إليك هذا الاستفسار حول التعامل مع المدير الصعب تحديداً.
سؤال من قارئ: مضى على عملي في القسم الحالي حوالي عامين، وبعد أسبوع من بدء عملي، غادر أحد المشرفين عليّ، وفي غضون أربعة أشهر غادر زميلي الذي يؤدي مهاماً مشابهة لمهامي. في السنة الأولى من عملي، فقدنا 12 موظفاً بدوام كامل من مجموعة تضم 21 موظفاً. وقد عملت لعدة أشهر مع مشرف جديد لا أثق به، ثم أصبح لدي مدير جديد، ولكن انتهى بي الأمر بإنجاز مهامي ومهامه في الوقت نفسه. كنت أؤدي جميع الأعمال بمفردي، وقد شعرت بالإرهاق الشديد. أخيراً، شغلت موظفة جديدة منصب زميلي السابق وأصبحت مشرفة عليها. إن رئيستي المباشرة الآن هي نائبة رئيس القسم، لكنني أواجه مشكلات مع هذه الموظفة الجديدة، أشعر أنها لا تحترمني وتفضل العمل مع نائبة الرئيس مباشرة. وتشجعها نائبة الرئيس وكبار المدراء الآخرين على ذلك، لأنهم غالباً ما يتوجهون إليها مباشرة في المهام المتعلقة بالمشاريع، وفي بعض الأحيان لا أعرف ما الذي تعمل عليه بالضبط. لقد تحدثت إلى جميع الأطراف المعنية بشأن هذا، لكن شيئاً لم يتغير. أواجه صعوبات في العمل مع نائبة الرئيس في جوانب أخرى أيضاً، فإذا أثرت غضبها في أمر معين، ربما كخطأ مطبعي في رسالة إلكترونية، فقد تتعامل مع الأمر بالصمت لبضعة أيام. إنها تحمل عقلية "لقد اعتدنا على فعل هذا الأمر بهذه الطريقة"، وتشعر بالاستياء إذا شعرت أننا نتحداها، حتى إذا كنا نحاول تطوير العملية فقط. إنها تبلغ من العمر 77 عاماً، لكنها لا تخطط للتقاعد لمدة عامين آخرين. إنني أحاول إنجاز المشاريع الكبيرة التي تأتي فجأة في بعض الأحيان بروح معنوية عالية، ولكنني أشعر بالذنب في الغالب لأننا نبذل الكثير من الجهد. إن التفكير في محاولة إيجاد وظيفة أخرى أمر مربك قليلاً بالنسبة إليّ. لكن هناك خبر جيد، أن المؤسسة التي نعمل فيها على وشك تعيين رئيسة جديدة، التي يبدو أن لديها عقلية وقيم ورؤية عظيمة. لقد تعرفت عليها قبل الإعلان عن تعيينها بفترة وجيزة، ويبدو أنها اهتمت حقاً بي وبعملي. يمكنها أن تغير المعادلة في قسمنا وتقود المؤسسة بأكملها نحو الأفضل، لكنني أعلم أنها لن تكون قادرة على تغيير كل شيء بضغطة زر، ولهذا فسؤالي هو:
هل ستنتظر الرئيسة الجديدة حتى تتقاعد رئيستي المباشرة في العمل لكي تتمكن من إجراء تغيير حقيقي في قسمنا؟ لا أعلم ما إذا كان بإمكاني البقاء لفترة طويلة مع رئيسة وموظفة لا تحترماني، هل عليّ البقاء أم الرحيل؟
يجيب عن هذه الأسئلة وكيفية التعامل مع المدير الصعب تحديداً:
دان ماغين: مقدم برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.
أليسون بيرد: مقدمة برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.
بلير ديسيمبريل: خبيرة مهنية في شركة "لينكد إن".
بلير ديسيمبريل: إن أول رد فعل لدي يتمثل في أنني أستطيع فهم سبب انزعاجها تماماً. لا أحد يرغب في الشعور بأنه مقوّض في العمل، أو يشعر بأنه مجهد للغاية ولا يمتلك ذلك التوازن بين العمل والحياة الشخصية من دون الشعور بالتقدير.
دان ماغين: يبدو الموقف صعباً على عدة مستويات، إذ إن هناك ثلاث أو أربع مسائل تتعامل معها في الوقت نفسه. إنها تتعامل مع مسألة ارتفاع معدل الدوران، ومع الموظفة المسؤولة عنها والتي تتجاهلها، ومع نائبة الرئيس صعبة المراس، التي تبلغ من العمر 77 عاماً والتي بقي على تقاعدها عامين آخرين. إن الحالة أشبه بالاختيار بين الأمرين، ما هو تصورك للأمل الموجود حول فكرة تعيين رئيسة جديدة؟ يبدو أن لديها نوع من التفاؤل حول ذلك.
بلير ديسيمبريل: هناك حقيقة تقول إن هناك تغيير قادم في القيادة. ونحن نعلم أن فريق الإدارة يحدد مسار المؤسسة من القمة فيما يخص الثقافة وما الذي تقدره تلك المؤسسة. والسؤال الذي يُطرح هنا هو، هل ستشهد استمرار ذلك التأثير خلال العامين القادمين؟ لكن يبدو أن هناك نقطة تحول هامة بالنسبة إليها وإلى المؤسسة من دون أدنى شك.
أليسون بيرد: أتساءل ما إذا كان من الممكن أن يتغير حالها اليومي بسرعة كافية لكي تشعر بالسعادة. أعتقد أن الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك، هي إذا عملت تلك الرئيسة الجديدة على إعادة تنظيم المؤسسة في وقت مبكر. لكنني أرى أيضاً أنه إذا استطاعت تسخير تلك العلاقة مع الرئيسة الجديدة والتي يبدو أنها تعرفها مسبقاً، ذلك لاكتشاف الفرص الجديدة التي قد تكون متاحة أمامها ويمكنها الانخراط فيها، أرى أن ذلك قد يكون الخيار الأفضل لديها، بدلاً من انتظار حدوث التغيير الثقافي الذي سيأخذها في النهاية إلى وضع أفضل.
دان ماغين: أعتقد أنني أكثر تفاؤلاً منك فيما يخص هذه الحالة، إذ لديها رئيسة جديدة قادمة، ولديها نائبة رئيس تبلغ من العمر 77 عاماً والتي تريد أن تنجز جميع المهام بالطريقة التي اعتادوا عليها دائماً.
أليسون بيرد: لكنها تريد البقاء لمدة عامين.
دان ماغين: ولكن لا أحد يمكنه أن يقرر موعد تقاعدها في مثل هذه الحالة إذا كانت على هذا المستوى الإداري. لكن بالنسبة إلى الرئيسة الجديدة، فأعتقد أنها عندما تأخذ فكرة عن الوضع سوف تأخذ قراراً بأن تقاعد ذلك الشخص ربما من الأفضل أن يحدث في وقت أقرب مما يعتقدون. وأرى أنه بالنسبة إلى شخص على مستوى القيادة، فإن أول أمر ينبغي أن تفعله هو تقييم الفريق والعمل على تغييره. بالنظر إلى هذه الحالة، سيكون من الطبيعي أن تقرر هذه الرئيسة الجديدة، ومن دون أي نوع من الضغط من قبل صاحبة هذا السؤال، أنهم بحاجة إلى نائب رئيس جديد في ذلك القسم. إذاً، أعتقد أن هناك فرصة على أقل تقدير، إن لم نقل أن هناك إمكانية لفعل ذلك.
أليسون بيرد: إلى متى ينبغي أن تنتظر لمعرفة ما إذا كان ذلك سيحدث أم لا؟
دان ماغين: أعتقد أنه إذا ركزت على هذه الفكرة القائلة أن نائبة الرئيس الحالية ستبقى في منصبها لعامين آخرين، فأنا غير متأكد من أنه يمكنها تقبل ذلك، وربما ستبقى تلك المدة المحددة. لكن هناك رئيسة جديدة قادمة، وسوف تقرر المدة التي ستقضيها نائبة الرئيس في منصبها.
بلير ديسيمبريل: علمنا أيضاً أن هنالك بعد ثالث لتلك المشكلة، وهي أن هناك انعدام ثقة بينها وبين الموظفة المسؤولة عنها. وعندما يتعلق الأمر بالعلاقة مع فريقها، فأنا أنصحها بأن تفكر فيما يزعجها. وكما هو واضح بأنها مشكلة ثقة، وإذا كان ذلك صحيحاً، فأنا أشجعها على الاستثمار في بناء تلك العلاقة معها.
أليسون بيرد: هل يمكننا القول أن تتجاهل نائبة الرئيس وتركز بجدية أكبر على الموظفة المسؤولة عنها؟
بلير ديسيمبريل: ينبغي أن تفكر ملياً في نوع المشكلات المطروحة، ثم تفكر فيما يمكنها إيجاد الحل له، وفيما يمكنها تقبله. وقد تحدثت كثيراً أيضاً حول صحتها العاطفية، ويبدو أنها تعرض صحتها العاطفية والنفسية للخطر. وإذا كانت تشعر بهذا فعلاً، فإنني أنصحها بعدم وضع نفسها في موقف يستنزف صحتها النفسية والعاطفية باستمرار. أول ما ينبغي فعله هو إجراء نوع من البحث حول ما يريحها، أي ما الذي تشعر به وما الذي يعنيها أكثر من غيره، وما الذي يمكن حله إذا كانت مهتمة بمواصلة التمسك بوظيفتها.
أليسون بيرد: لقد ذكرت نقطة جيدة حول البدء في تأمل نفسها، لأنه قد يكون تفاعلها مع تلك الموظفة دفاعياً، أو قد تكون إدارتها تفصيلية بسبب علاقتها السيئة مع نائبة الرئيس. إنها عالقة بين طرفين، حيث إنها لا تشعر بالاحترام من قبل الجانبين، ومن المحتمل أنها تُخرج بعضاً من تلك المشاعر المحبطة بطريقة خاطئة، أو في الاتجاه الخاطئ. حتى لو أنها أجرت سابقاً محادثات مع كلا الطرفين، ينبغي أن تتكيف مع أسلوب رئيستها إلى حد ما، وفهم ما يهمها حقاً، واستكشاف طريقة لمنحها الأمور التي تهتم بها أكثر من غيرها. وهذا لا يعني أنني أقترح التفكير في كيفية تطوير الأمور، ربما عليها فقط تقديم كل ما يطلب منها فعله. أما بالنسبة إلى الموظفة، ينبغي إجراء حديث حول الأهداف المشتركة، وتوضيح أنها لا تريد اتباع الإدارة التفصيلية، وإظهار حماسها لأن تلك الموظفة تعمل على تلك المشاريع الكبيرة، كما ينبغي توضيح أنها بحاجة إلى أن تكون مطلعة عليها حتى تتمكن من إدارة حجم العمل، لأن الجميع يكون مشغولاً جداً في نهاية المطاف. لذلك، أنا أتفق معك بأن هناك مجالاً لإجراء محادثة أخرى، ولكن عليها أن تتعامل معها بتأن ومهارة.
بلير ديسيمبريل: إذا كانت قادرة على إصلاح العلاقة مع الموظفة المسؤولة عنها، فهذا يعني أنه يمكنها الاستمرار في العمل معها، أليس كذلك؟ ويمكنهما بناء فريق قوي معاً والعمل سوياً، وقد تصبح المشكلات مع نائبة الرئيس ثانوية. مجدداً، يعود الأمر إلى ماهية قيمها وماهية أولوياتها، ولكن من خلال تحديد مجالات معينة لوظيفتها، ومن خلال العمل على إصلاحها، يبقى السؤال مطروح حول ما إذا كانت القيادة الجديدة سيكون لها تأثير على المؤسسة، وقد يمثل هذا استراتيجية رائعة لمعرفة ما إذا كان هذا هو الدور الذي يسعدها.
دان ماغين: لقد سألتنا بطريقة مباشرة، هل ينبغي عليّ البقاء أم الرحيل؟
بلير ديسيمبريل: أرى أن الأمر يتعلق بحاجتها إلى معرفة أمر واحد قبل أي شيء آخر، وهو ماهية المسائل الثلاث المطروحة، وما إذا كانت تستطيع التعايش مع عدم وجود حل لمسألة أو اثنتين من تلك المسائل أثناء انتظارها لما سيحدث مستقبلاً.
أليسون بيرد: نحن نقدر أن صاحبة هذا السؤال تتعامل مع الكثير من المسائل المختلفة، إذ لديها مشكلة مع الموظفة المسؤولة عنها، ومع رئيستها، وهناك معدل دوران مرتفع ضمن المجموعة، ولديها عبء عمل ثقيل جداً. نرى أنها محقة في أن تكون متفائلة بشأن تعيين رئيسة جديدة، لكننا غير متفقين إلى حد ما حول المدة التي يجب أن تنتظرها لمعرفة ما قد تفعله تلك الرئيسة الجديدة. ربما يجب عليها تسخير العلاقة التي تربطها معها مسبقاً لمعرفة ما إذا كانت هناك خطوة يمكنها فعلها على الفور نحو وضع تكون فيه أكثر سعادة ويضيف المزيد من القيمة. قد تصل الرئيسة إلى العمل وتجري التغييرات التي ترغب فيها فوراً، فقد تطلب من نائبة الرئيس الحالية المغادرة. في الوقت الحالي، نرى أنه ينبغي التفكير في معرفة طرق التعامل مع المدير الصعب وكيفية إصلاح العلاقة مع كل من الموظفة المسؤولة عنها ورئيستها الحالية، ونأمل أن يصلن جميعاً إلى بعض التوافق. بالنسبة إلى نائبة الرئيس، يجب النظر إلى المسائل الأكثر أهمية بالنسبة إليها، وما هي الضغوط التي تواجهها، وكيف يمكنك المساعدة. أما بالنسبة إلى الموظفة المسؤولة عنها، ينبغي إيجاد طريقة لجعلها حليفة لها حتى يتمكنا من العمل معاً لتحقيق الأهداف نفسها. من المحتمل أن تكون بحاجة إلى مغادرة هذه المؤسسة، ولكننا نرى أنه من الجيد إعادة المحاولة مع الفريق الحالي، والحصول على فهم مبكر من القائدة الجديدة حول التغييرات التي قد تجريها.
اقرأ أيضاً: