تغلّب على القلق المدمّر للعروض التقديمية بهذه الخطوات البسيطة

5 دقائق
التحدث أمام الجمهور
فريق هارفارد بزنس ريفيو/غيتي إميدجيز/كارول يبس

ملخص: للتغلب على قلقك من التحدث أمام الجمهور، عليك التوقف عن التركيز على نفسك وتوجيه تركيزك إلى الخارج. ولكن هذا التحول في التركيز ليس شيئاً يمكن أن يحدث فوراً، فهو يحتاج إلى وقت وصبر وممارسة. إليك كيفية البدء.

  • كن مانحاً لا متلقياً. عادة ما يكون المتلقون أكثر قلقاً؛ فهم يريدون، ويحتاجون إلى، دعم من المستمعين.
  • أما المانحون فيهتمون بمساعدة الآخرين، ويستعدون للعرض من خلال التواصل مع أصحاب المصلحة واستخدام المعلومات التي يتلقونها لتلبية احتياجات جمهورهم. ونتيجة لذلك، لا يركزون في أثناء عرضهم التقديمي على أنفسهم بقدر ما يركزون على مساعدة الآخرين الموجودين في الغرفة.
  • إذا كنت تهدف إلى مساعدة الآخرين من خلال عرضك التقديمي، فيجب أن تتحدث إلى الأشخاص الذين سيحضرونه قبل بدء العرض بوقت كافٍ.
  • اختر 3 إلى 5 قادة مؤثرين، واجتمع معهم قبل العرض لمعرفة شواغلهم وأهدافهم المتعلقة بالموضوع الذي ستقدم عرضاً حوله.
  • ثم أدرِج هذه المعلومات في عرضك. سيساعدك هذا على تحويل تركيزك من نفسك إلى جمهورك، ما سيخفف من توترك.

 

كم مرة أردت مشاركة رسالة مهمة، ولكن قلقك أعاقك عن ذلك قبل حتى أن تبدأ الحديث؟

يمكن أن تشعر بقلق شديد قبل أي عرض تقديمي، وما يصاحب ذلك من أعراض مثل تعرُّق اليدين وجفاف الفم واضطرابات في المعدة. بعد العمل لعقدين من الزمن في مجال التواصل كمتحدث رئيس ومقدِّم برامج تلفزيونية، إضافة إلى إجراء مقابلات مع قادة، لاحظت أن عدداً كبيراً من الأشخاص يعانون هذا الأمر.

غالباً ما يكون السبب الأول هو الحيرة؛ فنحن نتساءل: هل سيفهم الحضور الرسالة التي نريد توصيلها؟ هل سنتمكن من الحصول على هذا العقد أو إتمام هذه الصفقة أو التأثير على المدير لرؤية الأمور بشكل مختلف؟

عندما تكون الأعين مسلّطة علينا، نشعر أننا مراقَبون، فتنشط غريزة الكر والفر، ونتصرف بتلقائية لحماية سلامتنا. وإذا شعرنا بالقلق الاجتماعي، فقد نتجنب التواصل البصري مع الحضور أو ننزع إلى الاختباء خلف أي جدار. وإذا كنا لا نريد أن يتحدث إلينا الجمهور بشكل مباشر، فقد نعد عرضاً تقديمياً طويلاً للغاية.

حينما بدأت العمل كمتحدث، واجهت ذلك بنفسي. في بعض الأوقات كنت أركز بشدة على الانطباع الذي سأتركه لدى الآخرين، وكدت أنسى ما كنت سأقوله. عادة ما يحدث ما ذلك. فكلما زاد حرصنا، زاد توترنا وزادت صعوبة توصيل رسالتنا بإقناع وثقة.

جربت جميع الأساليب: تخيلت النتيجة التي أنشدها، وتنفست بعمق، وكنت أستعد لأي عرض قبل ساعات. وعلى الرغم من ذلك ظل قلقي عقبة كبيرة، حتى اكتشفت طريقة بسيطة.

ما تعلمته بعد كل هذه السنوات هو: إذا أردت التغلب على قلقك من التحدث أمام الجمهور، فعليك التوقف عن التركيز على نفسك وتوجيه تركيزك إلى الخارج. ولكن هذا التحول في التركيز ليس شيئاً يمكن أن يحدث فوراً، فهو يحتاج إلى وقت وصبر وممارسة.

إليك كيفية البدء.

1. كن مانحاً لا متلقياً

هناك فرق كبير بين مقدمي البرامج المانحين والمتلقين.

عادة ما يكون المتلقون أكثر قلقاً؛ فهم يريدون، ويحتاجون إلى، دعم من المستمعين. ويتساءلون: هل سيحبني الجمهور؟ هل سيعيرني انتباهه؟ هل سيجد نكاتي مضحكة؟

وغالباً ما يجدون صعوبة في التواصل عن بُعد لأنهم لا يتلقون التعليقات التي اعتادوا على استمداد القوة منها عند التواصل وجهاً لوجه.

أما المانحون فيهتمون بمساعدة الآخرين، ويستعدون للعرض من خلال التواصل مع أصحاب المصلحة واستخدام المعلومات التي يتلقونها لتلبية احتياجات جمهورهم. ونتيجة لذلك، يمكنهم التحدث بثقة عن مشكلات مستعصية محددة، وفي أثناء عرضهم التقديمي يركزون بقدر أقل على أنفسهم وبقدر أكبر على مساعدة الآخرين الموجودين في الغرفة على النمو وتحقيق أهدافهم. وبذلك يصبح التركيز منصباً على مساعدة الآخرين بدلاً من استعراض المواهب أو تقييم الذات.

لتصبح مانحاً، يجب أن تتوقف عن الإفراط في التفكير وتحليل كل شيء. وهذا هو ما ستساعدك عليه الخطوة الثانية.

2. ابنِ علاقات قبل عرضك التقديمي

إذا كنت تهدف إلى مساعدة الآخرين من خلال عرضك التقديمي، فيجب أن تتحدث إلى الأشخاص الذين سيحضرونه قبل بدء العرض بوقت كافٍ. اختر 3 إلى 5 قادة مؤثرين سيكونون ضمن جمهورك، سواء كنت ستقدم عرضك وجهاً لوجه أو عن بُعد، وحاول جاهداً الترتيب لقضاء بعض الوقت مع كل منهم. على سبيل المثال، يمكنك الترتيب لشرب القهوة أو تناول الغداء معهم. يمكنك أن تقول شيئاً من قبيل: "هل يمكننا الحديث معاً لمدة 15 دقيقة قبل العرض التقديمي الأسبوع المقبل؟ أرغب في معرفة ما تشعر أن الجمهور يحتاج إليه بشدة في الوقت الحالي".

ستعتمد محادثتك على الهدف من العرض الذي ستقدمه، ولكن بشكل عام يجب أن تستغل هذا اللقاء لمعرفة آرائهم بشأن ما يجدون صعوبة فيه أو التحديات التي يجب التصدي لها أو الأبطال الذين يجب الاحتفاء بهم، فيما يتعلق بالموضوع الذي تخطط لمناقشته. وفي أثناء التحضير لعرضك التقديمي، أدرِج هذه المعلومات فيه، حسب الاقتضاء.

لنفترض أنك ستلتقي ببعض من أصحاب المصلحة المهمين في مؤسستك، حينها سيكون هدفك بوصفك مقدِّم الموضوع هو إقناع مديرك ورئيس قسم التسويق وفريقه بإطلاق قناة على تطبيق تيك توك للمساعدة في زيادة الوعي بعلامتك التجارية. بدلاً من تقديم خطة وضعتها بمفردك كلياً، تحدث مع مديرك ورئيس قسم التسويق لمعرفة أفكارهما وشواغلهما وأهداف الفريق مسبقاً.

بالطبع ينبغي أيضاً القيام ببعض البحث وتقديم أدلة تدعم حجتك. ولكن الآن بعد أن عرفت ما أنت بصدد مواجهته (أو ما يُقلق أصحاب المصلحة) والأهداف الأكبر التي تحاول شركتك تحقيقها (أو ما يريده أصحاب المصلحة بشدة)، يمكنك استخدام هذه المعلومات التي تجمعها لدعم حجتك وتبديد شواغل أهم المستمعين ضمن جمهورك.

عندما يحين وقت تقديم العرض، ركز على التحدث إلى هؤلاء الأشخاص. في المثال أعلاه، سيكون هؤلاء الأشخاص هم مديرك ورئيس قسم التسويق. إذ سيساعدك القيام بذلك على التحدث بنبرة تعبر عن تفهمك لشواغل الجمهور، ما سيتيح لك التواصل بسهولة أكبر معه. والأهم من ذلك أنه سيساعدك على تحويل تركيزك من نفسك إلى جمهورك، ما سيخفف من توترك. كما أنك ستكسب ثقة زملائك واحترامهم عندما تُظهر أنك على دراية بالمشكلات التي يواجهونها وأن لديك أفكاراً حول كيفية حلها.

3. ركز على أشخاص محددين

مررنا جميعاً بهذا الموقف: نقف في الغرفة التي سنقدم فيها عرضنا التقديمي الذي سيبدأ بعد قليل، ونجد فجأة أننا لا نستطيع رؤية أي شيء، ونتفحص الجمهور بأعيننا ولكننا في الواقع نعجز عن رؤية أي شخص! وفي خضم نوبة القلق هذه، نصاب بالهلع.

يحدث هذا حتى لأفضل الأشخاص، ومن المرجح أن يستمر في الحدوث بعد أن تتدرب على الخطوات الموضحة أعلاه. تذكر أن بناء الثقة وتهدئة عقلك في تلك اللحظة يحتاج إلى ممارسة. ومع ذلك، هناك طريقة ساعدتني على استعادة تركيزي، حتى عندما يحاول قلقي تشتيته.

جرّب ما يلي لتهدئة أعصابك: ابحث عن 5 أشخاص محببين إليك، بحيث يمكنك النظر إليهم وسط الحشود والتحديق في أعينهم باستمرار ليبدو الأمر كأنك تجري عدة محادثات شخصية.

خذ وقتك في القيام بذلك. تحدث إلى شخص واحد وشارك فكرة، ثم انتقل إلى الشخص التالي وشارك معه فكرة أخرى. واستغل الوقت المخصص لك بالكامل. سيكون الأشخاص الموجودون في الجزء الخلفي والجانبي من الغرفة ممتنين لك إذا نظرت إليهم في أثناء حديثك لأن الأشخاص الموجودين في منتصف الغرفة عادة ما يحصلون على معظم الاهتمام.

قد يمثل هذا تحدياً في الاجتماعات الافتراضية لأن جمهورك لا يمكنه معرفة ما إذا كنت تنظر مباشرة إليه. في هذه الحالة ركز على الأشخاص الذين تواصلت معهم قبل عرضك التقديمي. يمكنك التحدث إليهم والتماس تعليقاتهم وجعلهم مساهمين نشطين في المحادثة.

سواء كنت ستقدم عرضك وجهاً لوجه أو عن بُعد، سيساعدك القيام بذلك على رؤية مَن بالغرفة بوضوح مرة أخرى.

يمكن أن يكون التحدث أمام الجمهور تجربة مدمرة للأعصاب. ولكن تقديم عرضك أو موضوعك بهدف مساعدة الآخرين سيؤدي إلى التخفيف من توترك والاستمتاع بما تقدمه وزيادة تأثيرك على جمهورك. وبالطبع كلما زاد عدد العروض التي شاركت فيها، أصبحت أكثر ثقة عند تقديم أي عرض مستقبلي. وسرعان ما ستتمكن من تحويل قلقك إلى حماس سينتقل إلى جمهورك ويساعدك على بناء رابط حقيقي به.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي