الشعور بالوحدة هو مصير من يصل إلى المناصب العليا، القيادة تنطوي على مسؤوليات وأعباء كبيرة وتحديات جسيمة، شعورك بالوحدة يزداد كلما ارتقيت في السلم الوظيفي. تعكس هذه العبارات الشائعة اعتقادنا أن منصب الرئيس التنفيذي يحمل معه شعوراً بالوحدة؛ إذ إننا نتخيّل الرئيس التنفيذي يجلس بمفرده في مكتبه في الطابق العلوي ويراجع أرقام المبيعات الفصلية التي قد تكون محبطة أو غير مُرضية بالنسبة له، لكن هل تعكس هذه الصورة الواقع؟
لا يزال شعور الوحدة الذي يواجهه الرؤساء التنفيذيون موضوعاً غامضاً نوعاً ما؛ إذ لم تتناول أي دراسات أكاديمية تقريباً هذا الموضوع. يمكن تفهّم ذلك إلى حد ما، فالرؤساء التنفيذيون لا يمتلكون الوقت الكافي للتعامل مع الباحثين الفضوليين، كما أنهم يخشون فقدان مكانتهم أو تعرضهم للمخاطر إذا كشفوا عن نقاط ضعفهم علناً، ما قد يؤثر سلباً في صورتهم لدى الآخرين.
للحصول على مزيد من المعلومات، أجرينا استطلاعاً للرأي شمل 165 رئيساً تنفيذياً في المؤسسات الكندية الكبرى. تلقينا ردوداً كاملة من 107 منهم، واستكملنا هذه النتائج بإجراء مقابلات مع 46 منهم. تمكّنا من التواصل مع هؤلاء الرؤساء التنفيذيين عبر مركز الأبحاث في جامعة آتش إي سي مونتريال (HEC Montréal)، الذي يركز على دراسة دور الرئيس التنفيذي ويشترك في الإشراف عليه وإدارته باحثون ورؤساء تنفيذيون.
كان هدفنا هو التعمق في تجارب الرؤساء التنفيذيين مع الوحدة ومصدر تلك المشاعر وكيفية تعاملهم معها. كشفت نتائجنا عن جوانب جديدة للمشهد العاطفي المعقد للقيادة التنفيذية وكيفية تعامل الرؤساء التنفيذيين مع مشاعر الوحدة على نحو أفضل.
الوحدة في سياقها الحقيقي
ننظر إلى الوحدة غالباً على أنها عزلة غير اختيارية أو افتقار إلى العلاقات الوثيقة، لكن عند التفكير في الأمر، ستكتشف أن هذين الأمرين لا ينطبقان فعلياً على الرؤساء التنفيذيين؛ إذ يتمتع معظمهم بمهارات عالية في التواصل وإنشاء العلاقات، وهم محاطون بزملاء يسعون باستمرار لجذب انتباههم. بعيداً عن افتقارهم إلى العلاقات المهمة والهادفة، فإنهم يعملون وسط شبكة اجتماعية مترابطة ومعقدة، فكيف من الممكن أن ينتابهم الشعور بالوحدة في هذه الحالة؟
تكمن الإجابة في أن القيادة تمثل عبئاً ثقيلاً يتحمله الرؤساء التنفيذيون وحدهم، على الرغم من كثرة علاقاتهم الاجتماعية. ينتشر أثر قراراتهم في أنحاء المؤسسة كافة، ما يؤدي إلى صياغة مستقبل كل فرد يومياً. غالباً ما يكون الرؤساء التنفيذيون على دراية بمعلومات ورؤى لا يمكن مشاركتها، سواء لضمان سرية الاستراتيجيات أو للحفاظ على معنويات الفريق. نظراً لأن الرؤساء التنفيذيين هم أعلى سلطة في المؤسسة، فقد تأخذ علاقاتهم مع زملائهم طابعاً هرمياً ووظيفياً، ما قد يؤدي إلى التعامل مع الآخرين بوصفهم مجرد أدوات لتحقيق الأهداف.
إذا كان الرؤساء التنفيذيون يشعرون بالوحدة طوال الوقت، فقد يدفعنا ذلك إلى القلق بشأن صحتهم النفسية، تماماً مثلما نشعر بالقلق إذا كانوا يعانون باستمرار مشاعر القلق والحزن. في الواقع، تظهر مشاعر الوحدة لدى الرؤساء التنفيذيين بصورة متقطعة وليست دائمة. على الرغم من أن 25% من الرؤساء التنفيذيين الذين شملهم الاستطلاع أبلغوا عن شعورهم بالوحدة على نحو متكرر، فقد أشار 55% منهم إلى تعرضهم لنوبات معتدلة من الوحدة لكنها ذات تأثير ملحوظ.
تشير التقارير إلى أن 1 من كل 5 رؤساء تنفيذيين يقلل من أهمية شعوره بالوحدة، ما يعكس الضغوط التي يواجهها القادة للحفاظ على هدوئهم وثباتهم. اكتشفنا أن الشعور بالوحدة يعتمد بدرجة كبيرة على السياق والظروف المحيطة؛ إذ تبلغ مشاعر الوحدة ذروتها خلال فترات ضعف المؤسسة، مثل التعرض لخسائر مالية كبيرة وتسريح العاملين والتحولات الاستراتيجية والتغيرات التنظيمية وأزمات العلاقات العامة والأزمات الاستثنائية والمفاجئة، مثل جائحة كوفيد-19. تؤدي هذه التحديات إلى زيادة رقابة أصحاب المصلحة، كما تثقل كاهل الرئيس التنفيذي بمزيد من المسؤوليات والضغوط لدرجة شعوره بأن منصبه نفسه في خطر. يقول أحد الرؤساء التنفيذيين: "يجب عليك العثور على حلول جديدة للمضي قدماً، ويجب عليك أن تتحمّل هذا العبء وحدك لأنك المسؤول عن اتخاذ القرار".
الرؤساء التنفيذيون الذين يشعرون بالوحدة يفتقرون إلى الدعم، لا إلى العلاقات
على الرغم من ذلك، فإن اتخاذ القرارات بمفردهم لا يؤدي بالضرورة إلى الشعور بالوحدة، فالعامل المهم الذي يثير مشاعر الوحدة لا يتعلق بالرئيس التنفيذي نفسه، بل بالأشخاص الذين يحيطون به.
يلجأ الرؤساء التنفيذيون المثقلون بالضغوط والأعباء في الأوقات العصيبة إلى مجلس الإدارة أو كبار المسؤولين التنفيذيين أو مدراء العمليات التشغيلية للحصول على الدعم والتوجيه، لكن ماذا إذا شعروا بأن الفريق غير قادر على أداء المهمة؟
على سبيل المثال، يمكن أن يشعر الرئيس التنفيذي بأن الفريق منقسم داخلياً أو غير متوافق مع رؤيته وأهدافه. قد يرى الرئيس التنفيذي أن فريقه يعمل بطريقة منعزلة مع التركيز على وظائف تشغيلية ومهام محددة دون التعاون مع الأقسام الأخرى أو أن أفراده غير قادرين على التعامل مع القضايا والمعلومات الحساسة. في أسوأ الحالات، قد يشعر الرؤساء التنفيذيون بأن الفريق ببساطة لا يمتلك المهارات المطلوبة.
عندما يلاحظ الرؤساء التنفيذيون وجود مشكلات في فريقهم، تبدأ مشاعر الوحدة بالتسلل إليهم. عندما يكون الرئيس التنفيذي في أمسّ الحاجة إلى الدعم، فقد يشعر بأن فريقه لا يستطيع تلبية هذه الحاجة، أو ربما يكون غير قادر على الانتظار للوصول إلى توافق في الآراء، ما يدفعه لاتخاذ قرارات حاسمة بمفرده، وهذا الأمر يؤدي إلى شعوره بالوحدة على الرغم من وجود الكثير من الأشخاص المحيطين به.
يقول أحد الرؤساء التنفيذيين: "عندما تكون الأمور جيدة، يبدو الفريق بأكمله وكأنه عائلة سعيدة متماسكة، لكن عندما يتدهور أداء الشركة وتظهر المشكلات، يبدأ الرؤساء التنفيذيون بالشعور بالوحدة الشديدة".
الرئيس التنفيذي الذي يشعر بالوحدة يكون أقل فعالية. يؤثر الرؤساء التنفيذيون تأثيراً مباشراً وواضحاً في الابتكار والاستراتيجية والأداء، بالإضافة إلى أن علاقاتهم مع الزملاء ضرورية جداً بوصفها وسيلة للحصول على المعلومات المهمة. يؤدي الرؤساء التنفيذيون دوراً رئيسياً في تحديد نهج فريق الإدارة العليا وثقافة العمل في المؤسسة عموماً. عندما يشعر الرئيس التنفيذي بالوحدة، فإن المؤسسة بأكملها تتأثر سلباً.
إذاً، كيف يمكننا مساعدة الرئيس التنفيذي في التغلب على مشاعر الوحدة؟ قدّم المشاركون في دراستنا 6 أساليب يستخدمونها لتخفيف آثار مشاعر الوحدة ومنع تفاقم المشاعر السلبية.
1. خفف عن نفسك
لا يمكنك إرضاء الناس جميعهم دائماً، وفي بعض الأحيان، يجب عليك التفكير في طرق للعناية بنفسك حتى تتمكن من استعادة طاقتك العاطفية للتعامل مع الضغوط والتوتر ومواجهة التحديات المستمرة.
كشفت أبحاثنا عن وجود نوعين رئيسيين من الاستراتيجيات التي يمكن أن يستخدمها الرؤساء التنفيذيون لتخفيف الشعور بالوحدة: استراتيجيات ذاتية تركز على العناية بالنفس والرفاهة العاطفية، واستراتيجيات قائمة على التواصل بحيث تركز على إنشاء العلاقات والحصول على الدعم من الفريق أو الأشخاص المحيطين بالرئيس التنفيذي. لذلك، تعامل مع نفسك بلطف، وشجع أعضاء فريقك على تبنّي هذا السلوك حتى يتمكنوا من دعمك. تقبّل الأخطاء وتعلّم منها. عندما يتعامل الرؤساء التنفيذيون مع التحديات بوصفها فرصاً للتعلم بدلاً من النظر إليها على أنها مهام تهدف فقط إلى تحقيق أداء مثالي أو نتائج محددة، فإن ذلك سيساعدهم على تقليل الشعور بالوحدة. من خلال تبني عقلية التعلم، يمكنك التعامل مع المسؤوليات والضغوط المهنية بطريقة عقلانية ومنطقية دون التأثر بها عاطفياً.
أشار بعض الرؤساء التنفيذيين إلى أن التفكير في حياتهم الشخصية خارج نطاق العمل ومناصبهم الحالية يساعدهم على التعامل مع الضغوط بفعالية أكبر. يقول أحد الرؤساء التنفيذيين مازحاً: "لا مشكلة إذا انتهى دوري في العمل وتركت منصبي الحالي، فالحياة ستستمر لأنها أكبر من ذلك". من خلال التفكير بهذه الطريقة، يمكنك النظر إلى الأمور من زاوية أوسع وتقييم المخاطر بعقلانية وتجنب ردود الفعل الدفاعية الناتجة عن الشعور بالوحدة.
2. انظر إلى التجارب بوصفها فرصاً للتعلم.
يتبنى العديد من الشركات ثقافات عمل تفرض على الرؤساء التنفيذيين التصرف بطريقة مثالية وتتوقع منهم امتلاك المعرفة الكاملة والثقة وعدم إظهار التردد أو الشك، لكن هذا الأمر يؤدي حتماً إلى زيادة الشعور بالوحدة، لذلك، من المفيد اتباع استراتيجية تعتمد على الاستفادة من فرص التعلم بدلاً من التركيز على تحقيق الأداء المثالي.
يُطلق علماء النفس على هذا النهج اسم "عقلية التعلم" (Learning Orientation) أو "عقلية النمو" (Growth Mindset). يقول أحد الرؤساء التنفيذيين: "عندما أتعامل مع التجارب بوصفها فرصاً للتعلم، يقل شعوري بالوحدة، لذلك، يجب عليك أن تعرف أن الأخطاء هي جزء من الحياة، فلا تقلق، لكن المهم هو أن تتعلم منها لأن التركيز فقط على الأداء لن يكون كافياً للمضي قدماً، فهناك العديد من المخاطر التي قد تؤدي إلى ارتكاب الأخطاء". يكون التعلم داخل المؤسسات غالباً جهداً جماعياً، لذلك، فإن التعامل مع التحديات على أنها فرص للنمو يمكن أن يخفف الشعور بالوحدة لأنه يشجع على تبادل الخبرات والتجارب مع الآخرين.
الرؤساء التنفيذيون ناجحون بطبيعتهم، لكن ذلك لا يعني أنهم معصومون من الخطأ. يقول أحد الرؤساء التنفيذيين: "يتطلب الأمر قدراً كبيراً من النقد الذاتي والقدرة على التأمل والتفكير في الإنجازات والإخفاقات السابقة، بالإضافة إلى تحديد المسار المستقبلي".
3. فكّر بعمق.
دعا العديد من الرؤساء التنفيذيين إلى التأمل الذاتي للحفاظ على التوازن في مواجهة الضغوط وإعادة التركيز على أهدافهم وغاياتهم العميقة. يقول أحدهم: "لحظات الوحدة هي أيضاً لحظات صمت تغوص فيها في أعماق نفسك وتتساءل عن قيمك الحقيقية، التي تساعدك على استعادة تركيزك بأفضل طريقة". على الرغم من أن الوحدة هي شعور سلبي، فإن هذا الطابع السلبي نفسه يمكن أن يكون دافعاً للعمل وإحداث التغييرات الإيجابية.
ومن هذا المنطلق، قد يؤدي تقبّل مشاعر الوحدة إلى إيجاد الحلول للتغلب عليها. يشير أحد الرؤساء التنفيذيين إلى أن الوحدة تمثّل فرصة للتفكير والتأمل الذاتي ولحظة استراتيجية مهمة لتحليل الموقف الحالي ورسم الخطط ومراجعة الاستراتيجية والاستعداد لاتخاذ القرارات المناسبة. لكن يجب ألا يتحول التفكير العميق إلى حالة من التأمل التي يغلب عليها طابع الحزن والكآبة.
يقول بعض الرؤساء التنفيذيين إنهم يشعرون بالوحدة أكثر بعد انقضاء المواقف الصعبة، أي بعد عودتهم إلى المنزل ومحاولة الاسترخاء والتفكير في المشكلات والتحديات التي واجهتهم خلال يوم العمل. يمكن أن يؤدي هذا التفكير المفرط والمزعج إلى تفاقم التوتر والتأثير سلباً على النوم، وفي هذه الحالة، يمكن أن تكون الهوايات والأنشطة الرياضية وسائل قيّمة وفعالة للتخفيف من هذا الأثر السلبي.
4. تعزيز مشاعر الإحسان والود.
يشعر العديد من الرؤساء التنفيذيين بأن دورهم لا يتعلق بتكوين صداقات أو إنشاء علاقات وروابط عاطفية عميقة مع أفراد فريقهم. في الحقيقة، يرى هؤلاء أن السعي لنيل إعجاب الآخرين هو خطأ شائع يرتكبه المبتدئون. بدلاً من ذلك، يركزون على تنمية الثقة المهنية وتشجيع العمل التعاوني وتوفير الدعم اللازم لتنفيذ المهام، بهدف تكوين علاقات وظيفية جيدة وتعزيز فعالية المؤسسة. يشير ذلك من الناحية النفسية إلى توجه قوي نحو التركيز على الأداء.
من المؤكد أن فريقك يحتاج إلى المهارات والمعرفة الصحيحة والمناسبة، لكن الإفراط في التركيز على الأداء يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالوحدة وزيادة التوتر، لذلك، يجب عليك تهيئة بيئة ودية وداعمة داخل الفريق، ما يسمح بإنشاء شبكة علاقات داعمة تساعدك على مواجهة التحديات المؤسسية بالتعاون مع الفريق.
اكتشفنا أن ارتفاع مستويات التوتر يؤدي غالباً إلى الشعور بالوحدة. وعلى الرغم من ذلك، فإن وجود أساس قوي من الإحسان والمودة داخل فريق الإدارة العليا يمكن أن يخفف هذا الأثر السلبي حتى في ظل التركيز الكبير على الأداء؛ إذ يواجه الرؤساء التنفيذيون، الذين يحظون بدعم من فريق الإدارة، مستويات أقل من التوتر والوحدة مقارنة بأولئك الذين يعملون بمفردهم.
بعبارة أخرى، يمكن التركيز على الأداء العالي بشرط أن يتبنى الجميع الأهداف نفسها ويتعاونون معاً على تحقيقها. يمكن أن يكون الاعتراف بمساهمة الآخرين في تحقيق النجاح أو الإنجازات والتعبير عن الشكر والامتنان وسيلتين بسيطتين وفعالتين لتعزيز هذا الشعور الإيجابي داخل الفريق.
5. ابحث عن الدعم من مصادر خارجية.
إذا لم تتمكن من العثور على الدعم الذي تحتاج إليه داخل الفريق، فابحث عنه في مكان آخر. يمكن أن يكون الانضمام إلى شبكات داعمة من خارج المؤسسة، مثل مجموعات نظراء الرؤساء التنفيذيين، طريقة جيدة لإعادة تقييم الوضع والنظر إلى الأمور من زاوية مختلفة. يمكنك التحدث إلى أشخاص يتفهمون وضعك وظروفك دون أن يكون لديهم مصالح شخصية يسعون لتحقيقها.
أفاد 40% من الرؤساء التنفيذيين الذين شاركوا في استطلاعنا بأنهم كانوا أعضاءً في مجموعات النظراء، ووجدوا أن هذه المجموعات ذات قيمة كبيرة؛ إذ إنها توفر مساحة آمنة لاكتساب رؤى يمكنهم تطبيقها في مؤسساتهم.
6. اسعَ إلى الحصول على الملاحظات وتقديمها.
تتفاقم مشاعر الوحدة لدى الرؤساء التنفيذيين عندما يشعرون بأن بيئة العمل أو الهيكل التنظيمي يعزلهم عن فريق العمل أو الموظفين الآخرين. لتجنب ذلك، يجب عليك تنمية ثقافة تشجع على تقديم الملاحظات وتلقيها. لا يقتصر الأمر على مجرد إبداء الاستعداد للإصغاء، بل يتطلب ذلك الخروج من "فقاعة الرئيس التنفيذي" (CEO Bubble) وطرح الأسئلة على الآخرين لمعرفة آرائهم.
تتمثل إحدى المشكلات التي يواجهها الرؤساء التنفيذيون في أن زملاءهم يقولون لهم ما يرغبون في سماعه فقط، أو أنهم لا يقدمون لهم المعلومات إلا عند طلبها بطريقة صريحة ومباشرة. وبالتالي، يجب أن يتحلى الرؤساء التنفيذيون بعقلية استقصائية لاستكشاف آراء الآخرين الحقيقية حتى إن كانت هذه الآراء تسبب شعورهم بعدم الارتياح أو تثبت عدم صحة وجهة نظرهم. في الوقت نفسه، يجب أن يشعر الموظفون بأن آراءهم الصادقة ستكون موضع ترحيب وأن التعبير عنها لن يؤدي إلى أي عواقب سلبية.
من الأفضل أن تكون الملاحظات متبادلة. يحتفظ الرؤساء التنفيذيون بالمعلومات الحساسة أو المقلقة لأنهم يخشون عدم قدرة أعضاء فريقهم على التعامل معها بفعالية، لكن عندما يتمكنون من مشاركة المعلومات، فإن ثقتهم بفريقهم تزداد، ما يؤدي بدوره إلى تقليل شعورهم بالوحدة.
يشعر كل رئيس تنفيذي بالوحدة من وقت لآخر، لكن يجب ألا يتحول هذا الشعور إلى عبء. تشير أبحاثنا إلى وجود العديد من الطرق التي يمكن للرؤساء التنفيذيين اتباعها لمواجهة مشاعر الوحدة أو تقليل آثارها على الأقل، لكن لتحقيق ذلك، يجب أولاً فهم الأسباب الجذرية التي تؤدي إلى هذه المشاعر. من خلال اتباع هذه المنهجية، يستطيع الرؤساء التنفيذيون تحسين رفاهتهم الشخصية وتعزيز نجاح المؤسسات التي يقودونها.