ملخص: كيف يمكنك المحافظة على مكانتك في العمل إذا كنت تخطط للعمل عن بُعد بدوام كامل أو لمعظم الوقت في حين يعمل بقية زملائك من المكتب؟ تقدم المؤلفة 4 طرق لضمان النظر إليك كمساهم مهم في فريقك: 1) اعرف الافتراضات السلبية التي يمكن أن تترافق مع العمل عن بُعد وادحضها. 2) قاوم الميل إلى علاقات العمل البحتة. 3) حاول القدوم إلى المكتب من حين لآخر. واجعل كاميرتك مفتوحة كلما أمكن ذلك. 4) وأكد أنه من السهل العمل معك.
في بيئة العمل عن بُعد بالكامل، يمر الجميع بالظروف نفسها، لذا فهي فرصة متكافئة عندما يتعلق الأمر بإدارة هويتك التجارية الشخصية. ولكن في حين ننتقل إلى مرحلة هجينة من العمل وفيها يعود العديد من الموظفين إلى المكتب، يَبرز سؤال جديد: إذا كنت تخطط للعمل عن بُعد بدوام كامل أو لمعظم الأوقات، فكيف يمكنك المحافظة على مكانتك في العمل عندما يُحتمل أن يكتسب زملاؤك الذين يعملون في المكتب خبرة أكبر نظراً إلى كثرة احتكاكهم بمديرك، بالإضافة إلى إمكانية وصولهم إلى المعلومات المنقولة تلقائياً التي يمكن أن تكون مفيدة لحياتهم الوظيفية وفرصهم في الترقي؟
4 استراتيجيات للحفاظ على مكانتك في العمل عند عملك عن بعد
قبل عقد من الزمان تقريباً، أجريت بحثاً عن الهوية التجارية الشخصية في العمل، واكتشفت 4 استراتيجيات رئيسية يمكن أن تساعد العاملين عن بُعد في الحفاظ على مكانتهم وسمعتهم الطيبة، حتى عند مقارنتهم بزملاء العمل الذين يقضون المزيد من الوقت في المكتب.
تسليم المهمات قبل الموعد المحدد لدحض الافتراضات السلبية التي يمكن أن تترافق مع العمل عن بُعد
صحيح أن الوصم الذي كان مصاحباً للعمل من المنزل قد تناقص على نحو ملحوظ في أثناء الجائحة، وبالتالي فقد أتيحت الفرصة للعديد من أصحاب المهارات المعرفية لتجربته بأنفسهم. ولكن من المحتمل أيضاً أن يعود القادة إلى إطارهم المرجعي السابق بمجرد عودتهم إلى المكتب، ما يعني النظر إلى الموظفين الذين لا يمكنهم مراقبتهم مباشرة على أنهم يضيعون وقتهم. هذا هو السبب في أنه من الضروري للعاملين عن بُعد المبالغة في إظهار ما يدلل على ما يتمتعون به من موثوقية شديدة.
قد يشمل ذلك التأكيد على أنك تفي بالمواعيد النهائية أو تنهي مهماتك قبل المواعيد المحددة. على سبيل المثال، إذا طلب منك مديرك كتابة تقرير عاجل، فيمكنك ببساطة إرساله إليه من خلال رسالة بسيطة عبر البريد الإلكتروني أو يمكنك جعل إسهامك أكثر بروزاً عن طريق كتابة شيء مثل: "كما هو متفق عليه يا جمال، أنهيت التقرير وستجده في المرفقات. أعلم أن الموعد النهائي الرسمي هو الخميس، لكنني أردت إرساله إليك مبكراً حتى يكون لدينا المزيد من الوقت لإجراء تنقيحات إذا لزم الأمر". ولكن تزول فعالية هذا الإسهاب إذا كنت تستخدمه كثيراً (فأنت لا تريد بالتأكيد أن يُنظر إليك على أنك شخص متملق). ولكن عند استخدامه باعتدال، يمكن أن يلفت الانتباه إلى قدرتك على تسليم مهماتك في مواعيدها المحددة حتى في الأوقات العصيبة. والعبارة القصيرة "كما هو متفق عليه" غالباً ما تكون فعالة في التأكيد على أنك تفي بالتزاماتك.
مقاومة الميل إلى علاقات العمل البحتة
يتمتع الزملاء الذين يعملون معاً في مكتب واحد بالكثير من الفرص التلقائية، بدءاً من ركوب المصعد معاً إلى اللقاءات في غرف الاستراحة، لتكوين فكرة متواضعة عن حياة بعضهم البعض (حول كل شيء بداية من المكان الذي قضوا فيه إجازتهم الأخيرة وحتى الفِرق الرياضية المفضلة لديهم). بالطبع هذه المعلومات ليست ضرورية لأداء وظيفتك، لذلك من السهل إغفال أهميتها. ولكنها توفر شكلاً من أشكال "التماسك الاجتماعي" الذي يمكّنك من التواصل مع زملائك خارج الإطار التقليدي للتعامل من خلال مكالمات برنامح "زووم" التي تناقشون خلالها مشروعاً أو حساباً معيناً.
أظهر هذا البحث أن احتمالية النجاح في حسم المفاوضات عبر الإنترنت تزداد عندما يشارك المشاركون معلومات شخصية معاً وبالتالي يخلقون رابطاً بينهم، بدلاً من الالتزام "بالمعلومات المتعلقة" بالصفقة فقط. وبالمثل، الزميل الذي يشعر أن هناك رابطاً شخصياً بينكما من المرجح أن يدافع عنك عندما لا تكون في الغرفة أو يتطوع لمساعدتك حتى عندما لا يكون ذلك سهلاً، مقارنة بشخص تربطك به علاقة غير وثيقة.
بصفتك عاملاً عن بُعد، يجب أن تفكر ملياً في كيفية تنظيم هذه العلاقات، إذ لا يمكنك الاعتماد على اللقاء صدفة بشخص يدعوك لتناول الغداء. قد تضطر أحياناً إلى أن تكون المبادر، سواء قررت دعوة زملائك للدردشة بشكل فردي عبر الفيديو أو استضافة فعالية افتراضية لبناء العلاقات. لكن هذا الجهد يستحق العناء، بالنظر إلى التأثير القوي للروابط الاجتماعية على كل من سمعتك في العمل وقدرتك على أداء وظيفتك بنجاح.
محاولة القدوم إلى المكتب من حين لآخر
إذا كان ذلك ممكناً جغرافياً، فحاول القدوم إلى المكتب من حين لآخر للقاء زملائك والتأكد من أن يعرفوا اسمك وشكلك، وخاصة الموظفين الجدد الذين لم تتعامل معهم من قبل.
وبالمثل، حتى إذا كانت ثقافة مكتبك تسمح بعقد اجتماعات عبر الإنترنت مع غلق كاميرا الفيديو، فاحرص على إبقاء كاميرتك مفتوحة والتأكد من أن الإضاءة جيدة مع وجود خلفية مناسبة. قد يبدو هذا كأنه نقطة جمالية بسيطة، ومبالغة إذا كان الزملاء الآخرون يبقون كاميراتهم مغلقة. ولكن إذا كان هؤلاء الزملاء يقضون المزيد من الوقت في المكتب، فسيكون لدى الأشخاص من حولهم المزيد من البيانات لاستخدامها (في شكل تفاعلات شخصية) في تكوين صورة عنهم. من ناحية أخرى، إذا كنت تعمل من المنزل بدوام كامل، فهذه هي الطريقة الوحيدة للتواصل مع الزملاء، لذلك عليك أن تكون شديد الحذر بشأن كيفية تقديم نفسك.
الحرص على إظهار أنه من السهل العمل معك
لأسباب واضحة، يقدّر المدراء الذين يعملون فوق طاقتهم الموظفين الذين على استعداد للتكيف مع جداول مواعيدهم والعمل وفقاً لتفضيلاتهم. باعتبارك عاملاً عن بُعد، فالوصول إليك ليس بسهولة الوصول لشخص يجلس على بُعد 3 أمتار تقريباً وبإمكانهم الوصول إليه لطرح سؤال أو عندما تخطر فكرة جديدة على بالهم، لذلك ستحتاج إلى إظهار أنه من السهل العمل معك ولكن بطرق أخرى.
على سبيل المثال، من المهم إجراء محادثة صريحة مع مديرك حول طرقه المفضلة في التواصل. فهل يرى أن المكالمات الهاتفية هي الطريقة الأكثر فعالية للتواصل؟ أو أنه مؤيد للتواصل عبر البريد الإلكتروني أو تطبيق "سلاك" (Slack) أو الرسائل النصية؟ تأكد من أنك تفهم كيف، ومتى، يتوقع مديرك أن يتمكن من الوصول إليك، وكيف يفضل أن تتواصل معه، وافتراضاته حول فترة الرد، بما في ذلك خلال ساعات الليل وعطلات نهاية الأسبوع.
ستكون أكثر نجاحاً إذا تفهمت أسلوبه المفضل في التواصل وقدّرته، حتى لو لم يكن هذا هو الأسلوب المفضل لديك. هدفك هو تقليل الاحتكاك والخلافات الناتجة عن عدم تمكنه من التواصل معك عند الحاجة. وبالمثل، من المفيد اقتراح عقد اجتماع لمراجعة المستجدات بصفة منتظمة (ربما يكون أسبوعياً)، ويُفضل أن يكون عبر الفيديو، حتى إذا لم يطلب مديرك ذلك. فذلك يضمن حصولك على قدر ضئيل من التواصل المباشر كل أسبوع على الأقل، بما في ذلك فرصة لطرح الأسئلة وتوضيح التوقعات وإبقاء مديرك على اطلاع دائم بما تحرزه من تقدم.
يكمن الخطر عند العمل من المنزل في أن إسهاماتك تتلاشى تدريجياً إلى أن يشعر مديرك وزملاؤك أن وجودك عاد غير ضروري للشركة. ولكن باتباع الاستراتيجيات الأربعة الواردة في المقال، يمكنك المحافظة على مكانتك في العمل وضمان أن يُنظر إليك على أنك مساهم مهم له تأثير كبير في نجاح فريقه.