ملخص: وفقاً لدراسة أجراها مكتب الإحصاء الأميركي على مجموعات بيانات عام 2018، فإن 42 عاماً هي السن السحرية لمؤسسي الشركات الناشئة الناجحين. لكن لكل قاعدة استثناء بالطبع: فقد تحدى ما يقرب من 10% من المؤسسين الصعاب وتمكنوا من تنمية شركاتهم قبل بلوغ سن الـ 29 عاماً. وحددنا استناداً إلى مقابلات شخصية مع خمسة مؤسسين ناجحين في منتصف العشرينيات إلى أوائل الثلاثينيات من أعمارهم بعض الأفكار الثابتة التي يمكن لأي شخص يتطلع إلى أن يصبح مؤسساً التعلم منها، خاصة في المراحل الأولى من مساره المهني. لا تجعل العمر عائقاً أمامك، فخبرتك أكثر أهمية من عمرك، سواء اخترت إخفاء عمرك على منصات التواصل الاجتماعي أو ارتديت ملابس مصممة خاصة لتُثير الإعجاب وتجعلك تبدو أكبر سناً. كوِّن فريقاً متعدد التخصصات، إذ لا أحد قادر على أداء كل المهام بنفسه، ومن المهم أن يكون فريقك متنوعاً لسد فجوات الخبرة أو المهارات. قد يشمل فريقك ذلك الموجهين أو الاستشاريين أو الأشخاص الذين يمتلكون خبرة في تنمية شركات من الألف إلى الياء. ثم حدّد المشكلة التي تتوق إلى حلها، فالشغف يعزز الأفكار. واسرد سبب تلك المشكلة على المستثمرين، فذلك يتيح العثور على المستثمرين المناسبين المتحمسين لمعالجة المشكلات المستعصية التي تشغل بالك. وأخيراً، كن أفضل مؤيد لنفسك، فأنت أهم أصول شركتك. وابحث عن أعضاء الفريق والشركاء الذين يؤمنون حقاً بأهدافك ويتوافقون مع القيم التي تمثلها مؤسستك ونفسك بصفتك قائداً لتعزز نموها.
إذا طلبتُ منك أن تتخيل مؤسس الشركة الأميركية الناشئة التقليدي، فما الصورة التي ستتبادر إلى ذهنك؟ قد يستحضر معظم الناس في عقولهم شخصاً يشبه مارك زوكربيرغ أو بيل غيتس أو ستيف جوبز، أو شباناً ذوي بشرة بيضاء انقطعوا عن الجامعة لإيمانهم بأفكار كبيرة راهنوا على نجاحها. وتُعد تلك الصورة صحيحة جزئياً. فبحسب إحصاءات عام 2019، فإن 77% من المؤسسين أصحاب المشاريع المدعومة في الولايات المتحدة هم من أصحاب البشرة البيضاء و90% منهم من الرجال.
لكن المثير للدهشة هو أن رائد الأعمال العادي أكبر سناً وأكثر خبرة، وهو ما يمثّل تناقضاً مباشراً مع أنماط شخصيات زوكربيرغ، 19 عاماً، وغيتس، 19 عاماً، وجوبز، 21 عاماً عندما أسسوا أعمالهم. ووفقاً لدراسة أجراها مكتب الإحصاء الأميركي على مجموعات بيانات عام 2018، فإن الاثنين والأربعين عاماً هي السن السحرية لمؤسسي الشركات الناشئة الناجحين.
وعلى الرغم من وجود كثير من الدراسات حول التحيزات التي يواجهها رواد الأعمال الطموحون: كالعِرق والنوع الاجتماعي والدّين (على سبيل المثال لا الحصر)، لم أدرك أن العمر يشكّل عاملاً إضافياً إلى أن بحثت في البيانات. كانت الرسالة التي وصلتنا في الأفلام ووسائل الإعلام التي تابعناها واضحة، وهي أنه كلما كان البطل أصغر سناً ومندفعاً، ازداد ازدهار شركته.
ودفعتني هذه الفكرة إلى التساؤل عن مدى أهمية العمر في الحياة الواقعية.
وعلى الرغم من تأكيد الباحثين ضرورة إجراء مزيد من الدراسات للإجابة عن سؤالي، يوجد بعض المزايا المحددة لتأسيس شركة في وقت لاحق من حياة المرء، ولعلّ أهمها زيادة الوصول إلى الموارد المالية، والشبكات الاجتماعية المترابطة، واكتساب مزيد من الخبرات، بما فيها المهارات الفنية (التدريب الفني والتعليم) والمهارات الشخصية (السمات الشخصية والثقة والجاذبية والأنا).
ويُعدّ التركيز على الفكرة والخبرات أهم عامل عندما يتعلق الأمر بريادة الأعمال الناجحة.
لكن لتلك الفكرة استثناءات أيضاً، ففي الدراسة نفسها، تحدى ما يقرب من 10% من المؤسسين الصعاب وتمكنوا من تنمية شركاتهم قبل بلوغ سن الـ 29 عاماً. ولتحديد القاسم المشترك بين هؤلاء الشباب، سواء واجهوا أي عوائق (تتعلق بالعمر أم لا) عند البدء، وكيفية تغلبهم عليها، تحدثت مع خمسة مؤسسين ناجحين في منتصف العشرينيات إلى أوائل الثلاثينيات من أعمارهم.
فعلى الرغم من اختلاف رحلاتهم وقصصهم، يوجد بعض النصائح الثابتة التي يمكن لأي شخص يتطلع إلى أن يصبح مؤسساً الاسترشاد بها، خاصة في المراحل الأولى من مساره المهني.
أولاً، لنتطرق إلى مسألة العمر. هل العمر مهم؟
خبراتك كافية ووافية
هامل كوتاري البالغ من العمر 27 عاماً هو مؤسس مشارك لتطبيق بريجيت (Brigit)، وهو تطبيق يساعد المستخدمين على تحسين أوضاعهم المالية من خلال وضع الميزانيات وتجنب رسوم السحب على المكشوف. وتوظف شركة بريجيت اليوم حوالي 50 موظفاً بدوام كامل؛ لكن يتذكر كوتاري عندما بدأ العمل لأول مرة قائلاً: "تعلمت عدم التركيز على عمري لكي أضمن أن أحقق النجاح".
عمل كوتاري خلال السنوات الخمس الأولى من مساره المهني في شركات مثل بالنتير (Palantir) وتو سيغما (Two Sigma) وبلومبرغ (Bloomberg) اكتسب خلالها المهارات اللازمة لقيادة الفِرق وبناء المنتجات. لكنه اعترف على الرغم من تلك القدرات التي يتمتع بها قائلاً: "الأمر الوحيد الذي أندم عليه عندما بدأت العمل لدى شركة بالنتير هو أنني أطلت لحيتي لأبدو أكبر سناً للعملاء".
وعلى الرغم من أن كوتاري أخبرني أنه واجه بعض العقبات المتعلقة بالعمر، تمكّن من التغلب عليها بسرعة. فقد أحاط نفسه بموجهين وزملاء أكبر سناً ساعدوه في تعزيز ثقته بنفسه في المواقف التي قد يمثّل العمر فيها مشكلة أو يثير تحيزات. وتعلّم كوتاري بمرور الوقت كيفية التخلص من المشكلات المرتبطة بعمره بطرق بسيطة أيضاً، مثل حذف التاريخ الذي التحق فيه بالكلية من ملفه التعريفي على منصة لينكد إن.
وقال: "ساعدتني تلك الخطوات البسيطة في إلغاء عملية الحساب العقلي لعمري التي يقوم بها الناس عندما يقابلونني لأول مرة". وبالتالي، اختار كوتاري أن يستعرض خبراته، وهو عامل أهم بكثير من عامل العمر عندما بدأ مساره المهني في ريادة الأعمال.
وللحصول على مزيد من الرؤى الثاقبة حول العقبات العمرية التي قد يواجهها رواد الأعمال الشباب، تحدثت مع بيل أوليت، المدير الإداري لمركز مارتن ترست (Martin Trust) لريادة الأعمال في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وأخبرني أن العمر غير مهم مقارنة بأهمية العوامل الأخرى عندما يتعلق الأمر بريادة الأعمال الناجحة. في الواقع، يعتقد أوليت أن رواد الأعمال يشهدون تمييزاً أقل في عامل العمر مقارنة بقادة المؤسسات الكبيرة، إذ عادة ما تميل الشركات الناشئة إلى التركيز على عامل الجدارة.
ويقول أوليت: "على الرغم من وجود بعض التمييز على أساس العمر في كلا الاتجاهين، أشعر أن الوضع أفضل في الشركات الناشئة، وذلك لميل الشركات الأكبر إلى تبنّي نهج سياسي في هذا الصدد. في حين يجري اختيار موظفي الشركات الناشئة استناداً إلى مهاراتهم وقدراتهم دون إيلاء القدر نفسه من الأهمية لعاملي العمر والخلفية الثقافية".
وعلى الرغم من أن التحيّز ضد كبار السن قد يحدث أحياناً، لكنه لا يمثّل العائق الأساسي للنجاح الذي يقف في وجه رواد الأعمال الشباب. ووفقاً لأوليت، يوجد عوامل أخرى يجب أخذها في الاعتبار وهي مهمة جداً لنجاح أي شركة ناشئة أو فشلها، ولعلّ أهمها تكوين فريق، والخبرة، وانعدام الثقة.
نصيحة من خبير: لا تجعل العمر عائقاً أمامك، فخبرتك أكثر أهمية من عمرك، سواء اخترت إخفاء عمرك على منصات التواصل الاجتماعي أو ارتديت ملابس مصممة خاصة لك لتُثير الإعجاب وتشير إلى مدى نضجك. بل يُعدّ التركيز على الفكرة والخبرات أهم عامل عندما يتعلق الأمر بريادة الأعمال الناجحة.
كوِّن فريقاً يتمتّع بمهارات متنوعة
يقول أوليت: "إذا أردت أن تكون ناجحاً، فعليك أن تكوّن فريقاً متعدد التخصصات ويتمتع أعضاؤه بمهارات مختلفة. بمعنى آخر، يجب أن يجد المؤسسون أشخاصاً يكمّلون مهاراتهم".
وتبدو هذه الفكرة صحيحة بالنسبة إلى أليسا بيترسل، المؤسسة البالغة من العمر 29 عاماً لشركة ماي ويل بيينغ (MyWellbeing)، وهي منصة تربط الأشخاص بالمعالجين والمدربين الذين يناسبون احتياجاتهم. وتتذكّر بيترسل بصفتها مؤسسة منفردة التحدي الأول الذي واجهته والمتمثّل في بدء شركة "بمجموعة واحدة فقط من السواعد، وعقلية واحدة لحل المشكلات، ومجموعة واحدة من المهارات". وعلى الرغم من أن خلفيتها زودتها بالخبرة التي احتاجت إليها لتبتكر فكرة شركة ماي ويل بيينغ وتؤسسها بالفعل، فهي معالجة مرخصة، وحاصلة على درجة الماجستير في العمل الاجتماعي، وأكملت برنامجاً مكثفاً في مجال الأعمال التجارية في جامعة نيويورك، فقد ساعدها إدراك حدودها على تحقيق النجاح.
في الواقع، لا أحد قادر على أداء كل المهام بنفسه، بل من المهم أن تكوّن فريقاً متنوعاً لسد فجوات الخبرة أو المهارات.
وأكدت بيترسل أن ما عزز قوة الشركة هو أنها أحاطت نفسها بأشخاص يمكنهم فهم طبيعة المهام التي تقع خارج نطاق خبرتها وتنفيذ تلك المهام بالفعل. "أتخيل أنني إذا أردت تأسيس شركة أخرى في المستقبل، فسأعطي الأولوية لتوظيف مجموعة صغيرة من الشركاء الذين عملت معهم في الماضي، والذين يتواءمون مع قيم الشركة ورسالتها، والذين تميّزهم خبراتهم ومهاراتهم.
وأكد ماثيو روزين البالغ من العمر 31 عاماً ومؤسس شركة هايستاك أيه جي (Haystack Ag)، وهي شركة تركز على المساعدة في توسيع نطاق أسواق كربون التربة، أن بناء فريق يتمتع بخبرات وتجارب ووجهات نظر متنوعة يساعد في إنجاز المهام ويشجع على التوصل إلى حلول أكثر ابتكاراً. وأضاف: "قد تمتلك خبرة في الجانب التقني أو التجاري أو التشغيلي في شركتك، لكن ذلك لا يجعلك مستعداً بالضرورة لجميع التفاصيل والقيود المهمة الأخرى المرتبطة بتقديم منتج أو خدمة جديدة إلى السوق". ويوصي بالعثور على منظومة قادرة على تقديم المشورة لك وإرشادك في عملية صقل مفاهيمك أو تكوين مثل تلك المنظومة بالفعل.
نصيحة من خبير: لا أحد قادر على أداء كل المهام بنفسه، ومن المهم أن يكون فريقك متنوعاً لسد فجوات الخبرة أو المهارات. قد يشمل فريقك ذلك الموجهين أو الاستشاريين أو الأشخاص الذين يمتلكون خبرة في تنمية شركات من الألف إلى الياء. قم بتعيين شخص يعرف كيفية إدارة الموظفين، بالإضافة إلى شخص يمتلك المهارات التقنية اللازمة لتطوير الشركة وإدارة العمليات، وما إلى ذلك. وبحسب تعبير أوليت، يتمثّل الخبر الجيد والسيئ للمؤسسين الشباب في جهلهم بمجالات العمل المختلفة. وعلى الرغم من أن ذلك قد يساعدهم على اتخاذ خطوات قد يتجنبها الآخرون، قد يُسفر أيضاً عن أخطاء يمكن تجنبها. ومن هنا تأتي أهمية تكوين فرق تتمتع بالخبرة.
حدّد المشكلة التي تتوق إلى حلها
يتمثّل أحد أوجه التشابه الذي لاحظته بين المؤسسين الذين تحدثت معهم في الشغف الاستثنائي الذي يكنّونه لأعمالهم والذي يعزز أهدافهم ورسائل مؤسساتهم التي تهدف إلى حل مشكلة مهملة من خلال الابتكار.
داريوس باكستر البالغ من العمر 27 هو مؤسس مشارك لمؤسسة غود بروجيكتس (GOODProjects) التي تهدف إلى المساعدة في التخفيف من وطاة الفقر في أحياء مدينة واشنطن، مسقط رأسه. وقال باكستر، الذي ترعرع في واشنطن، "شهدت بنفسي عدم المساواة في قضية السعي وراء الحلم الأميركي". وأراد القضاء على الفقر من خلال توفير التدريب المهني وتقديم فرص لتنمية قوى العمل في الأسر المحتاجة.
وقال باكستر إنه واجه شكوكاً عندما طرح فكرته على المستثمرين: "تجاهلنا الكثير من الممولين البارزين لرغبتهم في تمويل مشاريع أكثر جاذبية في مجالات الفنون والعلوم". لكن تفانيه في تحسين مجتمعه، إلى جانب إيمانه بضرورة فعل الخير ساعده في تعزيز دافعه ومواصلته البحث عن المستثمرين الذين يشاركونه شغف دعم رفاهة الآخرين.
وبالمثل، طوّر أليكس بوعزيز، البالغ من العمر 28 عاماً والمؤسس المشارك لشركة دييل (Deel)، وهي مؤسسة تسهّل على الشركات توظيف الفرق العالمية وإدارتها، فكرته بعد أن شاهد العديد من أقرانه في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا يكافحون للحصول على وظائف آمنة بسبب قضايا تأشيرات الدخول.
ويتذكر قائلاً: "واجهت (شخصياً) صعوبة في الحصول على تأشيرات دخول مثل برامج التدريب العملي الاختياري/وتأشيرة العمل المؤقتة. وأدركت كم كنت محظوظاً بالدراسة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، لكن ماذا عن الأشخاص الذين لم تتح لهم الفرصة نفسها؟" أراد بوعزيز وشريكه المؤسس، شو وانغ، كسر حواجز التوظيف وفتح الفرص للأشخاص بناءً على مؤهلاتهم وليس مواقعهم.
نصيحة من خبير: فالشغف يعزز الأفكار. اسرد سبب المشكلة التي تحاول حلها على المستثمرين، فذلك يتيح لك العثور على المستثمرين المناسبين المتحمسين لمعالجة المشكلات المستعصية التي تشغل بالك. وإذا كنت تشعر بالتردد حيال مشروعك التجاري، فأجرِ تحليلاً دقيقاً على فكرتك جيداً وأعِد تقييمها، فقد يساعدك المنظور على تحديد مدى جدواها، لكن إن انطفأت شعلة حماسك، فقد يكون الوقت قد حان للتخلي عنها تماماً.
كن أفضل مؤيد لنفسك
تتمثّل إحدى العقبات التي قد يتعرّض لها المؤسسون الشباب بدرجة أكبر من التحيّز الفعلي للعمر في التهديد الحقيقي لمتلازمة المحتال، أو الشعور بالريبة وعدم الكفاءة على الرغم من مؤهلاتهم وخبراتهم وإنجازاتهم. ووفقاً لسوزان إيميس الحاصلة على درجة الدكتوراة، "يبدو أن ظاهرة المحتال أكثر شيوعاً بين الأشخاص الذين يُقدمون على مسعى جديد"، ومن المرجح أن يكون المؤسسون الشباب عرضة لها أيضاً.
وقال لي أوليت: "إن متلازمة المحتال حقيقية بالفعل. وهي تعترض فئة الشباب لأنهم يخوضون تحدي العمل مع نظرائهم الأكبر سناً الذين يعتقدون أنهم أكثر خبرة منهم". ولمعالجة متلازمة المحتال وفقدان الثقة بشكل مباشر، يوصي أوليت بالمشاركة في برنامج تعزيز الثقة ومهارات التواصل لدى رواد الأعمال الذي يقدمه معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (أو البرامج المماثلة) المصممة "لمساعدة رواد الأعمال الطلاب على إعطاء الأولوية لرفاههم في أثناء تأسيس شركاتهم".
وتؤمن بيترسيل بضرورة أن يعرف المؤسسون الشباب قيمتهم وأن يدافعوا عن أنفسهم قائلة: "أنت الشخص المناسب لتأسيس ما تنوي تأسيسه بالضبط، وفي هذا الوقت تحديداً". وتتذكر بيترسيل المعارضة التي واجهتها من قبل المستثمرين الذين أشاروا إلى أن خبراتها ومؤهلاتها لم تكن كافية لتعلّق قائلة: "أنا لست استشارية سابقة، ولا أحمل شهادة الماجستير في إدارة الأعمال، ولم أعمل في شركات جوجل أو آبل أو أمازون. وقد تشكك العديد من المستثمرين المحتملين في قدراتي بالفعل قائلين: ما الذي يدفعني إلى أن أثق بعامل في مجال الخدمات الاجتماعية لإدارة رؤى مؤسستي وحساباتها المصرفية؟"
وإذا ما واجهت تحيزاً مماثلاً على أساس العمر، أو أي شكل آخر من أشكال التمييز، فتأكد من امتلاكك ترسانة من الثقة والدعم.
في النهاية، رحّبت بيترسيل بشكوك المستثمر، ذلك لأنها كشفت عن حالة من عدم التوافق بين قيم شركتها وقيم المستثمر. وذكّرت نفسها وفريقها قائلة: "أنتم أصحاب مواهب حقيقية، وأنتم السبيل لتعزيز قيمة الشركة ونموها، وأنتم اليد العليا في المقابلات مع المستثمرين وهم الذين عليهم أن يثبتوا قيمتهم أمامكم وليس العكس".
وواجه باكستر موقفاً مشابهاً بالفعل قائلاً: "لقد تعرضت للتمييز والسخرية، لكني لم ألق بالاً لذلك، بل واصلت تركيزي على العائلات في جنوب غرب واشنطن وعلى الممولين والشركاء الذين يؤمنون بعملنا ورؤيتي".
نصيحة من خبير: أنت أهم أصول شركتك ومناصريها. ابحث عن أعضاء الفريق والشركاء الذين يؤمنون حقاً بأهدافك ويتوافقون مع القيم التي تمثلها مؤسستك ونفسك بصفتك قائداً لتعزز مؤسستك. وإذا ما واجهت تحيزاً مماثلاً على أساس العمر، أو أي شكل آخر من أشكال التمييز، فتأكد من امتلاكك ترسانة من الثقة والدعم.
شركتك مهمة، بغض النظر عن عمرك
هل يمكن لشخص يبلغ من العمر 20 عاماً أن يؤسس شركة؟ نعم، لكن تأسيسها لن يكون سهلاً، ولم يسبق أن كان سهلاً بالفعل. قد يكتسب الأفراد البالغون من العمر 42 عاماً خبرات إضافية من دروس الحياة المفيدة؛ لكن ما يهم أكثر من العمر هو فريقك وخبرتك ودعمك الذاتي لنفسك.
وما تعلمته من التحدث مع خمسة مؤسسين ناجحين في العشرينيات وأوائل الثلاثينيات من أعمارهم هو أن العمر مجرد رقم. وأقتبس من بوعزيز الذي قال: "اسع وراء حلمك تصل إليه. ابدأ فقط، وأجرِ تجاربك حتى لو فشلت، مهما كانت الشركة التي تتطلع إلى تأسيسها. لديك ما يكفي من الوقت، وكلما أدركت أنك لست في موضع تنظير أو حكم، ازددت نجاحاً. العالم مليء بالفرص، وإذا لم تقدّم أي مساعدة لنفسك، فمن سيقدمها لك؟ اسعَ وراء حلمك تصل إليه".