الطب المُسند بالأدلة يساعد الأطباء في التغلب على الأزمات

تقرير خاص بالتعاون مع

شركة وولترز كلوار

شارك

استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية

يستخدم المركز الطبي بالجامعة الأميركية في بيروت منصة (UpToDate) لتعزيز مستوى الرعاية الصحية المُقدمة للمرضى في أثناء الجائحة والكوارث.

بدأ المركز الطبي بالجامعة الأميركية في بيروت (AUBMC) عمله قبل 145 عاماً في مبنى صغير مستأجر في بيروت، ثم أخذ في التطور على مدار السنوات حتى شمل إنشاء كلية التمريض، وهي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، وإضافة مركز طبي حديث مع خمسة مراكز للتميز ومرفق خارجي متطور وقسم للطوارئ ومختبرات للبحوث وقاعات دراسية، ومكاتب لأعضاء هيئة التدريس.

شهد مقدمو الرعاية الصحية المباشرة في جميع أنحاء العالم تحديات غير مسبوقة فرضتها جائحة كوفيد-19. وبالإضافة إلى تلك الضغوط، واجه الأطباء في المركز الطبي بالجامعة الأميركية في بيروت أحداثاً كارثية إضافية بما في ذلك انفجار بيروت المدمر والتدهور الاقتصادي الحاد في البلاد، في نفس الوقت الذي كانوا يقومون خلاله بالتعامل مع الانتشار المستمر للجائحة.

في ظل جائحة كوفيد-19، برزت حاجة مقدمي الرعاية الصحية للحصول على تحديثات حول أهم الأدلة وآخر المستجدات الطبية، الأمر الذي شكل تحدياً صعباً. ويوضح طبيب أمراض الدم والأورام بقسم الطب الباطني في المركز الطبي بالجامعة الأميركية في بيروت، الدكتور فراس كريدية، ذلك قائلاً: “حتى إن الأطباء المعالجين وكبار الخبراء في مثل هذه الأمراض كانوا بأمس الحاجة إلى تحديث البيانات بشكل يومي نظراً للتطورات السريعة في هذا المجال الحيوي وعدم توفر إجابات نهائية حاسمة”. وقد لعبت تقنية ®UpToDate لدعم القرارات السريرية القائمة على الأدلة من وولترز كلوار، دوراً مهماً في تقديم أحدث الأدلة وتوفير الإجابات لمختلف الأسئلة.

وبمساعدة منصة ®UpToDate، تمكن فريقه من ممارسة الطب المسند بالأدلة بشكل فعال، وتقديم أفضل رعاية صحية للمرضى في ظل الظروف العادية وخلال الأزمات. كما ارتقت فِرق الرعاية في المركز الطبي بالجامعة الأميركية في بيروت إلى مستوى التحدي، حيث قدمت رعاية صحية فعالة لأعداد كبيرة من المرضى في أثناء الجائحة وعند وقوع كارثة المرفأ وخلال الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد.

الأدلة وتأثيرها في التعليم

يعود تاريخ علاقة الدكتور كريدية مع منصة ®UpToDate إلى سنته الثالثة في كلية الطب، عندما بدأ رحلته مع الطب السريري، حيث يستذكر قائلاً: “في ذلك الوقت، كان السبب الرئيس لاستخدامي منصة ®UpToDate هو البحث عن خلفية الأمراض والحصول على المعلومات الدوائية”.

“عندما تكون في ردهة المرضى تبدأ بتلقي تلك الأسئلة السريرية، عندها تقدّر أهمية منصة ®UpToDate في إيجاد الإجابات”. وقد شغل الدكتور كريدية منصب كبير الأطباء المقيمين في قسم الطب الباطني في المركز الطبي بالجامعة الأميركية في بيروت، الذي بدأ باستخدام منصة ®UpToDate في المركز الطبي عام 2007.

“تساعد تقنية ®UpToDate الأطباء المقيمين والمتدربين لدينا من خلال تجميع الأدلة وتزويدهم بما يحتاجون إليه من المعلومات حول موضوع معين، ما يسهم في تعزيز المهارات السريرية والبحثية ورفع مستوى الكفاءة التي تنعكس بشكل إيجابي على جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى”.

سرعة الوصول للإجابات خلال الأزمات

لم يكن الطبيبان فراس كريدية ونائب عميد المركز الطبي بالجامعة الأميركية في بيروت وأستاذ الطب في قسم أمراض الدم والأورام، علي طاهر، الذي يشغل كذلك منصب نائب رئيس البحوث في قسم الطب الباطني ومدير معهد نايف باسيلي للسرطان، يتوقعان المصاعب التي واجهت فريق المركز الطبي في الجامعة الأميركية عام 2020.

لقد أثبتت منصة ®UpToDate أهميتها البالغة كشريك فعال خلال جائحة كوفيد- 19. يقول الدكتور كريدية: “كانت منصة ®UpToDate -ولا تزال- مفيدة للغاية حيث يتم تحديثها باستمرار ويمكن الوصول إليها من خلال مرجع واحد، فعلى سبيل المثال، يتمكن الطبيب المقيم أو المتدرب، حتى في وجود عدد كبير من المرضى في حالات حرجة داخل وحدة العزل الخاصة بكوفيد وفي أثناء المناوبة الليلية، من الوصول إلى منصة ®UpToDate للحصول على إجابات سريعة وحديثة وموجزة. كما أرى أن منصة ®UpToDate قد عززت بالفعل كفاءة الرعاية الصحية في مختلف ردهات المستشفى. إن الكفاءة تُعد إحدى ركائز تعزيز جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى، لا سيما في الحالات التي يكون فيها الوقت عاملاً حاسماً لإنقاذ الأرواح”.

ويضيف الدكتور طاهر: “لقد أحدثت منصة ®UpToDate ثورة في سير العمل داخل ردهات المستشفى، كما أسهمت في تعزيز قدرتنا على الإرتقاء بجودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى، لا سيما في أثناء جائحة كوفيد”.

وفي خضم انتشار الجائحة، شهد فريق المركز الطبي بالجامعة الأميركية في بيروت تدفقاً هائلاً ومفاجئاً للجرحى وذلك حين انفجر ميناء بيروت في 4 أغسطس/آب عام 2020، ما أدى إلى إصابة أكثر من 6,000 شخص. ويستذكر الدكتور كريدية الأحداث قائلاً: “كنت في وحدة القسطرة الوريدية وشعرت باهتزاز الأرض، فاعتقدت أنه زلزال، ثم سمعنا صوتاً هائلًا آخر، وانتشر الكثير من الدخان لدرجة أنني اعتقدت أن شيئاً ما حدث داخل حرم المركز الطبي بالجامعة الأميركية في بيروت”. تم تفعيل الرمز (D) بالمركز الطبي، وهو الرمز الدال على وقوع كارثة، والذي يوضح الدكتور كريدية بأنه نادراً ما يتم تفعيله في المستشفى ما لم تحدث كارثة كبيرة. وتم إرسال رسالة إلى جميع أفراد الطاقم المقيم مفادها أننا بحاجة ماسة إلى المساعدة، وقد هرع جميع أفراد الأطقم الطبية، بمن فيهم الذين كانوا في منازلهم، إلى المستشفى”.

وقد شعر الدكتور كريدية بالفخر والإعجاب بمشفاه الذي أظهر تماسكاً وأداء رائعين خلال هذه المحنة. “لقد كان مشهداً ملهماً حيث كانت جميع الفرق الطبية، بما في ذلك فرق الجراحة والأورام والطب الباطني وجميع الأقسام يداً واحدة. لن أنسى تلك الليلة أبداً”.

الوصول المباشر إلى الأدلة في اللحظات الحرجة

يمكن دمج منصة ®UpToDate في السجل الطبي الإلكتروني (EMR) للنظام الصحي وذلك من أجل الوصول المباشر إلى أدلة دعم القرار السريري دون تعطيل سير العمل. وقد وضع المركز الطبي بالجامعة الأميركية في بيروت روابط تقنية ®UpToDate بشكل مناسب في نظام سجله الطبي الإلكتروني (Epic EMR)، ويذكر الدكتور كريدية “يمكنك ببساطة النقر على رابط ®UpToDate والوصول إلى البيانات التي ترغب بالحصول عليها مباشرة من السجل الطبي الإلكتروني”.

يقول الدكتور كريدية: “استُخدمت منصة ®UpToDate ليلة الانفجار في البحث عن الأدوية والمضادات الحيوية وتوكسين البوتولينوم. لقد تسبب الانفجار بحدوث إصابات خطِرة، لذلك احتجنا إلى العديد من مضادات الميكروبات للمرضى”.

غالباً ما يحتاج الجرحى المصابون نتيجة للزجاج المتطاير إلى الحقن بالبوتولينوم. ويوضح الدكتور كريدية: “في حال كان المريض قد تلقى حقنة سابقة أو إذا كان مصاباً بعدوى، فهناك إرشادات محددة يجب اتباعها. توفر منصة ®UpToDate الإرشادات والجدول والخوارزمية اللازمة لذلك مباشرة. إن عدم الاضطرار إلى البحث في المقالات والبحوث المتعددة عن تلك الإجابات قد أسهم بالفعل في توفير الكثير من الوقت وساعدنا على زيادة كفاءتنا عند التعامل مع عدد كبير من المرضى في ظل نقص الأطباء المقيمين”.

ويقول الدكتور طاهر: “توفر منصة ®UpToDate ملخصاً موجزاً للمواضيع ذات الصلة بمجالنا الطبي والتي يمكنها إرشادنا للاطلاع على المراجع. إنها توفر الكثير من الوقت”. ويضيف الدكتور كريدية: “لقد طور المركز الطبي بالجامعة الأميركية في بيروت مؤخراً إمكانية الوصول إلى منصة ®UpToDate حتى عندما تكون خارج حرم الجامعة الأميركية في بيروت”. لقد زادت كفاءتنا في ردهات المستشفى بشكل ملحوظ بفضل المنصة، إذ تبرز أهميتها البالغة في حال عدم توفر الوقت الكافي للبحث عن إجابات لأسئلة معينة”.

ويختتم الدكتور علي طاهر حديثه قائلاً: “لقد أحدثت منصة ®UpToDate ثورة في سير العمل داخل ردهات المستشفى، كما أسهمت في تعزيز قدرتنا على الإرتقاء بجودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى، لا سيما في أثناء جائحة كوفيد وعند وقوع الإنفجار”.