هل أنت ممن يفصلون بين العمل والحياة الشخصية أم ممن يدمجون بينهما؟

10 دقيقة

يفضل مَن يفصلون بين العمل والحياة الشخصية الالتزام بجدول عمل من 9 صباحاً إلى 5 مساءً، في حين يفضل مَن يدمجون بينهما التنويع بين العمل والأنشطة الأخرى على مدار اليوم. وأثبتت دراسة استقصائية أجرتها مؤسسة غالوب عام 2023 بمشاركة موظفين أميركيين أن كلتا الفئتين تحقق أداءً أفضل عند تلبية تفضيلاتهم. على سبيل المثال، يسعى 46% فقط من الموظفين الذين تتطابق أنماط عملهم المفضلة مع أنماط عملهم الفعلية إلى البحث عن وظيفة جديدة، مقارنة بـ 60% ممن لا يستطيعون العمل وفق أنماطهم المفضلة.

أثبتت أبحاث عديدة أن أي تغيير ولو كان بسيطاً في اختيار الكلمات وأسلوب صياغتها يؤثر في وقع الرسالة على المتلقي. على سبيل المثال، يحقق موظفو خدمة العملاء الذين يستخدمون ضمير المتكلم المفرد ”أنا” بدلاً من المتكلم الجمع ”نحن” معدلات أعلى في رضا العملاء، وتُعدّ التعليقات الإلكترونية التي تتضمن ألفاظاً نابية أكثر فائدة في نظر القرّاء، كما أن الرفض الذي يبدأ بعبارة ”أنا لا” يبدو أكثر إقناعاً من الرفض الذي يبدأ بعبارة ”لا أستطيع”. وأثبتت دراسة حديثة أن التعبير عن التعاطف لا يعتمد على مضمون الكلام فحسب، بل يتأثر أيضاً بطريقة الإلقاء، خاصة سرعة الحديث. وقد يترك هذا أثراً بالغاً في انطباعات المتلقي ومستوى رضاه. بدأ الباحثون عملهم بإجراء دراسة ميدانية حللوا خلالها نحو 200 مكالمة لخدمة العملاء بإحدى كبرى شركات البيع بالتجزئة عبر الإنترنت في الولايات المتحدة. واستخدموا أدوات مؤتمتة لقياس معدل الإلقاء لكل موظف، أي عدد المقاطع المنطوقة في الثانية الواحدة من وقت الحديث، بينما قيَّم العملاء مستوى الموظفين بناءً على مدى مساعدتهم.

كلما تحدث الموظفون بوتيرة أبطأ (ضمن الحدود الطبيعية)، زاد رضا العملاء عن مستوى المساعدة التي يتلقونها. ولاستكشاف أسباب هذه الظاهرة، أجرى الباحثون 3 تجارب. في التجربة الأولى، طلبوا من المشاركين أن يتخيلوا أنهم يتصلون بخدمة العملاء للشكوى من مشكلة في الفاتورة، ثم استمعوا إلى أحد تسجيلين لصوت موظف خدمة العملاء، سجلهما ممثل صوتي محترف؛ تحدث الممثل في أحدهما بوتيرة أبطأ بانحراف معياري واحد عن متوسط سرعة موظفي خدمة العملاء في الدراسة الميدانية، وفي التسجيل الثاني تحدث بمعدل أسرع بانحراف معياري واحد أيضاً عن متوسط سرعة موظفي خدمة العملاء. بعد ذلك أجاب المشاركون عن أسئلة تتعلق بدرجة تعاطف الممثل ومساعدته ومدى رضاهم عن المكالمة. شعر المشاركون الذين استمعوا إلى الممثل الذي يتحدث بوتيرة أبطأ بدرجات أعلى من التعاطف والمساعدة، وأبدوا مستويات أعلى من الرضا. كانت التجربة الثانية مشابهة في التصميم، لكنها قارنت بين السرعة البطيئة والمتوسطة، وفي سياق مختلف تخيل المشاركون أنهم يستمعون إلى رد طبيب على شكوى طبية مزمنة ومزعجة. وهنا أيضاً، أدت وتيرة الحديث الأبطأ إلى تعزيز الشعور بالتعاطف وزيادة الرضا، كما جعلت الطبيب يبدو أكثر كفاءة. أما التجربة الثالثة فشهدت اختبار أهمية السرعة حين تقل الحاجة إلى التعاطف؛ فعندما قيل للمشاركين إن المشكلة الطبية بسيطة ويسهل علاجها، تضاءلت الفوائد المرتبطة ببطء وتيرة الحديث. وكشف تحليل آخر أن الأثر الإيجابي للحديث البطيء يتراجع أيضاً عندما يستخدم المتحدثون لغة يغلب عليها الطابع التعاطفي بطبيعتها. يقول الباحثون: "التحدث بوتيرة أبطأ يبعث برسالة مفادها أن المتحدثين يدركون احتياجات جمهورهم ويهتمون بها؛ فموظفو الخطوط الأمامية يسعون إلى تعزيز ولاء العملاء، بينما يطمح السياسيون إلى كسب ثقة الجمهور، أما المعلمون فيهدفون إلى تنمية قدرات طلابهم. وتشير نتائجنا إلى أن تعديلاً بسيطاً نسبياً يمكن أن يساعد في تحقيق هذه الغايات".

نبذة عن البحث: "قوة التحدث ببطء" (The Power of Speaking Slower)، جيوفاني لوكا كاسيو ريزو وجونا بيرغر (ورقة بحثية قيد الإعداد).

هل يمنحك المظهر ميزة تنافسية؟

الموظفون المستقلون الذين "يبدون بمظهر ملائم” في صور ملفاتهم الشخصية، مثل ارتداء النظارات في حالة مطوري الويب والمبرمجين، تزداد حظوظهم في الحصول على فرص العمل مقارنة بغيرهم، حتى إن تساوت مؤهلاتهم، كما يحصلون على أجور أعلى بنسبة %5 في المتوسط. “هل المظهر مهم؟ دور الصور الشخصية بالملفات التعريفية في أسواق العمل الإلكترونية" (Look the Part? The Role of Profile Pictures in Online Labor Markets)، إيسامار ترونكوسو ولان لو (قيد النشر).

سلوك المستهلك

كيف يسهم تشغيل الموسيقى داخل المحال التجارية في زيادة المبيعات؟

في بعض المتاجر الكبرى، يتجول المتسوقون على وقع أنغام أغانٍ حديثة. وفي متاجر أخرى، تُعزف مقطوعات موسيقية هادئة في الخلفية، بينما تخلو متاجر أخرى تماماً من أي موسيقى؛ فهل يؤثر كل من هذه الأجواء في حجم المبيعات، وما مدى تأثيره؟

للوصول إلى الإجابة، أجرى الباحثون أولاً دراسة ميدانية استمرت 3 أسابيع في 3 متاجر أوروبية تابعة للسلسلة متاجر استهلاكية (سوبرماركت)نفسها بأحد المتاجر الكبرى.، وخصصوا أسبوعاً واحداً لكل حالة موسيقية في كل متجر، شملتسواءً كانت هذه الحالات الأغاني الحديثة أو والمقطوعات الموسيقية الهادئة أو ومن دون موسيقى مطلقاً، في كل متجر. وكشفت تحليلات بيانات المتاجر أن تشغيل الموسيقى بأنواعها في أيام الأسبوع العادية أدى إلى زيادة المبيعات بنسبة 11%، بينما لم يكن للموسيقى أثر ملحوظ خلال عطلات نهاية الأسبوع؛ بل إنها أدت إلى تراجع طفيف في المبيعات.

أسفرت دراسة ميدانية ثانية وتجربة منضبطة عن نتائج مشابهة؛ إذ تشير مقابلات مع المتسوقين إلى أن الفارق ينبع من إحساس المتسوق بالإرهاق الذهني خلال أيام الأسبوع العادية، ما يجعله يفضل اتباع أسلوب تفكير حدسي يعتمد على المشاعر، وهو أسلوب يتأثر بعوامل مثل الموسيقى. أما في عطلات نهاية الأسبوع فيحصل المتسوق على قسط من الراحة ولا ينشغل ذهنه بعمله كثيراً، وبالتالي لا تُحدث الموسيقى الأثر نفسه. يقول الباحثون: ”تقل فوائد تشغيل الموسيقى عندما لا يعاني المتسوقون  الإرهاق الذهني، بل قد يؤدي تشغيلها أحياناً إلى آثار سلبية؛ لذلك يتعين على تجار التجزئة في محال البقالة تشغيل الموسيقى وتقديم محفزات عاطفية خلال أيام الأسبوع العادية، بينما يجدر بهم التركيز على عناصر تسويقية أخرى، مثل عرض تذوق عينات مجانية أو تفاعل العملاء مع مندوبي المبيعات خلال عطلات نهاية الأسبوع”.

نبذة عن البحث: "فهم أثر الموسيقى في سلوك التسوق خلال أيام الأسبوع العادية وعطلات نهاية الأسبوع" (Understanding How Music Influences Shopping on Weekdays and Weekends)، كارل-فيليب آلبوم وآخرون، مجلة "مجلة بحوث التسويق" (Journal of Marketing Research) عام 2023.

الرؤساء التنفيذيون

لماذا تحتاج الشركات إلى قادة من مختلف الأعمار؟

التجارة الإلكترونية

ماذا لو حُظر استخدام البيانات الشخصية كلها؟

مع التوسع العالمي في المقترحات والتشريعات المنظِّمة لاستخدام المعلومات الشخصية، قرر الباحثون محاكاة أثر تطبيق حماية الخصوصية في أقصى صورها: أي فرض حظر شامل على جمع أي بيانات شخصية أو استخدامها.

أجرى الباحثون تجربة ميدانية بالتعاون مع أكبر منصة للتجارة الإلكترونية في الصين، علي بابا؛ إذ تتبعوا أكثر من 500,000 عميل سجلوا دخولهم إلى المنصة في يوم عادي يخلو من أي عروض ترويجية أو حملات كبرى، وعدّلوا خوارزمية التوصيات المعتادة لنصف العملاء المختارين، عبر إزالة البيانات الشخصية كلها، ثم قارنوا سلوكهم بسلوك مجموعة الضبط. وقد تركزت المنتجات الموصى بها للمجموعة التجريبية حول عدد أقل بكثير من المنتجات التي يُوصى بها عادة، بينما حظيت المنتجات الرائجة وتلك الخاصة بكبار البائعين بقدر أكبر من الظهور، في حين تضرر صغار البائعين وأصحاب المنتجات المتخصصة والجديدة على نحو سلبي.

شهدت معدلات النقر والتصفح بين المتسوقين في المجموعة التجريبية تراجعاً فورياً، ما أدى إلى انخفاض المشتريات بنسبة %81.

لم يحاول سوى عدد قليل من المتسوقين تعويض هذا التراجع عبر إجراء بحوثهم الخاصة عن المنتجات، بينما كانت التراجعات في التصفح والشراء أشد وطأة بين العملاء الجدد والنساء وأصحاب القوة الشرائية المحدودة والمقيمين في المناطق النامية، وهي أكثر الفئات استفادة من التجارة الإلكترونية. يقول الباحثون: ”قد لا يؤدي تنظيم البيانات إلى تقليص المبيعات عبر الإنترنت فحسب، بل قد يدفع أيضاً تطور التجارة الإلكترونية في اتجاه محدد”، داعين صانعي السياسات إلى تحقيق توازن دقيق بين الحفاظ على خصوصية البيانات وقيمتها عند التفكير صانعي السياسات في هذه المسألة.

نبذة عن البحث: "قيمة البيانات الشخصية في التجارة عبر الإنترنت: تجربة ميدانية حاسمة حول سياسة تنظيم البيانات" (The Value of Personal Data in Internet Commerce: A High-Stakes Field Experiment on Data Regulation Policy)، تيانشو سون وآخرون، مجلة "علوم الإدارة" (Management Science)، قيد النشر.

المسارات المهنية

تحقيق النجاح داخل الملعب وخارجه

يتمتع الطلاب المنضمون إلى الفرق الرياضية الجامعية بفرص أكبر للقبول في الكليات والجامعات المرموقة مقارنة بسائر الطلاب، حتى مع تواضع إنجازاتهم الأكاديمية السابقة؛ فهل يعني هذا أن أداءهم سيكون دون المستوى في المستقبل؟ أُجريت دراسة استقصائية مؤخراً تناولت مساراتهم المهنية وأثبتت العكس تماماً.

حلّل الباحثون المسارات المهنية لأكثر من 400,000 خريج في جامعات رابطة اللبلاب بين عامي 1970 و2021 ممن كانوا يمثلون الفرق الرياضية الرسمية خلال دراستهم الجامعية وأقرانهم الذين لم ينضموا لأي من هذه الفرق. وقد اختار الباحثون هذه العينة لأن الرياضيين المقبولين في هذه الجامعات يتمتعون بمستوى أكاديمي قريب من أقرانهم غير الرياضيين، بخلاف ما يحدث في بعض الجامعات الأخرى. وبتتبع المواقع الإلكترونية للأقسام الرياضية من أجل استخلاص أسماء الحاصلين على شارة التميز الرياضي الجامعي، ومن ثم تحليل المعلومات الواردة في السير الذاتية التي جمعتها شركة لايتكاست (Lightcast) لتحليلات سوق العمل (التي تعتمد بدورها على منصة لينكدإن)، إلى جانب الاستعانة ببيانات الأجور الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل الأميركي، وجد الباحثون أن الرياضيين تفوقوا في عدة مؤشرات؛ إذ كانت فرصهم في الحصول على ماجستير إدارة الأعمال أعلى كثيراً من أقرانهم غير الرياضيين، خاصة في الجامعات المرموقة، وكانوا أكثر حضوراً في المناصب التنفيذية العليا، كما حققوا أجوراً تراكمية أعلى على مدار حياتهم المهنية (بمتوسط 1.82 مليون دولار مقابل 1.60 مليون دولار)، وسجّلوا أعلى معدلات سنوية للأجور مقارنة بغيرهم (135,000 دولار مقابل 126,000 دولار)، وتقلّدوا المناصب العليا في وقت أبكر، وتمكنوا من اكتساب خبرات أوسع بصورة ملحوظة على مدار مسيرتهم المهنية.

عند تحليل الفئات الفرعية للرياضيين، وجد الباحثون أن المتنافسين في الرياضات المرتبطة عادة بالمدارس الثانوية الخاصة، مثل التجديف واللاكروس والاسكواش والفروسية، حققوا نتائج مهنية أفضل قليلاً من أقرانهم الذين شاركوا في رياضات شائعة في المدارس الثانوية العامة، ما يشير إلى أن الخلفية الاجتماعية والاقتصادية كان لها أثرٌ ما، لكن أفضل النتائج المهنية على الإطلاق كانت من نصيب اللاعبين الذين شاركوا في رياضات تتسم بالتنوع العرقي والاجتماعي الاقتصادي، مثل كرة القدم الأميركية وكرة السلة وألعاب القوى، وأيضاً في الرياضات التي تتيح للطالب الالتحاق بالجامعة على الرغم من تدني مستواه الأكاديمي مقارنة بأقرانه، مثل كرة القدم الأميركية وهوكي الجليد وكرة السلة، ما يدل على أن هؤلاء الطلاب طوروا مهارات مهمة مرتبطة بوظائفهم من خلال مشاركتهم في الأنشطة الرياضية. يقول الباحثون: ”يمضي لاعبو الفرق الرياضية الرسمية وقتاً طويلاً كل أسبوع في التدريب، وهو التزام يتطلب جهداً بدنياً متواصلاً يعزز بدوره الانضباط والمثابرة وقوة الإرادة، وهي خصال ثبت ارتباطها بالنجاح على المدى البعيد”.

نبذة عن البحث: لا عزاء للمهووسين بالدراسة: تقييم المسارات المهنية للطلاب الملتحقين بالفرق الرياضية في جامعات رابطة اللبلاب” (No Revenge for Nerds? Evaluating the Careers of Ivy League Athletes)، ناتي أمورنسيريبانيتش وآخرون (تقرير بحثي قيد النشر يصدر عن المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية).

الرجل والمرأة في العمل

لماذا لا يبذل الموظفون جهداً إضافياً عند العمل تحت إشراف امرأة

من المعروف أن المرأة تواجه عقبات أكثر في سعيها للحصول على تمويل لمشروعها الريادي. وتشير دراسة جديدة إلى أن هذا الخلل لا يزال قائماً؛ إذ يتراجع استعداد الموظفين للعمل ساعات إضافية غير مدفوعة الأجر عندما تكون مؤسِّسة الشركة امرأة.

استفاد الباحثون من قانون يُلزم الشركات الجديدة كافة في البرتغال بتسجيل المعلومات حول ساعات عمل كل موظف؛ فحللوا بيانات 243,269 موظفاً في 58,832 شركة خلال الفترة من 2002 إلى 2012، ووجدوا أن الموظفين الذين يعملون تحت قيادة امرأة أمضوا ساعات عمل إضافية أقل بمقدار 1.4 ساعة شهرياً، أي بفارق نسبته 7%. ولمعرفة السبب، أجرى الباحثون تجربتين طلبوا فيهما من عدة مئات من المشاركين عبر الإنترنت تحليل الصور لصالح شركة ناشئة مفترضة، وسألوهم عن مدى استعدادهم لإنجاز المزيد من العمل دون أجر إضافي. وقيل لبعض المشاركين إن الشركة يقودها رجلان يُدعيان ماثيو وجو، وقيل لآخرين إنها تحت قيادة امرأتين تُدعيان أماندا وكلوي، بينما لم يحصل البعض على أي معلومات عن هوية قادة الشركة. وافق 50% ممن اعتقدوا أن الشركة يقودها ماثيو وجو على أداء العمل الإضافي، مقابل 40% ممن كانوا يظنون أن أماندا وكلوي هما قائدتا الشركة، و30% من الذين لم يحصلوا على أي معلومات عن قيادة الشركة.

أثبتت الدراسات الاستقصائية أن هذا التفاوت في مستوى الجهد نابع من افتراضات مرتبطة بالتمييز بين الرجل والمرأة. يقول الباحثون: "عادةً ما يُنظر إلى النساء على أنهنّ يعطين الأولوية للتوازن بين الحياة العملية والشخصية على حساب التفاني في العمل"، ومن ثم "يربط الموظفون بين مؤسِّسات الشركات وبذل جهد أقل في العمل". وحين تتعارض تلك التوقعات مع الواقع، مثل مطالبتهم ببذل جهد إضافي، يشعرون بأن هذا المطلب غير عادل ويترددون في بذل جهد إضافي لصالح الشركة.

نبذة عن البحث: "هل يبذل الموظفون جهداً أقل عند العمل تحت قيادة المرأة؟ دراسة متعددة المنهجيات لشركات ريادية" (Do Employees Work Less for Female Leaders? A Multi-Method Study of Entrepreneurial Firmsأولينكا كاتسبرشيك وبيتر يونكن وفيرا روشا، "مجلة العلوم التنطيمية" (Organization Science) عام 2023.

ميزة الجامعة

تزداد جاذبية الابتكارات لدى المستهلكين عند تسويقها على أنها ثمرة تعاون مع إحدى الجامعات، ويبدو أن المستهلكين مستعدون لدفع مبالغ أعلى بنسبة تصل إلى %65 مقابلها؛ إذ يرون أنها تتمتع بشرعية علمية أكبر.

“مطوَّر بالتعاون مع خبرات جامعية: كيف ومتى تُسهم الشراكات بين الجامعة وقطاعات الأعمال في زيادة جاذبية المنتجات الجديدة لدى المستهلكين” (University Knowledge Inside: How and When University-Industry Collaborations Make New Products More Attractive to Consumers)، لوكاس ماير وآخرون (قريباً).

مبيعات التعامل التجاري بين الشركات

التكلفة الخفية لعلاقات الصداقة والعلاقات الأسرية

تقدّم الكثير من الشركات التجارية الموجهة للمستهلك حسومات لموظفيها ولأقربائهم وأصدقائهم ومعارفهم. وقد تساءل الباحثون عمّا إذا كانت الروابط الاجتماعية تؤثر أيضاً في التعامل التجاري بين الشركات، وتبيّن لهم أن وجود علاقة سابقة بين المشتري والبائع يؤثر في التسعير، ولكن ليس بخفض السعر، بل برفعه. جمع الباحثون بيانات تغطّي 5 أعوام من التعاملات ضمن برنامج الإقراض عبر اتفاقيات إعادة الشراء التابع للاحتياطي الفيدرالي، وهو أكبر سوق للقروض القصيرة الأجل في الولايات المتحدة. حدّد الباحثون مدير المحفظة المسؤول عن كل قرض، أي البائع، واستخدموا منصات، مثل لينكد إن وكابيتال آي كيو (Capital IQ) وبلومبرغ، للتحقّق مما إذا كان ذلك الشخص قد عمل سابقاً لدى البنك الذي تلقّى القرض. كشفت تحليلاتهم أن البائعين الذين سبق لهم العمل لدى المشترين فرضوا فائدة أعلى بمقدار ربع نقطة أساس في المتوسط على القرض مقارنة بالبائعين الآخرين، وهو ما يمثّل زيادة بنسبة 3% في هامش الربح.

لكن لماذا قبل المشترون دفع أسعار أعلى؟ اكتشف الباحثون أنهم كانوا يدفعون المال مقابل الموثوقية؛ فعند وقوع اضطراب مفاجئ في سوق الإقراض عبر اتفاقيات إعادة الشراء، واجه العديد من المشترين صعوبات في الحصول على السيولة، وهنا فضّل البائعون التعامل مع المشترين الذين تربطهم بهم علاقة مهنية سابقة، وقدموا لهم التمويل الإضافي الذي كانوا يحتاجون إليه. يقول الباحثون: "قد يكون من المفيد أن يأخذ المدراء في الحسبان العلاقات المهنية لأعضاء فرقهم (مثل عمل أحد الموظفين الحاليين لدى أحد العملاء في السابق) عند تشكيل فرق المبيعات". وأضافوا: "وبالمثل، على المدراء أن ينتبهوا إلى العلاقات المهنية عند اتخاذ قرارات التوظيف، لأن بحثنا أثبت أن الموظفين الجدد يجلبون معهم مزايا تتجاوز خبراتهم ومعارفهم، ويمكن أن تؤثر على إسهاماتهم في ربحية الشركة".

نبذة عن البحث: "قيمة العلاقات المهنية في الأسواق المعنية بالتعامل التجاري بين الشركات" (The Value of Professional Ties in B2B Markets)، نافيد موجير وسريا أنبيل (تقرير بحثي قيد النشر).

إدارة الانطباعات

التباهي بإنجازاتك دون أن تدفع الثمن

الترويج للذات أمر بالغ الحساسية؛ فكيف يتحدث المرء عن إنجازاته دون أن يبدو متفاخراً؟ كشفت دراسة حديثة عن حل فعّال، وهو الترويج المزدوج، أي تسليط الضوء على مهارات الآخرين وإنجازاتهم إلى جانب مهارات الفرد نفسه وإنجازاته، ما يعزز صورته الذهنية في نظر المتلقي باعتباره شخصاً كفؤاً وودوداً في آنٍ معاً. وفي أولى تجارب الدراسة التي شملت أكثر من 1,500 مشارك، طلب الباحثون من مدراء أميركيين مسؤولين عن التوظيف قراءة تقييم كتبه موظف عن مشروع نفذه بالتعاون مع أحد زملائه. قرأ نصف المشاركين تعليقات سلطت الضوء على إسهامات الموظفَين معاً، مثل: "أبهرني أداء أليكس إلى أبعد الحدود. تولّى كلٌّ منا المهام التي يجيدها"، بينما قرأ النصف الآخر تعليقات ينحصر تركيزها في الترويج للإنجازات الشخصية، مثل: "تولّيت المهام التي أجيدها"، ثم قيّم المشاركون جميعاً الموظف من حيث الكفاءة والود والانطباع العام.

حصل كلٌّ من الموظفين الذين اكتفوا بالترويج لإنجازاتهم ومَن اتبعوا أسلوب الترويج المزدوج على درجات متقاربة في مستوى الكفاءة، لكن الفئة الثانية اعتُبرت أكثر وداً وترك أفرادها انطباعاً أفضل. وقد أظهرت التجارب اللاحقة أن الترويج المزدوج يُحسّن صورة الشخص، بغض النظر عن استخدام الآخرين من حوله النهج نفسه. وفي التجربة الأخيرة، لاحظ الناخبون المسجّلون الذين قرؤوا تصريحات ترويجية مزدوجة أو ذاتية لسياسي وهمي أن السياسي الذي يستخدم الترويج المزدوج بدا أكثر وداً وكفاءة معاً، ما يوحي بأن الإقرار بجهود الآخرين في السياق السياسي يُرسل إشارة قوية تدلّ على الثقة بالنفس والخبرة.

كما أبدى الناخبون استعداداً أكبر لدعم السياسي الذي اتبع أسلوب الترويج المزدوج عند الاقتراع. يقول الباحثون: "أحياناً تكون أفضل طريقة لعرض إنجازاتنا وترك انطباع جيد لدى المتلقّي هي أن نحرص على الإشادة بالآخرين أيضاً".

نبذة عن البحث: "الترويج المزدوج: كيف تتحدث عن إنجازاتك بذكاء من خلال الإشادة بزملائك؟"، إريك فان إيبس وإيناف هارت وموريس شفايتزر، "مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي" (Journal of Personality and Social Psychology)، قيد النشر.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2025.

المحتوى محمي