ملخص: عادة ما تؤدي القرارات التي تشكّلت من مجموعة متنوعة من الآراء إلى نتائج أفضل على المدى الطويل. لذلك، عندما تعتقد أن فريقك أو مؤسستك تفتقد شيئاً مهماً أو تتحرك في الاتجاه الخاطئ أو تقوم بمخاطرة كبيرة للغاية، فيجب أن ترفع صوتك وتبدي رأيك. عند القيام بالمعارضة بفعالية، فإنها تتحدى التفكير الجماعي، وتُذكّر الذين يمثلون الأغلبية بأن ثمة مسارات بديلة، وتحث الجميع على التفكير بشكل أكثر إبداعاً في الحلول. تُشير بحوث علمية أُجريت على مدار 6 عقود إلى استراتيجيات يمكن لأولئك الذين ليس لديهم سلطة رسمية استخدامها للتأكد من سماع أفكارهم المعارِضة. أولاً، اجتز اختبار الانتماء من خلال إظهار إسهاماتك، ثم اجتز اختبار تهديد المصالح من خلال إظهار مدى اهتمامك بمصلحة فريقك. تأكد من أن رسالتك متسقة ومبتكَرة ومصممة لمختلف الأشخاص، واستند إلى معلومات موضوعية، وتناول العقبات والمخاطر، وشجع على التعاون. أخيراً، تأكد من الحصول على دعم. واعلم أن المعارضة ليست سهلة ولكنها تستحق العناء.
من الصعب أن تكون معارِضاً؛ فالتشكيك في المعتقدات المقبولة على نطاق واسع، عادة ما يترافق مع قدر أكبر من الإزعاج يفوق المتعة. من المرجح أن يرفض الآخرون آراءك وأن يستبعدوك من التفاعلات المستقبلية. وهذا لأن المجموعات تفضل التوافق في الآراء. فهي تريد المصادقة على وجهات نظرها الحالية، والحفاظ على بيئة مألوفة لها، والعمل بسرعة على تحقيق الأهداف.
ومع ذلك، عندما تعتقد أن فريقك أو مؤسستك تفتقد شيئاً مهماً أو تتحرك في الاتجاه الخاطئ أو تقوم بمخاطرة كبيرة للغاية، فيجب أن ترفع صوتك وتبدي رأيك. وحتى إذا لم تلقَ رسالتك استحساناً على المدى القصير، فإن القرارات التي تشكّلت من مجموعة متنوعة من الآراء عادة ما تؤدي إلى نتائج أفضل على المدى الطويل.
لنأخذ خطاب مارتن لوثر كينغ جونيور الذي ألقاه عام 1963 بعنوان "لدي حلم" مثالاً على ذلك. في السنوات الثلاث التي تلت الخطاب، لم يوافق على مضمونه سوى 33% من الأميركيين. ولكن مع مرور الوقت، أدت معارضته العامة للآراء السائدة حول الحقوق المدنية للأميركيين أصحاب البشرة السمراء إلى تغييرات كبيرة في القوانين والمواقف. وبحلول عام 2011، قفزت نسبة التأييد الشعبي للخطاب إلى 94%. عند القيام بالمعارضة بفعالية، فإنها تتحدى التفكير الجماعي، وتُذكّر الذين يمثلون الأغلبية بأن ثمة وجهات نظر واحتمالات بديلة، وتحث الجميع على التفكير بشكل أكثر إبداعاً في الحلول.
إذاً، كيف يضمن المعارضون ذوو المبادئ، والمهمشون في الغالب، مثل مارتن لوثر كينغ سماع أفكارهم وتناولها بالتفصيل؟ وما أفضل طريقة للاعتراض على الآراء غير الحكيمة التي يتبناها أشخاص في موقع سلطة؟ وفي حياتك المهنية، كيف يمكنك التغلب على المقاومة والمواقف الدفاعية وكسب الزملاء في صفك؟
تقدم بحوث علمية أُجريت على مدار 6 عقود نظرة ثاقبة لما يمكن أن يفعله شخص يفتقر إلى السلطة والمكانة لكسب جمهور مستعد للاستماع في صفه.
وضِّح كيف أفاد عملك الفريق
ربما لديك مهارات لا غنى عنها أو معرفة متخصصة أو خبرة كبيرة سمحت لك بالقيام بدور الشخص الذي يجمع الأطراف المختلفة معاً في المؤسسة. فأنت تجيب عن الأسئلة وتساعد الموظفين وتعزز إسهامات الآخرين.
يمكنك أيضاً الإشارة إلى فرص التوجيه والخدمات والتضحيات والجهود الكبيرة في ظل القيود الزمنية والمالية والمتعلقة بالأفراد. فهذا سيُذكّر الأشخاص بأن لديك رصيداً كبيراً؛ أي رخصة لاستغلال السمعة الطيبة التي اكتسبتها وتحدي رأي الأغلبية.
اجتز اختبار تهديد مصالح المجموعة
وضِّح أنك تحرص على مصلحة المجموعة. وأظهِر أن همك الأساسي هو تعزيز فرص نجاح الفريق واستمراريته. أقِر بالتكاليف الأولية المحتملة أو المشكلات المستعصية القصيرة المدى، ولكن اشرح أنك تركز على بناء مستقبل أفضل على المدى الطويل. وإذا كنت ستستفيد من الاتجاه المقترح، فاحرص على معالجة هذا التضارب في المصالح. فأنت بحاجة إلى بناء الثقة وإثارة الفضول وليس الخوف.
اجتز هذين الاختبارين الأولين وستكسب جمهوراً سيمعن النظر في رسالتك. إذ لم يعد الأمر متعلقاً بك كشخص يوصّل رسالة، بل إنه إنجاز ضخم. والآن عليك توصيل رسالة عالية الجودة ومقنعة، وثمة طرق كثيرة لزيادة فرصتك في النجاح.
كن مبدعاً مع الحفاظ على الاتساق
لا تخرج عن صلب الموضوع، بغض النظر عمّن تتحدث إليه أو الشكوك التي ستُثار. في 97 دراسة حول أساليب الإقناع، كان أقوى مؤشر للنجاح هو الاتساق في الرسائل الموجهة.
لكن عليك أن تدرك أن التكرار بلا مبرر لا ينجح في كثير من الأحيان، وما يثير الفضول ويحافظ عليه هو التعبير عن الرسالة نفسها بطرق مختلفة. استخدم النوادر والقصص بالإضافة إلى البيانات، وأدرِج تفاصيل دقيقة حول مزايا الأفكار. ساعد الأشخاص على تخيُّل ما سيفعلونه ويفكرون فيه ويشعرون به لمدة 6 أشهر وسنة في المستقبل. واجعل أهمية رسالتك واضحة لكل شخص واربطها بالأشياء الأكثر إثارة لاهتمام الأشخاص والأكثر قيمة لهم. على الرغم من أنك لن تعرف أياً من الحجج ستكون جذابة لأي منهم، يمكنك إعداد قائمة رئيسية للاختيار منها.
استند إلى معلومات موضوعية
ميّز بين الرأي الشخصي والرأي المدعوم بأدلة. يمكنك كسب ثقة الجمهور من خلال توقع أسئلتهم وتجهيز إجابات. وأظهِر كيف تغيرت وجهة نظرك بمرور الوقت نظراً إلى اطلاعك على معلومات جديدة عالية الجودة.
تناول العقبات والمخاطر
قد يبدو أنه من البديهي التركيز فقط على الإيجابيات وما سيكسبه الجمهور، ولكن من المهم أن تكون صريحاً بشأن صعوبة تنفيذ فكرتك والمخاطر التي قد تظهر في أثناء السعي إلى تنفيذها. فالشفافية تعزز أسلوب الإقناع.
شجع على التعاون
قلل المسافة بينك وبين جمهورك، على سبيل المثال، استخدم "نحن" بدلاً من "أنا". استكشف خبرة زملائك في الفريق واستفد منها واطلب مساعدتهم بشكل صريح لتحسين فكرتك. وأظهِر أنك تعرف خلفيتهم، واطلب منهم الاستفادة من هذه المعرفة والقوة والمهارة. ووفّر لهم فرصاً للتطوع من خلال توجيه انتقادات واقتراح تحسينات.
حاول أيضاً الاجتماع مع المنتقدين المحتملين على انفراد (وليس في لقاءات عامة) حتى تتمكن من تبديد شواغلهم بفعالية. أخبِرهم كم كانوا مفيدين وأشِد بهم بوصفهم مساهمين في الحلول.
ادخل كل محادثة بعقلية منفتحة، ففكرتك تُعد عملاً قيد الإنجاز، وسيقدم الجمهور توجيهات بشأن تصميم النسخة التالية الأفضل.
احصل على الدعم
تقلُّ صعوبة الأنشطة الصعبة، مثل المعارضة، عندما يدعمها الأصدقاء. على مدى العقود القليلة الماضية، اكتشف العلماء أن مجرد التفكير في العلاقات الصحية الحالية يجعلنا نعتقد أنه يمكن تحقيق المزيد ونتصرف بشجاعة. فعندما نعلم أن داعمينا على بُعد مكالمة هاتفية فقط، ننظر إلى قدراتهم على أنها جزء من إمداداتنا وبالتالي نتصرف بمزيد من الثقة والمرونة.
النتائج ليست مضمونة، ولكن هذه القواعد السبعة تزيد احتمالية كسب الجمهور في صالحك وتحويل الأفكار المعارِضة إلى إنجازات. فالعالم لا يحتاج في الوقت الحالي إلى مفكرين تقليديين، بل إلى أشخاص يجرؤون على الاختلاف في الرأي ومخالفة المألوف والتحدي لجعل مؤسساتهم، ومجتمعهم، مكاناً أفضل.