثيرة حول العالم إلى تسريح عمالها لخفض التّكاليف، اختارت المجموعة مساراً إبداعياً مغايراً، فاحتفظت بكامل قوتها العاملة، وقدّمت لهم التعويضات والمزايا كاملة، مما ترك أثراً لافتاً أسهم في تحفيز الموظفين ورفع معنوياتهم، وأدى إلى تحقيق نتائج مالية إيجابية، لتضرب أروع الأمثلة في تحسين نمط حياة منسوبيها، وتعزيز رفاهيتهم، وتبرهن على أن استراتيجيتها الجديدة لا تركز فقط على الربح، بل تضطلع بمسؤولية اجتماعية تجاه الموظف وتدعمه في الأوقات الصعبة، وهو النهج الذي ساعد على النمو القوي والسريع بعد التعافي من الجائحة.
إعادة التّموضُع
واكبت بترومين التحولات العالمية واستغلت الفرصة لإعادة تموضُعها في السوق السعودي والمنطقة بأكملها. فبعد النجاح اللافت في التصدي لجميع التحديات التي خلَّفتها جائحة كوفيد-19، عملت في ثمانية قطاعات أعمال متنوعة، ممثلة في الشركة الوطنية للسيارات المتخصصة في توزيع السيارات، والشركة الوطنية لإدارة الأسطول التي تقدم حلول تنقّل متطورة ومتعددة الوسائط، والشركة الوطنية للوقود الناشطة في بيع منتجات الوقود بالتجزئة مع التركيز على تأسيس محطات طاقة مزوّدة بحلول لشحن السيارات الكهربائية، وشركة بترولوب التي تمتلك حصة سوقية تبلغ 43% في سوق زيوت تشحيم السيارات وزيوت التشحيم الصناعية في السعودية وتُصدِّر منتجاتها إلى أكثر من 40 سوقاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والشركة الوطنية لصيانة السيارات التي تقدّم خدمات متميزة لجميع أنواع السيارات، والشركة الوطنية لقطع الغيار وهي مجموعة متكاملة من قطع الغيار الأصلية وخدمات ما بعد البيع، وشركة الثقة الوطنيّة للسيارات التي توفّر منصة متقدمة للسيارات الجديدة والمستعملة مع الاعتماد على التكنولوجيا المالية وتقديم حلول تأمينية، وشركة إلكترومين للسيارات الكهربائية التي تقدّم حلول التنقل الكهربائي الشاملة بأسعار معقولة، إضافة إلى التكنولوجيا المتقدمة والمنتجات المتنوعة، من خلال تأسيس بنية تحتية وخدمات الصيانة عبر شراكات تعاونية واسعة النطاق.
قوة تحويلية
دفعت الاستراتيجية الجديدة بترومين لتصبح قوة تحويلية جبارة، تستخدم أحدث أنواع التكنولوجيا وأكثر خدمات السيارات تطوراً، بينما أسهمت منصّاتها الذكية ومبادراتها الصديقة للبيئة في إحداث تطور لافت في حركة الأشخاص والسلع والخدمات. واستعرضت المجموعة ريادتها العالمية في حلول التنقل المستدام، من خلال مجموعة لا مثيل لها من الخدمات في القطاعات الثمانية التي تخصصت فيها، حيث تدير كل قطاع بصورة شاملة تلبي احتياجات العميل، وتغطي دورة حياة السيارة كاملة. وكرست بترومين بقيادة رئيسها التنفيذي كليانا سيفاجنانام، المعروف في ساحة السيارات العالمية باسم شيفي، جهودها لتبسيط رحلة العملاء من المبيعات والتأجير والصيانة والتزويد بالوقود وشحن المركبات الكهربائية، وصولاً إلى إعادة بيع المركبات عبر الإنترنت.
لعبت بترومين دوراً مهماً في قطاع بيع سيارات الركاب بالتجزئة، وقطاع التعامل التجاري بين الشركات، إذ قدمت مجموعة كبيرة من المركبات التجارية وشبكة وطنية من المراكز المتخصصة لمختلف العلامات التجارية. ومع التركيز على التوسع المستمر، دخلت مجالات توريد قطع الغيار والإطارات والبطاريات، وحققت تكاملاً رأسياً شبه كامل، وأصبحت المزوّد الأول لجميع احتياجات العملاء الحاليين والمحتملين.
أحدثت المجموعة ثورةً في المشهد ككل من خلال الأفكار المستقبلية والممارسات المستدامة، وطورت أول نظام بيئي متكامل للسيارات حول العالم؛ لتضع قدمها في المستقبل، وتضمن تحقيق دورة حياة سلسة للعملاء. ومع عائلة مكونة من أكثر من 6,000 موظف، تفخر المجموعة بجذورها العميقة الممتدة إلى أكثر من 40 دولة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ووسط آسيا وجنوب شرقها.
حققت بترومين الريادة في تقنيات التنقل منخفض الكربون وعديم الانبعاثات، من خلال تبني أحدث التقنيات والأنظمة البيئية الحديثة في جميع عملياتها، وعبر عقلية تتمحور حول العميل وتضعه على رأس أولوياتها، لتسهم من خلال بيئة نقل مسؤولة داخل المملكة العربية السعودية في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
حلول مبتكرة
ابتكرت بترومين مجموعة من الحلول الذكية تعكس رؤيتها الطموحة، من خلال بناء منظومة نقل مسؤولة بيئياً داخل المملكة، عبر شركتي إلكترومين والشركة الوطنية لحلول النقل، إذ تقدم الأولى حلول تنقل ذكية متكاملة تشمل تقديم استشارات حول السيارات الكهربائية لمجموعة كبيرة من سيارات الركاب والسيارات التجارية الكهربائية، وإقامة بنية تحتية لشحن السيارات الكهربائية، ومراكز تنقُل مجتمعية. ويوفر تطبيق شركة بترومين على الأجهزة المحمولة مجموعة متنوعة من الميزات التي تغطي شبكة محطات شحن السيارات الكهربائية المتاحة للجمهور في 100 موقع على امتداد المملكة.
وفي إطار سعيها لتوفير تجربة سفر سهلة لمسافات طويلة لسائقي السيارات الكهربائية، أقامت إلكترومين محطات شحن كهربائي في جميع أنحاء السعودية، وحددت مواقعها بطريقة استراتيجية، ودعمت الشركة خدماتها من خلال تطبيق للأجهزة المحمولة يركز على العملاء، جعلها أول شركة مزوِّدة لحلول التنقل الكهربائي، تحقق هذه الشمولية في تغطية شبكة محطات شحن السيارات الكهربائية على امتداد الوطن.
أصبحت إلكترومين أول شركة سعودية تقدم حلول الشحن الكهربائي في المواقف العامة باستخدام أجهزة معتمَدة من الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، في تأكيد على التزامها بأعلى معايير الجودة والموثوقية، حيث تحتل موقع الصدارة في تنفيذ حلول التنقل الذكي الشامل، وهو تحول نوعي في مشهد السيارات الكهربائية في المملكة بالتعاون مع مؤسسات مرموقة مثل نيوم ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية وشركة روشن ووزارة النقل والخدمات اللوجستية وشركة توال.
"بفضل التطورات الكبيرة التي شهدتها بترومين على مدار 55 عاماً لمواكبة احتياجات العملاء المتنوعة والمتغيرة، أصبحنا اليوم، نقود تكنولوجيا التنقّل الذكي المبتكرة، من خلال بنية تحتية متطورة، تستند على تقنية المعلومات والاتصالات، وهدفنا المساهمة في التحوّلات الإيجابية التي تشهدها المملكة العربية السعودية، وقد وضعنا الأولوية عبر قطاعات أعمالنا المتنوعة للتنمية الشاملة، وركّزنا على تعزيز وسائل التنقل المستدام، والإسهام بفاعلية في تحقيق أهداف وطموحات رؤية المملكة 2030"
جائزة الريادة
تلعب شركة إلكترومين الابتكارية التابعة لمجموعتة بترومين دوراً رئيسياً في تحقيق طموحات السعودية بأن تكون 30% من سيارات العاصمة الرياض سيارات كهربائية بحلول عام 2030، حيث تؤسّس بنية تحتية لشحن السيارات الكهربائية، وتقدّم حلول التنقل الكهربائي من خلال تصوُّر مستقبل خالٍ تماماً من الابنعاثات الكربونيّة بحلول عام 2060، وتحقيق أهداف الاستدامة البيئية.
تَوجت المجموعة جهودها في تقديم حلول التنقل المبتكر، بالحصول على جائزة الريادة في التنقل الذكي، المقدمة من مجلة أريبيان بزنس لعام 2023. علاوة على إن التزام الشركة بالاستدامة البيئية جعلها تُصنَف ضمن أفضل عشر شركات للبيئة المستدامة وتوفير الاحتياجات الأساسية وفقاً لتصنيف مجلة فوربس الشرق الأوسط. إذ تعكس جهود إلكترومين في الحثّ على اعتماد حلول التنقل الكهربائي المستدامة في السعودية ريادتها وتأثيرها في القطاع.
وفي المقابل، طرحت الشركة الوطنية لحلول النقل، المتخصصة في الإدارة المتقدمة لأسطول النقل وحلول التنقل التقليدية المتطورة الخالية من الانبعاثات، خارطة طريق للتخلص من الكربون، وبالأخص المنبعث من الأساطيل الكبيرة، لتصبح أول شركة في منطقة الشرق الأوسط تقود هذه المبادرة، وتستهدف قاعدة عملاء كبيرة، تضم 301 عميل عبر القطاع التجاري بين الشركات، وأكثر من 402 ألف سيارة عبر المنصة الإلكترونية، وتقدم خدماتها لمتوسط 50 ألف سيارة شهرياً.
هذا الإطلاق.. يكشف حجم الطموحات المستقبلية الكبيرة لإلكترومين المستقبلية، فنحن نبحث باستمرار عن المجال التالي الذي ينبغي لنا النهوض به، وقد أدت هذه الرغبة المستمرة في التطور والتقدم إلى تلبية احتياجات عملائنا في المملكة العربية السعودية في الحصول على حلول التنقل الكهربائي، ومواكبة التوجهات الحالية والمستقبلة لقطاع صناعة السيارات.
القيادة الذكية
عبَرَتْ بترومين نحو المستقبل بخطوات واثقة من خلال إنشاء شركتي إلكترومين والوطنية لحلول النقل، بعدما عززت التزامها بتوفير حلول ذكية صديقة للبيئة تمكّن الشركات من تحقيق أهدافها الخاصة بالاستدامة، وجاء تكريم إلكترومين بجائزة القيادة الذكية للتنقل خلال العام الجاري 2023 ليوضّح سلامة الرؤية التي تسير عليها المجموعة.
لم يأت اهتمام بترومين بالمشاريع الجديدة المبتكرة على حساب أعمالها التقليدية، بل واصلت نموّها وتطوّرها في جميع القطاعات، فعملت "بترومين إكسبرس" على مواكبة الاحتياجات المتغيرة للعملاء، من خلال تنفيذ خطة تحول استراتيجي أطلقت عليها "بترومين إكسبرس 2.0" لتحقّق نمواً مستداماً وارتفاعاً كبيراً في مؤشر رضا العملاء، وانعكس ذلك بشكل لافت على الاعتراف العالمي بأدائها القوي، ونيلها العديد من الجوائز المرموقة في حفل "جوائز الخليج لتجربة العملاء" خلال عامي 2022 و2023، حيث حصلت على جائزة "أفضل استخدام للتكنولوجيا"، وجائزة "إسعاد العملاء"، وجائزة "أفضل قائد للعام في مجال تجربة العملاء"، وجائزة "تجربة العملاء في أوقات الأزمات"، وجائزة "الفائز العام"، كما حصلت بترومين إكسبريس على جائزة "أفضل خدمة سريعة للسيارات في المنطقة" في معرض أوتوميكانيكا 2022.
أمام هذا التقدير العالمي والاعتراف الدولي، تقف بترومين كمجموعة رائدة وقوة تحويلية كبيرة، تُسهّل حركة الأفراد والمنتجات والخدمات من خلال حلول نقْلٍ مبتكرة ومستدامة، تعود بالنفع على الأفراد والشركات على حد سواء؛ ليصبح تركيزها الرئيسي خلال الفترة المقبلة ينصب على بناء مستقبل خالٍ من الانبعاثات، وترك بصمة تساهم في تحسين حياة المنطقة والعالم.