كيف تعمل تحت قيادة مدير متسلّط؟

shutterstock.com/Marko Aliaksandr

شارك

استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية

الكثير منا قد عمل تحت قيادة مدراء من النمط (أ) (Type A): وصحيح أن هؤلاء القادة مجتهدون وناجحون ومبدعون ومتحمسون للعمل، لكن يصعب العمل تحت قيادتهم. وكما كتبتُ عنهم من قبل: يحب هذا النمط من المدراء السيطرة وهم متطلبون وشديدو القلق، وهذه الصفات تحبط مرؤوسيهم وتفقدهم الحماسة. ومن الضروري لهؤلاء المدراء كبح هذه الصفات لكي يصبحوا أفضل في الإدارة. وعلى أية حال ثمة أساليب عدة لتحسين علاقتك بهم وليصبح عملك معهم ممتعاً أكثر من السابق. فقد عملتُ مع عدة مدراء من هذا النمط واستخلصت من ذلك بعض النصائح التي تصبّ في هذا المجال. وهي:

حضّر نفسك جيداً

يحترم المدراء من النمط (أ) الكفاءة، ويفكرون دائماً على المدى البعيد، فمن الصعب مجاراتهم! ولكن عليك أن تحاول توقع أسئلتهم، وبذلك تتيح لنفسك الفرصة لتنظيم أفكارك مقدّماً، وبسؤالك إياهم عن توقعاتهم ستتيح لنفسك أن تستعد جيداً وتؤجل المهام الأقل أهمية في حال كنت على دراية بأولوياتهم. ومن الضروري أيضاً أن تلتمس ملاحظات مديرك لتفهم ما يمكنك تحسينه في المرة القادمة، وسيقدّر مديرك ذلك.

لا تخف من التعبير عن رأيك

كن صريحاً عندما لا توافق على أمر ما أو حين تنتابك بعض المخاوف. وفي مثال عن هذا أذكر أنه لدى أحد عملائي من الرؤساء التنفيذيين مساعد لا يمكنه الاستغناء عنه يعمل نائباً لرئيس المبيعات، وهو ليس كمديره من حيث الحزم والاستناد إلى البيانات والتنظيم، لكنه لا يخشى التعبير عن رأي مخالف، وذو حجة قوية تستند إلى الأبحاث، لذلك يحظى باحترام كبير من قِبل مديره.

ابنِ معه علاقة بعيداً عن العمل

يحب المدير من النمط (أ) الاسترخاء والهدوء، ولكن ذلك بعيد عن طبيعته. وتقدّم لنا المديرة التنفيذية لمعهد إنستتيوت أوف كوتشنغ (Institute of Coaching) ومؤسِّسته، والأستاذة المساعدة في كلية هارفارد للطب كارول كوفمان هذه النصيحة: “إحدى مهامنا في التعامل مع مدرائنا التخفيف من قلقهم، فكلما خففتَ قلقهم خفَّ توترهم”. وعندما تتعرّف على مديرك جيداً، ستصبح هذه المهمة أسهل. لذا حدّثه عن اهتماماتك وأهدافك ولو كانت خارج مجال العمل: هل تمارس اليوغا؟ هل لديك أطفال؟ هل تشجع أحد الأندية الرياضية؟ الحديث عن موضوعات كهذه والبحث عن الاهتمامات المشتركة يساعدكما على بناء الثقة. أضف إلى ذلك أن الأحاديث الشخصية تتيح المجال لأخذ استراحة من العمل وتساعد على رفع تركيز مديرك ومستوى هدوئه. والقليل من روح الفكاهة مفيد أيضاً.

اِعلم أنك لست السبب

لا يسأل المدير من النمط (أ) عن أحوال موظفيه أو إن كانوا قادرين على تولي مهام جديدة. لذا اعلم أنه لا يقصد أن يظهر بمظهر اللامبالي، وإنما هذه طبيعته. ويشعر المدراء من هذا النمط بالوحدة والإرهاق ولديهم إحساس مبالغ به بالمسؤولية. فمن إدارتي لجلسات مجموعات أقران مؤلفة من رؤساء تنفيذيين ضمّت أكثر من 200 رئيس تنفيذي من مختلف القطاعات على مدار 15 عاماً، لاحظت أن آراءهم متشابهة كثيراً. وينضم الرؤساء التنفيذيون -وهم في العادة مدراء من النمط (أ)- إلى مجموعات وشبكات الأقران مثل مؤسسة الرؤساء الشباب (YPO- Young Presidents Organization)، لأنهم يؤمنون بالقول الشهير “القمة تشعرك بالوحدة!”. ومن المحتمل جداً أنهم يعانون قلة النوم أو لا يقضون الوقت الكافي مع عائلاتهم أو يواجهون اتخاذ قرارات صعبة. لذا إذا كنت تشعر بالإحباط أو عدم التقدير فحاول تجاهل ذلك واسأل مديرك عن أحواله.

واصل المضي قُدُماً

قد يكون العمل مع المدراء من النمط (أ) محبطاً، فهم لن يروا أداءك مثالياً وسوف يقدّمون الملاحظات دائماً. لذا أَدركْ أن ملاحظاتهم السلبية لا تعني: “توقفْ عن العمل بهذه الطريقة” أو “أداؤك رديء”. بل تعني غالباً: “تابعْ العمل” و”تابع لتحسين العمل”. لذا اطلب مزيداً من المعلومات التفصيلية، والتمس النصائح: هل أسير في الاتجاه الصحيح؟ إذا أجريت هذه التعديلات، فهل أستطيع المتابعة؟ ما الذي أعجبك وما الذي يجب تغييره؟

وعلى الرغم من أن العمل مع أصحاب الأداء العالي محبط ومثبط للعزيمة، نتعلم الكثير منهم. لذا عندما تعمل مع هذا النمط من المدراء، ابذل جهدك في التحضير المقدم، وكن جريئاً، وابنِ الثقة، وحوّل أي ملاحظة محبطة إلى فرصة لتحسين مهاراتك.