تقرير خاص

كيف دمجت كور 42 الذكاء الاصطناعي مع السحابة السيادية العامة؟

3 دقيقة
نائب رئيس السحابة العامة السيادية في شركة كور 42، محمد رتمي

ملخص: دمجت كور 42 الذكاء الاصطناعي مع السحابة السيادية العامة لتوفير امتثال ديناميكي واستباقي، يمكّن المؤسسات من التكيف مع التغيرات التنظيمية والتكنولوجية بسرعة وفعالية.

  • السيادة الذكية: نهج جديد يضمن تكيف المؤسسات المستمر مع المتطلبات التنظيمية المتغيرة بدلاً من الاعتماد على مراجعات يدوية جامدة.
    منصة إنسايت: مدعومة بذكاء اصطناعي يحوّل الامتثال من عملية تفاعلية إلى استباقية، عبر توصيات فورية لكبار مسؤولي الأمن والمستخدمين غير التقنيين.
  • إنسايت أسيست: أداة توليدية تتيح التفاعل المباشر مع بيانات السيادة بلغة مبسطة، ما يفتح المجال أمام المدراء وموظفي الأعمال لفهم الامتثال دون تعقيد تقني.
  • تعزيز التحول الرقمي: الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الحوسبة السحابية يرفع الكفاءة التشغيلية ويخفض التكاليف، مما يعزز التنافسية في السوق.
  • تطوير المنتجات: دمج الذكاء الاصطناعي في دورة تطوير الحلول لتسريع تحويل متطلبات العملاء إلى مهام تقنية، بالتعاون مع مايكروسوفت.
  • مرونة وحوكمة أوسع: لم يعد الامتثال مقتصراً على خبراء القانون والأمن، بل أصبح أداة عملية يمكن لجميع أصحاب المصلحة الاستفادة منها.
  • مستقبل متطور: السيادة لم تعد ثابتة، بل يجب أن تتطور بنفس سرعة تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تسعى إلى حمايتها.

تتردد بعض المؤسسات عند نقل البيانات إلى السحابة على الرغم من تمتعها بسعة الحجم والسرعة والمرونة. ومع التزام هذه المؤسسات بمتطلبات تنظيمية وسيادية صارمة؛ يخشى المدراء المخاطر المتعلقة بالامتثال التي تصاحب الاعتماد السريع على السحابة.

فالمراجعات الثابتة والتقارير اليدوية قد تلبي متطلبات لحظة معينة، لكنها غير قادرة على مواكبة الأنظمة التي تتغير يومياً ونماذج الذكاء الاصطناعي التي تتطور لحظياً.

وهذا ما أكدته دراسة بعنوان "تحديات الامتثال التنظيمي في بيئات الحوسبة السحابية"، إذ وجدت أن المؤسسات تواجه تحديات متعلقة بالحفاظ على الامتثال في بيئات الحوسبة السحابية، بما في ذلك قضايا تتعلق بحوكمة البيانات، والامتثال للمعايير واللوائح التنظيمية.

أما بالنسبة للمؤسسات التي تسعى لاعتماد الذكاء الاصطناعي، أصبح التحدي أكثر حدة. وقد أظهرت الدراسة أهمية تطوير حلول سحابية مرنة وقابلة للتكيف لضمان الامتثال المستمر في ظل هذه التغيرات التكنولوجية.

من هذا المنطلق، اعتمدت شركة كور 42 نهجاً جديداً لمعالجة هذا التحدي. إذ تبنت رؤية تعتمد على السيادة الذكية التي ترشد المؤسسات في أثناء تبنيها للتقنيات الجديدة. وتهدف السيادة الذكية إلى تعزيز تكيف المؤسسات باستمرار مع المتطلبات المتغيرة.

وتستند هذه الفلسفة إلى القيمة الجوهرية للسحابة السيادية العامة للشركة، المبنية على البنية التحتية العالمية لمايكروسوفت أزور والمدارة من خلال منصة التحكم السيادي للبيانات "إنسايت". وتتضمن قدرات مدفوعة بالذكاء الاصطناعي تجعل السيادة عملية ديناميكية استباقية وقابلة للتطبيق.

كيفية تحويل الامتثال إلى ذكاء

وتستهدف كور 42 أن تجعل السيادة ذكية واستباقية، لبناء الثقة ما يمكن المؤسسات من قيادة الاقتصاد الرقمي بنجاح. وفي أوائل عام 2025، قدمت شركة كور 42 توصيات مدفوعة بالذكاء الاصطناعي ضمن منصة "إنسايت". إذ أتاحت للمؤسسات الاطلاع على مدى امتثالها، وكيفية تعزيز موقفها الأمني. بالنسبة لكبار مسؤولي أمن المعلومات، يرسم هذا النظام خريطة طريق تبدأ من المتطلبات الأساسية وتصل إلى التوافق الأمثل. أما للمستخدمين غير التقنيين، فيحول الأطر المعقدة إلى خطوات واضحة وقابلة للتنفيذ. وحول هذا الشأن، قال نائب رئيس السحابة السيادية العامة في شركة كور 42، محمد رتمي: "إن دمج الذكاء الاصطناعي في منصة إنسايت يساعد العملاء على الانتقال من الامتثال التفاعلي إلى السيادة الاستباقية. ويحدد هذا النظام الموارد غير المتوافقة ويقدم توصيات فورية حول كيفية معالجتها".

واكتسب اعتماد الذكاء الاصطناعي في الحوسبة السحابية أهمية قصوى بالنسبة للمؤسسات باعتباره ركيزة أساسية لتعزيز التحول الرقمي. إذ وجدت دراسة بعنوان "اعتماد الذكاء الاصطناعي في الحوسبة السحابية" أن اعتماد هذه التقنية يعزز الكفاءة التشغيلية من خلال أتمتة العمليات وتقليل التكاليف باستخدام حلول سحابية قابلة للتوسع. ما ينعكس على تنافسية المؤسسات في الأسواق الحديثة.

ولتحقيق أعلى دقة ممكنة، استعانت كور 42 بالذكاء الاصطناعي التوليدي في إنسايت أسيست، وهي أداة مصممة خصيصاً لضمان الامتثال. وتتيح لمستخدميها التفاعل مع وضع سيادتهم بطريقة سلسة. وبالتالي لم تعد الحوكمة حكراً على خبراء الأمن أو القانون فحسب، بل أصبح بإمكان قادة الأعمال، ومدراء المشاريع، والموظفين غير التقنيين الوصول إلى نفس المعلومات بلغة سهلة ومفهومة.

وتعتزم الشركة إدراج تحسينات جديدة على واجهة المستخدم حتى تجعل هذه الأداة أكثر سهولة، ما يقلل الحواجز أمام استيعاب مفهوم السيادة. وقد أظهرت دراسة بعنوان "تنفيذ السحابة السيادية: الهياكل التقنية لإقامة البيانات والامتثال التنظيمي" أن دمج هذه التقنيات مع حلول السحابة السيادية يسهم في تقديم ميزات امتثال محسنة مع تعزيز الوعي بكيفية الالتزام بالأطر التنظيمية.

دمج الذكاء الاصطناعي في دورة التطوير

تتجه المؤسسات نحو تبني أدوات الذكاء الاصطناعي داخلياً، وقد أظهرت دراسة لشركة ماكنزي آند كومباني أن 78% من المؤسسات تستخدم الذكاء الاصطناعي في وظيفة عمل واحدة على الأقل، بزيادة من 55% في العام السابق. بدورها، طبقت كور 42 الذكاء الاصطناعي داخلياً عبر دمجه في كيفية بناء منتجاتها وتطويرها. وبالتعاون مع مايكروسوفت، تستخدم الشركة الذكاء الاصطناعي لترجمة متطلبات العملاء مباشرة إلى قوائم المهام التقنية، ما يسرع عملية التطوير، ويضمن ربط الميزات الجديدة بالاحتياجات التنظيمية الحقيقية. وفي هذا الصدد، قال رتمي: "إن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءاً من طريقة عملنا وبناءنا للحلول الرقمية وتقديم خدماتنا. كل تحسين يجرى على المنصة يتم توجيهه بالذكاء، ما يعني أن العملاء يستفيدون من امتثال أسرع وأكثر ذكاء".

تعكس هذه الابتكارات حقيقة أوسع عن عصر الذكاء الاصطناعي، إذ لا يمكن للسيادة أن تبقى ثابتة. فنفس الخوارزميات التي تدعم المنتجات والخدمات الجديدة تخلق أيضاً مخاطر جديدة. وإذا أرادت السيادة الحفاظ على مصداقيتها، فيجب أن تتطور بالسرعة نفسها التي تتطور بها التقنيات التي تهدف إلى حمايتها.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2025.

المحتوى محمي