5 خطوات للتخلص من الخوف وتعلُم المواجهة في العمل

3 دقيقة
الصراعات
shutterstock.com/Morrowind
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يحاول معظمنا تجنب مواجهة الصراعات إلى حد ما، فبدلاً من معالجة المشكلات مباشرة، نحاول أن نكون لطفاء وفي النهاية، نهدر قدراً كبيراً من الوقت في التحدث إلى أنفسنا أو إلى الآخرين، فنشكو أو نشعر بالإحباط أو نفكر في أشياء حدثت بالفعل أو نتوقع حدوث أشياء في المستقبل. تبدو هذه المحادثات عادة مشابهة لما يلي:

“قاطعني زميلي مرة أخرى، على الرغم من أننا نقود هذا المشروع معاً، لكنه يتصرف وكأنه القائد الوحيد، ما أثر سلباً على صورتي أمام الفريق، ولا أستطيع التوقف عن التفكير في الأمر”.

أو: “يجب على شخص ما أن يخبر مرؤوسي المباشر بأن سلوكه السيئ يؤثر على بقية الفريق، لكنني أخشى ذلك، كنت أفكر في الأمر طوال اليوم، ولم أتمكن من إنجاز أي شيء”.

أو: “أعلم ما سيقولونه فيما يخص عدم قدرتنا على الحصول على مزيد من الموارد بسبب قيود الميزانية، لذلك، سأضطر على الأرجح إلى التخلي عن هذا الأمر”.

هل تبدو هذه المواقف مألوفة؟ هذه مجرد 3 أمثلة حديثة سمعتها في جلسات التدريب التي أجريتُها مع العملاء.

تكمن المشكلة في أن هذه المساعي لتجنب المواجهة والظهور بمظهر “اللطيف” قد تؤدي إلى نتائج سلبية. فأنت تبني علاقات غير صادقة وغير بنّاءة، وبالتالي، قد تتأثر صحتك وتقديرك لذاتك وترسل إشارات للآخرين بأنك ضحية. يمكن أن تتكبد مؤسستك الخسائر أيضاً عندما تتنازل وتتفاوض مع الشخص الأعلى صوتاً الذي يعبّر عن آرائه ومطالبه، أو تفقد تنوع التفكير الذي يُعد أمراً أساسياً لتحقيق الابتكار، أو تتوقف عن تقديم أفضل الحلول.

فيما يلي 5 نصائح قدمتُها للعملاء يجب اتباعها عندما يجدون أنفسهم يحاولون تجنب الصراعات:

اعترف بأن سياسة “اللطف” استراتيجية قديمة وغير مجدية

في مرحلة ما من حياتك أو مسيرتك المهنية، ربما تعرضت لتجربة سيئة بسبب الصراعات، وشعرت بالخجل أو تعرضت للانتقاد. عندما يحدث ذلك، فإننا نقرر غالباً أن نكون متعاونين ومرنين في التعامل مع الآخرين لتجنب تكرار هذه المشاعر السلبية. لذلك، نختار الأمان والسلام والوئام على حساب التعبير عن آرائنا.

عندما أسأل العملاء عن سبب عدم رغبتهم في إجراء محادثات صعبة، فعادةً يكون ذلك بسبب الخوف من تجربة تلك المشاعر مرة أخرى. يُدرك كثير من الأشخاص حقيقة مهمة في لحظة مفاجأة، وهي أنهم تغيّروا عن السابق وأصبحوا أكثر نضجاً وخبرة وتمرساً ويمتلكون مهارات ومعارف جديدة. قال أحد العملاء مؤخراً: “لا أزال أتصرف كما لو كنت ذلك الشريك المعاون الذي وبّخه الشريك الأقدم بسبب محاولة الاعتراض على وجهة نظره. لكنني الآن المستشار العام لهذه المؤسسة”.

ركز على احتياجات العمل

عندما تتجنب المواجهة، فإنك في الواقع تضع اهتمامك وتركيزك مباشرة على نفسك وعلى الحفاظ على مصلحتك الشخصية. في الحالات الـ 3 المذكورة أعلاه، شعر العملاء بأنهم في موقف صعب، وكانوا قلقين بشأن نظرة الآخرين إليهم، لكنّ الأمر لا يتعلق بك شخصياً.

عندما أسأل العملاء عن رأي الرئيس التنفيذي أو العملاء أو المساهمين في مؤسستهم حول هذا الموقف، وما يحتاج إليه العمل، يصبحون فجأة أكثر موضوعية ووضوحاً، فيقولون، على سبيل المثال:

“يحتاج العمل إلى أن نتعاون أنا وزميلي لنشكل فريقاً واحداً”.

أو: “يمتلك هذا المرؤوس المباشر الكثير من الإمكانات، وإذا تمكنتُ من تدريبه على استخدام أسلوب أكثر إيجابية، يمكنه تقديم إسهامات كبيرة”.

أو: “من المهم مناقشة رؤية ما نهدف إلى تحقيقه والموارد اللازمة لإنجازه بنجاح”.

لا تركز على نفسك وعلى مخاوفك، بل على احتياجات العمل.

تحّدث بموضوعية وقدّم الطلبات

استخدم الملاحظات بدلاً من التسميات والتصنيفات. على سبيل المثال، من المرجح أن يتخذ المرؤوس المباشر موقفاً دفاعياً إذا قلت له: “أحتاج إلى التحدث إليك حول الانطباعات السلبية التي تتركها في اجتماعات الموظفين”. بدلاً من ذلك، تحدث عمّا لاحظته، على سبيل المثال، يمكنك القول: “لاحظت في آخر اجتماعين للفريق أن لغة جسدك تغيرت وكان رد فعلك قوياً جداً عندما تطرّق الرئيس التنفيذي للعمليات إلى موضوع مبادرات التغيير، لذلك، أود مناقشة أفضل طريقة يمكنك من خلالها التعبير عن مخاوفك لإحداث تأثير إيجابي”.

اطلب أيضاً معرفة السلوكيات التي من شأنها أن تدعم هدف العمل المشترك. في حالة الزميل الذي قاطعك، يمكنك أن تقول: “في الاجتماع الأخير للفريق، لاحظت أن طريقة تفاعل أحدنا مع الآخر قد تؤثر سلباً على الفريق وتؤدي إلى تشتيته، لذلك، من المهم أن نظهر بأننا متعاونون وأننا نشكل فريقاً واحداً من أجل الحفاظ على تركيز الفريق واستمرار تقدمه. هل يمكننا تحديد الدور الذي سيؤديه كل منا في الاجتماعات مسبّقاً أو الاتفاق على بعض الإشارات غير اللفظية لتسهيل المشاركة في النقاش والتناوب على الحديث؟

حافظ على هدوء تصرفاتك

غالباً، يظن الأشخاص الذين يتجنبون الصراعات أنها تحمل طابعاً عدوانياً أو متسلطاً أو غير محترم، لكنّ هذا غير صحيح. يمكنك، بل يجب عليك، أن تكون على طبيعتك وأن تظل ودوداً ومتعاوناً وهادئاً وغير متسرع في إطلاق الأحكام في هذه المواقف من خلال التحدث بوضوح والتركيز على احتياجات العمل وطلب ما تريده لضمان تحقيق هدف العمل.

ابدأ بخطوات صغيرة

على غرار أي مهارة، يتطلب هذا الأمر التدريب والتكرار لتحسين قدراتك. ابدأ بمعالجة المواقف الأسهل أولاً ثم تعامل مع النزاعات في وقت لاحق؛ إذ ربما يكون من الصعب التعامل معها على الفور في البداية، لكن حدد لنفسك مهلة زمنية تمنعك من التفكير السلبي أو الغضب أو الاستمرار في ردود الفعل غير المفيدة مدة تزيد على 48 ساعة. خلال تلك الساعات الـ 48، ركز على زيادة الوعي الذاتي والفهم العميق للنفس. اسأل نفسك: ما المحفزات التي تثير ردود أفعالي؟ ما سبب قلقي ولماذا يبدو هذا الأمر شخصياً؟ ما الذي يتطلبه العمل مني في هذه الحالة؟ ما الطلب الذي لم أقدمه؟ ثم اتخذ الإجراءات اللازمة.

ستساعدك هذه التجارب الجديدة كلها تدريجياً على تغيير نظرتك للصراع تجاه ما تخشاه، إلى أداة تساعدك في دفع عجلة العمل إلى الأمام عند اعتمادها والاستفادة منها بطريقة صحيحة.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .