كيف تعود إلى وظيفتك السابقة عندما تندم على مغادرتها؟

6 دقائق
العودة إلى شركتك السابقة
shutterstock.com/CSLD

ملخص: إذا تبين أن وظيفتك الجديدة لا تلبي توقعاتك وكنت تفكر في العودة إلى شركتك السابقة، فيجب عليك تقييم مدى توافق شركتك الحالية والسابقة مع احتياجاتك وقيمك الشخصية. ربما تدرك في النهاية، بعد بعض التأمل الذاتي والمناقشات الصادقة مع زملائك الجدد، أن هناك فرصاً أفضل في وظيفتك الجديدة. إذا قررت التواصل مع شركتك السابقة بشأن إمكانية العودة إليها، فيجب أن تكون مستعداً لتقديم حجة مقنعة حول سبب عودتك. لن تُظهر جهودك في هذه العملية تفانيك تجاه الشركة التي كنت تعمل بها سابقاً فحسب، بل والتزامك بالمشاركة الكاملة في حالة عودتك.

هل سبق لك أن انتقلت إلى شركة جديدة وشعرت لاحقاً بالندم على هذا القرار؟ قد تكون ثقافة العمل في مكان عملك الجديد مختلفة إلى حد كبير عن ثقافة شركتك السابقة، ما يجعل من الصعب عليك التكيف أو التأقلم. أو ربما لم تدرك صعوبة إقامة علاقات مهنية جديدة وإظهار قدراتك مرة أخرى في بيئة جديدة، وقد لا ترقى الوظيفة الجديدة إلى مستوى توقعاتك التي رسمتها حولها بناء على وصفها لك في أثناء المقابلة.

هل يجب عليك التفكير في العودة إلى شركتك السابقة؟

في الواقع، يمكن أن يكون الانتقال إلى وظيفة جديدة تجربة مرهقة، ويمثل التكيف مع التغيير تحدياً يواجه الجميع دون استثناء، ولكن إذا كنت تشعر حقاً أنك ارتكبت خطأً في ترك وظيفتك القديمة وتضع في اعتبارك العودة إليها، فمن المهم التريث قليلاً وتقييم العوامل الثلاثة التالية بعناية، التي ستساعدك على اتخاذ قرار بشأن إذا ما كان يجب عليك محاولة العودة أم لا، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف تبدأ محادثة مع صاحب العمل السابق حول هذا الموضوع.

حدد ما هو مهم بالنسبة لك

قيمك هي مفتاح رضاك الوظيفي، وعندما تتوافق مع وظيفتك، فمن المرجح أن تشعر بالرضا. بغض النظر عن الشركة التي تعمل بها حالياً أو في السابق، فكر فيما تبحث عنه في الوظيفة ومن الشركة. اطرح الأسئلة الثلاثة التالية على نفسك، ثم دوّن الإجابات عندما تتبادر إلى ذهنك على الفور:

  1. ما هي طبيعة العمل الذي أستمتع بأدائه؟ وأي نوع من العمل يمنحني الحافز والطاقة؟
  2. ما هي طبيعة بيئة العمل التي أجدها ملائمة لإنتاجيتي ورفاهتي؟
  3. ما هي طبيعة التفاعلات التي أفضّلها في العمل؟

بعد تدوين ما يهمك، من الضروري تحديد ما تعنيه كل قيمة. على سبيل المثال، إذا كنت تقدر المرونة، ففكر فيما تعنيه لك من الناحية العملية على وجه التحديد؛ ربما تعني المرونة لك القدرة على مغادرة العمل مبكراً لحضور أنشطة طفلك دون أن تشعر بالذنب، أو تعني توفر خيار العمل من المنزل كلياً.

بمجرد تحديد قيمك، يمكنك تقييم إذا ما كان وظيفتك الحالية أو السابقة تتوافق معها. إذا لم تكن أي من الوظيفتين كذلك، يجدر بك استكشاف سبب تفكيرك في الانتقال من وظيفة غير مرضية إلى أخرى.

قيّم أسباب ترك وظيفتك السابقة

عندما نفكر في تجاربنا السابقة، نميل عموماً إلى إضفاء المثالية على الإيجابيات والتقليل من شأن السلبيات أو تناسيها، لذلك من المهم إجراء تقييم موضوعي لوظيفتك السابقة قبل التفكير في العودة إليها.

للمساعدة في ذلك، قسّم ورقة إلى عمودين. دوّن في العمود الأيسر الأسباب جميعها التي أدت إلى ترك شركتك السابقة، ودوّن في العمود الأيمن العوامل التي تشجعك على العودة. لاكتساب فهم عميق حول سبب قرارك بالمغادرة ورغبتك في العودة، اطرح على نفسك الأسئلة التالية:

الجانب الأيسر: لماذا غادرت؟

  • ما هي الأسباب التي دفعتني إلى اتخاذ قرار بترك الشركة التي أعمل بها؟
  • أي من قيمي لم تتوافق مع وظيفتي السابقة؟
  • هل سيكون هناك أي تغييرات إذا قررت العودة إلى وظيفتي السابقة؟

الجانب الأيمن: ما الذي يدفعني للتفكير بالعودة؟

  • ما هي الجوانب الإيجابية في العمل في وظيفتي وشركتي السابقة؟
  • ما هي بواعث القلق في الشركة الجديدة التي أعمل بها؟ هل هذه المخاوف مبنية على حقائق أم هي مجرد تصورات؟ هل يجب أن أتحقق من هذه المخاوف بعمق أكبر؟
  • هل أجد صعوبة في التكيف مع التغيرات في وظيفتي الجديدة، مثل الأشخاص أو بيئة العمل أو طبيعة العمل؟

فيما يلي مثال قصير على هذا التمرين:

لماذا غادرت؟

  • أردت أن أصبح مديراً، ولم تكن هناك فرصة لذلك.
  • شعرت أن مديري لا يدعمني، ولم تكن هناك فرص لتعلم مهارات إدارة الأشخاص.

ما الذي يدفعني للتفكير بالعودة؟

  • كان من السهل إنجاز المهام لأنني كنت متآلفاً مع الجميع وأتمتع بعلاقات قوية مع زملائي.
  • أشعر بالانفصال عن الثقافة في مكان عملي الجديد.

اطرح على نفسك الآن هذين السؤالين لمساعدتك على تقييم إذا ما كانت العودة إلى وظيفتك القديمة ستعالج أياً من أسباب مغادرتك، وإذا ما كان قضاء المزيد من الوقت في وظيفتك الجديدة يمكن أن يحل أي مشكلات تواجهها حالياً:

  • إذا لم أكن راضياً عن وظيفتي السابقة أو كنت محبطاً من الشركة التي كنت أعمل بها، فهل ستظل هذه المشكلة موجودة إذا عدت؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك، فما السبب؟
  • إذا منحت نفسي مزيداً من الوقت في وظيفتي الحالية وشعرت بالراحة فيها، فهل ستتوافق مع قيمي مثلما أعتقد؟

تحدث إلى مديرك وزملائك الجدد حول مخاوفك

إذا كنت تعتقد أنك أتيت إلى الشركة الجديدة لسبب وجيه وتعتقد أنه يمكنك النجاح بعد أن تتكيف مع التغيير، فاطلب المساعدة من زملائك ومديرك الجديد. على سبيل المثال، عندما انتقلت من مجال تكنولوجيا الترفيه إلى مجال التكنولوجيا الطبية، شعرت بالانفصال كلياً. كان علي أن أتعرف على بيئة عمل جديدة ومصطلحات جديدة وزملاء جدد، وأن أتعلم كيفية الإسهام في المؤسسة بطريقة مختلفة تماماً عن أدواري السابقة. شعرت بالارتباك وعدم اليقين، وكنت أقضي كل يوم أتساءل إذا ما كنت قد ارتكبت خطأً فادحاً عندما انتقلت إلى وظيفة جديدة.

لقد شاركت معاناتي في التكيف مع الوظيفة الجديدة مع عدد قليل من الأفراد في مكان عملي الجديد، بما في ذلك مديري، وقد شارك كل واحد منهم تجاربه الشخصية معي، بما في ذلك التحديات التي واجهوها عندما انضموا إلى الشركة أول مرة.  لقد قدموا لي الدعم خلال الفترة الانتقالية من خلال تنظيم لقاءات أسبوعية ودعوتي للانضمام إليهم لتناول الغداء وإرشادي حول كيفية التكيف مع ثقافة العمل الجديدة. أنا متأكد أنه لولا دعمهم، لم أكن لأتمكن من النجاح في الشركة الجديدة والبقاء فيها لأربع سنوات.

يُظهر طلب الدعم عندما تواجه صعوبة في التكيف ضعفك ويساعدك على إقامة علاقات مع زملائك، وستسهل عليك هذه العلاقات بدورها التكيف مع وظيفتك بسرعة أكبر. إذا كنت لا تزال تشعر بعدم الرضا على الرغم من الجهود التي تبذلها، فعلى الأقل ستشعر بالارتياح لمعرفتك أنك بذلت كل ما في وسعك قبل أن تفكر في العودة إلى شركتك السابقة.

كيف تتعامل مع الشركة السابقة التي كنت تعمل بها؟

إذا وجدت أن العودة إلى الشركة التي كنت تعمل بها تتوافق بصورة أفضل مع قيمك وأهدافك المهنية ونموك الشخصي، فستحتاج إلى وضع استراتيجية للتعامل معها. التحضير هو المفتاح، لذلك قبل التواصل مع مديرك السابق أو مدير التوظيف، اتبع الخطوات الثلاثة التالية:

أجب كتابة: لماذا تركت وظيفتي السابقة ولماذا أريد العودة إليها؟

ضع في اعتبارك أنه إذا تركت وظيفة في الماضي، فقد تتصور أنك ستتركها مرة أخرى إذا شعرت بالإحباط، لذلك، من المهم أن تكون مستعداً للإجابة بوضوح عن سبب ترك وظيفتك السابقة ولماذا تفكر في العودة إليها. ضع في اعتبارك أيضاً أن إجابتك يجب أن تركز على الشركة التي كنت تعمل بها، ويجب ألا تتضمن أي استياء من عملك في شركتك الحالية.

ركز خصوصاً على السبب الوحيد الذي دفعك إلى المغادرة، مثل عدم قدرتك على النمو أو الرغبة في أن تصبح مديراً دون أن تتاح لك الفرصة لتحقيق ذلك أو الشعور بأن مهاراتك غير مستغلة بالقدر الكافي. يجب أن تتضمن إجابتك أيضاً أي رؤى حول سبب مغادرتك الوظيفة منذ ذلك الحين. على سبيل المثال، ربما تدرك أنك لا تستمتع بدور المدير في وظيفتك الجديدة، أو أن العثور على مشاريع من شأنها أن تتيح لك الاستفادة من مهارتك والنمو هو مسؤوليتك وليس مسؤولية مديرك. يُظهر تأملك حول سبب مغادرتك وعيك الذاتي وذكاءك العاطفي فيما يتعلق بتجربتك السابقة، ويؤكد أنك لن تدع الظروف نفسها تؤثر في قرارك بالمغادرة في المستقبل.

تحدث أولاً إلى زملائك السابقين الذين كانوا داعمين لك

بعد أن تعد نفسك للمناقشة مع مديرك السابق أو مدير التعيينات الجديد، يجب أن تبدأ أولاً الحديث إلى زملائك القدامى في العمل حول اهتمامك بالعودة وفرص العمل المحتملة. استفسر عن أي إعلانات عن وظائف لاحظتها على موقع الشركة واسأل زملاءك إذا ما كانت هناك أي وظائف لم يُعلن عنها بعد. استفسر أيضاً عن المجالات التي لا تزال بها أوجه قصور يجب معالجتها أو إذا ما كانت هناك تحديات يمكن أن تساعد مهاراتك على حلها. سيكون الحصول على دعم زملائك القدامى مفيداً عند التواصل مع مديرك السابق أو مدير التعيينات الجديد، حيث سيكونون مطمئنين بشأن قدرتك على إعادة الاندماج في الفريق بسلاسة والتزامك بالشركة.

صياغة مقترح مقنع لعودتك المحتملة

يجب أن توضح كيف يمكنك تحقيق فائدة أكبر لشركتك السابقة مقارنة بأي مرشح محتمل آخر. هل اكتسبت مهارات جديدة خلال فترة غيابك؟ هل بقيت على اطلاع دائم بنجاحات شركتك القديمة والعقبات التي واجهتها؟ من خلال محادثاتك إلى زملائك القدامى في العمل، هل علمت بأي احتياجات أو مشكلات طارئة في الشركة يمكنك معالجتها دون الحاجة إلى عملية إعداد طويلة؟ تحقق من موقع شركتك القديمة على الإنترنت بحثاً عن الوظائف الشاغرة التي يمكن أن تكون فيها مهاراتك مفيدة. ستمكنك معرفة فرص العمل المعلنة من إجراء محادثة أعمق مع مديرك السابق أو غيره من قادة الشركة حول طرق محددة يمكنك من خلالها التدخل ومعالجة المشكلات بأقل قدر من التدريب.

أخيراً، إذا ارتكبت أي أخطاء في وظيفتك السابقة، فعليك أن تبادر إلى مناقشتها مع مديرك أو زملائك السابقين. ما هي التدابير التي ستتخذها لضمان عدم تكرار تلك الأخطاء مرة أخرى؟ سيُظهر الوعي الذاتي والذكاء العاطفي في محادثاتك نموك الشخصي، حتى لو كانت فترة غيابك عن وظيفتك القديمة قصيرة.

إذا تبين أن وظيفتك الجديدة لا تلبي توقعاتك وكنت تفكر في العودة إلى شركتك السابقة، فيجب عليك تقييم مدى توافق شركتك الحالية والسابقة مع احتياجاتك وقيمك الشخصية. ربما تدرك في النهاية، بعد بعض التأمل الذاتي والمناقشات الصادقة مع زملائك الجدد، أن هناك فرصاً أفضل في وظيفتك الجديدة. إذا قررت التواصل مع شركتك السابقة بشأن إمكانية العودة إليها، فيجب أن تكون مستعداً لتقديم حجة مقنعة حول سبب عودتك. لن تُظهر جهودك في هذه العملية تفانيك تجاه الشركة التي كنت تعمل بها سابقاً فحسب، بل والتزامك بالمشاركة الكاملة في حالة عودتك.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي