كيف يمكن للشركات المتوسطة الحجم أن تنافس في عصر الذكاء الاصطناعي؟

7 دقائق
الشركات المتوسطة

ملخص: يمثّل الذكاء الاصطناعي ‎تكنولوجيا المستقبل التي ستدخل في كافة الأغراض، ومن المرتقب أن تخلق الكثير من الفرص الجديدة في قطاع الأعمال وتزعزع قطاعات بأكملها. وقد نلاحظ أن الشركات الناشئة والشركات الكبرى تغتنم الفرص التي يتيحها الذكاء الاصطناعي لتعزيز مكانتها في السوق. ولكن ماذا عن الشركات المتوسطة الحجم التي غالباً ما تفتقر إلى القدرة على الوصول إلى البيانات الضخمة والمواهب القادرة على التعامل مع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي؟ تخاطر هذه الشركات المتوسطة الحجم بالتخلف عن الركب في عصر الذكاء الاصطناعي، ويجب عليها أن تتدارك الأمر على وجه السرعة وتفكّر في حشد بياناتها ومواهبها في مشاريع الذكاء الاصطناعي المشتركة كعلاج لهذه المعضلة.

يبدو أننا سنكون أمام فئتين مختلفتين تماماً من الشركات المهيَّأة للاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب: الشركات الناشئة والشركات العملاقة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات. حيث تنشأ الشركات الناشئة الواعدة في مجال الذكاء الاصطناعي بوتيرة متزايدة في مجالات عدّة، كالرعاية الصحية، والماليات، وتجارة التجزئة، ووسائل الإعلام، والتبادل التكنولوجي بين مختلف القطاعات، على سبيل المثال لا الحصر. وإلى جانب عمالقة التكنولوجيا، مثل "جوجل" أو "مايكروسوفت"، تستخدم كبرى الشركات التقليدية تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتحويل نماذج عملها وإجراءاتها إلى الصيغة الرقمية. وتتراوح أمثلة الأتمتة والتعزيز القائم على الذكاء الاصطناعي ما بين الموافقة المؤتمتة على قروض العملاء وأنظمة المعلومات والترفيه الذكية في شركة "دايملر" لصناعة السيارات والصيانة التنبؤية في شركة "شل" عملاق النفط والغاز وقراءة الصور الطبية بمساعدة الذكاء الاصطناعي في شركة "سيمنز" للصناعات المتقدمة. وتستحوذ أفضل 10 شركات لتسجيل براءات الاختراع في العالم على معظم الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي المؤسسي التي مثلت أكثر من 15% من براءات اختراع الذكاء الاصطناعي في الفترة من 2011 إلى 2016.

تعمل هاتان الفئتان من الشركات، الناشئة والعملاقة، أيضاً على بناء شراكات قوية في مجال الذكاء الاصطناعي. فقد كشفت دراسة أُجريت مؤخراً أن الشركات الناشئة العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي لم تكن هدفاً لاستثمارات رأس المال المغامر للشركات عام 2013 إلا في حالات نادرة، وعلى الرغم من ذلك، فإن هذه الشركات الناشئة العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي تلقت بعد 5 سنوات فقط أكثر من 5 مليارات دولار لتمويل مشاريعها (حوالي 10% من إجمالي استثمارات رأس المال المغامر للشركات). وفي حين أن الكثير من هذه الأموال يأتي من عمالقة التكنولوجيا في آسيا والولايات المتحدة، مثل شركتيّ "بايدو" و"جوجل"، فإن كبرى الشركات غير الرقمية تعمل بشكل متزايد على تمويل مثل هذه المشاريع للوصول إلى مواهب الذكاء الاصطناعي في الشركات الناشئة. وتعد البيانات الضخمة ومواهب الذكاء الاصطناعي (مثل علماء البيانات ومهندسي تعلم الآلة) من أهم الموارد اللازمة لبناء تطبيقات الذكاء الاصطناعي الناجحة. ويمكن تعزيز أوجه التعاون من خلال الجمع بين المواهب المبتكرة للشركات الناشئة العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي والكميات الهائلة من بيانات العمليات وبيانات المستخدمين التي تمتلكها الشركات العملاقة.

وتواجه الشركات المتوسطة الحجم في هذا المجال، ومعظمها شركات عائلية، صعوبات في مواكبة الأحداث. وقد وثّق بحث سابق كيف كانت الشركات المتوسطة الحجم تعاني فعلياً خلال العقد الماضي الذي تميّز بحصول الفائز فيه على كل شيء. والأدهى من ذلك أن هذا الصراع سيشتد على الأرجح.

ويراوح الدخل السنوي لهذه الشركات المتوسطة الحجم ما بين 50 مليون يورو ومليار يورو، وتمتلك نطاقاً واسعاً وهيكلاً مؤسسياً متطوراً بالقدر الكافي للاستفادة من استراتيجية الذكاء الاصطناعي، ولكنها تفتقر في الغالب إلى البيانات وموارد المواهب اللازمة لتنفيذ هذه الاستراتيجية. وباستخدام البيانات التي تم جمعها عام 2019 على مستوى الشركات الألمانية من قِبَل "مركز لايبنيز للبحوث الاقتصادية الأوروبية" (ZEW)، تمكنا من تقدير عدد الشركات في كل فئة التي اعتمدت تقنيات الذكاء الاصطناعي في أعمالها. وحينما أخذنا عينة ممثلة لأكثر من 6,000 شركة في مختلف القطاعات، وجدنا أن حوالي 10% إلى 15% فقط من الشركات المتوسطة الحجم قد اعتمدت الذكاء الاصطناعي في أعمالها حتى الآن. وتعتبر هذه النسبة أفضل من نسبة الشركات الألمانية الصغيرة والمتوسطة (التي تصل إيراداتها إلى 50 مليون يورو) التي اعتمدت الذكاء الاصطناعي في أعمالها بنسبة أقل من 5%، ولكنها تقل بشكل ملحوظ عن الشركات العملاقة (التي تصل إيراداتها إلى أكثر من مليار يورو سنوياً) التي اعتمد ثلثها حلول الذكاء الاصطناعي.

ونظراً لأهمية الشركات المتوسطة الحجم للاقتصادات الوطنية والتوظيف في جميع أنحاء العالم، فمن الأهمية بمكان وضع تصور محدد لكيفية تعزيز قدرتها التنافسية في مجال الذكاء الاصطناعي. وكان أحد الدروس التي استخلصناها من بحثنا هو أن الشركات المتوسطة الحجم يجب أن تفكر في توحيد قواها من خلال حشد بياناتها ومواهبها في هيكل مشروع استثماري مشترك يركز على الذكاء الاصطناعي.

كيف تسهم مشاريع الذكاء الاصطناعي المشتركة في مساعدة الشركات المتوسطة الحجم؟

إذا أرادت الشركات المتوسطة الحجم الازدهار في عصر الذكاء الاصطناعي، فعليها البحث عن طرق جديدة لخوض غمار المنافسة، بما في ذلك الخيارات التي ربما لم تفكر فيها من قبل. وقد يكون جمع البيانات وحشد مهارات تحليل البيانات من خارج الشركة أحد الخيارات القليلة المتاحة أمام الشركات المتوسطة الحجم لتظل قادرة على المنافسة في الاقتصاد الجديد القائم على البيانات. ويمكن إنشاء هذه المشاريع المشتركة للذكاء الاصطناعي من قبل شركاء سلسلة القيمة الرأسية أو شركاء القطاع الأفقي أو مزيج من الاثنين معاً. ونرى أن الشركات المتوسطة الحجم ستجني 3 فوائد مهمة من إنشاء مثل هذا الهيكل.

أولاً: تستطيع مشاريع الذكاء الاصطناعي المشتركة الحصول على البيانات من العديد من الشركات المشارِكة وتنظيمها لتدريب خوارزميات تعلم الآلة ونشرها للحصول على مجموعة متنوعة من تطبيقات الأعمال الموفرة للتكلفة وتعزيز الإيرادات. وعلى غرار جهود تكامل البيانات بين وحدات العمل في شركة كبرى واحدة، فإن حشد البيانات بين الشركات يتيح القدرة على تعظيم إمكانات الشركات المتوسطة الحجم التي تفتقر إلى بحيرات البيانات الكبيرة التي يمكن للشركات العملاقة الوصول إليها.

ومن خلال حشد البيانات، يمكن للنهج الرأسي لهذه المشاريع الاستثمارية المشتركة تحويل الجهود المشتَّتة لأنشطة سلسلة القيمة إلى سلسلة متماسكة، باستخدام خوارزميات تعلم الآلة التي تستعين ببيانات المستخدمين الغنية المُستمَدة من شركاء التوزيع لتوجيه عمليات الشركة، أو التي تستعين بالبيانات المُستمَدة من شركاء المنبع لتوجيه التسعير الديناميكي. وبالمثل، يمكن للنهج الأفقي استغلال شبكة بيانات الشركاء لزيادة دقة أنظمة المكاتب المُعاوِنة المدرَّبة على تعلم الآلة أو لتحسين جودة العروض المعزَّزة بالذكاء الاصطناعي.

ويمكن حشد البيانات أفقياً من قبل شركاء القطاع الذين لا يخوضون المنافسات المباشرة مع بعضهم (كما يحدث، مثلاً، عند خدمة مناطق جغرافية مختلفة)، ولكن قد يكون ذلك منطقياً للمنافسين المباشرين الذين يتعرض بقاؤهم للتهديد من قبل كبرى الشركات الرقمية. (سنعود إلى هذه القضية الشائكة ذات الصلة بحشد البيانات أدناه).

ثانياً: تستطيع مشاريع الذكاء الاصطناعي المشتركة الإسهام في معالجة المشكلة المتمثلة في جذب المواهب التي غالباً ما تواجهها الشركات من كافة الأحجام، خاصة الصغيرة منها، عند محاولتها إنشاء تطبيقات ذكاء اصطناعي جديدة. ويتمتع المسؤولون التنفيذيون بخيار شراء التقنيات الجاهزة من بائعي الذكاء الاصطناعي، وقد يكون هذا كافياً بالنسبة للكثير من الشركات الصغيرة أو للتطبيقات التي تتطلب القليل من التكييف. ولكن مع ازدياد تعقيد إجراءات العمل، وتحوُّل تطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى تطبيقات محدَّدة وذات أهمية استراتيجية بشكل متزايد، يمكن لفريق من الخبراء الداخليين المدرَّبين على التعامل مع الذكاء الاصطناعي الإسهام في تطوير حلول فريدة. في الواقع، يتعرض خلق القيمة على المدى البعيد للخطر في الشركات التي تستعين بمصادر خارجية كلياً لإمدادها بحلول الذكاء الاصطناعي، وفي الشركات التي تعتمد على حلول الذكاء الاصطناعي الجاهزة فقط.

ويتطلب بناء تطبيقات الذكاء الاصطناعي الناجحة وجود عددٍ مناسبٍ من علماء البيانات ومهندسي تعلم الآلة الذين يزداد الطلب عليهم، ويمثل جذب المواهب اللازمة تحدياً خاصاً للشركات المتوسطة الحجم التي تفتقر إلى جاذبية الشركات الناشئة وموارد الشركات العملاقة. وتسهم مشاركة الموارد المالية في مبادرات المشاريع الاستثمارية المشتركة الطموحة للذكاء الاصطناعي في زيادة قدرة هذه الشركات على بناء المواهب الداخلية للذكاء الاصطناعي وخوارزميات تعلم الآلة القادرة على الاستفادة من بحيرات البيانات المتميزة لدى مختلف الشركات.

ثالثاً: في حين أن حشد البيانات والمواهب يمثل هدفاً أساسياً لمشاريع الذكاء الاصطناعي المشتركة، فإنها تتيح في مرحلة لاحقة أيضاً القدرة على تكوين شراكة أوسع وأعمق مع شركة ناشئة تحصل على رأس المال المغامر للشركات لتمويل هذه المشاريع. حيث يتم تطوير العديد من الأفكار الجديدة والمزعزعة في مجال الذكاء الاصطناعي في الشركات الناشئة، وقد أقام الكثير من الشركات العملاقة روابط قوية مع مراكز الابتكار هذه، لا سيما من خلال استثمارات رأس المال المغامر للشركات. ومن خلال ربط تمويلات رأس المال المغامر للشركات التي تركز على الذكاء الاصطناعي (مثل مشروع "غرادينت فنشرز" (Gradient Ventures) في شركة "جوجل") بمشروعها المشترك للذكاء الاصطناعي، يمكن للشركات المتوسطة الحجم المشارِكة حشد الموارد المالية، بالإضافة إلى الخبرة الفنية والتجارية للتعرف على المشهد العام للشركات الناشئة العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي والاستثمار فيها.

ومن خلال إتاحة القدرة على الوصول إلى شبكة مترابطة من الشركات، بدلاً من الاكتفاء بشركة واحدة، قد تكون هذه المشاريع المشتركة أيضاً شركاء أكثر قدرةً على إثارة اهتمام الشركات الناشئة التي تبحث عن موارد مالية وتكميلية.

الاتفاقات الجيدة تكوّن صداقات جيدة

لا يخلو حشد البيانات والمواهب في مشروع مشترك للذكاء الاصطناعي من المخاطر. وكما هي الحال مع أي نوع من المشاريع الاستثمارية المشتركة، يجب على المسؤولين التنفيذيين تقييم القرارات بعناية في كل مرحلة من مراحل عملية الشراكة في المشروع الاستثماري المشترك، بما في ذلك القرارات المتعلقة باختيار الشركاء والإطار الزمني والموارد المستثمرة وإدارة الملكية الفكرية وتقييم الأداء وآليات حل النزاعات. ومن الأهمية بمكان بالنسبة لمشاريع الذكاء الاصطناعي المشتركة تأمين البيانات وإدارتها على مستوى الشركة.

ويمكن للشركاء الاتفاق على أن الهدف النهائي للمشروع الاستثماري المشترك هو إنتاج التنبؤات القائمة على تعلم الآلة للشركات المشاركة فقط، دون مشاركة بياناتها الأولية مع أي أطراف أخرى. ويمكن للشركات الشريكة، على سبيل المثال، حشد بيانات طلبات قروض العملاء المصنفة في قاعدة البيانات المركزية للمشروع الاستثماري المشترك لتدريب خوارزمية التعلم العميق واختبارها، بحيث تتم معالجة طلبات القروض الجديدة مركزياً بواسطة الخوارزمية المدرَّبة، ومن ثم يتم إرجاع قرار القبول أو الرفض إلى الشركة. لا تحصل الشركة "أ" أبداً في مثل هذا النموذج على إمكانية الوصول إلى بيانات الشركة "ب"، ولكنها لا تحصل إلا على تنبؤات خوارزمية تعلم الآلة المدرّبة على البيانات المشتركة بين الشركات. ويجب دائماً كتابة شروط هذه الاتفاقيات بصفة رسمية ومسبقاً في اتفاقيات المشاريع الاستثمارية المشتركة.

عند التفاوض على اتفاقيات المشاريع الاستثمارية المشتركة، بما في ذلك بروتوكولات البيانات، فإن الاختلافات في قوانين البيانات بين الدول ستمثل عاملاً معقداً لمشاريع الذكاء الاصطناعي الدولية المشتركة. وكمثال على ذلك، نجد أن الإطار التنظيمي للاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بجمع بيانات المستخدمين ومشاركتها وتخزينها وتحليلها صارم نسبياً، في حين أن الشركات العاملة في الصين تواجه قيوداً أقل صرامة فيما يتعلق بخصوصية البيانات. قد لا يؤدي هذا إلى وضع مشاريع الذكاء الاصطناعي الأوروبية المشتركة في موقف صعب مقارنة بنظيراتها الصينية فحسب، بل إن الاختلافات في القوانين ستخلق أيضاً صعوبات عند إنشاء مشاريع استثمارية مشتركة تضم أطرافاً من مناطق متعددة. علاوة على ذلك، فإن الأمور تغدو أكثر صعوبة في الدول ذات القوانين الصارمة للبيانات التي تمنح المستخدمين مزيداً من التحكم في بياناتهم الشخصية، خاصة في الشركات المتوسطة الحجم لأن المستخدمين يميلون إلى الوثوق أكثر في الشركات الكبيرة للحفاظ على بياناتهم والامتناع عن مشاركتها مع جهات أصغر حجماً. ونظراً للدور الحاسم لاتفاقيات المشاريع الاستثمارية المشتركة المصاغة بدقة والخبرة (الدولية) في القوانين المنظِّمة للبيانات، فسيكون للمستشارين القانونيين دور يلعبونه في تنفيذ مشاريع الذكاء الاصطناعي المشتركة.

وعلى الرغم من هذه التحديات، فإن الفوائد المحتملة لإنشاء مشروع مشترك للذكاء الاصطناعي تفوق مخاطره. ويتضمن هذا النهج التعاوني تحولاً جذرياً من التركيز على المصلحة الذاتية القصيرة المدى للشركات الفردية إلى منظور يركز على الشبكة العامة وبيئة العمل. وقد يكون من الأفضل للشركات المتوسطة الحجم في عصر الذكاء الاصطناعي أن تنضم إلى فريق فائز بدلاً من محاولة التمسك بموقفها بصورة فردية. وعلى الرغم من طبيعتها التعاونية، فإن المشاريع الاستثمارية المشتركة تسمح للشركات المشارِكة بالبقاء مستقلة إلى حدٍّ كبير ومواصلة بناء إرثها، وهو أمر بالغ الأهمية للكثير من الشركات المتوسطة الحجم التي تسيطر عليها العائلات. يُشار في هذا السياق إلى أنه قد تم طرح الكثير من تطبيقات الذكاء الاصطناعي فعلياً، ولكن لا تزال هناك فرص أكبر أمامنا. إذ لم يفت الأوان على مشاركة الشركات المتوسطة الحجم في الحفل!

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي