كيف تدرب عقلك على العمل بأسلوب إبداعي مع الذكاء الاصطناعي التوليدي؟

8 دقيقة
استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي
رسم توضيحي: برايان ريا

هناك عدد لا يُحصى من المقالات حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لتحسين العمل وأتمتة المهام الروتينية المتكررة وتلخيص محتوى الاجتماعات والتفاعلات مع العملاء وجمع المعلومات وتحليلها. هناك أيضاً عشرات المكتبات الافتراضية المليئة بالأدلة الإرشادية لصياغة التعليمات تهدف إلى مساعدتنا على تحقيق نتائج أكثر فعالية، وربما خيالية، باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي. تتميز أغلبية الأدوات الرقمية الشائعة باحتوائها فعلياً على ذكاء اصطناعي مدمج يساعد المستخدمين أوتوماتيكياً وبأسلوب شبه سحري على تحسين المهام المختلفة وإكمالها، مثل الكتابة والترميز البرمجي والتصميم والإبداع وأي شيء آخر يعملون عليه؛ لكن هناك الكثير من الجوانب المتعلقة بالذكاء الاصطناعي التوليدي التي تتجاوز تحسين الأعمال التي نؤديها فعلياً أو تسريعها، وبتغيير طريقة تفكيرنا على النحو الملائم يمكننا تدريب أدمغتنا على إعادة النظر بصورة إبداعية في كيفية استخدام هذه الأدوات من أجل تحقيق قيمة جديدة تماماً والحصول على نتائج مضاعفة في عالم أصبح يعتمد بصورة أساسية على الذكاء الاصطناعي.

يصوغ معظم الناس تعليماتهم بناءً على توقعاتهم أو رؤاهم الشخصية للخطوات المنطقية التالية. على سبيل المثال، عند البحث في جوجل، قد يطرح المستخدم سؤالاً مباشراً، مثل "ما أفضل مطعم تايلاندي بالقرب مني؟"، أو يُجري بحثاً يستند إلى معايير محددة، مثل: "أفضل دراجة جبلية ملائمة لشخص متوسط المهارة في ركوب الدراجات". غالباً ما نطبّق هذا النهج عند صياغة التعليمات الموجّهة إلى الذكاء الاصطناعي، وبالتالي نحصل على نتائج تقليدية تستند إلى مسار متسلسل من التفكير والبحث وصناعة القرار من منطلق تصوراتنا الراهنة للعالم من حولنا. هذا أمر طبيعي وفعال تماماً. في الواقع، هذه هي الطريقة التي تعمل بها نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي اليوم إلى حدٍّ بعيد.

يعتمد الذكاء الاصطناعي التوليدي على معالجة اللغة الطبيعية لفهم الطلب وتوليد النتائج المناسبة، ويتمحور هذا الإجراء في الأساس حول القدرة على تمييز الأنماط وتجميعها بناءً على التعليمات التي يقدمها المستخدم بهدف إنتاج مخرجات تُكمل المهمة المطلوبة. يتماشى هذا النهج مع الوضع التلقائي لأدمغتنا: القدرة على تمييز الأنماط والسعي للوصول إلى أعلى مستويات الكفاءة، حيث تفضّل الأدمغة التعليمات القصيرة والمباشرة للحصول على نتائج فورية ومتوقعة.

إذا استخدم معظم الناس أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مهما بلغت قوتها على هذا النحو، فسنرسخ دون قصد نهجاً محدداً قد يحسّن العمليات التقليدية لكنه يخلو من الابتكار أو الإبداع. ويبدأ تدريب أدمغتنا على تحدي أفكارنا وافتراضاتنا حول قدرات الذكاء الاصطناعي وتوقعاتنا للنتائج القابلة للتنبؤ بالتحول الذهني، لنُدرك أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة، بل هو شريك في الابتكار واستكشاف المجهول.

الذكاء الاصطناعي يحسّن قدرتنا على أداء المهام الحالية ويتيح أيضاً فرصاً جديدة كانت تُعتبر جزءاً من المستقبل، ما يجعلنا قادرين على الاستفادة منها اليوم

قال صديقي المؤسس المشارك لشركة هبسبوت (HubSpot) ورئيسها التنفيذي للتكنولوجيا، دارمش شاه، ذات مرة في منشور على الإنترنت: "نحن نتنافس الآن مع الذكاء الاصطناعي".

وأبدى المتابعون تأييدهم لهذا الرأي، قائلين: هذا صحيح"، ثم واصلوا النقاش معبّرين عن آراء متنوعة، مثل: "سيستولي الذكاء الاصطناعي على الوظائف"، مع تبني البعض آراءً أكثر تشاؤماً، مثل: "سيدمرنا الذكاء الاصطناعي".

ولكن هذا لم يكن المعنى المقصود من كلام شاه؛ فقد طلب من المتابعين قراءة مقولته من زاوية مختلفة، موضحاً: "إنكم تنافسون الذكاء الاصطناعي"، كانت وجهة نظره هي أن الإنسان بمقدوره تعزيز إمكاناته وزيادتها من خلال الاستعانة بالذكاء الاصطناعي؛ بعبارة أخرى، بمقدور الذكاء الاصطناعي تعزيز قدراتك التنافسية.

هناك مقولة ربما سمعناها كثيراً وربما سنسمعها مرات عديدة في المستقبل، وهي: "لن يستولي الذكاء الاصطناعي على وظيفتك، لكن مَن يستخدمون الذكاء الاصطناعي سيستولون عليها".

يمنحك الذكاء الاصطناعي القدرة على تحسين ما تؤديه اليوم لرفع مستوى كفاءته وتنفيذه على نطاق أوسع بتكلفة أقل وأتمتة خطواته. علاوة على ذلك، يعمل الذكاء الاصطناعي على تعزيز قدراتك إلى حدٍّ كبير، ما يمكّنك من فعل أشياء لم يكن بمقدورك فعلها في السابق، وبالتالي تحسين مستوى أدائك بدرجة ملحوظة. ويتطلب هذا الجانب التحلي بالخيال والتدريب الإبداعي المتكرر والاستعداد لتجاوز منطقة الراحة واستكشاف المجهول (والاستمتاع بذلك).

تجاوز الأنماط التقليدية والمباشرة في التعامل مع الذكاء الاصطناعي لتحقيق نتائج أكثر إبداعاً

لا يظهر الأثر الحقيقي للذكاء الاصطناعي إلا عند استخدامه جنباً إلى جنب مع القدرات البشرية لإنتاج شيء فريد من نوعه بالتعاون بين الإنسان والآلة.

على سبيل المثال، قد تكون لديك فكرة لتحضير طبق معين من المعكرونة وتناوله على العشاء، لكنك لا تملك المكونات كلها في المنزل ولا تريد الذهاب إلى متجر البقالة لشراء باقي المكونات التي تحتاج إليها. يمكن أن يؤدي التعاون الإبداعي بين الإنسان والذكاء الاصطناعي إلى نتائج جديدة لم تكن لتخطر على بال أحد.

تتمثل إحدى الأفكار في مشاركة المكونات المتوافرة لديك مع الذكاء الاصطناعي التوليدي: "لديّ ثمرتا طماطم، وصدور دجاج، وزيت زيتون، وملح، وبصل أبيض. ما هي الوصفات التي يمكنني التفكير فيها لتحضير العشاء لشخصين الليلة؟"

تبدو البدائل شهية:

  • صدور دجاج مع طماطم وبصل سوتيه.
  • مقلاة دجاج بالطماطم.
  • سلطة دجاج بالطماطم.
  • طاجن دجاج بالطماطم.

أدت هذه الخطوة إلى ظهور أفكار بديلة في التو واللحظة، بالإضافة إلى توفير وصفات سهلة التحضير.

لكنك لست مضطراً إلى التوقف عند هذا الحد. إذا لم تكن راضياً عن النتائج بنسبة 100%، فيمكنك مطالبة الذكاء الاصطناعي بتوليد أفكار جديدة أو توجيهه بإدخال تفاصيل أو فروق أدق، مثل مطالبته باقتراح وصفات تحتوي على عدد معين من السعرات الحرارية، أو الاقتصار على وصفات تستلزم طهو المكونات في الفرن أو قليها بالهواء الساخن، وما إلى ذلك.

يمكنك أيضاً تجربة طرق ممتعة من خلال إضافة لمستك الشخصية واستكشاف التعليمات غير التقليدية أو الغريبة أو التي كانت تُعتبر مستحيلة في الماضي، ما يجعل النتائج أكثر إبداعاً وتشويقاً، إلى جانب تقديم أفكار غير متوقعة ومدهشة. على سبيل المثال، أضف تفاصيل مثل الدولة أو المنطقة أو الأسلوب أو وقت الطهي أو تفضيلات نمط الحياة، أو انتقل إلى المستوى التالي واطلب وصفات تساعدك على الطبخ بطريقة الطاهي المفضل لديك، أو بطريقة حقبة زمنية معينة (ما دام أنه موجود في نموذج اللغة الضخم!)، ثم اطلب من الذكاء الاصطناعي تقديم ملاحظة شخصية من الطاهي لتحفيزك وإرشادك، وبالهناء والشفاء! لقد أصبح الذكاء الاصطناعي فجأة مدربك الشخصي على الطبخ.

الفكرة هنا هي تأمُّل تفاعلاتك من منظور إبداعي والتدرُّب من خلال إعادة النظر في المفاهيم التقليدية حول كيفية عمل الذكاء الاصطناعي التوليدي، وكذلك النتائج التي تعتقد أنها متوقعة أو ممكنة.

إعادة النظر في التعاون مع الذكاء الاصطناعي لتحقيق نتائج أكثر إبداعاً وابتكاراً

يتطلب تغيير طريقة تفكيرك للتعاون مع الذكاء الاصطناعي على نحو أكثر إبداعاً وانفتاحاً أن تكون مستعداً لاستكشاف المجهول وقادراً على التعلم والتخلي عن الأفكار القديمة والتجريب، بالإضافة إلى ذلك، فهو سلوك ممتع للغاية.

وقد أكدتُ في أكثر من مناسبة أن الذكاء الاصطناعي يقدم أفضل أداء ويحقق أحسن النتائج عندما يُنحي المستخدم أفكاره وتحيزاته المعرفية جانباً. وكثيراً ما أسأل نفسي مبتسماً: "ماذا سيفعل الذكاء الاصطناعي في هذا الموقف؟" أعترف بأن طريقتي اللاواعية في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي تعتمد على مدخلات تقليدية، ما يؤدي تلقائياً إلى نتائج تقليدية، ولكن طرح سؤال: "ماذا سيفعل الذكاء الاصطناعي في هذا الموقف" يجعلني أنفتح على بدائل وتجارب جديدة قد تسفر عن نتائج غير متوقعة.

وإن أردنا الاستفادة من الإمكانات الإبداعية والتحويلية للذكاء الاصطناعي وتدريب عقولنا على التعامل مع عالم يعتمد بصورة أساسية على الذكاء الاصطناعي، فعلينا أن نغيّر أسلوبنا في صياغة التعليمات، بحيث نتعامل معه باعتباره شريكاً يساعدنا في الإبداع والابتكار، بدلاً من اعتباره مجرد أداة لتحقيق أهداف معينة.

12 تمريناً لتدريب عقلك على العمل بأسلوب إبداعي مع الذكاء الاصطناعي

إليك 12 طريقة لتدريب أدمغتنا على تحقيق نتائج أوسع نطاقاً وأكثر ابتكاراً باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي:

1. خصِّص وقتاً محدداً يومياً لـ "صياغة التعليمات بأساليب مبتكرة"

ابدأ كل يوم بسؤال مفتوح يحثك على التفكير خارج الأطر التقليدية. يمكنك أن تجرب السؤال التالي: "ما هي الاتجاهات أو الفرص التي لا ألاحظها في قطاعي؟" أو "كيف أعيد تعريف نهجي في التعامل مع تحدٍّ رئيسي؟".

2. احرص على صياغة التعليمات باستخدام أسئلة استكشافية، مثل: "ماذا إذا" و"كيف يمكننا"

بدلاً من طرح أسئلة مباشرة، استخدم تعليمات تتيح لك استكشاف أفكار ونتائج غير محدودة. على سبيل المثال، بدلاً من طرح سؤال: "كيف يمكنني تحسين الإنتاجية؟"، جرّب طرح سؤال: "ماذا إذا تمكنت من التعامل مع الإنتاجية بأسلوب غير تقليدي، كيف أفعل ذلك؟".

3. رحِّب بالغموض والفضول في صياغة التعليمات

حينما نعوِّد أنفسنا على صياغة التعليمات دون أن نحدد غاية معينة في أذهاننا، سنتيح الفرصة أمام الذكاء الاصطناعي لتوليد استجابات قد تفاجئنا؛ فتعليمات مثل: "ما الذي قد أغفله في تعاملي مع المسألة (س)؟" تفتح الأبواب أمام رؤى لم نكن نأخذها في الاعتبار.

4. استخدم التعليمات لاستكشاف أفكار جديدة، بدلاً من التركيز على التوصل إلى حل محدد مباشرة

يركز الكثير من التعليمات على الحلول، في حين أن محاولة استكشاف أفكار جديدة تتيح توليد رؤى أعمق. على سبيل المثال: "لنستكشف مستقبل القيادة إذا منحت المؤسسات الذكاء الاصطناعي مقعداً في مجالس الإدارة أو دوراً ضمن المناصب التنفيذية العليا؛ ما هي التغيرات التي سنشهدها في عملنا وأدوارنا وفي الثقافة المؤسسية؟".

5. استخدم سلسلة من التعليمات المتتابعة لتطوير الأفكار بالتكرار

بدلاً من التوقف عند الإجابة الأولى، اطرح أسئلة تعقيبية تعمل على تعميق الإجابات للوصول إلى حلول أو أفكار أكثر تطوراً وتركز على الرؤى المستقبلية. إذا اقترح الذكاء الاصطناعي فكرة ما، فاعمل على تطويرها بأسئلة مثل: "كيف سيبدو هذا بعد 5 أعوام؟" أو "كيف سيغير هذا النهج مستقبل منهجية عمل الشركات؟".

6. استخدم التفكير المجازي أو التشبيهي

يؤدي تدريب أدمغتنا على استخدام المجاز أو التشبيه في صياغة التعليمات إلى تنشيط التفكير الإبداعي. على سبيل المثال، بدلاً من طلب نصائح حول الإنتاجية، يمكنك صياغة التعليمات الموجَّهة إلى الذكاء الاصطناعي بقول: "إذا شبّهنا الإنتاجية بمباراة، فكيف أغيّر أسلوبي؟".

7. وجِّه تعليمات لا تقتصر على الحقائق، بل تسعى لاستكشاف رؤى مختلفة

اطلب من الذكاء الاصطناعي أن يتبنى وجهات نظر مختلفة لزيادة القدرة الإبداعية والحصول على نتائج غير متوقعة. على سبيل المثال: "كيف يتعامل كلٌّ من الفنان والعالم والفيلسوف مع تحدي القيادة في عالم يعتمد على التكنولوجيا؟"، يحفّز الذكاء الاصطناعي على الجمع بين وجهات نظر متنوعة، ما يوفر مجموعة أكثر ثراءً من الأفكار ويُلهمك بأساليب لم تكن ممكنة من قبل.

8. جرّب توجيه التعليمات بأسلوب يتطلب "تقمص شخصية معينة"

درِّب نفسك على التفكير من زوايا متعددة من خلال مطالبة الذكاء الاصطناعي بتوليد أفكار مستوحاة من طريقة تفكير أفضل خبراء العالم بقطاع أو تخصص معين، بل ويمكنك أيضاً أن تطلب منه أن يجيبك متقمصاً شخصية خيالية. على سبيل المثال، جرّب توجيه سؤال للذكاء الاصطناعي يقول: "كيف يمكن لرئيس تنفيذي مبتكر وفنان وعالم مستقبليات حل هذه المشكلة؟" وقد تفاعلتُ شخصياً مع تصورات الذكاء الاصطناعي لشخصيتين من الشخصيات المفضّلة لديّ، وهما ستيف جوبز ووالت ديزني، في العديد من المناسبات.

9. اطلب المستحيل واستخدم سيناريوهات تجريبية

افتح آفاقاً جديدة لإعادة تصور المشكلة نفسها والكشف عن الحلول التي قد يتجاهلها الآخرون. وجِّه تعليمات إلى الذكاء الاصطناعي تحثه على ابتكار أفكار "تلغي تماماً الحاجة إلى خطوات معينة في عملك"، أو "تستشرف حلولاً لمشكلات لم تخطر ببال أحد حتى الآن"، بل يجب أن نذهب إلى أبعد من ذلك بتوجيه تعليمات إلى الذكاء الاصطناعي تحثه على افتراض "سيناريو ليوم في حياة شخص يصبح فيه هذا (الحل أو الجهد) ضرورياً في كل لحظة من حياته".

10. "ماذا سيفعل الذكاء الاصطناعي في هذا الموقف؟" أعِد تصور دور الذكاء الاصطناعي في الحل نفسه

اطرح أسئلة تتعامل مع الذكاء الاصطناعي باعتباره شريكاً في الابتكار، مثل: "كيف يمكنك، باعتبارك ذكاءً اصطناعياً، تصميم هذه الخدمة أو الحل (لإنجاز "أ" أو "ب" أو "ج") بأساليب لا يستطيع إلا الذكاء الاصطناعي تصوُّرها؟".

11. خصِّص جلسة أسبوعية لـ "طرح أسئلة حول المستقبل"

خصِّص جلسة واحدة في الأسبوع للتركيز على الأسئلة الواسعة النطاق التي تتعلق بالمستقبل، مثل: "كيف سيبدو قطاعي بعد 10 أعوام، وكيف يمكنني الحفاظ على مكانة متقدمة فيه؟" أو "ما هي التحولات الجذرية التي قد تسبب الزعزعة أو تعيد تعريف النجاح في مجالي؟".

12. احتفظ بمفكرة تحتوي على "التعليمات التي تؤدي إلى توليد أفكار غير مسبوقة"

على الرغم من أن أدوات الذكاء الاصطناعي تحتفظ بسجل للتعليمات، احرص على توثيق التعليمات التي تؤدي إلى توليد رؤى ونتائج مدهشة أو مبتكرة أو ذات قيمة خاصة. وبمراجعة هذا السجّل بانتظام يمكنك استلهام أساليب جديدة لصياغة التعليمات المستقبلية.

الذكاء الاصطناعي التوليدي ليس مجرد أداة؛ بل عامل تحفيز يساعدنا على إعادة صياغة أنماط تفكيرنا والتحرر من قيود أساليب التفكير التسلسلي التقليدية وإطلاق العنان لرؤى إبداعية لم نكن نعلم أننا قادرون على التوصل إليها. ويعيد التحول الذهني صياغة أنماط تفكيرنا للتخلي عن الأنماط التي عفا عليها الزمن والترحيب بالفضول وتفعيل الإمكانات المضاعفة من خلال طرح أسئلة أفضل وأكثر جرأة. ولتسخير قوته بأساليب مبتكرة، فإن الخطوة الأولى هي تبني ما أسميه "الفضول المضاعف" الذي يسمح لنا بالانتقال من مجرد استخدام الذكاء الاصطناعي إلى المشاركة الفعالة في التوصل إلى أفكار وحلول إبداعية بالتعاون معه.

وبالجمع بين التحول الذهني والذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن إحداث تحوّل جذري في طريقة عمل أدمغتنا وتفكيرنا، ما يدفعنا نحو مستقبل مختلف تماماً عن تصوراتنا الحالية؛ مستقبل حافل بالنجاحات المذهلة والهادفة التي تعيد تشكيل قطاعات العمل والتجارب الإنسانية، ومفهوم الإمكانات البشرية أيضاً.

وبطرح أسئلة على الذكاء الاصطناعي تتحدى الافتراضات التقليدية وتغامر باقتحام المجهول ستحصل على إجابات إبداعية، فضلاً عن تطوير عقلية تمكّنك من رؤية الاحتمالات التي يغفل عنها الآخرون. والقائد الذي يعزز هذه التحولات الذهنية داخل فريقه سيغرس ثقافة مؤسسية تنظر إلى المشكلات المستعصية على أنها فرص لمواجهة التحديات وتحقيق إنجازات غير مسبوقة.

فلا تحرم نفسك من فرصة التميز في عالم يعتمد بصورة أساسية على الذكاء الاصطناعي.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي