إن أردت النجاح في منصبك القيادي الجديد، فعليك دائماً تخيّل نفسك في المستقبل

3 دقائق
التخطيط المستقبلي
الرسومات الإيضاحية: كارلو كاديناس
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: إذا أردتَ أن تخطو أولى خطواتك بنجاح في منصب وظيفي جديد وتهيئ نفسك للنجاح على المدى البعيد، فيجب أن توازن بين التخطيط المستقبلي (من الحاضر إلى المستقبل) ووضع تصوّرات عكسية (من المستقبل إلى الحاضر)؛ أي يجب أن تبدأ واضعاً النهاية نصب عينيك بأن يكون لديك تصوّر ملموس لما تريد تحقيقه في أثناء فترة قيادتك وما يجب أن تفعل قبل أن تخطو أي خطوة. وستمكّنك هذه العقلية من اتخاذ قرارات مبكرة من شأنها تسريع نقلتك إلى المنصب القيادي وتمهيد الطريق لإحداث أثر بعيد المدى في دورك الجديد، بل إنها ستسهم في نموك المهني المستمر.

عند شغل منصب قيادي جديد، من الطبيعي أن تركّز على التحديات الآنية لإنجاح نقلتك، كتسريع التعلُّم وبناء علاقات وطيدة مع أصحاب المصالح وضمان تحقيق مكاسب مبكرة. ولكن من المهم أيضاً تعزيز هذا التخطيط المستقبلي (من الحاضر إلى المستقبل) بالتفكير العكسي (من المستقبل إلى الحاضر) في وجهتك المنشودة وتعزيز ما يتطلبه الأمر للوصول إليها. يقول ستيفن كوفي في كتابه الأكثر مبيعاً: “العادات السبع للأشخاص الأكثر فعالية” (The Seven Habits of Highly Effective People): لا بد أن “تبدأ واضعاً النهاية نصب عينيك”. وهذا يعني وضع تصوُّر لما تريد إنجازه في المنصب الجديد حتى تتسلّح بالأدوات اللازمة للوصول إليه وتجاوزه، ثم العمل في الاتجاه العكسي لتحديد كيفية الوصول إلى تلك النقطة. وهكذا يمكنك تكوين سلوكياتك المبكرة لإرساء أسس النجاح على المدى البعيد.

وتتمثّل نقطة البداية في الانخراط فيما أطلق عليه المدرّب التنفيذي الشهير، دان تشامبا، “تخطيط الحقبة الزمنية”، وحقبتك هي المدة المتوقعة التي تعتقد أنك ستستغرقها في المنصب الجديد. وقد ينتهي بك الأمر بطبيعة الحال بالبقاء لفترة أطول أو المغادرة في موعد أبكر، لكن حاول أن تخمن متى ستكون قد أنهيت ما يكفي من الإنجازات لتحقيق هدفك. ويجدر بك أن تطرح على نفسك سؤالين رئيسين، الأول: “عندما أنهي عملي في هذه الوظيفة، ما الذي سيتحقق على أرض الواقع؟” والثاني: “ما الذي سيصبح ممكناً؟”

وضعُ تصوُّر لإرثك القيادي

يقتضي السؤال الأول: “ما الذي سيتحقق على أرض الواقع؟” أن تحدّد الإرث الذي تطمح إلى تحقيقه والقصة التي تريد روايتها عن إنجازاتك. لذلك ركِّز على ما تريد أن تُشتهر به في منصبك الجديد وما تريد أن يقوله أعضاء فريقك وأقرانك عن أسلوبك القيادي.

وانظر بعين الاهتمام إلى مجالات رئيسة مثل:

  • نتائج الأداء: ما النتائج الملموسة التي ستحققها، من حيث زيادة الإنتاجية أو الربحية مثلاً؟
  • التحول المؤسسي: كيف ستعيد تكوين الفريق وصياغة ثقافته؟
  • الابتكار: ماذا ستفعل لتعزيز القدرة على الإبداع وخلق مجالات جديدة للنمو؟
  • تطوير المواهب: كيف ستعيّن الموظفين وتقدّم لهم التدريب بحيث يسهمون في نقل المؤسسة إلى آفاق المستقبل؟

واكتب الإجابة بأسلوب سردي شخصي، مع الحرص على الإيجاز قدر الإمكان. ثمّ فكِّر بعد ذلك فيما يتعيّن عليك فعله، بدءاً من الآن، لتحقيق هذا الإرث.

تحديد المسارات المستقبلية

يشجعك السؤال الثاني: “ما الذي سيصبح ممكناً؟” على وضع تصوُّر للآفاق المستقبلية في مرحلة ما بعد دورك الحالي ووضع استراتيجية للخطوات التي ستتخذها لتحويل هذا التصوُّر إلى خيارات قابلة للتنفيذ. وتتضمن هذه العملية تحديد عدد من المسارات المستقبلية المحتملة والوقوف على المهارات التي ستحتاج إلى اكتسابها والعلاقات التي ستحتاج إلى تكوينها على مدار هذه الحقبة لجعل كل هذه الأمور خيارات قابلة للتحقيق. واعلم أنك باستكشاف السيناريوهات المختلفة والتخطيط الدؤوب لتطوير قدراتك، ستتسلّح بأفضل الأدوات التي ستساعدك على التأقلُم مع الأوضاع المستجدة واغتنام الفرص المتاحة.

ولتحقيق ما سبق، اتبع الخطوات الآتية:

  • اكتب قائمة بالآفاق المستقبلية المحتملة، مع مراعاة الخطوات المنطقية التالية في مؤسستك والقطاع الذي تعمل فيه، ولا تهمل الخيارات غير التقليدية الجذابة التي من شأنها أن تأخذك في اتجاهات مختلفة.
  • قيّم الوضع الراهن لمعرفة ما إذا كانت مهاراتك بها نقاط ضعف يجب تلافيها لتحقيق بعض هذه الآفاق المستقبلية أو كلها؛ ففكِّر في مواطن قوتك وفي الجوانب التي تحتاج إلى التحسين.
  • حدّد الأدوات الوسيطة، أي الخطوات والعلاقات التي ستسمح لك بالانتقال من دورك الحالي إلى الخيارات المستقبلية التي تريد تحقيقها. وقد يشمل ذلك توسيع شبكة علاقاتك المهنية أو تعميق معرفتك بالقطاع الذي تعمل فيه أو الانخراط فيما أطلق عليه كين بانتا وأورلان بوسطن “العمل المستقل الجانبي الاستراتيجي”، مثل التدريس أو الانضمام إلى مجالس الإدارة.
  • ضع خطة لكيفية اكتساب المهارات والحصول على الأدوات اللازمة لتحويل الآفاق المستقبلية المحتملة التي سبق لك أن حددتها إلى خيارات واقعية، واحرص على وضع أهداف محددة وتحميل نفسك مسؤولية تحقيقها.

يقول بيتر دراكر: “أفضل طريقة لتوقُّع أحداث المستقبل هي أن تصنعها بنفسك”. فحين تتخيل العديد من الآفاق المستقبلية المحتملة وتعمل على تحقيقها، ستحدّد لنفسك خيارات حقيقية عندما تكون مستعداً للمضي قُدماً انطلاقاً من دورك الحالي.

وإذا أردتَ أن تخطو أولى خطواتك بنجاح في دور قيادي جديد وتهيئ نفسك للنجاح على المدى البعيد، فيجب أن توازن بين التخطيط المستقبلي (من الحاضر إلى المستقبل) ووضع رؤى عكسية (من المستقبل إلى الحاضر)؛ إذ ستمكّنك هذه العقلية من اتخاذ قرارات مبكرة من شأنها تسريع نقلتك إلى المنصب القيادي وتمهيد الطريق لإحداث أثر بعيد المدى في دورك الجديد، بل إنها ستسهم في نموك المهني المستمر.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .