ما هي المصطلحات الأساسية التي تحتاج إليها لفهم الاستراتيجية؟

7 دقيقة
الكتابة المدعومة بالذكاء الاصطناعي
يورغ غرويل/ غيتي إميدجيز

تمثّل احتمالية تحقيق إنتاجية عالية عاملاً محفزاً يجعل فكرة استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي بوصفه أداة مساعدة في الكتابة أمراً مرغوباً بشدة؛ إذ أظهرت دراسة تجريبية أن استخدام نموذج تشات جي بي تي (ChatGPT) ساعد الموظفين على زيادة سرعة إنجاز مهام الكتابة بنسبة تتجاوز 50% مع تحسين جودة أعمالهم. خلص تقرير صادر عن شركة مايكروسوفت في عام 2023 إلى أن الموظفين يقضون ثلث وقتهم في كتابة الرسائل الإلكترونية والرسائل النصية، ويقضون ثلثاً آخر في إنجاز مهام أخرى، مثل تدوين الملاحظات وإعداد العروض التقديمية أو المستندات والوثائق، لذلك، عند التفكير في مقدار الوقت الذي نقضيه في الكتابة بأنواعها كافة، يمكننا ملاحظة الدور الذي تؤديه الكتابة المدعومة بالذكاء الاصطناعي في مواجهة أعباء العمل الزائدة وتقليل الضغط على الموظفين.

لكن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لكتابة الرسائل الإلكترونية والتقارير (أو حتى لإنشاء المسودات الأولية) ينطوي على بعض المخاطر والعواقب السلبية، فقد يفقد المستخدم أسلوبه المميز بسبب اعتماده على الكلمات النمطية والمتوقعة التي يقدمها البوت، بالإضافة إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يقدم غالباً بعض النتائج الخاطئة وغير المنطقية، كما يجب مراعاة بعض الجوانب الأخلاقية، مثل الاعتراف بدور البوتات في كتابة النص وتجنب انتهاكات الخصوصية والتساؤل عمّا إذا كان استخدام البوتات في كتابة المحتوى يقلل من قيمة العمل البشري والجهد المبذول. على سبيل المثال، في إعلان شركة جوجل للألعاب الأولمبية لعام 2024، استخدم أحد الآباء بوت الشركة لكتابة رسالة شكر من ابنته الصغيرة إلى أحد الرياضيين الملهمين، ما أثار موجة من الانتقادات التي دفعت الشركة إلى إزالة الإعلان. من الطبيعي أن يشعر العديد من الأشخاص بالقلق من أن يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي في مهام الكتابة في مكان العمل إلى إضعاف الثقة بين الزملاء، وبالتالي، قد يؤثر ذلك سلباً في مكانة الفرد وصلاحياته المهنية.

لكن يمكنك تجنب تلك المخاطر؛ فعلى مدار سنوات من البحث والكتابة في مجال بيئات العمل الرقمية، ركزتُ على كيفية استخدام الأفراد والمؤسسات للأدوات الرقمية لزيادة الكفاءة وتعزيز الروابط والعلاقات الإنسانية. ولا يختلف استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في الكتابة عن استخدام الأدوات الرقمية الأخرى.

المهم هو استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي بوصفه أداة مساعدة في الكتابة دون السماح له بتولي هذه المهمة كلياً نيابة عنك. يشير الفيلسوف ريتشارد ميناري إلى أن الكتابة هي عملية التفكير في أثناء العمل والتنفيذ، وهذا هو بالضبط سبب أهمية مشاركتك الفعالة في هذه العملية. في الواقع، إذا استخدمت الذكاء الاصطناعي بوصفه أداة للكتابة بحكمة وبراعة، فستصبح كاتباً ومفكراً أفضل ولن تكون مجرد شخص يمكن استبدال الذكاء الاصطناعي به.

لتحقيق ذلك، استخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي لمساعدتك في كل مرحلة من مراحل عملية الكتابة، دون السماح له بأن يحل محلك.

قبل الشروع في العمل

قبل أن تبدأ، راجع سياسة الذكاء الاصطناعي المعتمدة في مؤسستك؛ إذ يمكن أن تزودك هذه السياسة ببعض الإرشادات المتعلقة بالأدوات المسموح باستخدامها أو كيفية تجنب تسريب المعلومات الحساسة عن طريق الخطأ.

احرص على الإفصاح للقارئ عن الأجزاء التي عملتَ على صياغتها بمساعدة الذكاء الاصطناعي، حتى إذا لم تكن القوانين تفرض ذلك، على سبيل المثال، يمكنك أن تقول: "استخدمتُ الذكاء الاصطناعي لصياغة هذا الملخص بناءً على المحتوى الأساسي المكتوب، ثم راجعته لضمان الدقة"، أو يمكنك أن تقول: "إليكم مسودة أولية للتقرير الربع سنوي، التي أنشأتُها باستخدام نموذج تشات جي بي تي (GPT)، وسأكتب نسخة محسّنة بنفسي بعد التأكد من صحة المعلومات جميعها". هذا المستوى من الشفافية ضروري للحفاظ على الثقة مع القرّاء والزملاء عند دمج الذكاء الاصطناعي في عملك، ولتعزيز فكرة أن البوت يساعدك على الكتابة وليس بديلاً ينفذ هذه العمليات نيابة عنك.

في هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن كل جملة ستقرؤها في هذا المقال كتبتها بنفسي، أو في بعض الحالات بالتعاون مع محرر بشري، لكنني استخدمت الذكاء الاصطناعي للتأكد من أن مسودة المقال وصياغته غطتا النقاط الرئيسية جميعها في العرض وكذلك للعثور على الدراسات التي اعتمدت عليها واستشهدت بها ولصياغة وصف موجز للنتائج الرئيسية وابتكار أمثلة افتراضية عن طريق العصف الذهني.

جمع الأفكار وتلخيصها وتنظيمها

يبدأ معظم عمليات الكتابة الأكثر تعقيداً من الرسائل السريعة والقصيرة بعمليات بحث تشمل إجراء المقابلات وتسجيل الملاحظات وجمع المعلومات، ثم تحليل هذه المعلومات وتنظيمها، ويمكن تسريع هذه الخطوات جميعها باستخدام الذكاء الاصطناعي.

أحد المجالات التي يتميز فيها الذكاء الاصطناعي التوليدي هو تلخيص النصوص. إذا كانت لديك مقالات أو نصوص تحتاج إلى تحليلها وتلخيصها وفهمها، فيمكنك تحميل ملفات بصيغة بي دي إف (PDF) إلى أدوات الذكاء الاصطناعي المعتمدة على المحادثة مثل تشات جي بي تي (ChatGPT) وكلود أيه آي (Claude.ai) وطلب تلخيص الأفكار الرئيسية بناءً على محتوى تلك الملفات فقط. يقلل ذلك من احتمالية حدوث الأخطاء والهلوسات؛ أي توليد معلومات غير صحيحة ناتجة من استخدام الذكاء الاصطناعي. يمكنك أيضاً إضافة مستندات أو مواقع ويب إلى أداة مصممة لتجميع المعلومات من مصادر متعددة، مثل أداة "جوجل نوت بوك إل إم" (Google NotebookLM). تتضمن هذه الأداة ميزة مفيدة للمراجعة الصوتية؛ إذ يمكنها تحويل تلك المقالات جميعها إلى بودكاست مختصر وواقعي بصورة مدهشة.

يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي مفيداً أيضاً في تحويل ملاحظاتك الأولية إلى ملخص أو مخطط أكثر تنظيماً. يمكنك إدخال ملاحظات الاجتماعات، أو الرسائل الإلكترونية، أو حتى صور الملاحظات المكتوبة عشوائياً (مع الالتزام دائماً بسياسات الخصوصية في شركتك). يمكنك حتى الخروج في نزهة في أثناء التحدث إلى نموذج تشات جي بي تي باستخدام واجهته الصوتية، ومناقشة الأفكار التي قد ترغب في تضمينها في المحتوى الذي تكتبه، أو يمكنك أن تطلب منه إجراء مقابلة افتراضية معك، كما لو كنت متحدثاً ضيفاً في مؤتمر. بمجرد استخراج الأفكار من ذهنك وجمعها من المستندات، اطلب من نموذج تشات جي بي تي تحويلها إلى مخطط منظّم ومشروح بالتفصيل، بحيث يمكنك الاعتماد عليه في أثناء عملية الكتابة وصياغة المسودة.

أخيراً، استخدم الذكاء الاصطناعي لمساعدتك على اتخاذ القرارات المتعلقة ببنية النص وطريقة تنظيمه. على سبيل المثال، إذا كنت غير متأكد مما إذا كان يجب عليك أن تبدأ المقالة بسرد قصة قصيرة أو تقديم فكرة موجزة عن موضوع المقال، فاطلب من الذكاء الاصطناعي كتابة النسختين استناداً إلى ملاحظاتك أو مخططك، أو يمكنك إنشاء مسودات مختلفة باستخدام العديد من بوتات الذكاء الاصطناعي حتى تتمكن من تقييم مجموعة متنوعة من الخيارات، بعد ذلك، يمكنك تحديد الخيارات الأكثر فعالية، ومع مرور الوقت ستتمكن من تطوير مهاراتك الشخصية وحدسك في اتخاذ القرارات المتعلقة بالخيارات المناسبة لكل مشروع من مشاريع الكتابة.

الأخطاء التي يجب تجنبها عند صياغة المسودة

بمجرد الانتهاء من إعداد مخطط مناسب وجيد، يصبح الوقت مناسباً للانتقال إلى مرحلة صياغة المسودة. في هذه المرحلة، يمكن للذكاء الاصطناعي تسريع عملية الكتابة من خلال مساعدتك على تجاوز العوائق والحالات التي يشعر فيها الكاتب بالعجز عن متابعة الكتابة أو إنتاج أفكار جديدة أو ما يسمى "قفلة الكاتب" (Writer’s Block) أو صياغة الجمل المعقدة في النص.

تحذير مهم: تجنب استخدام الذكاء الاصطناعي لكتابة المسودة الأولى، لأن ذلك قد يصعّب عليك استخدام أسلوبك الفريد والعثور على تعبيراتك الشخصية. في صيف عام 2022، شاركت شركتان ألمانيتان في تجربة، حيث طلب القائمون على التجربة من مئات الموظفين الرد على مجموعة من الرسائل الإلكترونية الافتراضية الروتينية مع خيار استخدام الردود الذكية، وهي نوع من الردود الجاهزة التي نلاحظها في خدمات البريد الإلكتروني، مثل جي ميل (Gmail) وآوتلوك (Outlook). ما هو أثر ذلك؟ حتى عندما لم يستخدم الموظفون الردود الذكية المقترحة وكتبوا الرسائل بأنفسهم، فإن مجرد رؤيتهم لتلك الردود الجاهزة غيّرت طريقة تواصلهم، وفي النهاية، أصبحت رسائلهم تحمل طابعاً أكثر إيجابية مقارنة برسائل الأشخاص الذين لم يستخدموا الذكاء الاصطناعي في مواقف مماثلة.

لم تكن الاقتراحات التي يولدها الذكاء الاصطناعي مجرد أدوات محايدة؛ بل أثّرت بطريقة غير مباشرة في أسلوب تعبير الأشخاص عن أنفسهم. بدلاً من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لكتابة مسودة كاملة نيابة عنك، اكتبها أنت بنفسك واستخدم الذكاء الاصطناعي لمساعدتك في التغلب على الأجزاء الصعبة التي تواجهك في عملية الكتابة. هل تجد صعوبة في ربط الأفكار بعضها ببعض والانتقال من فقرة إلى أخرى بسلاسة؟ لا تقلق بشأن ذلك واكتب أفكارك كما تتبادر إلى ذهنك، ثم اطلب من الذكاء الاصطناعي اقتراح بعض الجمل التي يمكن أن تسهّل الانتقال بين الأجزاء والفقرات المختلفة في النص. على الرغم من ضرورة إضفاء لمستك الشخصية على هذه الجمل، فإن وجود بعض الخيارات الجاهزة أمامك يجعل الأمر أسهل بكثير. يمكنك أيضاً استخدام الأسلوب نفسه لكتابة الإجراءات التي يجب اتخاذها بعد الاجتماع، أو كتابة الملخص التنفيذي لتقاريرك الطويلة والمفصّلة، أو صياغة خاتمة محترمة وودية للرسائل الإلكترونية الموجهة للعملاء. يمكن أن يساعدك الاطلاع على الطريقة التي يعالج بها الذكاء الاصطناعي المشكلات على تحسين نقاط ضعفك، مثل استخدام ملخصات نقطية تركز على الجوانب القابلة للتنفيذ بدلاً من التحليلات المفصّلة والكتابة الطويلة في شكل فقرات. (فقط احرص على الابتعاد عن النمط الشائع الذي يتبعه الذكاء الاصطناعي الذي يبدأ كل خاتمة بعبارة "في الختام").

قد تتطلب أساليب صياغة النصوص وكتابة المسودات هذه بذل جهود كبيرة منك، مثل التحقق من دقة المعلومات وصياغة النص بلغة تتناسب مع أسلوبك الشخصي، لكن يمكنك تقليل هذه الجهود من خلال تدريب الذكاء الاصطناعي على تبنّي أسلوب يشبه طريقتك في الكتابة والتعبير. تسمح لك أدوات مثل نماذج جي بي تي المخصصة التي توفرها شركة أوبن أيه آي (OpenAI) أو المشاريع التي يقدمها نموذج كلود أيه آي (Claude.ai) إمكانية تحميل نماذج من كتاباتك في أشكال متعددة وتنسيقات مختلفة، ثم تزويد البوت بتعليمات حول استخدام كل نموذج لغرض معين، إلى جانب تحديد الكلمات والعبارات المرغوبة وتحديد تلك التي يجب تجنبها. بعد تقديم تعليمات دقيقة ومفصّلة ونماذج من أعمالي، أصبح نموذج الذكاء الاصطناعي الذي درّبته ليلائم أسلوبي، والذي أطلقت عليه اسم "أليكسيرايزر" (Alexerizer)، قادراً على صياغة نشرات إخبارية تتضمن تفاصيل شخصية أو تحمل طابعاً فكاهياً، مع الحفاظ على الاحترافية والمهنية والوضوح في صياغة المقالات المتعلقة بالأعمال، وعلى الرغم من أنني لا أنشر عملاً أنجزه الذكاء الاصطناعي باسمي، فإن رؤية صياغة تبدو قريبة من أسلوبي أدت إلى تحسين قدرتي على تعديل المسودات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي وتطويرها إلى نصوص أكتبها بنفسي وتعكس أسلوبي الشخصي.

الحصول على الملاحظات

بمجرد أن تكون راضياً عن المسودة أو الصياغة التي توصلت إليها، اطلب من بوت الذكاء الاصطناعي تقديم ملاحظاته، مع التركيز على 3 أمور محددة: 1) تحديد التغييرات الضرورية مثل الأخطاء الإملائية أو المطبعية التي يجب تصحيحها، 2) تحديد التعديلات الموصى بها لتحسين أسلوب كتابتك أو توضيح حجتك وأفكارك المطروحة، 3) تقديم قائمة تتضمن التوصيات والاقتراحات الأخرى لتحسين النص.

يمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحليل الوثائق المهمة وتقديم الملاحظات من وجهات نظر متعددة، عن طريق توجيه بوت الذكاء الاصطناعي بالتصرف من وجهة نظر نوع معين من القرّاء. على سبيل المثال، إذا كنت تعمل على إعداد ورقة عمل ستشاركها مع العملاء الحاليين وتستخدمها بوصفها أداة تسويقية لتعزيز المبيعات، فقد يتضمن جمهورك الافتراضي عميلاً حالياً يسعى للحصول على قيمة أكبر من خدماتك والاستفادة منها، أو مسؤولاً تنفيذياً كبيراً يرغب في مراجعتها بسرعة لاتخاذ قرار بشأن التعاون معك، أو حتى منافساً يحاول جمع الأفكار واستخلاص معلومات مهمة منها. اطلب من الذكاء الاصطناعي أن يؤدي كل دور من هذه الأدوار على حدة وأن يقدم لك ملاحظاته حول ورقة العمل بما يتماشى مع وجهة نظر الشخصية التي يمثلها.

تساعدك هذه الطريقة على الاستفادة من مزايا الذكاء الاصطناعي مع دمج أفكارك الأصلية وشخصيتك ورؤيتك في النسخة النهائية، بدلاً من السماح للذكاء الاصطناعي باستبدال هذه الجوانب وطمس هويتك الكتابية، بالإضافة إلى أن عملية مراجعة اقتراحات التعديلات وتحديد الطرق التي يمكن أن تؤدي من خلالها هذه الاقتراحات إلى تحسين عملك وتحديد الحالات التي يكون من الأنسب فيها تجاهل اقتراحات الذكاء الاصطناعي، ستساعدك على تطوير مهاراتك النقدية تجاه أسلوبك في الكتابة.

أنت الكاتب الجديد

عند استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة صحيحة وفعالة، فإنه يضيف إلى فريقك كاتباً جديداً تماماً، وهو أنت نفسك. سواء كانت الكتابة تمثل تحدياً بالنسبة لك أو كانت بالفعل إحدى نقاط قوتك، فإن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعدك على اكتساب مزيد من الثقة وتعزيز نطاق وصولك وتأثيرك بسرعة. تعامل مع هذه الفرصة بوعي وشفافية، واعمل على تحسين أسلوبك في الكتابة باستمرار؛ وعلى هذا النحو ستعزز الكتابة المدعومة بالذكاء الاصطناعي علاقاتك المهنية مع الزملاء بدلاً من تقويضها.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2025.

المحتوى محمي