ملخص: بصفتك قائداً جديداً، يمكنك التميز عن أقرانك إذا تعلمت مهارة اتخاذ قرارات جيدة دون تردد أو تسويف. فبينما يماطل الآخرون في اتخاذ القرارات الصعبة، يمكن لفريقك الوفاء بالمواعيد النهائية وتحقيق نتائج تحمل قيمة حقيقية. إنه شيء سيبرزك أنت وفريقك. فيما يلي بعض خصائص القرار الجيد:
- تتشكل القرارات الجيدة من خلال أخذ العديد من وجهات النظر المختلفة بعين الاعتبار. ولكن ذلك لا يعني بالضرورة أنه عليك السعي للحصول على آراء الجميع. يجب على الأشخاص الذين يمتلكون الخبرات المناسبة شرح آرائهم بوضوح من أجل مساعدتك على توسيع منظورهم لاتخاذ الخيار الأفضل.
- تُتخذ القرارات الجيدة بالتشاور مع الأشخاص الأقرب من الإجراء. تذكر أن أقوى الأشخاص في شركتك نادراً ما يكونون على مقربة من أرض الواقع حيث يتم العمل، لذلك ابحث عن مدخلات وإرشادات من أعضاء الفريق الأقرب إلى الإجراء.
- تعالج القرارات الجيدة جذر المشكلة، وليس أعراضها. على الرغم من أنه قد يتعين عليك معالجة أعراض المشكلة على الفور، فإنه يجب عليك دائماً بعد ذلك وضع خطة لمعالجة سببها الجذري، ودون ذلك، ستعود المشكلة إلى الظهور.
- توازن القرارات الجيدة بين القيمة القصيرة المدى والطويلة المدى. الخطوة الأساسية لجلب القيمة الحقيقية هي إيجاد التوازن الصحيح بين الاعتبارات القصيرة والطويلة الأمد.
- تأتي القرارات الجيدة في الوقت المناسب. إذا أخذت جميع العناصر السابقة بعين الاعتبار، فإن الأمر يتعلق فقط بالتعامل مع كل عنصر بإحساس أكبر بالاستعجال.
في بداية مسيرتي المهنية، ومثل الكثير من القادة الشباب، كنت أعتقد أن القرارات العظيمة هي تلك التي تحوز على استحسان الجميع. فعندما يبتسم زملائي ويومئون برؤوسهم كعلامة على جودة قراري، عزز ذلك -في ذهني على الأقل- فكرة أني صانع قرار متميز.
لكني أدركت بمرور الوقت أن هذا النهج كان خاطئاً. في الواقع، يتطلب السعي إلى تحقيق إجماعٍ واسع حلاً وسطاً يراعي جميع وجهات النظر، ولكن النتيجة في النهاية ستكون قراراً يمثل أقل قدر من الآراء المشتركة، أي قراراً يتوافق الجميع حوله، ولكنه لا يعجب أحداً بالفعل.
وما هو أسوأ من ذلك، أن عملية السعي للتوصل إلى إجماع في الآراء عادةً ما تكون بطيئة جداً ومرهقة، وكلما كان المنصب الوظيفي للقائد أعلى، قلَّ الوقت المتاح لعملية صنع القرار. خلال عملي لسنواتٍ مسؤولاً تنفيذياً كبيراً، كان يُطلب مني دائماً اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة استجابةً للأحداث الحساسة، مثل الرد على تقرير إعلامي سلبي فوراً أو التعامل مع خرقٍ إجرائي يحقق به المنظمون أو تغيير جوهري في التوجيه المالي أو عطل كبير في أحد الأصول وما إلى ذلك.
اكتشفت أن القرارات التي اتخذتها تحت ضغط الوقت كانت على الأقل جيدة، وربما كانت أفضل من القرارات التي كنت أقضي أياماً أحاول جاهداً التفكير فيها.
قادني هذا الاستنتاج إلى طرح سؤالين على نفسي:
- باعتبار أني قادر على اتخاذ قرارات جيدة تحت ضغط الوقت الشديد، ما هو الحمض النووي لهذه القرارات، أو ما الذي يجعلها جيدة بالفعل؟
- إذا اتبعت نهجاً منضبطاً بما فيه الكفاية في عملية صنع القرار تحت ضغط الوقت، فهل يمكن أن تكون القرارات الناتجة أسرع وأفضل؟
قمت بتكثيف رؤاي في 8 عناصر تعمل على تحسين سرعة ودقة قراراتي، وقد ساعدني تطبيق هذه الرؤى على مدى السنوات العشر الماضية خلال مسيرتي المهنية في الشركة على رفع مستوى أدائي القيادي وتحسين نتائج فريقي بشكل كبير.
العناصر الثمانية للقرار الجيد
كقائد جديد، فإن تعلم اتخاذ قرارات جيدة دون تردد أو تسويف هو مهارة ستميزك عن أقرانك. فبينما يماطل الآخرون في اتخاذ القرارات الصعبة، يمكن لفريقك الوفاء بالمواعيد النهائية وتحقيق نتائج تحمل قيمة حقيقية. إنه شيء سيجعلك -أنت وفريقك- متميزين.
الطريقة الوحيدة المؤكدة للحكم على فعالية القرار هي تقييم النتائج. ستكتشف بمرور الوقت إن كان القرار جيداً أم سيئاً أم أنه لم يحدث فرقاً. ولكن إذا اعتمدت فقط على التحليل الرجعي، فإن عملية اتخاذ قرارات أفضل قد تكون ضعيفة جداً، لأن الإدراك المتأخر عرضة بشكل كبير لتحيز الإسناد.
ومع ذلك، إذا كانت لديك قائمة مراجعة بالخصائص التي يمكنك استخدامها لتقييم قرار مستقبلي (مثل القائمة أدناه)، فيمكنك التنبؤ مسبقاً بما إن كان من المحتمل أن يكون جيداً أم لا. بناءً على خبرتي، هذه هي العناصر الثمانية الأساسية للقرارات الجيدة.
1. تتشكل القرارات الجيدة من خلال مراعاة العديد من وجهات النظر المختلفة.
على الرغم من أن السعي إلى الإجماع يجب ألا يكون هدفك أبداً، فإن هذا لا يعني أن لديك حرية التصرف من جانب واحد. فلكيْ يُصنع القرار على نحو صحيح، يجب عليك التشاور مع من يمكنه المساهمة بطريقة هادفة.
ولكن ذلك لا يعني بالضرورة أنه عليك السعي للحصول على آراء الجميع. يجب على الأشخاص الذين يمتلكون الخبرات المناسبة شرح آرائهم بوضوح من أجل مساعدة صانع القرار المسؤول (أنت) على توسيع منظورهم لاتخاذ الخيار الأفضل. إن البحث عن مدخلات قيّمة هو أهم مصدر لإجراء مناقشة صحية وقوية، حيث ستساعدك على فهم المشكلة التي تريد حلها بشكل أفضل وابتكار حلول ذكية وفعالة لها.
2. تُتخذ القرارات الجيدة بالتشاور مع الأشخاص الأقرب من الإجراء.
من هو بالضبط الذي يجب أن تسعى للحصول على رأيه قبل اتخاذ القرار؟ طبعاً أولئك الذين يمتلكون معرفة وخبرة واسعتين ومنظوراً أكثر شمولاً حول القضايا المطروحة. عادةً ما يكون مثل هؤلاء الأشخاص في مواقع أدنى في المؤسسة، وليس بالضرورة أن يكونوا في مواقع صنع القرار.
تذكر أن أقوى الأشخاص في شركتك نادراً ما يكونون على مقربة من أرض الواقع حيث يتم العمل، لذلك ابحث عن مدخلات وإرشادات من أعضاء الفريق الأقرب إلى الإجراء، واعترف بفضلهم وأثني عليهم عندما تتخذ قراراً أفضل.
3. تعالج القرارات الجيدة سبب المشكلة الأساسي وليس أعراضها فقط.
قد تتساءل، ما هي نوعية المعلومات التي يجب البحث عنها بين أعضاء فريقك أو زملائك. في الواقع، غالباً ما نركز على تحديد الأعراض عندما نواجه مشكلة صعبة ونغفل جذر القضية الذي تسبب في المشكلة في المقام الأول. إذا كان الأمر كذلك، فمن المؤكد أن المشكلة نفسها ستعاود الظهور مرة أخرى فيما بعد.
على الرغم من أنه قد يتعين عليك معالجة أعراض المشكلة على الفور، فيجب عليك دائماً وضع خطة لمعالجة سببها الجذري بعد الانتهاء من معالجة أعراضها. في هذا الصدد، سيساعدك التواصل مع الأشخاص الأقرب إلى المشكلة المطروحة على تحديد ماهيتها. استغل الوقت الذي تقضيه معهم لجمع المعلومات.
4. يتحمل صانع القرارات الجيدة المسؤولية عنها بالكامل.
حتى بعد تلقي الآراء التي تحتاجها لاتخاذ قرار مستنير، يجب أن تكون على استعداد لتحمل مسؤولية قرارك وحدك. في الواقع، يشعر القادة الضعفاء بالراحة أكثر عندما يؤيد الأشخاص من حولهم القرارات التي يتخذونها، حيث يحاولون التهرب من تحمل المسؤولية عن قرار قد لا يحظى بشعبية بغض النظر عن مدى ضرورته. ولكن عندما تتوزع المسؤولية عن القرار، فإنك تضعف قرارك وفعاليتك كصانع للقرار.
عندما ترسّخ نفسك كقائد، قد تكون المخاطرة باتخاذ قرار حاسم مخيفاً خصوصاً عندما تكون قد بدأت للتو في بناء الثقة. ومع ذلك، فإن تولي زمام المبادرة وتأكيد أنك تتحمل المسؤولية كاملة عن أي قرار تتخذه هو المفتاح لبناء الثقة مع أعضاء فريقك ورؤسائك وإظهار الاستقلالية وتحسين الأداء العام. من دون استعدادك لتحمّل المسؤولية، لن يكون لديك خيار سوى الإدارة عبر اللجان واتخاذ القرار بالإجماع.
5. تأخذ القرارات الجيدة في الحسبان التأثيرات الشاملة للمشكلة.
تتمثل إحدى طرق تعزيز الثقة في ممارسة الموازنة بين المخاطر والتداعيات المحتملة لكل قرار تتخذه دائماً. أي ببساطة التفكير على أوسع نطاق ممكن لتحديد النتائج المحتملة لقرارك، وما مدى احتمالية حدوث نتيجة سلبية محتملة، وإذا حدثت، فما هي العواقب؟
على سبيل المثال، قد يتطلب حتى اتخاذ قرارٍ بسيط نسبياً لتغيير نطاق أحد مشاريع فريقك منك النظر في التأثيرات المحتملة على الميزانية وتخصيص الموارد والإطار الزمني والجودة ورضا العملاء.
6. توازن القرارات الجيدة بين القيمة القصيرة المدى والطويلة المدى.
عند الموازنة بين المخاطر والتأثير، ضع في اعتبارك أيضاً الموازنة بين التكاليف والمكاسب القصيرة والطويلة الأمد. في الواقع، الميل نحو تحقيق مكاسب سريعة هي لعنة اُبتليت بها أطر صناعة القرار لدى القادة، فمن المغري التفكير بها فقط، خصوصاً عندما يتم تقييمك على أساس إنجاز عملك السنوي فقط.
ومع ذلك، وكلما تقدمت في مجال عملك، عندما لا تولي اهتماماً كافياً للتأثيرات الطويلة المدى لقراراتك، ظهر ذلك بوضوح أكثر. لكن الخطوة الأساسية لجلب القيمة الحقيقية هي إيجاد التوازن الصحيح بين الاعتبارات القصيرة والطويلة الأمد. كلما أسرعت في دمج هذا النهج في عملية صنع القرار، كان ذلك أفضل.
7. يجب إبلاغ أصحاب المصالح بكل حيثيات القرارات الجيدة.
في حين أنه قد لا يتعين عليك إشراك كل أصحاب المصلحة في عملية صنع القرار، فأنت بحاجة إلى أن يتوافق الجميع حول النتيجة، لذلك من المهم جداً أن تنقل إلى أصحاب المصلحة (بمن في ذلك المؤثرون منهم) الدلالة والأساس المنطقي وراء قراراتك.
الهدف من هذا التواصل ليس السعي للحصول على موافقة أو إجماع حول الطريقة التي تنوي من خلالها حل المشكلة، بل الوصول بالجميع إلى مستوى متسق وموحد من التفهم الذي غالباً ما يكون ضرورياً لتنفيذ القرارات الرئيسية بسلاسة.
8. تأتي القرارات الجيدة في الوقت المناسب.
يبدأ تسريع عملية صنع القرار بفهم العناصر الأساسية للقرار الجيد. إذا أخذت جميع العناصر السابقة بعين الاعتبار، فإن الأمر يتعلق فقط بالتعامل مع كل عنصر بإحساس أكبر بالاستعجال.
على سبيل المثال، بدلاً من التشاور الجاد والمضني مع كل من يريد مشاركة آرائه، اسعَ فقط للحصول على آراء من يمكنهم إضافة قيمة حقيقية. لا تتوقع أن يتفق الجميع معك، لذلك استخدم قدرتك على الحكم وتحليل التكلفة والفائدة لرسم أفضل مسار للمضي قدماً بناءً على المعلومات التي حصلت عليها.
يماطل العديد من القادة في اتخاذ القرارات لأنهم يخشون ارتكاب خطأ أو، ما هو أسوأ، عدم نيلهم الاستحسان. لكن مدى قدرتك على العمل على جانب معين من عملية صنع القرار يجب أن يتحدد من خلال شيء واحد: المخاطر. سيحدد تقييمك للمخاطر إن كان يجب عليك اتباع نهجٍ أكثر أو أقل حذراً.
من خلال الالتزام بالتقييم الاستشرافي لقراراتك، ستجد نفسك قادراً على اتخاذ قرارات أفضل وأسرع من أي وقت مضى. سيسرع تعلمك لهذه المهارة كقائدٍ شاب من تطورك ويرفع من أداء فريقك. وكلما ترقيت أكثر، زاد تأثير مهارتك هذه على ثقافة مؤسستك وأدائها.