بلغ عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا 75,775 حالة، من بينها 12,064 أو ما يعادل نسبة 21% من إجمالي الإصابات وصفت بأنها حالات حرجة، وارتفعت حصيلة الوفيات لتصل إلى 2,130 حالة، بالإضافة إلى ظهور فيروس كورونا الجديد في 30 دولة على الأقل. وتسبب الوباء في إثارة المخاوف ووضع الجميع في حالة تأهب قصوى، ولهذا إليكم 4 استراتيجيات لإدراة فيروس كورونا متعلقة بمجال الرعاية الصحية.
لقد لجأت عدة شركات، من بينها "إل جي"، و"فيسبوك" و"ريزر" (Razer) إلى منع موظفيها من السفر إلى الصين خشية إصابتهم بفيروس كورونا. كما ألزمت الموظفين العائدين من الصين بالعمل من المنزل.
وعلى صعيد آخر، شوهد بعض ركاب الرحلات الجوية اليائسين وهم يضعون زجاجات بلاستيكية وخوذات الدراجات النارية فوق رؤوسهم، في محاولة منهم لتجنب الإصابة بالفيروس. وفي إحدى الرحلات الجوية المتجهة من شنغهاي إلى بيرث ارتدى العديد من الركاب كمامات طبية. كما تم تعقيم ركاب الرحلة أنفسهم برذاذ تعقيم خاص فور هبوط الطائرة.
اقرأ أيضاً: كيف ستتغير خدمات الرعاية الصحية عندما تبدأ الخوارزميات بتشخيص الأمراض؟
وعلى الرغم من قدرة التقنيات المتطورة على إبطاء أثر الفيروس وربما القضاء عليه، يظل الوقت هو العامل الأكثر أهمية، فكل دقيقة تمر قد تحمل معها المزيد من حالات الإصابة أو الوفيات.
استحداث تقنيات الرعاية الصحية الشاملة
تعد الاستفادة من فاعلية تقنيات "الواقع الافتراضي" (VR) و"الواقع المعزز" (AR) لتحسين الوضع الحالي للرعاية الصحية في صميم أهداف الرعاية الصحية الغامرة. ولطالما أحدثت هذه التقنية ثورة مستمرة في أنظمة الرعاية الصحية التقليدية، ويمكن أن يكون لها تأثير كبير على إدارة فيروس كورونا وعلاجه.
1. الاستراتيجيات الطبية الوقائية صارت اقتصادية ومجدية
تُعد أفضل الممارسات مثل غسل اليدين أو التطعيمات، من ضمن تدابير الرعاية الصحية الوقائية التي تسهم في انحسار بعض الأمراض المعدية، ولكن في غياب حملات التثقيف والتوعية الجماهيرية، يظل غالبية السكان غافلين عن اتخاذ أي تدابير وقائية.
ويُعتبر ترسيخ التدابير الوقائية من خلال تنظيم دورات تدريبية على أيدي متخصصين في الرعاية الصحية لتولي التدريب أمراً معقداً، وتستغرق منهجيات التدريب التقليدية، مثل قراءة الكتيبات أو تنظيم الصفوف، وقتاً طويلاً، علاوة على أنها باهظة التكاليف.
وفي المقابل، نجد أن التقنيات الغامرة (التفاعلية) تسهم بسهولة في تدريب المرضى وحتى المتخصصين في الرعاية الصحية لكبح ومنع تفشي الأوبئة الفتاكة مثل فيروس كورونا. فالتدريب المتخصص على تقنيات (الواقع المعزز أو الافتراضي) المصمم للحالات المرضية مفيد للغاية.
اقرأ أيضاً: كيف تحظى أدوات التحليل التنبؤي في مجال الرعاية الصحية بتقبل وتأييد المستخدمين؟
ويسهّل إجراء تدريب فاعل على هذه التقنيات دون الحاجة لإعداد دليل تعليمي، هذا إلى جانب تمحور التدريب حول القيمة الجوهرية والتطبيق العملي، ومن ثم، تمكين الطلاب أو الأطباء من التطبيق المباشر للمفاهيم التي تعلموها على أرض الواقع.
"ربما يكون الطب الوقائي الغامر الورقة الرابحة في القضاء على فيروس كورونا، وضمانة لتوقع تفشي مثل هذه الأوبئة والتعامل معها بصورة جيدة في المستقبل".
2. تبسيط وتسريع بناء المستشفيات
لا بد من بذل جهود هائلة لمجابهة الأحداث التي تدل على الخطر، وسرعان ما ارتقت الصين إلى مستوى الحدث، بتشييدها مستشفى مؤقتاً للطوارئ في مدينة ووهان خلال 10 أيام فقط، لاستقبال المصابين بفيروس كورونا، وتتسع المنشأة لخدمة حوالي ألف مريض في آن واحد.
وتُعد كل ثانية مدخرة في وقت البناء بمثابة ثانية إضافية للعلاج والتعافي. ولحسن الحظ، يمكن لتقنية الواقع الافتراضي المساهمة في بدء التطوير والتخطيط لبناء المستشفيات، من خلال تمكين مقدمي الرعاية الصحية من التنقل عبر المنشآت، حتى قبل إعداد مخطط العمل. ويساعد هذا التصور على تحقيق انطلاقة مبكرة، نحن في أمس الحاجة إليها، وقد تكون عنصراً محورياً للبناء الفاعل واستقبال المرضى فيما بعد.
"تسهم التقنيات الغامرة إسهاماً هائلاً في عملية ضبط التشييد السريع للمستشفيات، ما يضمن تحسين الرعاية الممنوحة للمرضى وتعزيزها".
ومن ثم، سيكون بمقدور الحكومات الإسراع في بدء العمل بالمستشفيات وإنقاذ المزيد من الأرواح باتخاذ هذه الإجراءات.
3. ارتفاع معدلات الحسم والوعي الجغرافي
نوشك على إعلان فيروس كورونا الفتاك وباءً عالمياً. في مثل هذه الأزمة، تُشكل الخرائط الغامرة، المدعومة بتقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز، كنزاً لا يقدر بثمن، لأنها تجعلنا قادرين على رصد نكبة فيروس كورونا بصورة آنية.
وبإمكان الباحثين والخبراء الاستراتيجيين في مجال الرعاية الصحية على مستوى العالم، إجراء فحص سريع لمختلف أرجاء العالم، وتحديد المناطق المصابة بفيروس كورونا. علاوة على ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي المساهمة في التنبؤ بالمناطق التي يحتمل تعرضها مستقبلياً للإصابة بفيروس كورونا.
"تخيل مدى فاعلية وجود عالم ثلاثي الأبعاد مع تحديثات إحصائية آنية لفيروس كورونا مقارنة بجداول البيانات التي تتطلب جهداً يدوياً هائلاً. فنحن بحاجة إلى حلول رعاية صحية غامرة مستقبلية لمواجهة التحديات الجديدة الراهنة".
وتوفر التقنيات الغامرة معلومات نفيسة، يمكنها الدفع بعنصر الحسم بصورة كبيرة، والمساعدة في وضع استراتيجيات فاعلة للسيطرة على التفشي المحتمل لفيروس كورونا.
4. تشخيص أكثر وضوحاً لعلاج أكثر دقة
للأسف، يُمثل فيروس كورونا سيئ السمعة، عدوى جديدة عصفت بالعالم. والمحبط في الأمر عدم توافر لقاح لردع عدوى فيروس كورونا، حتى هذه اللحظة.
ويُعد الوقت الذي يستغرقه الطبيب لتشخيص الإصابة بالفيروس وتأكيدها عاملاً حاسماً في العلاج فيما بعد. فالتشخيص المبكر أمر حيوي، وبمقدور إجراءات الرعاية الصحية التي تعمل بتقنية الواقع الافتراضي المساهمة، أضعافاً مضاعفة، في إجراء تشخيصات دقيقة.
إذ توفر الرعاية الصحية الغامرة، أدوات تصوير مرئي شاملة لدعم التشخيص والعلاج، وبهذا، يستطيع الأطباء إنشاء نماذج افتراضية للوصف التشريحي للمريض. وعليه، قد يصبح الكشف المبكر عن فيروس كورونا أمراً ممكناً.
ما الخطوة التالية؟
يشهد تدخّل التقنيات الغامرة مثل الواقع الافتراضي أو المعزز والذكاء الاصطناعي تحولاً جذرياً وسيواصل تغيير معالم مجال الرعاية الصحية بأكمله، فقط إذا تحدثنا عن هذا التقدم الثوري.
إضافة إلى الاستراتيجيات المتعلقة بإدارة فيروس كورونا، وفي محاولة لتشجيع الرعاية الصحية الغامرة، نفذت مؤسسات مثل "منفرد" العديد من برامج التأثير في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لتسليط الضوء على أهمية تقنيات الواقع الافتراضي أو المعزز في المجال الطبي.
للمزيد من المعلومات عن استراتيجيات إدارة فيروس كورونا من الناحية الصحية، وعن سبب التوجه نحو استخدام تقنيات الرعاية الصحية الغامرة في مجال الرعاية الطبية في المستقبل، اضغط هنا.
اقرأ أيضاً: