4 طرق عملية تساعدك في طلب ما تريد من زملائك الجدد

5 دقائق
الفترات المبكرة في العلاقة الجديدة
ويست إند61/غيتي إميدجيز

ملخص: قد يكون من الصعب طلب شيء من الآخرين في وقت مبكر من علاقاتنا الشخصية أو المهنية. لكن عن طريق تطبيق العلم الذي يفسر نجاح العلاقات مجتمعاً مع فن التواصل مع الآخرين، نأمل أن نتمكن من الحصول على ما نحتاج إليه دون أن نبدو أشخاصاً متطلّبين. يشرح هذا المقال أربع استراتيجيات للاستفادة المثلى من الفترات المبكرة في العلاقة الجديدة. 1) طبّق النسبة السحرية للعلاقات الصحية 5:1. وهذا يعني وجوب وجود 5 مشاعر أو تفاعلات إيجابية مقابل كل شعور أو تفاعل سلبي بين أطراف علاقة ما. 2) اطلب ولا تُطالِب. فالمطالبة تُشعر الشخص الآخر بأنه مُجبر على الموافقة، لكن الطلب أمر يمكن للشخص الآخر أن يجيب عنه بـ “نعم” أو “لا” أو أن يقدم عرضاً مضاداً. 3) ابحث عن سبب الرفض لتتمكن من الحصول على القبول. اسأل عن الأسباب الكامنة وراء الرفض ثم اطلب بشكل أفضل في المرة القادمة. 4) اترك تأثيراً إيجابياً. فأي شخص مِن المحتمل أن يمنحك وقته وطاقته وانتباهه وموارده؟ الذي يجدك متطلباً وسلبياً، أم الذي يجدك متفاعلاً ومبعثاً للتفاؤل؟ إنه الشخص الثاني على الأرجح.

 

تلقيت عرضاً لشغل وظيفة أحلامي بعد عامين من انتهائي من الدراسات العليا. كان لديّ كل شيء أرغب فيه: وظيفة في مجال أحبه في مؤسسة مدفوعة بالمهمات، ولقب مثير للإعجاب، وزملاء أذكياء، وسفريات حول العالم، وفرص للتطور المهني، ووسيلة للتنقل بسهولة من منزلي في مدينة نيويورك.

لكن كان ينقصني شيئان كنت آمل في الحصول عليهما في خطوتي المهنية المقبلة تلك: أسبوع ثالث من الإجازات وزيادة في الراتب تبلغ 10 آلاف دولار.

لذا تواصلت مع مديرة التوظيف وأوضحت طلبي لتتصل بي بعد عدة أيام قائلة: “تم إعلامي بأنني أستطيع أن أقدم لك واحداً من الطلبين -إما وقت الإجازة الإضافي أو الزيادة على الراتب. فما هو الأهم بالنسبة إليك؟”.

وبغض النظر عن مدى رغبتي في الحصول على هذه الوظيفة، أجبتها بصدق. “كلاهما على القدر ذاته من الأهمية بالنسبة إليّ. وأرغب في الحصول على كليهما”.

كان بإمكاني الشعور بأنها فوجئت وأنها لم تكن تتوقع هذا الرد. ومع ذلك، فقد عاودت الاتصال بي في اليوم التالي وعرضت عليّ الوظيفة مع كل من الإجازة والراتب اللذين طلبتهما.

كان من المخاطرة أن أطلب ما احتجت إليه. لماذا؟ لأنني لم أمتلك سنوات من الأداء المثالي لتكون في صالحي، أو سمعة جيدة لأعتمد عليها، أو حتى علاقة شخصية يمكنني الاستناد إليها عند الطلب. وأعترف أنني شعرت بأنني كنت متطلباً قليلاً. ومع ذلك، كنت أعرف أيضاً أن طلب ما أرغب فيه وأحتاج إليه هو طريقة ذكية لبدء عمل جديد. لقد وضعت أساساً للتعاملات المستقبلية في هذه الوظيفة، سواء كان ذلك للعمل من المنزل يومين في الأسبوع عندما ولد توأمي بعد عام من بداية عملي، أو طلب إجازة إضافية عند وفاة ابن عمي في سن 29 بسبب إصابته بسرطان الجلد. وفي حينها، كنت قد أسست بالطبع علاقة وطيدة مع مديري واكتسبت سمعة حسنة. ولكن لولا أني بدأت بتقديم طلبات صريحة منذ وقت مبكر، لواجهت صعوبة أكبر في تقديمها لاحقاً.

على الرغم من أهمية وقيمة بناء شبكاتنا الداخلية والخارجية، وتوطيد السمعة الحسنة مع الزملاء والمدراء، وأن يُنظر إلينا على أننا أصحاب مصداقية، وأهل للثقة، وجزء من الفريق، فإننا بحاجة إلى البدء بتقديم الطلبات في حياتنا المهنية في وقت أبكر مما نعتقد. هذا يعني أنك قد ترغب في طلب ميزانية للتطور المهني في أثناء التفاوض بشأن المنصب الجديد، أو أن تطلب إرشادك من شخص التقيته بضع مرات فقط.

على أي حال، إليكم أربع استراتيجيات للاستفادة المثلى من الفترات المبكرة في العلاقة الجديدة.

طبّق النسبة السحرية للعلاقات الصحية

وفقاً للباحث في العلاقات جون غوتمان، تتمتع العلاقات الصحية والمستقرة بـ “نسبة سحرية” هي 5 إلى 1. وهذا يعني وجوب وجود 5 مشاعر أو تفاعلات إيجابية مقابل كل شعور أو تفاعل سلبي بين أطراف علاقة ما.

فبدلاً من قضائك الوقت وأنت تفكر فيما إذا كان يتعين عليك طلب شيء ما من شخص لا تجمعك به علاقة وطيدة، استغلّ هذا الوقت في تكثيف تفاعلاتك الإيجابية مع هذا الشخص.

وإليكم مثالاً عن الأفعال التي يمكنكم القيام بها للوصول إلى 5 مشاعر أو تفاعلات إيجابية.

  1. أرسل لهم مقالاً تعتقد أنهم قد يكونون مهتمين به.
  2. في يوم الجمعة، اسألهم عما خططوا له في عطلة نهاية الأسبوع (وشاركهم خططك أيضاً).
  3. ضع تنبيهاً على جوجل باسمهم أو باسم شركتهم، وأخبرهم كلما ظهر الاسم في الأخبار.
  4. قدم لهم دعوة إلى حدث تقيمه أنت أو ستذهب إليه (سواء كان حقيقياً أو افتراضياً).
  5. اشكرهم على شيء فعلوه من أجلك وتقدّره أنت جداً، وأخبرهم بالأثر الذي أحدثوه.

ثم قدم طلبك! سيأتي طلبك في سياق تفاعلات إيجابية، ولن يبدو كأنه سحب من رصيد العلاقة.

اطلب ولا تُطالِب

المطالبة تُشعر الشخص الآخر بأنه مُجبر على الموافقة، لكن الطلب أمر يمكن للشخص الآخر أن يجيب عنه بـ “نعم” أو بـ “لا” أو أن يقدم عرضاً مضاداً. هذا يفسح المجال للحوار والمرونة والحلول الوسطية. كما يُظهر أيضاً مراعاة احتياجات الشخص الآخر وقيمه واهتماماته ويمنحه الراحة.

قد يبدو هذا كأنك تقول لرئيسك في العمل، “أود أن أكون قادراً على قضاء أربعة أيام كعطلة نهاية أسبوع في الشهر المقبل. لدي أيام إجازة، لكني أريد التأكد من أنها تناسب جدول عمل بقية أفراد الفريق. فما رأيك؟”

أو قد يبدو الأمر كأنك تسأل شخصاً ما في شبكة علاقاتك “أعلم أن لديك موهبة في التواصل، وأود أن أتعرف على شخص ما في شبكة علاقاتك على لينكد إن. هل تشعر بالارتياح في مساعدتي على فعل ذلك؟ وأنا أتفهم إذا لم يكن الأمر يناسبك”.

كن مباشراً، وكن على استعداد للسؤال أكثر من مرة -وكن قادراً على تجاوز الأمر إذا كانت الإجابة لا.

ابحث عن سبب الرفض لتتمكن من الحصول على القبول

أتذكرون وظيفة أحلامي التي حصلت عليها؟ كانت تتعلق بتدريب الأشخاص وتمرينهم على كيفية طلب هِبات خيرية من أجل مهمة يكترثون لأمرها. ومن الأجزاء المهمة في ذلك التدريب هو تعلم ما يعنيه الرفض -وما لا يعنيه- عند طلب المال.

فعند طلب عطية خيرية بقيمة 5,000 دولار مثلاً، إجابة “لا” قد تعني:

  • لا، ليس الآن. (متى سيكون وقتاً أفضل؟)
  • لا، ليس هذا المبلغ. (ما المبلغ الذي يناسبك؟)
  • لا، لن أتبرع لهذه القضية. (ما هي القضايا التي تهمك؟)

ومن النادر جداً أن تعني “لا، لأنني لا أحبك”.

إذا كنت في علاقة مهنية جديدة، فقد تنظر إلى رفض طلباتك على محمل شخصي. قد تتخيل أن الرفض يعني اعتقاد مديرك بأنك لا تستحق السفر لإجراء اجتماع مع عميل ما، أو أن زملاءك لا يعتقدون أنك تستطيع الحصول على الوظيفة التي طلبت منهم مراجعة خطابك التعريفي للتقدم إليها.

لكن هذا ليس إلا قصة من تأليفك إلا إذا كنت مستعداً للسؤال عن معنى كلمة “لا”. كن فضولياً حول السبب الذي دفع رئيسك في العمل إلى إرسال زميلك في الرحلة، أو ما هي أنواع المواد التي يرغب زميلك في مراجعتها لك. ثم اطلب بشكل أفضل في المرة القادمة.

اترك تأثيراً إيجابياً

مثل معظم أنواع المشاعر، الإيجابية أمر مُعدٍ. ومن هو الشخص الذي قد يمنحك وقته وطاقته وانتباهه وموارده؟ الذي يجدك متطلباً وسلبياً، أم الذي يجدك متفاعلاً ومبعثاً للتفاؤل؟

إنه الشخص الثاني على الأرجح.

وفقاً لعالم النفس مارتن سيليغمان، الذي أشاع مجال علم النفس الإيجابي، فإن مشاعر الفرح والارتياح والبهجة هي أساس الحياة المُرضِية. فعندما تواجه الآخرين بفرح واضح (بدلاً من الإحباط أو الغضب)، فمن المرجح أن تنتشر هذه المشاعر لديهم أيضاً. وعندما تقدم طلباً مع شعور بالارتياح (بدلاً من الشعور باليأس)، فمن المرجح أن تجعل الشخص الآخر يشعر بالراحة أيضاً. وعندما تشعر بالبهجة (بدلاً من امتلاك مشاعر حيادية)، فمن المرجح أن تجعل يوم الآخرين أفضل.

ما هو أسوأ ما قد يحدث؟ أن يقول الشخص الذي تطلب منه أمراً ما إنه لا يستطيع مساعدتك، لتستفيد من سلوكك الإيجابي لتجاوز الأمر.

وإذا كنت تواجه صعوبة في العثور على النقطة المشرقة في عملك أو حياتك، فيقترح سيليغمان تدوين ثلاثة أشياء سارت على ما يرام كل يوم ولماذا سارت على ما يرام. حيث وجد أن الأشخاص الذين يداومون على هذه العادة لستة أشهر لديهم معدلات اكتئاب أقل، ويعانون من قلق أقل، كما أنهم راضون عن حياتهم بشكل أكبر.

قد يكون من الصعب طلب شيء من الآخرين في وقت مبكر من علاقاتنا الشخصية أو المهنية. لكن عن طريق تطبيق العلم الذي يفسر نجاح العلاقات مجتمعاً مع فن التواصل مع الآخرين، نأمل أن نتمكن من الحصول على كل ما نحتاج إليه دون أن نبدو أشخاصاً متطلّبين.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .