سؤال من قارئة: أنا الآن في عام التخرج من كلية هندسة الميكانيك، وأعاني من مشكلة المرأة العاملة والمولود الجديد خلال جائحة فيروس كورونا. إذ تدربت في الصيف الماضي ضمن شركة كبيرة للصناعات الخاصة بالطيران والفضاء في الولايات المتحدة، وفي نهاية فترة التدريب، قبلت عرض عمل بدوام كامل فيها، على أن أبدأ العمل في شهر أغسطس/آب من هذا العام، أي بعد تخرجي. وعندما انتشرت جائحة كوفيد، أوقفت الشركة عملية إلحاق الموظفين الجدد حتى شهر يناير/كانون الثاني من عام 2021 المقبل، وتلقيت رسالة إلكترونية من الموارد البشرية تعلمني أن يوم 25 يناير/كانون الثاني هو الموعد الجديد لبداية عملي. كما اضطر الموظفون القدامى لأخذ أيام إجازة حتى شهر ديسمبر/كانون الأول، وخفضت رواتبهم بنسبة 15%. والأهم من كل ذلك، أنا حامل في الشهر الرابع، وتم تحديد موعد ولادتي في 20 ديسمبر/كانون الأول. ولست واثقة من أني سأتمكن من البدء بالعمل في شهر يناير/كانون الثاني مع المولود الجديد، ولم أخبر مديري المستقبلي في الشركة عن حملي بعد. إذا بدأت العمل في شهر يناير/كانون الثاني، أي بعد شهر من ولادة طفلي، هل ستحقّ لي الاستفادة من امتيازات الأمومة؟ كما أني أخشى أن يتم تأجيل موعد بدء العمل مجدداً، ومن الصعب العثور على وظيفة أخرى، لاسيما في هذا المجال، وخصوصاً أنه لن يحق لي أخذ إجازة أمومة إلا بعد مرور 3 أو 4 أشهر على عملي في الشركة.
سؤالي هو: كيف أتعامل مع مسألة التأجيل هذه؟ وماذا يجب عليّ فعله في وضعي؟
يجيب عن هذا السؤال كل من:
دان ماغين: مقدم برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.
أليسون بيرد: مقدمة برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.
أليسا ويسترنغ (Alyssa Westring): أستاذة في كلية دريهاوس للأعمال بجامعة ديبول، ومؤلفة مشاركة لكتاب "الآباء القادة: نهج القيادة الذي تحتاج إليه لتربي أبناءك تربية هادفة، وتغذي مسيرتك المهنية وتنشئ حياة أغنى" (Parents Who Lead: The Leadership Approach You Need to Parent with Purpose, Fuel Your Career, and Create a Richer Life).
أليسا ويسترنغ: يجب طلب أجوبة واضحة من الشركة كي تتضح لصاحبة السؤال صورة ما سيحدث في شهر يناير/كانون الثاني، والسعي للحصول على موعد محدد وموثق لبدء العمل كي تشعر بالاطمئنان بأنها ستبدأ العمل بالفعل. لكن في هذه الأثناء، لا ضير في البحث عن وظائف أخرى واستكشاف الفرص المتاحة على مدى الأشهر المقبلة قبل أن تبدأ العمل في هذه الوظيفة. قد لا تعثر على أي فرصة أخرى في أسوأ الأحوال، لكن من الممكن أن يحالفها الحظ وتتمكن من العمل لشهرين أو ثلاثة قبل أن تنجب طفلها.
أليسون بيرد: يعود سبب خوفها جزئياً إلى احتمال تأجيل موعد البدء بالعمل مرة أخرى، أو فقدان هذا العمل. هل يساعدها حملها في هذا الأمر؟ فثمة قوانين تحارب التمييز ضد المرأة الحامل، هل تحميها هذه القوانين؟ هل يمكنها طلب وقت استراحة أكبر قبل أن تبدأ عملها؟ هل تتمتع بشيء من الأمان الوظيفي؟
أليسا ويسترنغ: سيتوخى مسؤول الموارد البشرية الحذر في القرارات التي ستتخذ بشأن توظيفها بالتأكيد بسبب القوانين المتعلقة بالتمييز ضد المرأة الحامل، ومن المهم أن تفكر الآن في الشخص المناسب الذي يجب عليها إعلامه بحملها والتوقيت المناسب لذلك، لأنه من غير الممكن أن يحين موعد بدئها بالعمل في شهر يناير/كانون الثاني فتفاجئ مديرها بأنها قد أنجبت طفلها للتو، بل يجب عليها إفساح المجال ليفكر في الترتيبات الملائمة مسبقاً والتفاوض معها على الخيارات الممكنة.
أليسون بيرد: إذاً يجب عليها أن تجري هذه المحادثة قريباً، يجب أن تتصل بمديرها وتخبره عن مدى حماسها للبدء بالعمل، وحزنها لتأجيله، وتوضح موضوع حملها وأنه لا يؤثر في حماسها ورغبتها في العمل، ثم تخبره بأن موعد ولادة الطفل ستسبق موعد البدء بالعمل بفترة وجيزة. لكن يجب أن تنتبه لأسلوب كلامها مع المدير في تلك المحادثة، ومن الضروري ألا تتحدث بأسلوب التهديد أو الإلحاح، وأن تطلب منه تأكيد موعد البدء بالعمل وتوضح له ما يناسبها فيما يخص حاجتها إلى الاعتناء بوليدها.
دان ماغّين: إذن ننصحها بالبحث عن وظائف أخرى في الأشهر المقبلة، لكن كيف ستتعامل مع موضوع الحمل في بحثها هذا؟
أليسا ويسترنغ: إحدى ميزات الاجتماعات عبر اتصال الفيديو هي أنها لن تظهر أن صاحبة السؤال حامل، ولذا فهي تتمتع بشيء من الحرية فيما يخص اختيار الوقت المناسب للإفصاح عن هذه المعلومة.
دان ماغّين: هل يمكن نصحها بإخفاء هذه المعلومة في البداية؟
أليسا ويسترنغ: على الرغم من أن التمييز ضد المرأة الحامل مخالف للقانون، فقد يكون لدى المسؤولين عن التوظيف في أثناء مقابلات العمل وعملية التوظيف تحيز لا إرادي يدفعهم للاعتقاد بأن الوقت غير ملائم لتوظيف هذه المرأة. لذا أنصحها بعدم الإفصاح عن حملها إلا عندما تحصل على عرض العمل.
أليسون بيرد: أفضل الوضوح والصراحة، وعندما أجريت مقابلة للعمل لدى مجلة هارفارد بزنس ريفيو، قلت إني أم وإن هذا الأمر هو أحد أهم أولوياتي، وإن لم تقبلوا بهذا فلن يكون العمل المناسب لي. لكن أوافق على ألا تفصح عن حملها مبكراً عند تقديم الطلب للموارد البشرية، وإنما عندما تجري مقابلة العمل مع من ستعمل معهم، لاسيما مديرها المحتمل، يجب أن تخبره عن حملها صراحة وعن رغبتها بالاستمرار في العمل كأم، وأن توضح خطتها للفترة المقبلة، أي أن تحصل على إجازة الأمومة لمدة 8 أسابيع بعد ولادة طفلها وتعود بعد ذلك إلى العمل، ويمكنها أن تذكر مركز الحضانة الذي ستضع طفلها فيه أثناء ساعات العمل، وتوضح أن ذلك لن يؤثر على أدائها.
أليسا ويسترنغ: عندما تملك عرض العمل في يدها ستتمكن من التحدث بصراحة أكبر. في أفضل الأحوال، أفضّل أن تكون صادقة في عملية البحث عن وظيفة جديدة، ومعرفة ما إذا كانت الوظيفة المعروضة ملائمة لها، لكن في بعض الحالات يجب أن تتأكد من أنها لن تتحمل عواقب قد تترتب على حملها هذا، حتى وإن كانت هذه العواقب غير قانونية أو غير مقصودة.
أليسون بيرد: لكن إذا كانت هناك عواقب غير قانونية فهي لن ترغب بالعمل لدى هذه الشركة أساساً، لأن هذا تحيز ضدها لأنها حامل.
دان ماغّين: فلنفترض أن صاحبة السؤال لم تعثر على وظيفة أخرى في الأشهر القليلة المقبلة، سيعني ذلك أن تبقى عدة أشهر من دون عمل، ما هي أفضل الطرق للاستفادة من هذا الوقت؟
أليسا ويسترنغ: سيكون لديها بعض الخيارات، ويمكنها الابتكار أيضاً. يمكنها مثلاً محاولة الحصول على تعويض البطالة لأنها حصلت على عرض العمل بالفعل، ويمكنها الاستمرار بالعمل في الجامعة التي تخرجت منها، كأستاذة غير متفرغة مثلاً أو في دور بدوام جزئي في مختبر الأبحاث، وما إلى ذلك. وبذلك ستتمكن من ابتكار طرق تساعدها على جني المال وتطوير نفسها مهنياً واكتساب خبرة تمكنها من التقدم أكثر في أثناء انتظار بدء عملها في الوظيفة الحالية.
أليسون بيرد: أولاً، نود أن نهنئ صاحبة السؤال على الوظيفة والحمل، فعلى الرغم من أننا نعاني من انتشار الجائحة، تبقى هذه الأمور مهمة وتبعث على السرور ويجب ألا تنسى ذلك. يجب عليها التفكير في الشخص والوقت المناسبين كي تفصح عن حملها في الشركة التي تعمل فيها، ونشجعها على إجراء محادثة مباشرة مع مديرها في أقرب وقت ممكن، وأن توضح له مدى حماسها للبدء بالعمل، وحزنها لتأجيل موعده. يجب أن تخبره عن حملها بصراحة ووضوح وتناقش معه ما يترتب عليه، كتحديد موعد البدء بالعمل، مع التأكيد أن أداءها وحماسها في العمل لن يتأثرا بحملها وولادة طفلها. وفي الوقت الحالي، إلى أن تبدأ العمل بالفعل، نرى أنه لا ضير في البحث عن وظائف أخرى، لاسيما إذا كانت تتوق للعمل قبل ولادة طفلها. كما يمكنها التفكير بالعمل في وظائف مؤقتة، كالعمل في الجامعة التي تخرجت منها أو التعاقد المستقل (فريلانس) كي لا تفقد من مهاراتها شيئاً، ويمكنها كذلك تطوير مهارات جديدة في أثناء انتظار البدء بالعمل الجديد، وبهذه الطريقة ستتمكن من حل مشكلة المرأة العاملة والمولود الجديد خلال جائحة فيروس كورونا.