لا تكتمل الجهود الوطنية لحماية البيئة والمحافظة عليها، إلا بالمشاركة الفعّالة لمكوّنات المجتمع بكل فئاته؛ ما يجعل من العمل على رفع مستوى الوعي المجتمعي بالبيئة أمراً بالغ الأهمية.
وتبذل المملكة العربية السعودية جهوداً كبيرة لرفع مستوى الوعي البيئي وسط المجتمع، من خلال الخطط والاستراتيجيات والمبادرات التي تتبناها وتنفذها وزارة البيئة والمياه والزراعة، تماشياً مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، ومن أبرزها مبادرة "التوعية البيئية"، وهي إحدى مبادرات برنامج التحول الوطني لتعزيز الثقافة البيئية، وتنمية الاهتمام بالنواحي التربوية والإعلامية والاجتماعية والثقافية؛ لتعزيز الوعي البيئي، ما يؤدي لتقدير أهمية التراث الطبيعي وحفظه وفقاً لمبادئ التنمية المستدامة، وتهدف المبادرة إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي بالقضايا البيئية، وترسيخ الشعور بالمسؤولية الفردية والجماعية للمحافظة على مواردنا البيئية؛ من خلال نشر السلوكيات الداعمة لاستدامة البيئة لدى مختلف أفراد وفئات المجتمع، بالإضافة إلى تعزيز السلوك المرتبط بالحفاظ على البيئة ورفع مستوى الوعي البيئي العام، عبر تنظيم الأنشطة وتنفيذ البرامج البيئية المختلفة.
"أسبوع البيئة" وتعزيز الوعي المجتمعي
وتأتي فعالية "أسبوع البيئة" أيضاً لتعزيز الوعي المجتمعي بالبيئة، وهي مناسبة وطنية بيئية أقرها مجلس الوزراء وتُقام سنوياً، بهدف نشر الوعي البيئي المجتمعي، وتحقيق الاستدامة البيئية، إلى جانب المحافظة على الموارد الطبيعية، والحد من التلوث بمختلف أنواعه، ويشتمل "أسبوع البيئة" على العديد من الفعاليات والبرامج والمبادرات، بمشاركة كل فئات المجتمع، والقطاعات الحكومية، والخاصة في كافة أنحاء المملكة. وقد أسهمت كل تلك الجهود والمبادرات والأنشطة، في زيادة اهتمام الأُسر السعودية بالمواضيع المتعلقة بالبيئة؛ حيث أشارت نتائج مسح البيئة المنزلي الذي أجرته ونشرته الهيئة العامة للإحصاء، إلى أن (84.11%) من الأسر السعودية تهتم بقضايا ومواضيع متعلقة بالبيئة؛ الأمر الذي يساعد الوزارة على تنفيذ خططها واستراتيجياتها ومبادراتها الطموحة، في سعيها المتواصل نحو الاستدامة. وبات العمل على حماية البيئة، وتعزيز ونشر الوعي بها، وإرساء ثقافتها وسط أفراد المجتمع وكياناته، هدفاً استراتيجياً للوزارة؛ للمساهمة في الحد من التلوّث بأنواعه، وتحسين جودة الحياة، إلى جانب زيادة المعرفة والوعي، من خلال تنفيذ عددٍ من البرامج التوعوية والتثقيفية؛ لوضع الحلول الكفيلة بحل مشكلات البيئة والحيلولة دون تفاقمها، بالإضافة إلى المساهمة في استدامة الموارد الطبيعية في المملكة.
دعم القضايا البيئية الدولية
ولا تقتصر جهود المملكة لحماية البيئة والحفاظ عليها على الإطار المحلي فقط؛ بل تتعداه إلى تحقيق الريادة في مجال حماية البيئة إقليمياً ودوليّاً، من خلال طرحها للعديد من المبادرات المحلية والدولية التي تعتمد على الطاقة النظيفة؛ للمساهمة في تقليل الانبعاثات الكربونية، وزيادة المسطحات الخضراء، ومكافحة التصحر، بالإضافة إلى دعم قضايا التغير المناخي، حيث أطلقت مبادرتي "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر" في عام 2021م، كما تعمل على وضع خطة عمل إقليمية للمناخ لتعزيز السياسات والاستثمارات الصديقة للبيئة، إلى جانب ذلك، تأتي استضافة المملكة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP 16)، في ديسمبر المقبل بالرياض؛ تأكيدًا على مكانتها ودورها الريادي في مجال حماية البيئة على مستوى العالم، بالإضافة إلى إعلان برنامج الأمم المتحدة للبيئة، عن استضافة المملكة لليوم العالمي للبيئة في الخامس من يونيو المقبل؛ مما يؤكد مكانتها ودورها الحيوي والفاعل في دعم القضايا البيئة محلياً ودولياً.
نحن في المملكة نؤمن بأن حماية البيئة والحفاظ على مكوناتها الطبيعية، تُعد مسؤولية تكاملية بين الدولة والمجتمع، كما أنها مسؤولية تقع على عاتقنا جميعاً تجاه الأجيال القادمة لضمان مستقبل أفضل لهم، وتوفير المقومات الأساسية لجودة الحياة، لذا يجب علينا جميعاً الحفاظ على مكتسباتنا ومواردنا الطبيعية.