أهم 4 علامات تحذيرية تثير قلق مدراء التعيينات عند مقابلة المرشحين

22 دقيقة
العلامة التحذيرية
shutterstock.com/DenysHolovatiuk

لقد تقدمت إلى وظيفة جديدة، ووصلت إلى مرحلة المقابلة التي حضرت لها بجد سعياً لتقديم أفضل ما لديك، ولكنك لم تحصل على الوظيفة في النهاية. يبدو أن هذا النمط يتكرر معك خلال بحثك عن عمل، وأنت الآن تتساءل: "لمَ يحدث لي هذا باستمرار؟".

إذا كان مدراء التعيينات يرتبون مقابلات معك، فهذا يعني أن سيرتك الذاتية مناسبة لهم وتعكس المهارات والخبرات المطلوبة للدور، إذاً لمَ تعجز عن تجاوز مرحلة المقابلة؟ من الممكن أن تثير تصرفاتك خلال المقابلة إشارات تحذيرية تدفع محاورك إلى الشك في ملاءمتك لهذا المنصب.

أجري استطلاع مؤخراً شمل 625 من مدراء التعيينات المقيمين في الولايات المتحدة ومن 10 قطاعات مختلفة ومنها تكنولوجيا المعلومات والتعليم والفنون والترفيه والتصنيع، وكانت الغاية من هذا الاستطلاع معرفة ما يجعل المرشح مناسباً أو غير مناسب للوظيفة من وجهة نظر مدير التعيينات. بيّنت النتائج أن العلامات التحذيرية الأكثر إثارة للقلق قد تكون أخطاء واضحة مثل الكذب، أو أخطاء أدق ربما لا يدركها الباحث عن عمل.

من خلال التعرف إلى هذه العلامات التحذيرية الأربع ومعرفة كيفية تجنبها، يمكنك رسم أفضل انطباع ممكن عن نفسك في مقابلتك القادمة.

العلامة التحذيرية الأولى: الكذب

الكذب هو من أكثر سلوكيات المرشحين للوظائف إثارة للقلق، حيث يقول 63% من مدراء التعيينات إنهم يعتبرونه أهم علامة تحذيرية. يتجلى كذب الباحث عن عمل بطرق مختلفة؛ في بعض الأحيان يكون واضحاً مثل الكذب بشأن مسماه الوظيفي، فيقول مثلاً إنه كان مديراً للفريق في حين أنه لم يكن كذلك، في حين أنه قد يكون أقل وضوحاً ويتمثل مثلاً في تقديم المرشح صورة غير صادقة عن نفسه، ويؤدي هذا النوع من الكذب إلى القدر نفسه من الضرر.

لدى العديد من الناس اليوم شخصيات على الإنترنت تختلف عن شخصياتهم في الواقع، وفي حين أن المرء يرسم لنفسه الصورة التي يحبها على الإنترنت، فمن المهم ألا تختلف شخصيتك على الإنترنت عن شخصيتك في الواقع، حتى لا تعطي انطباعاً عن غير قصد لمدير التعيينات بأنك تقدم صورة كاذبة عن نفسك. أصبح التحري عن الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي ممارسة منتشرة، وإذا كانت حساباتك متاحة للعموم فمن الشائع أن يجري مسؤولو التوظيف تقييماً لها ويدخل هذا التقييم في عملية التوظيف. خلص استطلاع رأي أجرته شركة هاريس بول في عام 2023 إلى أن 70% من الشركات الأميركية ستراجع الحسابات الشخصية للمرشحين على وسائل التواصل الاجتماعي، وأفاد أغلب مدراء التوظيف أنهم يستخدمونها حالياً للعثور على المرشحين وإجراء بحث عنهم وفحصهم. ومن ثم، فإن أي تناقض بين طلبات التوظيف التي تقدمها وأجوبتك في المقابلات وما تشاركه على الإنترنت سينعكس سلباً عليك؛ لا سيما أن الشركات باتت تركز أكثر على التحقق من أن المرشح يعرض مؤهلاته بدقة عند التقدم إلى الوظيفة، خاصة مع انتشار استخدام الذكاء الاصطناعي في توليد المحتوى.

على سبيل المثال شارك أحد كبار مدراء التعيينات في شركة ريزميه جينياس (Resume Genius)، جيفري سكوت، تجربة بدا فيها المرشح مثيراً للإعجاب للوهلة الأولى، وذلك بناءً على المستندات المرفقة بطلب التوظيف، وعندما طلب إليه شرح بعض الأرقام في سيرته الذاتية لم يقدم إجابات مقنعة أو تفاصيل عن النتائج والإنجازات التي حققها، يقول سكوت: "لم يكن الشخص الذي أجريت معه المقابلة يكذب بطريقة مباشرة، لكن هذه التناقضات أفقدتني الثقة بكلامه".

كيف تتجنب هذه العلامة التحذيرية؟ 

إذا كان هناك تناقض كبير بين المعلومات في سيرتك الذاتية أو ملفك الشخصي على لينكد إن من جهة، والمعلومات التي يستخلصها محاورك عنك خلال المقابلة من الجهة الأخرى، فقد تبدو غير جدير بالثقة، ما قد يضر جداً بفرصك في الحصول على وظيفة. على سبيل المثال، عندما تضخم الأرقام فتبالغ مثلاً في حجم الإيرادات التي حققتها أو حجم الفريق الذي أشرفت عليه، فسيؤدي ذلك إلى نتائج عكسية عندما يخوض محاورك في التفاصيل.

نظراً لأن وسائل التواصل الاجتماعي ومنصة لينكد إن أصبحت عنصراً أساسياً في البحث عن وظيفة، يجب أن تحرص على أن تكون المعلومات في سيرتك الذاتية وحساباتك الشخصية على الإنترنت متطابقة؛ يجب أن تتطابق التواريخ والمسميات الوظيفية والإنجازات في سيرتك الذاتية وحسابك على لينكد إن وأي منصات مهنية أخرى. كما يجب أن تحدد الجوانب التي ستتيحها للجمهور من حياتك الرقمية والجوانب التي يجب أن تظل خاصة؛ يمكن أن تكون حساباتك على منصات التعارف المهني مثل لينكد إن عامة، لأنها تمثل مواقع استراتيجية لعرض مؤهلاتك وخبراتك، في حين أنه قد يكون من الأفضل مشاركة الحسابات الشخصية على منصات مثل فيسبوك أو تيك توك أو إنستغرام مع أشخاص محددين.

اعرض مهاراتك على نحو صادق وواقعي، وراجع سيرتك الذاتية بعناية قبل المقابلة لتكون على دراية بكل المهارات والإنجازات المدرجة فيها وتتمكن من مناقشتها بثقة. قد ترغب في تدوين كل مهارة تظن أنها تلفت انتباه مسؤول التوظيف، لكن هذا الأسلوب سيخلق لك مشكلات عندما لا تتمكن من تقديم أجوبة تدعم هذه المهارات في المقابلة، لذلك احرص على توفير الأمثلة أو القصص التي توضح استفادتك من كل مهارة. على سبيل المثال، إذا ذكرت في سيرتك الذاتية أنك خبير في إحدى لغات البرمجة على الرغم من أنك جربتها مجرد تجربة، فقد يُكتشف أمرك بسهولة من خلال الأسئلة الفنية أو تقييمات مهارة كتابة الرموز البرمجية.

اسأل نفسك قبل المقابلة: "ما هي القصص أو الأمثلة الملموسة التي توضح هذه المهارة بصورة عملية؟"، إذا لم تكن لديك أمثلة عليها فأعد النظر في إدراجها في سيرتك الذاتية. من خلال هذا التحضير ستكون واثقاً بنفسك وجاهزاً لمناقشة كل نقطة خلال المقابلة.

العلامة التحذيرية الثانية: اللهجة الفظة أو السلوك الفظ

يرى 53% من مدراء التعيينات أن الفظاظة في لغة الموظف المحتمل أو سلوكه هي علامة تحذيرية يجب الانتباه لها، وهم محقون في ذلك؛ فالمعلومات التي يتعاملون معها محدودة ومن ثم فإنهم يركزون على سلوكك فور بدء المقابلة، إذ يقدم لهم كل تفاعل منذ بدء المقابلة وحتى نهايتها دلائل على مستوى مهنيتك.

بالإضافة إلى ذلك، خلصت دراسة أجرتها شركة ليدرشيب آي كيو (Leadership IQ) إلى أن 46% من الموظفين الجدد يفشلون في غضون 18 شهراً، وأن 89% من حالات الفشل هذه ترجع إلى السلوكيات السلبية أو ضعف مهارات التعامل مع الآخرين وليس الافتقار إلى الكفاءة الفنية. وهذا يعني أنه حتى لو كانت مهاراتك الفنية ممتازة، فمدير التعيينات سيقيم أيضاً مهارتك في التعامل مع الآخرين وذكاءك العاطفي، وسيقيم من خلال سلوكك مدى قدرتك على التكيف مع الفريق وبيئة العمل.

تمثل السلوكيات العدوانية الصريحة خلال المقابلة، مثل رفع الصوت لإثبات وجهة النظر أو الدخول في جدال مع المحاور، علامة تحذيرية واضحة لمدير التعيينات، ولكن حتى الأخطاء الصغيرة يمكن أن تضر بفرصك وتُظهر لمدراء التعيينات أنك شخص يصعب العمل معه. على سبيل المثال، إذا عقدت ذراعيك ووضعت ساقاً فوق الأخرى أو لم تنحن تجاه محاورك خلال المقابلة، فسيرى أنك غير مندمج في النقاش أو غير مهتم حقاً ببناء علاقة معه، ومن ثم مع الفريق.

علامة أخرى شائعة على عدم الاحترام هي الوصول إلى المقابلة متأخراً، يرى مدير التعيينات أن تأخرك يشير إلى أنك غير مهتم بفرصة العمل أو أن لديك مشكلات في إدارة الوقت. حتى لو كان تأخرك بسبب ظروف غير متوقعة، مثل حادث على الطريق السريع أو حالة طارئة، فعدم إبلاغ الشخص الذي سيجري معك المقابلة بظروفك سلفاً قد يدفعه إلى الاعتقاد بأنك غير موثوق أو ليست لديك رغبة جادة في فرصة العمل.

كيف تتجنب هذه العلامة التحذيرية؟

تحقق دائماً من جداول حركة المرور سلفاً وركز على الوصول قبل الموعد بـ 15 دقيقة على الأقل.

إذا كانت الظروف خارجة عن إرادتك، وأدركت أنك ستتأخر، فأبلغ الشخص الذي سيجري معك المقابلة بذلك في أقرب وقت، تواصل معه عبر البريد إلكتروني أو هاتفياً وقدم اعتذاراً صادقاً وقدر الوقت المتوقع لوصولك، قل مثلاً: "أنا آسف جداً، لقد علقت في الازدحام المروري وأتوقع الوصول خلال 10 دقائق"، فهذا يظهر له أنك تحترم وقته ويخفف انطباعه السلبي عن تأخرك.

عندما تواجه أسئلة صعبة أجب بهدوء واحترام، إذا سألك المحاور مثلاً عن مهارة لا تمتلكها فلا تجب بعدوانية. فبدلاً من أن تقول: "لم يتضمن الوصف الوظيفي هذه المهارة"، قل: "ليست لدي خبرة كبيرة في هذه المهارة في هذه المرحلة من مسيرتي المهنية، لكنني أتعلم بسرعة وسأكون مهتماً جداً بتعلمها".

يُظهر هذا رغبتك في التعلم ويعكس قدرتك على التكيف، وهما أمران يولدان انطباعاً إيجابياً.

ركز أيضاً خلال المقابلة على إظهار لغة جسد إيجابية؛ ابتسم واجلس بوضعية مستقيمة وحافظ على التواصل البصري العفوي. ولكن يمكن أن تختلف لغة الجسد جداً بناءً على أنماط الاتصال الفردية، خاصة بالنسبة للمرشحين الذين يعانون اضطرابات التنوع العصبي. إذا كان من الصعب عليك الحفاظ على التواصل البصري أو الابتسام باستمرار لأنك تعاني حالة مثل التوحد أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو القلق الاجتماعي، فالخيار متروك لك لتقرر إذا كنت تريد مناقشة هذا الأمر مع محاورك مقدماً. يمكنك تسهيل هذا القرار على نفسك من خلال البحث لمعرفة إذا كانت الشركة مدرجة في تقرير مؤشر المساواة لذوي الاحتياجات الخاصة أو إذا كانت لديها موارد أو مبادرات للباحثين عن العمل الذين يعانون اضطرابات التنوع العصبي.

إذا قررت الكشف عن حالتك، فقد يكون من الأفضل أن تطلب تسهيلات قبل المقابلة، على سبيل المثال، إذا كنت تواجه مشكلة في معالجة الأسئلة الشفهية يمكنك أن تطلب توجيهها لك كتابة بدلاً من ذلك.

إذا علم المحاور بذلك سلفاً فقد يختار كتابة الأسئلة خلال مكالمة فيديو أو تقديمها مكتوبة على ورقة قبل الاجتماع.

يمكن لذكر حالة التنوع العصبي لديك أيضاً أن يساعد محاورك على فهم حالتك فهماً أفضل وربما يكون أكثر تعاطفاً. على الرغم من أن الضغط في المقابلات قد يكون كبيراً، فإن التحدث عن احتياجاتك صراحة قد يمنحك راحة أكبر ويجنبك الضغط الناجم عن شعورك بالحاجة إلى إخفاء الصعوبات التي تواجهك.

كما يمكنك ببساطة التركيز على نقاط قوتك دون لفت نظر المحاور إلى سلوكيات محددة، يمكنك أن تقول مثلاً: "أنا متحمس حقاً لهذه الفرصة وأتطلع إلى إضافة قيمة للمؤسسة. أميل إلى صب تركيزي الكامل على محادثتي، وقد يظهر عليّ ذلك بسبب اهتمامي الكبير بما نناقشه". وبذلك ستوضح بدقة أسلوبك في التواصل بطريقة تركز على حماسك ومؤهلاتك لا على لغة جسدك. في الوقت نفسه، إذا كانت هناك طرق أخرى تشعر فيها بالراحة للتعبير عن انخراطك في المحادثة مثل الإيماء برأسك أو التحدث بوضوح وثقة، أو استخدام إجابات مدروسة، فاعتمد على نقاط القوة هذه خلال المقابلة.

العلامة التحذيرية الثالثة: انتقاد أصحاب العمل أو الزملاء السابقين

يختلف معظم الناس مع زملاء العمل أو يعملون في وظائف لا يستمتعون بها في مرحلة ما من حياتهم. ومع ذلك، فإن انتقاد زملائك السابقين وتجارب العمل السابقة خلال المقابلة يمكن أن يضر بفرصك في الحصول على عرض عمل؛ إذ يرى 31% من مدراء التعيينات أن هذا السلوك يمثل علامة تحذيرية. كشف استطلاع الرأي الذي أجرته شركة ذا كريتيف غروب (The Creative Group) أيضاً أن التشهير بصاحب عمل سابق هو سلوك يستدعي صرف النظر عن تعيين المرشح وذلك وفق رأي 62% من المسؤولين التنفيذيين.

يرغب مدير التعيينات في رؤية مرشح يتمتع بالقدرة على التعامل بمهنية مع الصعوبات ويتخذ سلوكاً إيجابياً في معالجتها، وإذا انتقدت وظيفة سابقة أو زميلاً سابقاً فقد يبدو أن العمل معك صعب أو أنك لا ترغب في التكيف مع البيئات الجديدة، ومن أمثلة الانتقادات السلبية ما يلي:

  • "مديري السابق لم يكن يتقبل الملاحظات كثيراً".
  • "كنت أضطر في كثير من الأحيان إلى أداء مهام إضافية لأن فريقي لم يكن منظماً كما كنت أتمنى".
  • "الشركة التي عملت لديها لا تقدر موظفيها".

صحيح أن رغبتك في التعبير عن إحباطاتك أو التواصل مع مدير التعيينات من خلال مناقشة تجاربك السابقة أمر مفهوم، لكن بعض مدراء التعيينات قد يقلقون من أنك ستجلب الطاقة السلبية نفسها إلى فرقهم، وهذا صحيح حتى لو كانت شكواك من صاحب العمل السابق مبررة. كما أن مدير التعيينات لا يسمع القصة إلا من طرف واحد، وقد تثور شكوكه بشأن ما حدث بالفعل في بيئة عملك السابقة خاصة أنه لم تتح لك الفرصة لبناء الثقة معه بعد.

كيف تتجنب هذه العلامة التحذيرية؟

للتأكد من أنك لا تثير علامات تحذيرية لأصحاب العمل، ركز على الجوانب الإيجابية لوظائفك السابقة حتى لو لم تكن كثيرة، وناقش إنجازاتك والأسلوب الذي اتبعته للتغلب على التحديات. وإذا سُئلت عن تجربة صعبة أو حالة إخفاق واجهتها، فلا بأس في أن تتحدث عنها، ولكن يجب أن تركز في كلامك على ما تعلمته وتوضح كيف ستتبع طريقة مختلفة في التعامل مع موقف مماثل مستقبلاً.

إذا واجهت تحديات بسبب عدم وضوح التوقعات أو صعوبات التواصل، فركز على ما فعلته أنت لتحسين الوضع؛ وضح مثلاً أنك تعلمت عدم التردد في طرح الأسئلة عند الضرورة، ويمكنك أن تذكر كيف أن اتباع أسلوب استباقي سمح لك باستيضاح التوقعات وإنجاز المهام بكفاءة.

عند مناقشة تحديات العمل الجماعي، ركز على ما فعلته لضمان استمرار التعاون، قل مثلاً: "في منصب سابق، عملت على نحو وثيق مع زميل في العمل كان أسلوبه في التواصل مختلفاً عن أسلوبي، فبذلت جهداً لفهم أسلوبه والتوصل إلى حالة من التكامل بيني وبينه، بهدف تحسين سير العمل. قدمت أيضاً نظاماً مشتركاً لتتبع المهام، حتى نتمكن من الوفاء بمسؤولياتنا ونقلل أي التباس، وأدى ذلك عموماً إلى تحسين التواصل بيننا وساعدنا على إنهاء مشاريعنا في الوقت المحدد وتحقيق الأهداف العامة للفريق".

من خلال التركيز على الإجراء الذي اتخذته، ستظهر للمحاور أنك واسع الحيلة ويمكنك التغلب على مشكلات التواصل دون أن تتخذ موقفاً سلبياً أو تلقي اللوم على الآخرين.

العلامة التحذيرية الرابعة: عدم الاستعداد

يخصص مدير التعيينات وقتاً كبيراً لفحص المرشحين وإعداد المقابلات، ويتوقع منك بذل جهد مماثل لإظهار اهتمام حقيقي بالدور الشاغر لديه. ويمثل الاستعداد ركناً أساسياً في هذا الشأن، ويعتبر 20% من مدراء التعيينات أن عدم الاستعداد يمثل علامة تحذيرية يجب الانتباه إليها.

قد يضرك عدم الاستعداد للمقابلة أكثر من جهلك بخلفية الشركة، يقول سكوت: "كان هنالك مرشحون يثرثرون فقط، وكان من الواضح أنهم ليست لديهم أي فكرة عن كيفية الإجابة عن السؤال الذي يُطرح عليهم". عندما يتقدم المرشح إلى عدة وظائف دون هدف واضح، فإنه يتوتر خلال المقابلات وقد يبدو غير مستعد وغير فاهم للدور الذي تقدم إليه. كما تشير إحدى كبار مسؤولي التوظيف في شركة وول مارت (Walmart)، كاثرين بيلانت: "يصبح من الصعب على المرشحين متابعة طلباتهم، وغالباً ما ينسون التفاصيل المهمة حول الشركة أو المنصب الذي يجرون المقابلة لأجله"، وتذكر أنها كثيراً ما تقابل مرشحين يطلبون منها تذكيرهم بالوظيفة التي تقدموا لها، وذلك ببساطة لأنهم تقدموا لوظائف عديدة.

عندما تستعد استعداداً كافياً فإنك تحافظ على تركيزك وتتواصل مع المحاور بفعالية أكبر، ما يؤثر إيجاباً في نظرته إليك. تقول مؤسسة شركة ريكروت ذي إيمبلوير (Recruit the Employer)، جينا دوناي: "يجب ان يدرك المرشح أن كل تفاعل هو اختبار لمستوى مهنيته"، وأوضحت أن على المرشح الاستعداد قبل الدخول إلى المقابلة من خلال فهم طبيعة الشركة والدور والقطاع، وتحضير بعض الأمثلة لعرض مهاراته، وإلا سيفهم مدير التعيينات أن المرشح ليس مستعداً للوظيفة نفسها. على سبيل المثال، إذا كانت الشركة تقدر الابتكار، فكن مستعداً لمناقشة إجراء أو أداة ابتكرتها لتعزيز الكفاءة، وإذا كانت تقدر التعاون بالدرجة الأولى فقدم مثالاً عن عملك مع الأقسام المختلفة لتحقيق هدف على مستوى الشركة.

كيف تتجنب هذه العلامة التحذيرية؟

خذ دقيقة من وقتك قبل المقابلة لتحديد الجوانب الرئيسية من مهاراتك وخبراتك التي تريد إظهارها، وفكر في مؤهلاتك التي تتوافق بأفضل ما يمكن مع الدور وكن مستعداً لمناقشة أمثلة توضح كيف أظهرت هذه المهارات في الوظائف السابقة. يجب أيضاً أن تكون مستعداً لمناقشة كيفية التغلب على موقف صعب ومرهق في العمل، فهذا سؤال شائع في معظم المقابلات، وعندما تتدرب على الرد فستحافظ على تركيزك وستقدم إجابات مناسبة.

تشير دوناي أيضاً إلى ضرورة ألا يعتمد الباحثون عن عمل على سرد خبراتهم وتجاربهم فقط بل أن يفهموا ما تحتاج إليه الشركة، وأوضحت أن عليهم التوسع في بحثهم عن الشركة لمعرفة سبب حاجة الشركة إلى هذا الدور وكيف يمكن لمهاراتهم وخبراتهم تلبية هذه الحاجة. لفهم هذه الجوانب من الشركة، اقرأ عن رسالتها وقيمها ومشاريعها الحديثة حتى تتمكن من تقديم إجابات ملائمة وطرح أسئلة مدروسة أكثر بعد المقابلة. اسأل محاورك مثلاً: "ما مدى توافق أهداف فريقك هذا العام مع رسالة الشركة المتمثلة في إنجاز كذا؟".

أخيراً، يجب عليك إجراء القليل من البحث خلال المقابلة نفسها لإظهار أنك تفكر بجدية في معنى العمل في الشركة. على سبيل المثال، اسأل عما يلزم للتفوق في هذا الدور، واطرح أسئلة تشير إلى اهتمامك بالتعاون مع الفريق الحالي وفهم معايير النجاح، مثل: "ما هي الصفات التي تحدد صاحب الأداء الأفضل في الشركة؟" إذا كنت ترغب في زيادة التواصل الشخصي في أثناء المقابلة فيمكنك أيضاً أن تسأل: "ما الذي تستمتع به شخصياً في العمل هنا؟"، يدعو هذا السؤال محاورك إلى مشاركة تجاربه ومشاعره ما يخلق لحظة مودة عفوية بينكما، فيفهم بذلك أنك لست مهتماً بالدور فقط، بل وبمعرفة ما يجعل العمل في الشركة رائعاً على المستوى الشخصي.

لا تضيع استعدادك للمقابلة سدى من خلال محاولة إظهار صورة عن نفسك لا تعكس حقيقتها، فمن خلال التحلي بالصدق والاستعداد السليم ومراقبة سلوكك، ومشاركة أمثلة ملموسة لتجاربك وتحدياتك، يمكنك إظهار تفانيك وشغفك بهذا الدور بوضوح أكبر لمدير التعيينات.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2025.

المحتوى محمي