كيف تستخدم السرد القصصي لمواجهة الظروف الصعبة في المؤسسة؟

2 دقائق
اختيار القصة
shutterstock.com/CreativeAngela
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

قال الكاتب الصحفي ديفيد بروكس في مقال له في صحيفة نيويورك تايمز: “بوسعنا اختيار القصة التي نفهم من خلالها العالم”. ويضيف: “تكمن المسؤولية الفردية في اختيار القصة الرئيسية التي نرويها عن أنفسنا ومراجعتها باستمرار”.

من الممكن أن تنطبق كلمات بروكس حول اختيار القصة على القادة الذين يبحثون عن سبل لمواجهة الركود الذي نمر فيه. فقد يميل القادة إلى تبنّي وجهة نظر متشائمة بسبب المد المتواصل من الظروف السيئة، لكن من حق موظفيهم عليهم أن ينشروا التفاؤل؛ وليس من واجب القادة بث الأمل فيهم فحسب، بل تعزيز قدرتهم على التحمل أيضاً لكن دون الابتعاد عن الواقعية. تحمل رواية القصص فائدة عظيمة في هذا الصدد، وفيما يلي بعض الاقتراحات لصياغة القصص التي تشرح الظروف الصعبة.

ابدأ من البداية

ركّز على الأحداث الجارية، والتزم الصراحة حول التحديات الخارجية التي تواجه مؤسستك، مثل الظروف الاقتصادية والمنافسة وتأثير الظروف العالمية، وتحدث عن الخطوات الصحيحة التي اتخذتها مؤسستك لمواجهة فترة الركود، بالإضافة إلى الخطوات التي كان من الممكن اتخاذها على نحو أفضل.

عزز أخلاقيات العمل

ما المؤسسة إلا مجموعة من الأفراد؛ اشرح حاجتك إلى مهارات فريقك وإرادتهم لتجاوز هذه الظروف الصعبة، ووضح للفريق أن عليه اتباع طرق مبتكرة في العمل لا الاعتماد على الطرق التقليدية، وسلط الضوء على إنجازات الموظفين على الرغم من الظروف الصعبة.

تحدّث عن التحديات

الظروف الصعبة تفرض التحديات؛ احرص على التحدث عن العوامل السلبية والإيجابية التي تؤثر في قدرة المؤسسة على العمل، بالإضافة إلى أثرها في موظفيك. التزم الوضوح والدقة إلى أبعد حد. تحدث عن تأثير الظروف في عادات شراء العملاء، وفي قدرتكم على تلبية الحاجات الحالية. أخبر موظفيك عن وضع التوظيف في المؤسسة، وعن الوظائف التي تواجه خطر الاستغناء عنها.

اشرح الموقف الراهن

قد تؤدي الظروف الصعبة إلى تغيّرات إيجابية، إذ توفر فرصة لتحسين العمليات وتطوير للموظفين، وقد تؤدي أيضاً إلى انهيار بعض المنافسين، ما يفتح الباب أمام شركتك للحصول على أعمال جديدة.

لا تفترض سيناريوهات النهاية

الجميع يتمنى نهاية سعيدة لقصته، وبوسعك التحدث عن النتائج المرجوة من حيث مؤشرات الأعمال (زيادة الإيرادات وتحسين الأرباح) ومؤشرات الموظفين (استمرار التوظيف وزيادة التعويضات). ولكن لا تَعد بنتائج ما لم تكن متأكداً من قدرتك على تحقيقها، فمن الأسلم أن تخفض سقف التوقعات ثم تتجاوزه بنتائجك الفعلية.

لا تتخذ ضرورة صياغة قصة إيجابية ذريعة للتغاضي عن الظروف الصعبة، فالمدير الذي يبالغ في التفاؤل ويتجاهل حقائق السوق وتأثيرها في الأعمال والموظفين والعملاء، لا يكون منفصلاً عن الواقع فحسب، بل يثبت أنه لا يمكن الاعتماد على مصداقيته. ينبغي أن ترتكز أي قصة في هذه الأيام على احتمال استمرار الظروف الصعبة في المستقبل المنظور. ولا يعد ذلك تشاؤماً، بل واقعية.

وفي الوقت نفسه، القصص التي تظهر التفاؤل في مواجهة الظروف الصعبة ليست ساذجة، فهي طريقة للتفكير في الاحتمالات بدلاً من وضع استنتاجات مسبّقة. والقصة التي تتضمن سياق الوضع الراهن واحتمالاته المستقبلية هي في الواقع خطة توجيهية لفهم العالم بطرق تبعث الأمل.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .