لطالما اشتكت عميلاتي وزميلاتي ووالدتي من التحالفات والنميمة التي تدور في أروقة الشركات التي يعملنّ فيها. إذ تذهب بعض النساء إلى حد القول بأنهنّ بارعات في هذا المجال، في حين أنّ أخريات يتحاشين وبكل بساطة بعض القضايا الساخنة التي تحصل في الشركات لأنهنّ يعتقدنّ أنّ الانخراط في هذه التحالفات والمشاركة في التحركات التي تدور في أروقة الشركات هو أمر غير أخلاقي. فما هي إجابة سؤال: كيف أفرض نفسي في العمل بطريقة صحيحة؟
اقرأ أيضاً: مشاركة النساء في القوى العاملة ترفع الأجور، حتى بالنسبة للرجال
لكن هذه الأمور تُعتبر مهمة وهي تشمل كل ما يتعامل معه المدراء طوال اليوم. وهي ليست مجرد موضوع واسع له بداية وليس له نهاية، وإنما هي موضوع في غاية الأساسية بالنسبة للنساء، لأن انسحابهنّ من المواجهات التي تدور في شركاتهن يجعل من المستحيل عليهن النجاح في أعلى مستويات القيادة.
كيف أفرض نفسي في العمل بطريقة صحيحة؟
بناء على ما سبق، قمنا بتصميم نموذج يتضمن عدة اقتراحات للنساء كي يُحسنّ من أدائهنّ ضمن الصراع على السياسات الداخلية في الشركة، وهي اقتراحات أثبتت نجاحها خلال الندوات التدريبية التي جرت مؤخراً.
التحقي بالركب
تجعل الوتيرة المتسارعة التي تسير بها الأمور هذه الأيام بعضنا يرغب بالعمل منفرداً، بحيث ينأى بنفسه عما يدور حوله، ويحاول إنجاز عمله المطلوب منه خلال أسبوع العمل. لكن إذا عمد المرء إلى تحاشي الانخراط في ما يدور في الشركة من سياسات وتحالفات، وأراد اتخاذ موقف يريد منه أن "يضمن سلامة رأسه" فحسب، فإنّ ذلك يقوده إلى الشعور بالعزلة، لذلك عندما نقول "التحقي بالركب"، فنحن نقصد عقد تحالفات داخلية والانضمام إلى الشبكات الرسمية وغير الرسمية الموجودة في الشركة. فحتى لو كان أداؤك في عملك رفيع المستوى، عندما تكونين دائمة الغياب عن المكتب، فإنك ستخسرين فرصاً للاندماج في الثقافة السائدة، والبقاء مطلعة على ما يدور في أروقة بيئة عملك.
فتشي عن فرص أخرى
تخيلي حياتك المهنية بعد تحرك أو تحركين من الآن، وحاولي الاحتفاظ بهذه الصورة في ذهنك. فالعديد من النساء اللواتي نعمل معهنّ يركّزن بصورة كبيرة على أن يكنّ كاملات الأوصاف في أدائهنّ في هذه اللحظة، ولا يفكّرن بما يكفي حول كيفية إجراء ما يلزم ليصلنّ بأنفسهنّ إلى المستوى التالي في حياتهنّ المنهية. فتطلعك إلى المستقبل يساعدك في البقاء مستنفرة ويسمح لك باغتنام الفرص عندما تسنح.
اجمعي عدداً من الأنصار حولك
لكي يكون خوض غمار التحالفات المختلفة في الشركة أكثر متعة، ننصح النساء اللواتي نعمل معهنّ بأن يبنين حياتهنّ المهنية كما لو أنهنّ سوف يترشحن إلى الانتخابات. وهذا يعني العمل بصورة فعّالة على تجميع ائتلاف من المناصرين، يشمل الحلفاء، والمدافعين، والمؤيدين، والرعاة، والمعلمين. وأنت بحاجة إلى الاعتماد على الأشخاص المستعدين لبذل كل ما بوسعهم من أجلك.
اقرأ أيضاً: ما هي أسباب الأجور الضعيفة التي تعاني منها النساء مقارنة بالرجال؟
تصرفي بقوة
يُعد حضور المدراء التنفيذيين أمراً في غاية الأهمية في عالم السياسة الموجودة ضمن أي شركة، والنساء بحاجة إلى إدارة حضورهنّ في الشؤون السياسية الخاصة بشركاتهنّ بطريقة ذات مغزى، وعدم ترك الآخرين يتوصلون إلى الاستنتاجات التي يريدونها حولهنّ.
انطلقي من أجل معرفة إجابة سؤال: كيف أفرض نفسي في العمل بطريقة صحيحة
ارفعي صوتك عالياً، وطالبي بمهام لتوكل إليك، وطالبي بالفرص، وبالمكاسب وبالترقيات. وفي خضم هذه العملية، لا تعيقي نفسك. فقولك على سبيل المثال: "أنا لست بارعة في التحالفات السائدة ضمن الشركة"، هو نوع من إعاقة الذات. وفي اللحظة التي تنطقين فيها بهذه العبارة، فإنك تحدّين من قوتك، وتضعين نفسك في موقع تضطرين منه إلى التغلب على العوائق التي وضعتيها بنفسك في دربك.
احصلي على التنويه الذي تستحقينه
لا تخشي من أن يراك الآخرون. فإحدى الطرق المؤكّدة التي تجعل المرء يخسر الترقية هي بقاؤه صامتاً عن إنجازاته بحيث ينال الآخرين الاستحسان بدلاً منه.
اقرأ أيضاً: ماذا قالت الدراسات عن الطريقة التي تُعامل بها النساء في العمل؟
لا يمكن أن ينأى المرء بنفسه عن التحالفات التي تدور في كواليس أماكن العمل والشركات. فإذا كنت تريدين أن يكون لك صوت، وإذا كنت تريدين ترك أثر، وإذا رغبت في أن تكون لديك حياة مهنية وأن تعرفي إجابة سؤال كيف أفرض نفسي في العمل بطريقة صحيحة، فإنّ السياسة وتحالفاتها ضمن مكان العمل، هي ببساطة جزء من الوظيفة.
اقرأ أيضاً: هل تُحسن الأتمتة عمل المرأة أم تجعله أسوأ؟