كيف تشجع الأطباء على المشاركة في جهود الرعاية الصحية المبتكرة؟

3 دقائق
إشراك الأطباء في تطوير مجال الرعاية الصحية
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ما أكثر عروض الصحة الرقمية في السوق، التي تعد بتحسين مستوى رعاية المرضى وتحقيق بعض جوانب الهدف الرباعي المكون من تحسين تجارب المرضى وتحسين الصحة العامة وتقليل تكاليف الرعاية وتحسين الحياة العملية لمقدمي الرعاية الصحية. من بين هذه العروض: التطبيقات والأجهزة الإلكترونية والذكاء المُعزز وتحليلات البيانات. ومع ذلك، ليس من الواضح كم من هذه الخيارات يستطيع حل المشكلات الصحيحة بناء على احتياجات المستخدمين الفعلية. فكيف يمكن إشراك الأطباء في تطوير مجال الرعاية الصحية؟

نظراً لنمو منظومة الصحة الرقمية وتطورها بسرعة فائقة، أصبح من الصعب على الأطباء والمرضى وقادة المنظومة الصحية الاهتداء إلى حلول محتملة يمكنها معالجة المشكلات متعددة الجوانب، بالإضافة إلى تلبيتها متطلبات الخصوصية والأمن والفاعلية العلاجية وسهولة الاستخدام وتبادل المعلومات. للمساعدة في حل هذه المشكلة، أنشأت الجمعية الطبية الأميركية شبكة الأطباء الابتكارية التي تربط الأطباء والأطباء المقيمين وطلاب كلية الطب برواد الأعمال وشركات تكنولوجيا الرعاية الصحية. من خلال الأبحاث والتحدث مع الأطباء النشطين على هذه المنصة، استطاعت الجمعية الطبية الأميركية أن تجمع بعضاً من أفضل الممارسات لتشجيع الأطباء والأطباء المقيمين وطلاب كلية الطب على المشاركة في الابتكار بمجال الرعاية الصحية. فيما يلي بعض الأفكار المعتمدة على تفاعلاتنا مع الأطباء والمبتكرين المشتركين في شبكة الأطباء الابتكارية.

كيفية إشراك الأطباء في تطوير مجال الرعاية الصحية

شجع على المشاركة المبكرة والمتكررة

 من الضروري أن تقوم الشركات المتخصصة في مجال الصحة الرقمية بإشراك الأطباء (والمرضى) في المراحل المبكرة من تطوير منتجاتها للمساعدة في استيضاح الطريقة التي ينبغي أن تعمل بها هذه المنتجات، وتؤثر في حياة المرضى، وتندمج في الممارسات العلاجية.

اقرأ أيضاً: كيف تستخدم المستشفيات نتائج استبيان المرضى لتحسين الرعاية الصحية؟

أنشأت الجمعية الطبية الأميركية بالتعاون مع شركة “سلينغ هيلث” (Sling Health) قاعدة بيانات بالمشكلات العلاجية على شبكة الأطباء الابتكارية، كي توفر للأطباء مكاناً لمشاركة الاحتياجات غير الملباة في مجال تقديم الرعاية الصحية والطب العلاجي، بالإضافة إلى إعلام أعضاء الشبكة بالحلول الموجودة بالفعل في محاولة لتجنب تكرار المشكلات المماثلة.

أظهرت بحوث الجمعية أن الأطباء يرغبون في المشاركة في القرارات المتعلقة بالحلول التكنولوجية الجديدة. وهذا يشمل: التصميم والتطوير واختيار المؤسسات مقدمة الرعاية والتطبيق. إن حلول الصحة الرقمية التي يتم تصميمها وتطويرها في ضوء توجيهات الأطباء بشكل مبكر ومتكرر يمكن أن تتجنب أي أخطاء قد تنجم عن عدم فهم كيفية عمل البيئة الإكلينيكية. كما أن الأطباء يعرفون مرضاهم ويمكن أن يساعدوا الشركات الناشئة في فهم الكيفية التي قد تؤثر بها منتجاتها على رعاية المرضى ومشاركتهم.

يمكن أن تستفيد المنظومات الصحية أيضاً من مشاركة أطبائها بشكل مبكر ومتكرر في عملية تطبيق أداة جديدة أو حل مبتكر جديد. فالقرارات التي تتخذها الأقسام الإدارية العليا وتفرضها على الأطباء وفرق الرعاية غالباً ما تُلاقى بالمقاومة واللامبالاة والإعراض. لكن وجود الأشخاص المناسبين في دائرة اتخاذ القرار مقدماً يمكن أن يساعد المؤسسات الطبية في توقع مثل هذه العراقيل، وتيسير الاقتناع والقبول، وتقليل فرص زعزعة سير العمل.

احصل على وجهات نظر متنوعة

على الرغم من أن آراء الرئيس التنفيذي للخدمات الطبية في منظومة صحية ما، أو آراء صديق للعائلة يُصادف أنه يعمل طبيباً، قد تكون مفيدة، فإنها غير كافية لتضمن أن المنتج أو الحل مطابق للمعايير. للحصول على وجهات نظر قيّمة حول مدى نجاح منتج أو حل ما بمجرد طرحه على أرض الواقع في مجال رعاية المرضى، تحتاج شركات الصحة الرقمية والمنظومات الصحية خبرات الأطباء ذوي الخلفيات المهنية المتباينة والتخصصات المختلفة الذين يتعاملون إجمالاً مع فئات متنوعة من المرضى. يمكن أن يساعد الحصول على وجهات نظر متعددة في الإجابة عن أسئلة محورية حول تطبيقات محتملة مثل: كيف يمكن استخدامها بشكل عام، وكيف ستلائم سير العمل، وأي فئة من المرضى يمكن أن تحصل على الخدمة بأفضل صورة.

احترم الوقت والخبرة

حين يتطوع الأطباء بخبرتهم ووقتهم للشركات، فإنهم غالباً ما يضحون بوقتهم مع مرضاهم، وهو أمر يجب أن تراعيه الشركات عند التعامل معهم. وقد اكتشفنا أن بعضاً من أنجح التفاعلات تحدث عندما تتوافق التوقعات حول المشكلة المطلوب حلها، والتعويض المناسب، والتواصل. إذا حددت موعداً مع الطبيب للاستفادة من آرائه وخبراته، فالتزم به. وإذا كنت تملك الموارد المالية لتعويض الأطباء عن وقتهم وخبراتهم، فافعل ذلك. وأخيراً، سواء كانت الشركات تبحث عن مساهمة تطوعية من الأطباء أو بمقابل، ينبغي لها إبداء الاحترام والتقدير لمجهودهم عن طريق إطلاعهم على مدى تقدم المنتج والأثر الذي أحدثه وقت الطبيب وخبراته في المنتج أو في تنفيذ حل جديد.

اقرأ أيضاً: كيف يمكن لهندسة الغرف والأجهزة في المستشفيات أن تساهم في إصلاح الرعاية الصحية؟

في نهاية المطاف ومن أجل إشراك الأطباء في تطوير مجال الرعاية الصحية، إذا لم تكن إحدى أدوات الصحة الرقمية تساعد في تحقيق الهدف الرباعي، فإنها بذلك لا تحل المشكلة الصحيحة. الطريقة المثلى كي تضمن شركات الصحة الرقمية والمنظومات الصحية أن هذه الأداة تحقق الهدف منها ويمكن تطبيقها بفاعلية هي بتشجيع الأطباء والمرضى على المشاركة الحقيقية في هذه الجهود.

اقرأ أيضاً:

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .