تقرير خاص

السعودية تقود الاقتصاد الأخضر من أجل مستقبل مستدام

5 دقيقة
الاقتصاد الأخضر

ملخص: انطلقت المملكة العربية السعودية في رحلة جريئة نحو الاستدامة، حيث وجهت أهدافها الوطنية لتنسجم مع ضرورات البيئة العالمية عندما أطلقت رؤية المملكة 2030، في عام 2016، لتمهد بذلك الطريق نحو بناء نموذج تحولي رائد للتنمية الاقتصادية، يرتكز بقوة على مبادئ الاستدامة وجهود حماية البيئية. وقد تعزز هذا الالتزام عام 2021 من خلال "مبادرة السعودية الخضراء" (SGI)، وهو برنامج رائد وشامل لحماية البيئة، وترسيخ التحول في مجال الطاقة، وتحقيق الاستدامة. يسلّط المقال الضوء على بعض إسهامات "جيل طموح" في تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية الخضراء عبر: 1. رعاية قادة الاستدامة في المستقبل، 2. مواءمة الأهداف العالمية مع واقع الشركات وتحقيق التوازن بينهما، 3. بناء المهارات اللازمة لمستقبل مستدام، 4. مستقبل المؤسسات الخضراء.

مبادرة السعودية الخضراء

تمثل مبادرة السعودية الخضراء تحولاً نوعياً في النظرة المستقبلية، حيث تدرك بأن التنمية الاقتصادية وحماية البيئة يسيران جنباً إلى جنب، كعنصرين لا ينفصلان من أجل مستقبل مستدام. كما تجمع هذه المبادرة كافة جهود المملكة العربية السعودية لمواجهة تغير المناخ تحت إطار واحد وبأهداف واضحة ومحددة، تدمج من خلالها بين جهود الحكومة والقطاع الخاص من أجل مستقبل بيئي أكثر استدامة.

وفي قلب هذه الرؤية يكمن نمو الاقتصاد الأخضر في المملكة العربية السعودية. ومع الإطلاق الفعلي لأكثر من 80 مبادرة باستثمارات تصل الى نحو 705 مليار ريال سعودي، تسير المملكة العربية السعودية بخطى واثقة نحو تنويع اقتصادها بعيداً عن النفط والغاز، حيث تغطي هذه المبادرات طيفاً واسعاً من القطاعات، مثل الطاقة المتجددة والزراعة المستدامة والسياحة البيئية، فاتحة الباب أمام فرص لا حصر لها للابتكار وريادة الأعمال.

رعاية قادة الاستدامة في المستقبل

في نسختها السادسة، نجحت مبادرة "جيل طموح" التي أطلقتها شركة بوسطن كونسلتينغ جروب (BCG) في أن تصبح قوة تغيير فعالة، تدفع بأجندة الاستدامة في المملكة نحو مستقبل أكثر إشراقاً واستدامة. حيث يختار البرنامج أكثر من 150 من ألمع العقول من أرقى جامعات المملكة، للانضمام إلى رحلة مكثفة تستمر لمدة ستة أشهر، مليئة بالتعلم والتطور والفرص المستقبلية.

يعمل من خلالها البرنامج على الجمع بين المعرفة الأكاديمية والتطبيقات العملية في مجال الاستدامة، ليحول النظرية إلى واقع ملموس. ويتناول موضوعات حيوية تشكل مستقبل التنمية المستدامة، ومنها:

  • الابتكار الرقمي في مجال الاستدامة: اكتشاف الطرق التي يمكن من خلالها لتقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، والبلوك تشين، وإنترنت الأشياء أن تقود الحلول البيئية نحو مستقبل أكثر استدامة.
  • استراتيجيات الصمود في مواجهة التغيرات المناخية: تزويد المشاركين بالأدوات التي تساعدهم على ابتكار تدابير فعالة للتكيف مع تداعيات التغير المناخي.
  • ممارسات الأعمال المستدامة: تقديم طرق مبتكرة لدمج الاستدامة في النماذج التشغيلية الأساسية للأعمال، لضمان استدامة طويلة الأمد على المستويين البيئي والاقتصادي.
  • تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI) في التكنولوجيا الخضراء: استكشاف قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي في صياغة حلول مبتكرة ومستدامة للمستقبل.

ويقدم برنامج "جيل طموح" ورش عمل تفاعلية وحوارات يقودها نخبة من الخبراء في المجال، حيث يقدمون رؤى عملية حول كيفية تنفيذ المبادرات المستدامة بشكل فعّال.

مواءمة الأهداف العالمية مع واقع الشركات وتحقيق التوازن بينهما

يُعدّ برنامج "جيل طموح" المشاركين لمواكبة معايير الاستدامة العالمية وتلبية متطلبات الشركات، عاكساً بذلك الاتجاهات الأوسع في عالم الأعمال. ويتوافق هذا النهج مع الدور الذي تقوم به شركة بوسطن كونسلتينغ جروب باعتبارها الشريك الاستراتيجي والتنفيذي الرئيسي لمؤتمر القمة العالمية للمناخ في دورته 28 إضافة إلى تعاونها مع روّاد الأمم المتحدة رفيعو المستوى لتغير المناخ منذ عام 2020.

ويكتسب المشاركون في برنامج "جيل طموح" المعرفة اللازمة بمبادئ المسؤولية الاجتماعية للشركات (CSR)، ومعايير الحوكمة البيئية والاجتماعية (ESG)، ويتعلمون كيفية دمج الاستدامة بشكل فعّال في استراتيجيات الأعمال المستقبلية ويتوافق هذا التوجه مع أولويات الشركة في الوقت الراهن. حيث تُظهر بيانات شركة بوسطن كونسلتينغ جروب أن 72% من أكبر عملائها قد شاركوا في مشروع واحد على الأقل يتعلق بالتأثير الاجتماعي أو البيئي في عام 2023، حيث شهدت ممارسة المناخ والاستدامة نموًا بأكثر من 50% لتصل إلى أكثر من 1500 مشروع.

من خلال دراسات حالة واقعية، تهدف مبادرة "جيل طموح" إلى تجهيز الخريجين للتعامل مع التحديات الحقيقية لتطبيق الاستدامة في بيئات الشركات الحديثة. ويهدف هذا التوجه إلى تزويدهم بالمهارات التي تمكنهم من إحداث تأثير إيجابي في مجال الاستدامة. وقد يواجه الخريجون مشاريع مشابهة لتلك الموجودة في المجال، مثل جهود شركة بوسطن كونسلتينغ جروب (BCG) في مساعدة عملائها على تحقيق خفض يتجاوز 1 غيغا طن من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بحلول عام 2030.

ويُولي البرنامج اهتماماً خاصاً بتعزيز التنوع في قيادة الاستدامة، بما يتماشى مع أفضل الممارسات المعتمدة في المجال. وتوضح شركات مثل بوسطن كونسلتينغ جروب (BCG) أن النساء يشكلن 47% من قوتها العاملة على مستوى العالم و39% من لجنتها التنفيذية، ما يعكس التزامها بالتنوع والشمولية.

بناء المهارات اللازمة لمستقبل مستدام

يعمل برنامج "جيل طموح" على تطوير مهارات محورية قابلة للتطبيق تساهم في قيادة مبادرات الاستدامة، مثل حل المشكلات الاستراتيجية، وتحليل البيانات والأثر البيئي، وتطوير نماذج الأعمال المستدامة. ويعقد الخبراء ورش العمل التخصصية، ومنها تلك التي ينظمها سيمون بيركيبيك، الشريك في شركة بوسطن كونسلتينغ جروب (BCG) بالشرق الأوسط بعنوان "الاستدامة: "لماذا تهتم الشركات؟"، جلسة تناقش كيف يمكن لمعايير الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات (ESG) أن تسهم في زيادة قيمة الشركة من خلال تحسين جاذبيتها للموظفين، وتوسيع نطاق الأسواق، وزيادة الأرباح.

ويغطي منهج البرنامج مجموعة واسعة من التحديات التي تواجه الاقتصاد الأخضر. كما يشارك رامي رياض مرتضى، الشريك والمدير في بوسطن كونسلتينغ جروب (BCG) الشرق الأوسط، في البرنامج من خلال تقديم ورشة عمل بعنوان "المدن الذكية : تسريع التأثير عبر التكنولوجيا الرقمية والبيانات والذكاء الاصطناعي"، يناقش فيها تحديات الاستدامة في المدن. كما يغطي البرنامج مواضيع حيوية مثل بناء اقتصاد دائري، والتعامل مع الاتجاهات الكبرى في الاستدامة، وفهم العلاقة المعقدة بين العوامل البيئية والاجتماعية وتأثيرها على ممارسات الأعمال.

وبفضل مهاراتهم المتميزة، يتمتع خريجو برنامج "جيل طموح" بفرص مهنية واعدة في مجالات الاستدامة الخضراء. تشمل هذه المسارات المهنية المحتملة أدوارًا مثل مديري مشاريع الطاقة المتجددة، ومحللي التمويل المستدام، ومستشاري البيئة، وخبراء استراتيجيات الاستدامة المؤسسية، والمتخصصين في الاقتصاد الدائري، ورواد أعمال التكنولوجيا الخضراء. ويركز البرنامج على تطوير المهارات العملية ومواكبة أحدث الاتجاهات في الصناعة، كما يتضح في الدورات المتخصصة مثل الصحة العالمية، العمل المناخي، والاستثمار المسؤول اجتماعيًا، لضمان أن يكون المشاركون قادرين على إحداث تأثير ملموس في مختلف قطاعات الاقتصاد المستدام.

مستقبل المؤسسات الخضراء

يتناغم برنامج "جيل طموح" مع الأهداف العالمية للاستدامة وواقع المؤسسات، ما يساهم في جهود المملكة العربية السعودية للوفاء بالالتزامات الخاصة باتفاقية باريس وتعزيز أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. كما يعمل البرنامج على توعية المشاركين باتفاقيات المناخ العالمية وتداعياتها ودور المملكة العربية السعودية في الجهود الدولية لمواجهة التغير المناخي.

لقد قدمت شيلي ترينش، المديرة التنفيذي والشريك في بوسطن كونسلتينغ جروب (BCG) الشرق الأوسط، عرضاً حول موضوع المناخ والاستدامة (C&S) خلال فعالية إطلاق برنامج "جيل طموح"، وأكدت على أن: "لكل واحد منكم القدرة على التأثير في مستقبلنا، ليس فقط من خلال المبادرات الكبرى، بل عبر تلك الأفعال الصغيرة التي تقومون بها بشكل يومي ومستمر. حيث تُظهر الأبحاث أن تقليل انبعاثات الكربون بنسبة 1% سنويًا يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في جهود الاستدامة العالمية. قراراتكم الفردية، مهما كانت بسيطة، تشكل حجر الأساس لبناء مستقبل مستدام. وعندما تجتمع هذه الجهود، فإنها تصنع تغييرًا دائمًا وملموسًا."

ومع تولي الخريجين أدوارهم في مختلف القطاعات، يصبحون روادًا في إحداث التغيير، عبر ابتكار تقنيات مستدامة، والتأثير في صنع القرار السياسي، وقيادة مبادرات الاستدامة في الشركات. وهم على أتم الاستعداد لتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، مما يسهم في تحقيق طموح المملكة العربية السعودية بأن تتصدر المشهد العالمي في تطبيق نهج الاقتصاد الدائري.

ومن خلال جهودهم المشتركة، يسهم خريجو برنامج "جيل طموح" في رسم ملامح مستقبل المملكة المستدام، ويضعون السعودية كنموذج للتنمية المستدامة في المنطقة وخارجها. إنهم يمثلون جيلًا جديدًا ملتزمًا ببناء عالم أكثر خضرة واستدامة ومرونة.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي