كيف تغير مسارك المهني دون أن يقل دخلك؟

4 دقائق
انتقال وظيفي

ملخص: ليس من السهل القيام بانتقال وظيفي، بل قد يبدو مستحيلاً عندما تقف المسؤوليات المالية عائقاً في طريقك. في هذه المقالة، تحدد المؤلفة 4 خطوات يمكنك اتخاذها لتولي زمام رحلتك المهنية وإعادة تشكيل مسارك بحيث تصل في النهاية إلى حيث تريد أن تكون بالضبط.

 

يحلم العديد من المهنيين بالانتقال إلى دور جديد أو ربما مجال مختلف تماماً. بالطبع، قد يكون من الصعب إثبات جدارتك في قطاع جديد، لا سيما إذا كنت تفتقر إلى خبرة ذات صلة مباشرة به. ولكن حتى إلى جانب عقبة إقناع الآخرين بإعطائك فرصة، غالباً ما تكون هناك معضلة أكبر: تحديد الراتب الذي يجب أن تحصل عليه.

اكتسب العديد من العاملين الذين في منتصف حياتهم المهنية أو كبار المهنيين ما يكفي من الخبرة والأقدمية للحصول على رواتب كبيرة. وحتى إن كان دخلك السنوي متواضعاً، فلا يزال من الشائع أن يجد العديد من المهنيين أنفسهم مكبّلين “بأصفاد ذهبية” تتطلب الحصول على مستوى معين من الدخل لتجنب الاستغناء عن أشياء مهمة في نمط حياتهم. ولكن البدء من جديد في مجال جديد غالباً ما يستلزم خفضاً مؤقتاً في الراتب، وربما لا يكون مؤقتاً حسب المجال.

كما أصف في كتابي إعادة اكتشاف نفسك” (Reinventing You)، إذا وجدت أنك تسعى إلى إجراء تغيير ولكن لا يمكنك تحمُّل خفض الراتب، فإليك 4 أشياء يمكنك القيام بها.

انتقل داخلياً، أو أعد اكتشاف وظيفتك الحالية

غالباً ما نفترض أننا إذا لم نكن سعداء في دورنا الحالي، فإن البديل الوحيد هو الاستقالة. ولكن الأمور لا تسير على هذا النحو. فقد أدرك أصحاب العمل منذ فترة طويلة التكاليف الهائلة لدوران الموظفين: ما يصل إلى ضعف الراتب السنوي للموظف. لذلك ازدادت الرغبة في الاحتفاظ بالمواهب، لا سيما مع زيادة عدد الاستقالات في عام 2021 إلى رقم قياسي بلغ 47 مليون مغادرة طوعية. بدلاً من افتراض أنك ستحتاج إلى مغادرة شركتك، يمكنك البدء باستكشاف فرص الانتقالات الداخلية. وبهذه الطريقة، من المرجح أن تحتفظ براتبك وأقدميتك الحاليين، حتى لو انتقلت إلى وظيفة تفتقر فيها إلى الخبرة.

يمكنك أن تبدأ باستطلاع الأمور بلطف مع مديرك أو مسؤول الموارد البشرية، حسب قوة العلاقة بينكما. وحتى إذا لم يكن الانتقال الداخلي ممكناً، فقد تجد طرقاً لإضافة المزيد من العناصر الجذابة إلى وظيفتك الحالية. على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في تنمية مهاراتك في التواصل، فيمكنك أن تقترح تولي المزيد من فرص العروض التقديمية بالفريق أو بدء كتابة مقالات للنشرة الإخبارية الداخلية لشركتك أو في المجلات المعنية بقطاع عملك.

تأكد من اهتماماتك

إذا كنت تحلم بالقيام بانتقال وظيفي، فربما لديك رؤية واضحة لمهنتك الجديدة. كان هذا هو الحال بالنسبة لإحدى النساء اللواتي كتبت عنهن، كانت قد حلمت بالتخلي عن وظيفتها المكتبية لكي تصبح منسقة أزهار لجمال هذه المهنة وما تتطلبه من إبداع. اقترح مدربها المهني أن تقوم بـ “الملازمة الوظيفية” من خلال العمل مع بائع زهور ليوم واحد للتأكد من اهتماماتها، لكنها اعترضت؛ فلماذا عليها أن تتكبد هذا العناء؟ إنها تحب الزهور، وهذا حلمها.

لكن المدرب المهني أصر أن تجرب العمل في هذه المهنة، لذلك اتصلت ببائع زهور متفهّم لطبيعة التجربة، وانتهى الأمر بمغادرتها في وقت الغداء، ولم تعد إليه أبداً. فما السبب في ذلك؟ كان السبب غير متوقع تماماً: لم تكن تدرك أن تنسيق الزهور النضرة يتطلب العمل في درجات حرارة منخفضة، وكان ذلك سبباً كافياً لعدم امتهان هذه المهنة. من السهل أن ترسم صورة في ذهنك لما سيكون عليه الوضع إن كنت تعمل في وظيفة مختلفة. ولكن قبل اتخاذ أي خطوات نحو إجراء تغيير، من المفيد أن تختبر إذا ما كان ذلك شيئاً تستمتع به حقاً، من خلال المقابلات الاستشارية أو الملازمة الوظيفية أو قراءة مذكرات الممارسين.

تحدّث مع أقرب الأشخاص إليك

إحدى المفارقات المؤلمة التي اكتشفتها في بحثي حول إعادة اكتشاف الحياة المهنية هي أن الأشخاص الذين يفترض العديد من المهنيين أنهم سيكونون الأكثر دعماً لهم (أي عائلاتهم وأصدقائهم المقربين) يتضح في الواقع أنهم الأكثر انتقاداً لخططهم. إذ ليس لدى فرد العائلة مصلحة ذاتية معرضة للخطر فقط (إذا قل دخلك، فقد يحتاج إلى القيام بتضحيات مباشرة)، بل قد تكون لديه أيضاً رغبة صادقة وحسنة النية في تجنيبك الأذى (“ولكن ماذا لو لم ينجح الأمر؟”).

إذا كنت ترغب في تجنب الدراما والعداوة، فمن المهم أن تجري محادثة صريحة وتعاونية مع الأشخاص الأقرب إليك الذين سيتأثرون بقراراتك. على سبيل المثال، يمكنك أن تقول لزوجتك: “كما تعلمين، كنت مهتماً باستكشاف خيارات مهنية أخرى، ولكن إذا مضيت قُدماً في أي منها، فمن المحتمل ألا أتمكن من كسب الدخل نفسه. فما شعورِك حيال ذلك؟ هل لديكِ أفكار أو اقتراحات حول كيفية تدبُّر أمورنا إذا بدا أن المضي قُدماً في هذا المسار سيكون فكرة جيدة؟”.

قد تجد طرقاً لتقديم تنازلات (“سنبيع المنزل، ولكن فقط عندما يتخرج أبناؤنا في المدرسة الثانوية”). أو قد تكتشف أنهم أكثر دعماً مما كنت تتخيل (“جعلتك هذه الوظيفة تعيساً للغاية، فيجب أن تتركها مهما كان الأمر”).

وسِّع أفقك الزمني

يفترض الكثير منا أن الانتقال الوظيفي يجب أن يكون بمبدأ “كل شيء أو لا شيء”. لكن هذا يهمل أداة مهمة في ترسانتنا: الليالي وعطلات نهاية الأسبوع. في كتاب إعادة اكتشاف نفسك، كتبت عن مصففة شعر اسمها باتريشيا فريب أعادت اكتشاف نفسها على مدار عقد لتصبح متحدثة محترفة ناجحة. فقد تجنبت إغراء ترك وظيفتها على الفور والسعي وراء حلمها في أن تكون متحدثة، ما قد يكون مدمراً من الناحية المالية. وبدلاً من ذلك، قامت على مدار سنوات بإتقان المهنة وبناء علاقات وسمعة قوية، واستثمرت أرباحها من مجال تصفيف الشعر في تنمية مهاراتها وأنشأت موارد مهنية مثل موقع ويب ومقاطع فيديو قصيرة تُظهر خبرتها وقدراتها.

ونتيجة لذلك، لم تواجه عجزاً في الدخل قط. بمجرد انتهاء عقد إيجار صالونها الذي كان لمدة 10 سنوات، أنهت أعمالها ببساطة وبدأت حياتها المهنية الجديدة التي حققت فيها أكثر من دخلها الأصلي من تصفيف الشعر. قد يكون الأمر محبِطاً للأشخاص غير الصبورين، لكن تمديد أفقك الزمني يتيح لك “ملاءمة المنتج للسوق” وبناء قاعدة عملاء وتنمية أعمالك الجديدة أو التقدم في مسارك المهني دون ضغط التدفق النقدي الفوري الذي قد تواجهه إذا لم تفعل ذلك، فتلك الحرية في التعلم والتجربة يمكن أن تُحدث تغييراً جذرياً.

ليس من السهل القيام بانتقال وظيفي، بل قد يبدو مستحيلاً عندما تقف المسؤوليات المالية عائقاً في طريقك. ولكن باتباع هذه الاستراتيجيات، يمكنك البدء بتولي زمام رحلتك المهنية وإعادة تشكيل مسارك بحيث تصل في النهاية إلى حيث تريد أن تكون بالضبط.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .