كيف تقدم عرضاً تقديمياً جذاباً لا يُمحى من ذاكرة الجمهور؟

3 دقائق
العرض التقديمي

تركز مقالات كثيرة من تلك التي تتناول كيفية تقديم عروض تقديمية جيدة على الهيكل والأسلوب. وتركز النصائح على دور القصص في جذب اهتمام الأشخاص بالمحتوى، وقيمة الملخصات في نهاية الحديث، والجوانب العديدة لتقديم العروض التقديمية، وأمور مثل الطريقة التي يجب أن تقف بها وطرائق استخدام يديك وذراعيك في أثناء التحدث. ومع ذلك، فإن الهدف الأساسي لأي عرض تقديمي، الذي غالباً ما يتم تجاهله في أثناء مساعدة المتحدثين على تصميم عروضهم: أن يغير العرض التقديمي الجمهور بطريقة ما.

للقيام بذلك، عليك أن تحاول دائماً التأثير على ذكرياتهم، لذلك يجب أن تكون على دراية بكيفية وصول المعلومات إلى الذاكرة من أجل إنشاء عروض تقديمية مؤثرة للغاية.

في معظم المحادثات، يجب أن تحاول التأثير على الذاكرة الصريحة لجمهورك، وهي تتضمن جوانب العرض التقديمي التي يمكن للأشخاص تذكّرها لاحقاً (أو ربما على الأقل تمييز أنك قدمت تلك المعلومات عندما يصادفونها لاحقاً).

وأحياناً يجب أيضاً أن تشجع الأشخاص على تنمية مهارة ما. فالمهارات جزء من الذاكرة الإجرائية، التي تحتاج إلى وقت وتكرار للوصول إلى التعلم. فكّر في الممارسة اللازمة لتعلُّم الكتابة على لوحة المفاتيح دون النظر إليها أو العزف على آلة موسيقية أو تعلُّم رياضة ما. إذا كنت تريد أن يكتسب جمهورك مهارة جديدة، فعليك إنشاء تمارين لمساعدتهم على تجربة ممارسة المهارة التي تريدهم أن يكتسبوها. بعد ذلك، ستحتاج إلى مساعدة جمهورك على وضع خطة بشأن متى سيحصلون على ممارسة كافية لتعلُّم المهارة فعلياً، وأين.

لكن الأكثر أهمية هو أن تسعى إلى تغيير الذاكرة الصريحة لجمهورك.

هذه هي الذاكرة التي لا يصل إليها العديد من العروض التقديمية. ثمة افتراض عام: إذا وجدت طريقة جذابة للتعبير عن رسالة ما وقولها بوضوح وصراحة وثقة، فسوف يتذكرها الناس.

في الواقع، أبرزت بحوث أُجريت لعقود حول الذاكرة 3 عوامل يمكنك استخدامها لزيادة ما يتذكره الناس من عروضك التقديمية.

اتبع التسلسل المناسب 

أولاً، هناك تأثير الموقع التسلسلي الواسع النطاق، بمعنى أن أول ما يُقدَّم في تسلسل ما، هو ما يتذكره الأشخاص على أفضل وجه. وأيضاً يتذكر الأشخاص المعلومات المقدمة في نهاية الحديث جيداً إلى حد معقول (ولكن ليس مثل المعلومات التي قدمتها في البداية). ولا يتذكرون المعلومات التي قُدِّمت في منتصف الحديث جيداً. هذا يعني أنك بحاجة إلى تقديم أهم شيء تريد إخبار الناس به على الفور.

تتمثل إحدى ميزات الاستراتيجية التي تُستخدَم كثيراً "أخبِر الناس بما ستخبرهم به، ثم أخبرهم به، وبعد ذلك أخبرهم بما أخبرتهم به" في أنك تقدم لمحة عامة عن النقاط الرئيسية للعرض التقديمي في الموقعين اللذين من المرجح أن يتذكرها الجمهور فيهما. لسوء الحظ، يفتتح العديد من المتحدثين كلامهم بحكاية جذابة، ولكنها لا تتصل بصورة مباشرة بموضوع العرض التقديمي. قد يتذكر الجمهور هذه الحكاية بسهولة لاحقاً، لكنها لن تساعدهم على تعلُّم ما كانوا بحاجة ماسّة إلى معرفته.

أنشئ روابط جديدة 

من المهم بناء روابط بين العناصر في الذاكرة. فالأشياء التي تستخرجها من الذاكرة هي أجزاء من المعلومات. التشبيه الذي أستخدمه لهذا الأمر في كتابي "التفكير الذكي" (Smart Thinking) هو وعاء يحتوي على فول سوداني. إذا كنت تتناول حبات الفول السوداني واحدة تلو الأخرى، فستحصل على 3 حبات من الفول السوداني إذا أخذت من الوعاء 3 مرات. ولكن، إذا سكبت الكراميل فوق الفول السوداني، فعند أخذ حبة واحدة، ستحصل على كتلة من حبات الفول. وبعد الأخذ من الوعاء 3 مرات، ربما تكون قد أخرجت تقريباً جميع حبات الفول السوداني. تعمل الذاكرة بالمثل؛ إذ يساعد إنشاء روابط بين النقاط الرئيسية في حديثك على سكب الكراميل فوق الفول السوداني في الذاكرة ويزيد من كمية المعلومات التي سيتذكرها الأشخاص مما تقدمه.

أشرِك الجمهور 

إدخال المعلومات في الذاكرة الصريحة يتطلب جهداً. وكلما زاد تفكير جمهورك في النقاط التي تثيرها، زادت احتمالية تذكرهم لما قلته لهم لاحقاً. ومن المفارقات أنه إذا كان عرضك التقديمي جذاباً للغاية، فقد تقلل من حجم العمل الذي يتعين على جمهورك القيام به لفهم ما تقوله لهم، ما قد يجعل محتوى حديثك أقل قابلية للتذكر عن غير قصد. فكر في هذا على أنه مفارقة أحاديث مؤتمرات تيد "تيد توكس" (TED Talks). من واقع تجربتي، سيتذكر الزملاء أنهم شاهدوا حديثاً معيناً في مؤتمرات تيد دون تذكُّر أي محتوى من هذا الحديث لاحقاً، لأن الأحاديث تُلقى بطلاقة كبيرة.

هذا لا يعني أن عليك إلقاء حديث مربِك، بل يعني أنك بحاجة إلى توفير فرص لجمهورك للتفكير بأنفسهم. ربما يمكنك السماح لهم بالتصويت على خيارات بديلة. اطرح أسئلة على الجمهور واطلب منهم التصويت على ما يعتقدون أنه صحيح قبل منحهم الإجابة. وفي نهاية الحديث، كرر النقاط الرئيسية، ولكن شجِّع الجمهور على تلخيصها بأنفسهم. فعندما يشرح الأشخاص النقاط الرئيسية لأنفسهم، يتعلمون بشكل أفضل بكثير مما يحدث عندما يسمعونها فقط.

من خلال تصميم عروضك التقديمية بدءاً بالطرائق التي تريد أن تؤثر بها في جمهورك، ستتمكن من بناء تجربة تزيد من تأثيرك إلى أقصى حد. العروض التقديمية هي فرصة عابرة للدخول "حرفياً" في رؤوس جمهورك، فلا تُضيِّع وقتك في أثناء وجودك داخلها.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي