عصر الروبوتات الشبيهة بالبشر: كيف تقرر إن كان الوقت مناسباً للاستثمار فيها؟

9 دقيقة
الروبوتات الشبيهة بالبشر
فريق عمل هارفارد بزنس ريفيو

قد يؤدي التطور السريع لمجال الروبوتات الشبيهة بالبشر ذات الأغراض العامة، الذي يدفعه التقدم في مجالات الذكاء الاصطناعي التوليدي والميكانيك الإلكتروني وتكنولوجيا المحاكاة، إلى تغيير جذري في ديناميات القوى العاملة في مختلف القطاعات. على عكس الروبوتات المصممة لمهام محددة في الأوساط الخاضعة للرقابة التي تكون صناعية غالباً، ستكون الروبوتات الشبيهة بالبشر ذات الأغراض العامة قادرة على أداء العديد من المهام في أوساط مختلفة، من مواقع التصنيع إلى المستشفيات والفنادق، دون الحاجة إلى قدر كبير من إعادة التهيئة أو البرمجة. هذه الروبوتات ملائمة للأوساط المصممة للبشر لأن أجسامها شبيهة بالبشر، كما أن ذلك سيتيح لها التعاون مع البشر في وقت أقرب بكثير مما يتوقعه العديد من الشركات.

لم ينبع التقدم الأخير في مجال الروبوتات الشبيهة بالبشر من قفزة تكنولوجية واحدة، بل من الدمج بين أجهزة صلبة وبرمجيات أكثر تطوراً وأقل تكلفة. تستثمر الشركات الكبرى بكثافة في تمكين الاستخدام الواسع النطاق للروبوتات الشبيهة بالبشر. على سبيل المثال، يوسع إطار عمل غروت بلوبرينت من شركة إنفيديا نطاق التدريب بالمحاكاة ليشمل مجموعة متنوعة من نماذج الروبوتات الشبيهة بالبشر، بينما تزعم شركة تيسلا أن روبوت أوبتيموس الذي طورته يتولى مهام التجميع وإدارة المخزون في الوقت الحقيقي في مصانعها، ويمكن أن يصبح متاحاً للشركات الأخرى بحلول عام 2026.

تشير أبحاثنا ومشروعاتنا إلى أن الروبوتات الشبيهة بالبشر تعزز الأتمتة الذكية وإنتاجية العمالة البشرية وتخفض التكاليف، كما أن تكلفة تصنيعها آخذة في الانخفاض؛ إذ انخفضت بنسبة 40% في السنوات الأخيرة، وستستمر في الانخفاض مع زيادة الإنتاج. من المتوقع أن تنخفض تكلفة الروبوت الواحد من نحو 58 ألف دولار إلى 20 ألف دولار بحلول عام 2032. كما أن تدريب الروبوتات الشبيهة بالبشر أصبح أكثر كفاءة، ما يؤدي دوراً كبيراً في خفض تكلفتها. على سبيل المثال، يستغرق إتقان الروبوتات مهارة واحدة جديدة (مثل طي الملابس) نحو 500 ساعة من التدريب باستخدام البيانات عادة، بينما يستطيع النموذج البصري اللغوي التنفيذي، هيلكس، الذي طورته شركة فيغر أيه آي إتقان عدة مهام في الوقت نفسه.

أدى كل من انخفاض التكاليف والاهتمام المتزايد إلى زيادة استثمار رأس المال الاستثماري في الروبوتات الشبيهة بالبشر؛ إذ هناك حالياً أكثر من 160 مصنعاً لهذه الروبوتات في مختلف أنحاء العالم، منها أكثر من 60 مصنعاً في الصين و30 مصنعاً في الولايات المتحدة و40 مصنعاً في أوروبا. يتوقع بعض المحللين أن يصل عدد شحنات الروبوتات الشبيهة بالبشر إلى 8 ملايين وحدة سنوياً بحلول عام 2040، ما يشير إلى سرعة تبني هذه التكنولوجيا وتأثيرها المحتملين.

ولكن، إذا لم تفكر الشركات بالمسائل المهمة قبل الاستثمار في هذه التكنولوجيا، فقد يصبح استخدام الروبوتات الشبيهة بالبشر مكلفاً وقد يؤدي إلى نتائج سلبية. هناك الكثير من التحديات التي يجب التغلب عليها لاستخدام الروبوتات الشبيهة بالبشر على نطاق واسع؛ منها العقبات الفنية مثل دمج الأجهزة الصلبة وتخزين الطاقة والسلامة والتعقيدات المتعلقة بالتعاون بين الإنسان والروبوتات. بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف أخلاقية تزيد المسألة تعقيداً تتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي ومستقبل العمل.

كيف يستطيع المسؤولون التنفيذيون تحديد الحالات المناسبة للاستثمار في الروبوتات الشبيهة بالبشر؟ سنتحدث فيما يلي عن 5 أسئلة يجب على المسؤولين طرحها:

1. ما هو الدور الذي يمكن أن تؤديه الروبوتات الشبيهة بالبشر في الشركة؟

بداية، يجب على المسؤولين التنفيذيين تقييم الأدوار المحددة التي يمكن أن تؤديها الروبوتات الشبيهة بالبشر في عمليات مؤسساتهم. يجب أن يسترشد هذا التقييم بسؤالين أساسيين: ما هي المهام التي تستطيع الروبوتات الشبيهة بالبشر أداءها بفعالية أكبر مقارنة بالروبوتات الصناعية التقليدية؟ وما هي الحالات التي توفر فيها هذه الروبوتات قيمة أكبر من تلك التي يوفرها العاملون البشر؟

الروبوتات الشبيهة بالبشر ملائمة للأوساط التي تتطلب الحركة الشبيهة بحركة الإنسان، مع قيود مكانية معقدة ومهام تتطلب مهارة شبيهة بمهارة البشر وقدرة على اتخاذ القرارات شبيهة بقدرة البشر. تعمل الروبوتات الشبيهة بالبشر بالفعل في مساحات معقدة في المجالات مثل التصنيع والرعاية الصحية وتجارة التجزئة، وهي تتعاون مع العمال بطرق تعجز عنها الروبوتات التقليدية.

أثبتت هذه التكنولوجيا فعاليتها بالفعل في المجالات الثلاثة التالية:

التصنيع والتخزين

في الأوساط الصناعية، تستطيع الروبوتات الشبيهة بالبشر حل مشكلة النقص في العمالة وأداء المهام التي تعرّض العاملين لخطر الإصابات. كشفت دراسة استقصائية أجرتها شركة أكسنتشر عام 2024 وشملت 552 مدير مصنع في مراكز التصنيع الأساسية في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة أن 58% من المشاركين الذي يعملون في المصانع الكبيرة يعتقدون أن الروبوتات الشبيهة بالبشر ستصبح المعيار المعتمد الفعال من حيث التكلفة في مجال التجميع بحلول عام 2040. تختلف هذه الآراء بحسب المنطقة؛ إذ يعتقد 63% من المدراء في الهند و65% في الصين و72% في اليابان أن الروبوتات الشبيهة بالبشر هي إضافة مفيدة في خطوط التجميع الصناعية، بينما بلغت هذه النسبة 35% في الولايات المتحدة و21% في أوروبا.

تشهد شركات قطاع السيارات التي تبنت الروبوتات الشبيهة بالبشر في وقت مبكر نتائج إيجابية بالفعل؛ إذ وصلت نسبة الأتمتة في العديد من شركات تصنيع السيارات الصينية إلى نحو 100% في ورش هياكل السيارات، بينما تستخدم شركة نيو الصينية 300 روبوت يديرها نحو 12 عاملاً فقط، وهي تنتج 20 سيارة في الساعة. ازدادت كفاءة مصنع شركة بي إم دبليو في مدينة سبارتانبرغ بنسبة 400% بعد استخدام روبوت فيغر 02، بينما استثمرت شركة شيفلر في شركة أجيليتي روبوتكس، وهي تخطط لاستخدام روبوتاتها الشبيهة بالبشر من طراز ديجيت في 100 مصنع على مستوى العالم بحلول عام 2030 لأتمتة المهام المتكررة أو الخطيرة أو التي تتطلب جهداً بدنياً كبيراً.

تستخدم شركات السيارات الكهربائية في الصين الروبوتات الشبيهة بالبشر وتصنعها أيضاً؛ إذ طورت شركة جي أيه سي غروب التي تملكها الدولة روبوت غو ميت المخصص لتركيب الأسلاك في السيارات في خط الإنتاج، وتخطط الشركة لتوسيع نطاق تصنيع هذا الروبوت بحلول عام 2026 لاستخدامه في المصانع والمستودعات. وكذلك شركة نيو الناشئة للسيارات الكهربائية التي أسست شبكة لتبديل البطاريات، إذ أنشأت فريقاً داخلياً للبحث والتطوير بهدف تصنيع روبوتات شبيهة بالبشر للغرض نفسه.

تقديم الرعاية

توفر الروبوتات الشبيهة بالبشر حلاً لازدياد الطلب في مجال تقديم الرعاية، خاصة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة. تتولى الروبوتات الشبيهة بالبشر المهام الروتينية مثل فحص العلامات الحيوية وإعطاء الأدوية والتنظيف، كما يمكن تدريبها باستخدام أنماط السلوك المعقدة لتقديم الدعم العاطفي.

على سبيل المثال، تُستخدم الروبوتات الشبيهة بالبشر ناو التي طورتها شركة الروبوتات ألديباران لرعاية الأطفال المصابين بالتوحد في مدرسة موراي بريدج الثانوية في أستراليا، حيث تساعد الطلاب على تطوير مهاراتهم في العلوم واليوغا وتكنولوجيا المعلومات والمهارات الاجتماعية. ويستخدم الروبوت الشبيه بالإنسان كاسبار الذي يتمتع بحجم الأطفال في وسط سريري لتطوير المهارات الاجتماعية ومهارات التواصل لدى الأطفال. حقق الروبوتان نتائج إيجابية في تسهيل علاج الأطفال المصابين بطيف التوحد؛ إذ إنهما ساعدا على تعزيز التفاعل الاجتماعي وتطوير مهارات التواصل.

خدمة العملاء

قد تكون الروبوتات الشبيهة بالبشر مفيدة جداً حتى في القطاعات التي يتفاعل الموظفون فيها مع العملاء مباشرة، مثل قطاع البيع بالتجزئة والضيافة، خاصة في الوظائف التي تتطلب عدداً أقل من المهارات التخصصية وتنطوي على مهام معروفة بأنها رتيبة أو خطيرة أو تكرارية؛ إذ إن إمكانات اعتماد هذه الروبوتات لأداء هذه المهام هي الأعلى. المجالات مثل إعداد الطعام وتقديمه والمبيعات ملائمة بصورة خاصة للروبوتات الشبيهة بالبشر لأنها تتطلب قدرات بدنية لا يمكن تطويرها بتحسين تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الأخرى التي لا تأخذ شكل البشر وغير قادرة على أداء وظائفهم.

ازداد في الصين واليابان رواج الروبوتات الشبيهة بالبشر التي تعمل في تحضير المشروبات وتلك التي تؤدي دور الخدم وطاقم خدمة الغرف. تعمل الروبوتات في فندق هينا في طوكيو جنباً إلى جنب مع البشر وتتفاعل مع العملاء باللغات اليابانية والكورية والصينية والإنجليزية.

2. ما هو العائد الذي سيحققه الاستثمار في الروبوتات الشبيهة بالبشر؟

تتطلب الاستثمارات في الروبوتات الشبيهة بالبشر تحليلاً شاملاً للتكلفة والفائدة. يجب ألا يقتصر هذا التحليل على التكلفة المباشرة، مثل سعر الشراء ونفقات الدمج والتدريب، بل يجب أن يأخذ في الاعتبار التكلفة غير المباشرة أيضاً، مثل الوقت المستغرق لتهيئة الروبوتات وإعداد الفرق للعمل معها.

على الرغم من أن تكاليف البدء باستخدام الروبوتات الشبيهة بالبشر قد تنفر بعض الشركات منها فمجال الروبوتات كخدمة يوفر خياراً أكثر فعالية من حيث التكلفة وقابلية للتطوير ما يشّجع الشركات على دخول هذا المجال. يخفض استخدام الروبوتات في المهام الخدمية العبء المالي للاستثمارات الأولية الكبيرة ويتيح للشركات استخدام الروبوتات الشبيهة بالبشر تدريجياً، كما أنه يقلل الحاجة إلى التحديثات البرمجية ويسهل استخدام أحدث التكنولوجيات الروبوتية.

على سبيل المثال، تستخدم شركة جي إكس أو لوجستكس روبوتات ديجيت من شركة أجيليتي روبوتكس بموجب اتفاقية الروبوتات كخدمة في المهام المتكررة في المستودعات، وتدير منصة الأتمتة السحابية لشركة أجيليتي، أجيليتي آرك، هذه الروبوتات.

3. كيف يمكن دمج الروبوتات الشبيهة بالبشر في العمليات والأنظمة الحالية بفعالية؟

استخدام الروبوتات الشبيهة بالبشر لتحسين المهام المنعزلة هو إهدار لإمكانات هذه الروبوتات. يجب أن تسهم الروبوتات الشبيهة بالبشر في تبسيط العمليات المؤسسية الأوسع نطاقاً وأتمتتها. على سبيل المثال، عندما ينقل الروبوت الشبيه بالإنسان المواد من نقطة إلى أخرى في مستودع، يجب أن يكون الهدف الحقيقي من استخدامه هو تعزيز عملية مناولة المواد بأكملها.

يجب على المسؤولين التنفيذيين ضمان أن تعمل الروبوتات الشبيهة بالبشر بسلاسة إلى جانب البشر والروبوتات والآلات الأخرى، إذ يعزز هذا الدمج الكفاءة ويتيح توزيع المهام على نحو مرن. ويستطيع المسؤولون التنفيذيون تعديل خطوات العمليات باستمرار وإعادة تخصيص الموارد في الوقت الحقيقي من خلال دمج الروبوتات الشبيهة بالبشر في عمليات ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي.

أحد الأمثلة على هذا النهج هو التعاون بين شركتي أجيليتي روبوتكس وأمازون؛ إذ تتحرك روبوتات ديجيت الشبيهة بالبشر في ممرات المستودعات وأنظمة الرفوف المصممة للعمال البشر. تساعد هذه الروبوتات حالياً على إعادة توزيع الحاويات في مستودعات مختارة في أمازون ونقل الفارغة منها بعد سحب المنتجات المطلوبة. يبين نجاح البرنامج التجريبي أن الروبوتات الشبيهة بالبشر قابلة للدمج في عمليات المستودعات الأخرى وقادرة على التفاعل مع البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات في شركة أمازون. تتوقع أمازون أنها ستتمكن من إعادة استخدام روبوتات ديجيت والاعتماد عليها في مهام أخرى بخلاف نقل الحاويات في المستقبل القريب، مثل تفكيك ألواح التحميل وتفريغ الشاحنات.

عرضنا في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية لعام 2025 نهجاً مشابهاً لتعاون بين شركة أجيليتي روبوتكس ومنصة أوتونوما. كان الهدف من هذا التعاون تمكين التنسيق الذكي والقابل للتكيف وتحقيق التشغيل البيني بين الروبوتات الشبيهة بالبشر والروبوتات الصناعية، بما يتيح لها التعاون مع البشر، ودمج البيئات الواقعية والافتراضية بسلاسة ضمن منصة أومنيفيرس من شركة إنفيديا.

4. كيف يمكن ضمان التعاون الآمن بين الإنسان والروبوتات الشبيهة بالبشر؟

يجب أن تطور الشركات التي تخطط لاستخدام الروبوتات الشبيهة بالبشر جنباً إلى جنب مع الموظفين ثقافة التعاون بين الإنسان والآلة. إذ يجب على المسؤولين التنفيذيين البحث في أفضل الممارسات الناشئة لدمج الروبوتات الشبيهة بالبشر واعتمادها، على أن تكون واضحة بالنسبة للموظفين وتشمل التحقق الصارم من السلامة.

تعزيز السلامة والإنتاجية في مكان العمل لجعل الروبوتات الشبيهة بالبشر موارد مفيدة وغير مهددة هو شرط لا يمكن التنازل عنه، ولتحقيقه يجب أن يشرح المسؤولون التنفيذيون أدوار الروبوتات الشبيهة بالبشر وقدراتها بشفافية وعلى نحو استباقي. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الشركات أن تستخدم روبوتات لا تبدو خطيرة ويمكن فهم دورها والتفاعل معها بسهولة، ما يسهم على نحو هادف في تجنب ظاهرة "الوادي الغريب"، وهي النفور المقلق من التفاعل مع الروبوتات الشديدة الشبه بالبشر.

شركة فيغر أيه آي هي خير مثال على هذا النهج؛ إذ يطبق مركز تعزيز سلامة الروبوتات الشبيهة بالبشر فيها إطار عمل صارماً للتحقق من السلامة لضمان ألا تشكل روبوتاتها الشبيهة بالبشر خطراً جسدياً على الإنسان. تعمل الشركة أيضاً مع مختبر معتمد من الإدارة الاتحادية للصحة والسلامة المهنية الأميركية لترخيص أنظمة بطاريات الروبوتات وأدوات التحكم بالسلامة والمكونات الكهربائية بما يتوافق مع المعايير المعمول بها في القطاع.

تثبت شركة فيغر أيه آي التزامها بالسلامة من خلال شرح خططها بشفافية؛ إذ تقدم تحديثات مستمرة حول سلامة المنتج وتحدد بوضوح بروتوكولات الاختبار وتبلغ بصراحة عن النجاحات والعثرات على حد سواء. يضمن هذا الانفتاح منح الأولوية للسلامة باتساق، ما يعزز ثقة الموظفين بأنفسهم وبالشركة.

5. كيف سندرب الروبوتات الشبيهة بالبشر على العمل في الظروف الواقعية؟

يمثل تدريب الروبوتات الشبيهة بالبشر في الأوساط المادية تحدياً كبيراً؛ إذ إن هذه الروبوتات مكلفة وتوسيع نطاق استخدامها صعب، كما أنها عرضة للاهتلاك والتلف وتعاني المخاطر المتعلقة بالسلامة. تمثل التوائم الرقمية حلاً في مجالين رئيسيين. أولاً، تتيح هذه التكنولوجيا للمطورين اختبار المكونات والأنظمة الروبوتية افتراضياً للتحقق من قدرتها الوظيفية ودقتها قبل تصنيع الروبوتات الشبيهة بالبشر. ثانياً، الروبوتات الشبيهة بالبشر قادرة على تعلّم قوانين الفيزياء في عمليات المحاكاة، ما يضمن أن تعمل بسلاسة عند استخدامها جنباً إلى جنب مع البشر.

بفضل التوائم الرقمية، يمكن تحسين الروبوتات الشبيهة بالبشر ومراقبتها طوال دورة حياتها لضمان دوام كفاءتها. وقد اعتمدت شركات التصنيع والخدمات اللوجستية بالفعل استخدام التوائم الرقمية لتتبع أداء الروبوتات والوقاية من تعطلها وضمان التنسيق الأكثر السلاسة بين فرق البشر والروبوتات.

على سبيل المثال، نستكشف بالتعاون مع شركة شيفلر مخطط أومنيفيرس من شركة إنفيديا المخصص للتوائم الرقمية بهدف محاكاة مجموعات الروبوتات واختبارها، ويشمل ذلك الروبوتات الشبيهة بالبشر. يبين عرض إثبات المفهوم روبوتات ديجيت من شركة أجيليتي روبوتكس وهي تجري عملية مناولة المواد، مثل مناولة الحاويات ونقلها إلى مناطق التجميع والتشغيل. يظهر العرض أيضاً كيف يتعلم الروبوت المتعدد المهارات، فينيكس، من شركة سانكتشواري أيه آي، أداء المهام في العالم الحقيقي في منصة أومنيفيرس من خلال مراقبة عمليات المحاكاة. من الأمثلة على ذلك جمع مجموعات قطع الغيار للطلبات الفردية في أحد مراكز قطع الغيار التابعة لشركة شيفلر. تدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي البصري تقنية التعلم بالمحاكاة هذه، مثل تطبيق ميتروبوليس من شركة إنفيديا الذي يلتقط حركات العمال والروبوتات الشبيهة بالبشر في العالم الحقيقي ويحولها إلى محاكاة في منصة أومنيفيرس.

معالم مستقبل العمل تتشكل الآن

لم تعد الروبوتات الشبيهة بالبشر مجرد رؤية بعيدة المنال، بل ستصبح بسرعة جزءاً لا يتجزأ من القوى العاملة. نعتقد أن الروبوتات الشبيهة بالبشر قد تعزز نمو الشركات بطرق جديدة، وتعزز الكفاءة والابتكار.

بالنسبة للمسؤولين التنفيذيين الذين يخططون لاستخدام الروبوتات الشبيهة بالبشر، يتوقف النجاح على الفائدة التي ستعود على الشركات والقوى العاملة، والاستثمارات المطلوبة في الأجهزة الصلبة والتدريب، والدمج المدروس والتعاون الفعال بين الإنسان والروبوتات. يساعد كل من طرح الأسئلة الخمسة أعلاه والإجابة عنها القادة على اتخاذ الخطوات الصحيحة لاستكشاف الروبوتات البشرية ودمجها في شركاتهم، ولجعل العمل في المستقبل مدعوماً بالذكاء الاصطناعي ومدمجاً بالروبوتات الشبيهة بالبشر، وهو مستقبل تسهم فيه الأتمتة وبراعة البشر معاً في إحداث تغيير جذري في القوى العاملة.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2025.

المحتوى محمي