"بقعة ضوء" و"ضيعة ضايعة" وغيرهما من الأعمال جعلت الكاتب السوري ممدوح حمادة أحد أبرز كتاب السيناريو في العالم العربي. في هذا اللقاء مع هارفارد بزنس ريفيو العربية نقترب من حياته وتجاربه، ونكتشف محطات مؤثرة في مسيرتيه الفنية والشخصية، ونتعرف إلى فلسفته في مواجهة الفشل، وكيف استفاد من إخفاقاته أكثر من نجاحاته، لدرجة أن واحدة من تجاربه الفاشلة ألهمته لتأليف كتاب. كما يشاركنا تفاصيل عن دراسته لفن الرسوم المتحركة في بيلاروسيا، وكيف يتمنى لو تعلّم هذا الفن في مرحلة مبكرة من حياته. كما يقدم حمادة نصائح قيّمة للكتّاب الشباب، ويؤكد أهمية الجمع بين المعرفة الثقافية والمعرفة التقنية في كتابة السيناريو. وعلى الرغم من حبه للكتابة، ينصح باتخاذها هواية لا مهنة احترافية نظراً لصعوبة الحصول على فرص إنتاجية. كما يكشف عن حلمه القديم بأن يكون سائق شاحنة، ويعترف بتواضع مهاراته في إدارة عمله، متمنياً أن يجد مَن ينظّم له أموره.
بماذا تصف مهنتك؟
أشبّه مهنة الكتابة بمهنة العمل في المناجم؛ بمعنى أن الكاتب يحفر ويبحث دائماً عن الذهب، وتعنيني بقدر ما تعني عمال المناجم الذين يبذلون الجهد للوصول إلى خبايا الأنفاق العميقة، وأحياناً لا يحصلون سوى على الخيبة وأحياناً أخرى يكتشفون الذهب. وإن أردت أن أتحدث عن نفسي، فأنا أحمد الله أنني خلال مسيرتي المهنية حصلت في أغلب الأحيان على كنوز تتراوح بين الذهب والماس والفضة.
كيف تصف واقع المحترفين في مهنة الكتابة؟
بصراحة، يؤسفني أن أقول إنه واقع مزرٍ. أظن أن الأمر ينطبق أيضاً على باقي المهن الإبداعية، فنحن نحصل على مردود قليل قياساً بأرباح العمل الفني. بمجرد أن نبيع النص لشركة الإنتاج ونحصل على الأجر تنتهي صلتنا به، على عكس دول العالم الأول حيث يكون الكاتب شريكاً في الحصول على الأرباح ما دام هناك عرض. حتى إنه في بعض الأحيان، يستطيع الكاتب أن يعتاش من نص واحد يكتبه في حياته. نحن نعاني وجود بعض المنصات الطفيلية التي تشتري حقوق المسلسل، وتترصد مَن ينشر مقاطع منه على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى إن كان كاتب المسلسل نفسه الذي يريد أن يروّج عمله. ومن الواجب أن يكون هناك دور للدول في ضبط هذه الفوضى. وفي سوريا على سبيل المثال، يجب أن تشتري وزارة الثقافة جميع الأعمال السورية وتجعلها جزءاً من مخزونها الإبداعي وتحصل على مردود مادي منها.
كيف ترى مفهوم "الشللية" في العمل، وهل صحيح أنك لم تعمل في الغالب إلا مع هشام شربتجي والآن تعمل فقط مع الليث حجو؟
أرى أن "الشللية" (الشلل أو المجموعات التي تعمل معاً) في العمل الفني أمر غير صحي، إذ ينبغي دائماً إعطاء الفرص للمواهب الجديدة. على سبيل المثال من الممكن أن يعتمد المخرج على وجوه أساسية، لكن من المهم إفساح المجال لأسماء شابّة جديدة، دون اللجوء إلى "الواسطة" أو المحسوبيات.
من جهتي، لست متعصّباً لفكرة العمل مع هشام شربتجي رحمه الله، والليث حجو، لكنهما الأكثر قدرة على قراءة نصوصي بالشكل الصحيح، وفهم ما أريد أن أوصله منها. جرّبت في السابق التعاون مع مخرجين عدة، لكنهم لم يتمكنوا من قراءة نصوصي على النحو الذي أبتغيه، وهذا هو سبب تعاملي في الغالب مع هشام والليث.
ما هي نقطة التحول التي صنعت نجاحك؟
في بداية مسيرتي بكتابة السيناريو قدمت العديد من الأعمال الجماهيرية مثل "سلسلة النجوم" و"بطل من هذا الزمان"، لكن في وقتها، لم يكن أحد يتوقف عند اسم الكاتب، لذلك أستطيع القول إن الجزء الرابع من سلسلة "بقعة ضوء" شكّل نقطة تحول ومنعطف في مسيرتي المهنية، لأن اسمي وقتها أصبح متداولاً في الوسط الفني وبين النقاد. وقدّمت في هذا الجزء عدداً كبيراً من اللوحات التي تتسم بالجرأة والجدّة.
فيما بعد أعتبر مسلسل "ضيعة ضايعة" نقطة تحول ثانية، وهذه المرة على المستوى الجماهيري، فأصبح حتى الجمهور يعرف اسم ممدوح حمادة ويتداوله.
كيف تصف علاقاتك مع الفنانين في الوسط الفني؟
تجمعني علاقة طيبة جداً مع الفنان أيمن رضا، ففي وقت مضى كنت جاره في بناء واحد. أيمن شخص حسن المعشر وطيب جداً، كذلك تجمعني علاقات طيبة مع جمال العلي وجرجس جبارة. لا تحضرني جميع الأسماء حالياً، ولكن أود أن ألفت إلى أننا نحن الكتّاب، لا يمكن اعتبارنا من الوسط الفني لأن حياتنا مختلفة تماماً عن حياتهم، وليست حتى بين الكتّاب علاقات صداقة. وربما الاختلاف الأهم بيننا وبين الوسط الفني هو أننا بعيدون عن الأضواء ولا نلهث وراءها، بعكس الفنانين الذين تتطلب مهنتهم أن يكونوا عشاقاً للأضواء.
كيف تعاملت مع الانتقادات التي طالت سلسلة عائلة النجوم بأنها تهريج مبتذل؟
تتمتع هذه الأعمال بمستوى معين، أنا كتبت "6 نجوم"، و"7 نجوم"، و"8 نجوم"، وكل عمل كان مختلفاً عن الآخر، وأطلقت عليها أسماء مختلفة. لكن الشركة المنتجة رغبت في استثمار جماهيرية مسلسل "5 نجوم"، فمثلاً كان اسم "6 نجوم" هو "الليدي فردوس" واخترت لـ "7 نجوم" اسم "شيش يك". كان الغرض من "6 نجوم" هو الكوميديا فقط، مجرد الإضحاك لا أكثر، أما في "7 نجوم"، فدخلت بعض الطروحات السياسية، و"8 نجوم" كان أكثر هدوءاً من البقية لكنه لم يخلُ من الطرح النقدي. كتبت هذه الأعمال بما يتلاءم مع ذلك الوقت وأيضاً بما يتلاءم مع خبرتي، فهذه الأعمال كانت باكورة أعمالي التلفزيونية.
ما الذي تندم عليه في حياتك؟
في العموم لا أندم، فأنا أؤمن أن كل فشل يحمل درساً مهماً يجب أن أتعلمه. كما أنني لا أبالغ إن قلت إنني استفدت من إخفاقاتي أكثر من تجاربي الناجحة، حتى إنني مررت بتجربة فاشلة قبل عامين تقريباً، وهي كتابة مسلسل تلفزيوني بعنوان "بستان الشرق" (حلقات متصلة منفصلة، إخراج سيف الشيخ نجيب). هناك عوامل كثيرة أدت إلى فشل العمل بما في ذلك النص. أنا بصدد الانتهاء من تأليف كتاب بعنوان "كيف تصل إلى الفشل دون عناء يُذكر" من خلال استعراض عوامل فشل مسلسل "بستان الشرق". خلاصة القول: حتى التجربة الفاشلة حرّضتني على تأليف كتاب.
ما الذي يجعلك تستيقظ متحمساً للعمل؟
يلاحظ الأشخاص القريبون مني النشاط المفرط الذي أتمتع به، فأنا شغوف جداً بمهنة الكتابة، لا أشعر بالتعب ولا بالملل حين أعمل. فما دامت صحتي جيدة فلا بد أن أمارس الكتابة. لا أستطيع ذكر دوافع واضحة تجعلني أستيقظ متحمساً للعمل، لكنني ألخصها بالشغف وحب الكتابة.
ما الذي يقلقك قبل أن تنام بخصوص مهنتك وحياتك؟
على الصعيد المهني، أنا دائم القلق بشأن نتائج أي عمل أقوم به، فالجمهور لا يرحم، ووجود وسائل التواصل الاجتماعي أعطى الجميع منبراً للتعبير عن آرائهم، وعندما تجري مهاجمتك على عمل ما، فإن هذا الهجوم قد يكون شديداً وقاسياً وبذيئاً في بعض الأحيان، أضف إلى ذلك، أنني من الأشخاص الذين يخشون الفشل، لدرجة أنني لا أشاهد أعمالي عند عرضها للمرة الأولى، بل أنتظر ردود الأفعال من هنا وهناك.
أما على صعيد الحياة الشخصية، فأنا أقلق من عدم الاستقرار المادي؛ إنني أعمل في مهنة ليس لها دخل ثابت. صحيح أننا نتقاضى مبلغاً كبيراً لقاء مسلسل ما، ولكن بين هذا المبلغ والمبلغ الذي يليه قد تكون هناك فترة طويلة. وكما تعلم أصبحت الاحتياجات اليومية كبيرة، أضف إلى ذلك أن الوضع المعيشي الصعب في سوريا يحتّم عليك بعض الالتزامات المالية.
ينجز بعض الكتّاب أعمالاً سنوية وأكثر حتّى. وهؤلاء لا يتعرّضون لأزمات مادية، على عكس مَن يتعامل مع الكتابة باعتبارها مشروعاً مثلي، فقد ينجزون عملاً كل عامين أو ثلاثة أعوام.
ما أخشاه حقيقة هو أن أحتاج إلى تقديم تنازلات لا تتوافق مع مشروعي ورؤيتي، فأنا مثلاً أكتب بعض "السكيتشات الإعلانية" لأحقق التوازن مادياً في بعض الأحيان.
ما الذي تعلّمته مؤخراً وتتمنى لو تعلّمته مبكراً؟
لقد درست فن الرسوم المتحركة في بيلاروسيا بمرحلة عمرية متأخرة. كان ذلك في عام 2004 تقريباً، وكنت أبلغ 45 عاماً. بعد إتمامي أول فصل دراسي، اصطدمت بدخول التكنولوجيا وبرامج الكمبيوتر إلى المنهج الدراسي، فوجدت نفسي غير قادر على التفرغ بسبب ضغط العمل، لهذا تركت الدراسة، وانغمست في الكتابة. كنت أتمنى لو تعلّمت هذا الفن في مرحلة عمرية مبكرة قبل الغوص في العمل والالتزامات. لقد درست أيضاً الإخراج أكاديمياً، لكنني لم أحصل على أي عمل لأخرجه، أخرجت فقط بعض الأفلام التي كتبتها. أغلب المخرجين الموجودين حالياً تعلّموا على يد مخرجين آخرين، وليسوا أكاديميين. الخبرة تكشف لك السطح، لكن الدراسة تكشف العمق.
ما هي النصيحة التي يمكن أن تستخلصها من تجربتك ويمكن أن تقدمها إلى الآخرين؟
برأيي لنجاح أي شخص في أي مهنة، يجب أن تتوافر لديه ركيزتان أساسيتان: المعرفة الثقافية والمعرفة التقنية، لذلك أنصح من يسلك طريق كتابة السيناريو أن يتزود بالمعرفة الثقافية؛ أي تناول الموضوع المطروح بعمق وسلاسة بعيداً عن السطحية، إلى جانب المعرفة التقنية لهذه المهنة، مثل طريقة إعداد المشهد، وطول المشهد، والصراع الدرامي، إلخ. وأخيراً، أقول عليكم بالصدق مع هذه المهنة وأي مهنة أخرى.
هل تنصح بهذه المهنة؟
بصراحة، أنصح باتخاذها هواية فقط، لا أن يمتهنها الشخص ويتفرّغ لها، لأن هناك زيادة كبيرة في عدد كتّاب السيناريو، وقد يصل عددهم في سوريا وحدها إلى نحو 100 ألف شخص إذا جمعنا معهم عدد الأشخاص الذين يحلمون بهذه المهنة. ومع ذلك، أعتقد أن الذين يصلون منهم إلى حيّز التنفيذ لا يتجاوزن 20 شخصاً. وبالتالي، فإن الكثير من عمر الشخص يضيع في الكتابة والبحث عن شركة تنتج ما يكتبه. لذلك، أنصح مَن لديه موهبة الكتابة أن يحترف ويتعلّم مهنة أخرى تحقق له الاكتفاء المادي، ويلجأ إلى الكتابة في أوقات فراغه. وأنا على يقين أن الشخص مهما كان مشغولاً يبقى لديه متسع من الوقت، ومن ناحية أخرى فإن مهنته وتواصله مع الناس قد يشكّلان وقوداً لكثير من القصص والحكايات.
إن لم تكن كاتباً فما هو المجال الآخر الذي كنت تفضل العمل فيه؟
أنا شخص محب للسفر، وأمنياتي مرتبطة به. أذكر عندما سألتنا المعلمة في الصف الأول عن رغباتنا، أجبتها أن أكون سائق شاحنة (قاطرة ومقطورة)، لاحقاً تحولت أمنيتي إلى أن أصبح طياراً. وبالفعل سعيت لدراسة الطيران أكاديمياً، واجتزت الفحوصات الطبية ولكن لم يتم قبولي. وما زلت لدي رغبة في قيادة شاحنة، أعتقد أنني سأشعر بالسعادة وقتها.
كيف تدير وقتك، وما الذي تعلّمته بهذا الخصوص؟
أنا متفرّغ تماماً للكتابة، من قصص ودراما، وليس لدي أي نشاطات أخرى. أما حصة عائلتي من وقتي فهي بسيطة جداً وعادية، وبطبيعة الحال زوجتي وابنتي الوحيدة، كلّ منهما متفرّغ لعمله. ونحن عائلة هادئة، ابنتي رسامّة وزوجتي تعمل في الكتابة والبحث العلمي، وأنا مقيم في دبي، وعندما أكون في بيلاروسيا أقضي معظم الوقت في البيت.
ما هي نظرتك لفكرة التوازن بين العمل والحياة الخاصة؟
من المهم أن يعطي الشخص مساحة لحياته الخاصة دون مبالغة. وأنا شخصياً لا أفضل الزيارات ولقاءات المجاملة، وعندما أزور شخصاً ما فلا بد من مناسبة. أرى أن هذه الزيارات تضييع للوقت، فالحياة قصيرة جداً والوقت محدود، ويجب على الإنسان صاحب الرسالة أن يخصص الوقت الأكبر من حياته لخدمتها من خلال عمله وبحثه الدائم. وهذا يرجع إلى كل شخص وتوجهاته وهدفه من هذه الحياة.
كيف تدير عملك وفريق عملك، وماذا تعلمت أو تأمل أن تتعلّمه في مجال إدارة عملك؟
خبرتي تعادل الصفر في إدارة عملي وأنا سيئ جداً في هذا الموضوع، فأنا لا أملك مهارة التفاوض، لدرجة أنني عندما أفاوض على أجري يهبط السعر. ليس لديّ مدير أعمال ولا فريق عمل، وأتمنى أن يأتي أحد وينظّم لي عملي، لكنني لست ملماً بخصوص تمويل هذا الإجراء.
هل تقرأ أي مصادر تثقيفية أو تعليمية، ماذا تتابع منها، وما هي طريقتك للحصول على المعلومات؟
بالتأكيد، مصادر أي كاتب يجب أن تكون على 3 أنواع: أول مصدر وأوسعه هو الواقع المعاش، فالواقع يحتوي على قصص كثيرة وشخصيات من نماذج مختلفة وهذا يغني مخيلة أي كاتب. أما المصدر الثاني فهو التاريخ. يستطيع الكاتب أن يبني قصة معيّنة من خياله خلال فترة تاريخية محددة الأركان، ويستخدم التاريخ هنا خلفية فقط، وبإمكانه كتابة قصة عن حدث معين مثل معركة حطين وشخصية معيّنة كصلاح الدين الأيوبي مثلاً. والمصدر الثالث المهم جداً هو الأدب. هناك الكثير من أعمال الأدباء التي تصلح للتحوّل إلى دراما بصرية، ومن أشهرهم: تشيخوف، دوستويفسكي، تولستوي، لقد تحولت كل نتاجاتهم إلى أفلام ودراما. إنني أعتمد على هذه المصادر بالتزامن مع المخيلة بحسب نمط العمل الذي أكون مقبلاً عليه. وبالتأكيد ألجأ في كثير من الأحيان إلى العصف الذهني.
هل لديك أي مقولة أو شعار تقتدي به؟
مقولتي هي: "أي إنسان لديه كرامة، وإهانة كرامة أي إنسان من أي شخصٍ كان أو مؤسسة كانت جريمة لا يمكن غفرانها". في بعض الأحيان نرى عامل نظافة يتعرض للتنمر من بعض الأشخاص، وكأن هذا الرجل لا يملك كرامة. في الولايات المتحدة، يحتاج الشخص إلى وساطة ليصبح عامل نظافة. على سبيل المثال، في إحدى لوحاتي بمسلسل "بقعة ضوء"، أطلقت عليه لقب "مهندس نظافة" تقديراً لأهميته الكبيرة في حياتنا.
هل لديك شخص تعتبره مثلك الأعلى، ولماذا؟
لا يمكنني القول إن لديَّ مثلاً أعلى، ولكن هناك أشخاص أثّروا في حياتي عموماً. على سبيل المثال، في مرحلة الإعدادية كنت مشاغباً، وأتذكّر أنني عندما كنت في الصف الثامن تم فصلي من المدرسة بسبب هروبي. لكن أستاذ اللغة العربية، الذي كان اسمه "حسن التقي"، استغرب القرار بسبب اجتهادي والتزامي في حصصه -على عكس أدائي في المواد الأخرى- فتدخل وتوسط لي ليعيدني إلى المدرسة، وأصبح يتابعني من كثب في المراحل اللاحقة. باختصار، هذا الأستاذ كان له تأثير كبير في حياتي وجعلني أحب مادة اللغة العربية.
كيف تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف تؤثر فيك؟
لست نشطاً على مواقع التواصل الاجتماعي، أخصص لها وقتاً قليلاً فقط. منذ سنة ونصف أغلقت صفحاتي الموجودة في فيسبوك، حيث كان لديّ 3 صفحات: صفحة عامة وصفحة خاصة وصفحة خصصتها للصور ورسوم الكاريكاتير. أستخدم حالياً تطبيق إنستغرام لأنني أعتبر مستخدميه أرقى من مستخدمي فيسبوك الذي يعج بـ "الذباب الإلكتروني"، كما أن الإنستغرام يتسّم بالهدوء إلى حدٍّ ما.
لديّ حساب على منصة إكس (تويتر سابقاً) ولكن لم أدخل إليه منذ 4 سنوات، كما جرّبت الدخول إلى تيك توك، ولكنني وجدته تطبيقاً تدميرياً وغوغائياً جداً.
وأجهز حالياً لإطلاق موقع إلكتروني باسمي، سأنشر خلاله مقالة أسبوعية، وكذلك قصة أسبوعية، بالإضافة إلى الشعر، فضلاً عن أنني أعمل على إطلاق برنامج قصير سأظهر من خلاله لأعرّف الناس على مفاهيم تتعلق بفنون الكتابة والسيناريو والكاريكاتير عن طريق مشاهد تمثيلية (مونولوج) سأؤديها بنفسي، بمبادرة من عدّة أصدقاء شباب.
كيف تتخذ قراراتك؟
على صعيد المهنة لا أفاوض كثيراً، لأن عدد الشركات التي أتعامل معها محدود، لذلك، نتفق منذ البداية على كل التفاصيل. أما على صعيد الحياة الشخصية، فأجد نفسي سريعاً باتخاذ القرارات. فعندما يتعلق الموضوع بقرار الشراء مثلاً، لا أفكر مرتين، وأتخذ القرار بسرعة دون تأنٍّ. وهذا التسرع يفرض عليّ أحياناً أن أشتري القطعة مرتين، لأنني لا أضع في حسباني أني سأرجعها، فأجد نفسي أخرجها من العلبة بطريقة عشوائية، لا يمكن أن يقبل البائع إعادتها بعد ذلك.
حدّثنا عن معلومة عنك لا يعرفها معظم الناس ولن يجدوها في سيرتك الذاتية
في الحقيقة هناك الكثير من الأمور التي لا يعرفها الجمهور عنّي، ولا أحب أن أخبر بها أحداً، والحقيقة لا تساعدني الذاكرة على تذكّر شيء يمكنني قوله.
ما هي علاقتك مع المال، وكيف تتعامل مع الاستثمار والادخار في دخلك المادي، هل تستثمر، هل لديك أي عمل آخر؟
علاقتي بالمال سيئة ويمكن وصفها بالفوضوية، في الواقع أنا لست ممن يأتيهم دخل كبير يتيح لهم الفرصة للادخار والاستثمار. لا يأخذ المال حيّزاً كبيراً من تفكيري، ولا يأتيني أي مدخول مادي من خارج مجال الكتابة الذي أعمل فيه منذ سنوات طويلة.
ما هو دور الحظ في حياتك؟
أنا من الأشخاص الذين لم يحالفهم الحظ قط، تخيل أنني لم أنشر ما كتبته إلا بعد 22 عاماً من بدء احترافي لمهنة الكتابة، في حين كان يجب أن أنشر بعد عامين أو ثلاثة أعوام. كنت أجد صعوبة بالغة في التواصل مع الإعلام ودور النشر بحكم أنني سافرت مبكراً. فكل نجاح حققته كان بعد جهدٍ جهيد.
إن أردنا تلخيص حياتك في كتاب، فماذا سيكون عنوانه؟
أعكف حالياً على كتابة سيرتي الذاتية بالتعاون مع دار نشر متخصصة بالسير الذاتية، ولم أتمكن بعد من اختيار العنوان. كما تعلم في الأبحاث الأكاديمية يؤجل الباحث كتابة المقدمة وصياغة العنوان إلى آخر خطوة. سيصدر الكتاب في جزأين، إما هذا العام وإما العام المقبل.