كيف تكتشف المدير الذي يفكر في نفسه أكثر من فريقه؟

2 دقائق
مبدأ "أنا أولاً"
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

هل سمعت عن مبدأ “أنا أولاً”؟ هذا المبدأ الذي يمثل القائد الذي يضع مصلحته فوق مصلحة الفريق.

إليك هذه القصة الشهيرة عن عمدة ديترويت؛ كوامي كيلباتريك والذي يمثل فيها كيلباتريك نموذجاً لهذا القائد، حيث في عام 2008 وُجهت إليه تهمة الحنث باليمين، وحُكم عليه بالسجن لعدم إطلاع المحكمة على مكان وجوده، ووجهت إليه تهمة الاعتداء على ضابط شرطة.

أدى سلوكه السيئ إلى تعالي الأصوات التي تدعوه للاستقالة. ودرس مجلس مدينة ديترويت وحاكم ميشيغان الخيارات المتاحة لعزله من منصبه. لكن كوامي يرفض التنحي.

كان كيلباتريك يدّعي أنه في “مُهمة مقدسة” ولن “يترك” شعب ديترويت أبداً. ربما كان زعمه أنه في مهمة مقدسة قابل للنقاش؛ لكن زعمه أنه لن يترك شعب ديترويت مثير للسخرية. لقد تخلى كوامي عن الناس عندما منعته سقطاته الأخلاقية من العمل قائداً فعالاً. من خلال البقاء في منصبه ورفضه الاستقالة، وبذلك يُعد كوامي نموذجاً أصلياً للقائد الذي يتبنى مبدأ “أنا أولاً”، القائد الذي يضع مصالحه الخاصة فوق مصالح الأشخاص الذين من المفترض أن يخدمهم.

للأسف، لا يقتصر وجود مثل هؤلاء القادة على المجال السياسي فقط؛ بل نجدهم في الشركات الأميركية أيضاً، وعلاوة على ذلك، لا يقتصر وجودهم على المناصب التنفيذية العليا، بل يمكن أن تصادفهم في أماكن العمل العادية مثل المقصورات والمتاجر أيضاً. أينما يوجد موظفون تجب إدارتهم، يمكن أن يكون هناك مدير من نمط “أنا أولاً”. ثمة 3 سمات محددة يمكنك من خلال البحث عنها التعرف إلى هذا النوع من المدراء:

سريع في نسب الفضل له في النجاح 

عندما تسير الأمور على ما يرام، يحرص على أن يكون مرئياً دائماً. وإذا كان أداء الفريق جيداً، فإنه يحرص على أن يعرف مديره أن نجاح الفريق كان نتيجة لتوجيهاته.

يلقي اللوم على الآخرين بسرعة

على العكس من ذلك، عندما لا تسير الأمور على ما يرام، فإن هذا المدير يلقي اللوم على شخص ما بسرعة بدلاً من محاولة إيجاد حل للمشكلة. بعبارة أخرى، يبحث عن كبش فداء يحمّله مسؤولية الخطأ الذي حدث حتى لا يخاطر بمنصبه أو تطوره المهني.

ماهرٌ في تجنب اللوم والعواقب 

بالإضافة إلى إلقاء اللوم على الآخرين، يبرع هذا النوع من المدراء أيضاً في تجنب تحمل المسؤولية عن طريق الاختفاء عند ظهور الأزمات. ينتظر حتى تمر الأزمة، ويعود فقط عندما يهدأ الموقف. يتساءل الأشخاص خارج المؤسسة لماذا لا تنتبه الإدارة العليا إلى مثل هذا السلوك. مثلما ذكرنا في السمة الأولى؛ هو ماهر في نسب الفضل إليه في نجاح فريقه وأحياناً ينال استحسان الإدارة نتيجة لذلك.

يعيش مدير “أنا أولاً” لحماية مصالحه الخاصة وخدمتها، وغالباً على حساب مصالح الآخرين. كما أنه يتمتع بسمة أخرى، وهي القدرة على التقرب من الأشخاص الأقوياء في المؤسسة، ليس لأنه يحترم هؤلاء الأفراد، بل بصفتها وسيلة لكسب التأييد. حتى المدراء في أعلى مستويات السلم الوظيفي في المؤسسة الذين قد لا يكون هناك مدير أعلى منهم، سيظلون يحاولون حماية مصالحهم الخاصة من خلال إحاطة أنفسهم بأشخاص يتفقون معهم دائماً ويدعمون قراراتهم.

التخلص من مدير “أنا أولاً” ليس بالأمر السهل. عادة يُطاح بهؤلاء القادة في البلدان النامية عن طريق انقلاب، ولكن يُستبدلون بشخص له سمات مماثلة، وأحياناً بشخص سابق كان يدعم المدير المخلوع. في عالم الشركات، غالباً ما يظل هؤلاء المدراء في مناصبهم حتى يتقاعدوا، ما يسبب مشاكل لمن حولهم.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .