يأتي قطاع الأغذية والمشروبات ضمن أكثر القطاعات المتضررة خلال الأزمات الاقتصادية، فمثلاً، في أثناء جائحة كوفيد-19، سجلت مبيعات المطاعم والخدمات الغذائية إيرادات أقل بـ 240 مليار دولار من التوقعات الرسمية لعام 2020، بسبب الإغلاق، وتوقف سلاسل التوريد، وارتفاع أسعار المواد الخام. وفي المملكة العربية السعودية، شهدت سوق الخدمات الغذائية انخفاضاً بنسبة 28.73% في عام 2020 مقارنة بعام 2019.
الأمر نفسه يحدث في حالات الانكماش الاقتصادي، إذ يصبح الإنفاق الاستهلاكي للفرد وغلاء الأسعار المرتبط بالتضخم عاملين رئيسيين يتحكمان أيضاً في إيرادات القطاع، إضافة إلى كل ذلك، هناك المنافسة المحتدمة بين الشركات أو المطاعم في القطاع.
لذلك، ليس غريباً أن تشهد بعض الشركات الكبرى في سوق الأغذية والمشروبات، ولا سيّما المطاعم، تراجعاً في الأرباح، بسبب انخفاض المبيعات وتضخم أسعار السلع الأساسية، وزيادة التكلفة ومصاريف العمليات الإدارية والتسويقية.
لا تسئ الفهم، فالوضع ليس تشاؤمياً كما يبدو، خاصةً مع امتلاك السوق السعودية عوامل نمو مضمونة مثل الطبيعة الديموغرافية للسكان التي تطغى عليها فئة الشباب، والاتجاه المتزايد لتناول الطعام خارج المنزل، والقوة الشرائية المتزايدة، وزيادة الابتكار في خدمات الطعام، لكن تحتاج الأسواق إلى حل فعّال، لحسن الحظ، بات متاحاً بفضل التقنية، وهو استغلال قوة البيانات الضخمة.
استطاعت منصّة فروتس 360 (Fruits360)، وهي منصة تستخدِم خوارزميات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، رفع مبيعات المطاعم في السعودية 19 ضعفاً، عبر التغلب على تحديات تواجه القطاع، سواء كانت تحديات عامة مثل الانكماش الاقتصادي أو المنافسة المحتدمة، أو تحديات خاصة بالقطاع مثل ارتفاع تكلفة العمليات وأزمة هدر الطعام، ومراقبة الجودة، وتغيًر أذواق المستهلكين، وبطء التقارير اليدوية وغيرها. فكيف ساعدت منصّة فروتس 360 عملاءها من المطاعم والمقاهي على زيادة المبيعات حتى في فترات الانكماش والركود؟
ما هي منصة فروتس 360 (Fruits360)؟
فروتس 360 هي منصة تستخدم البيانات والذكاء الاصطناعي لتحليل كافة البيانات الناجمة عن نظام نقاط البيع المستخدم بأي متجر بقطاع التجزئة لتزود الشركات بتقارير تحليلية في الوقت الفعلي من أجل تقليل المخاطر وزيادة الإيرادات وتعزيز اتخاذ القرار.
والمنصة هي أحد منتجات شركة كوانت (Quant)، وهي شركة سعودية متخصصة في تحليل البيانات وتقديم الخدمات الاستشارية والمنتجات المعرفية القائمة على البيانات وتقنيات الذكاء الاصطناعي. وقد حصلت على جائزة أفضل منتج قائم على التقنية لتحليل البيانات وذكاء الأعمال ضمن الجوائز الاقتصادية العالمية (The Global Economics).
كيف ساعدت منصّة فروتس 360 عملاءها على زيادة المبيعات؟
1. إدارة المخزون
يعتبر هدر الطعام أحد أكبر تكاليف التشغيل في صناعة الأغذية والمشروبات، إذ يُهدَر نحو ثلث الطعام المنتَج في جميع أنحاء العالم، أي 1.3 مليار طن بقيمة 2.6 تريليون دولار أميركي سنوياً. وفي قطاع الأغذية والمشروبات، نحو 10% من الطعام الذي تشتريه المطاعم لا يصل إلى العميل.
الحل الذي توفره منصة فروتس 360 هو تقرير إدارة المخزون، الذي يتيح للمطعم معرفة كمية المخزون المتوقعة، وتكلفتها، وكمية المواد المستخدمة والمهدرة، وبناءً عليها يقدِّم للمطعم توصيات بكمية الطلبات المتوقعة، وكمية المنتجات المطلوبة، وبالتالي خفض الهدر.
فعلى سبيل المثال، إذا باع المطعم شطيرة برغر بالجبن، تحسب المنصة عدد المكونات التي تم استخدامها للشطيرة، وتحديث المخزون وفقاً لذلك. ويحدث الشيء نفسه لكل عملية بيع مسجلة في نقاط البيع الخاصة بالمطعم، وحينها سيتاح للمدراء الوصول إلى بيانات المخزون في الوقت الفعلي في كل موقع، ما يسمح لهم بتقليل الإفراط في شرائه، وبالتالي خفض هدر الطعام وكذلك تكاليف الطعام بشكل كبير.
2. هندسة قوائم الطعام (Menu Engineering)
تساعد هندسة قوائم الطّعام، وهي أداة تحلّل مدى فعاليّة أداء قائمة الطّعام في المطعم، على زيادة أرباح المطاعم من 10% لـ 15%. إذ تحلل كل عنصر في القائمة لزيادة الربح وتقليل الفاقد، فيرتبط كل عنصر من عناصر القائمة بوصفة، وترتبط كل وصفة بالمكونات التي تستخدمها، ويرتبط كل مكون بمورديه، والقيم الغذائية، والأسعار وهكذا.
تساعد هذه المعلومات المدراء على إدارة استخدام المنتج، كما تمنحهم نظرة ثاقبة حول ربحية القائمة، إذا بدأت هوامش ربح بعض عناصر القائمة في الانخفاض بسبب ارتفاع أسعار المورد، فسيلاحظون ذلك على الفور.
تعمل أداة هندسة القوائم في منصة فروتس 360 على حساب عدد مرات طلب كل منتج، وفهم المنتجات الأكثر تفضيلاً من الجمهور، والمكونات الأكثر ربحية. ففي مثال شطيرة البرغر بالجبن، تحلل فروتس 360 معلومات المبيعات من نظام نقاط البيع، وتحسب تكلفة إنتاج برغر بالجبن بناءً على الأسعار وكميات المكونات المدرجة في الشطيرة، ومن ثم يتم إجراء هذا الحساب لكل عملية بيع مسجلة في نقطة البيع الخاصة بك. وهكذا يمكن للمنصة تحديد تكلفة كل عنصر من عناصر القائمة بدقة وربحيته، وبالتالي تصميم القوائم للترويج لعناصر القائمة الأكثر ربحية وزيادة الأرباح إلى أقصى حد، وتحديد إذا كانت عناصر معينة مبالغاً فيها أو أقل من قيمتها، أو إذا كان تقسيم الوصفة غير صحيح.
3. نظرة لحظية وتحليلات فورية
المعرفة قوة، تنطبق هذه المقولة في سوق الأعمال سواء كانت منتعشة أو راكدة. إذ يحتاج صاحب الأعمال إلى تقييم أدائه بشكل لحظي، وتقييم أداء السوق، ومعرفة أوجه القصور في وقتها، وكذلك مواطن القوة، ويحتاج كل ذلك بسرعة لا تحتمل التأخير الذي يأخذه التقييم اليدوي للأداء.
تقدِّم منصة فروتس 360 تقارير أعمال فورية، بناءً على البيانات، تمكِّن المطاعم من متابعة أدائها لحظة بلحظة، وتقدم مقارنة للأداء في فترات مختلفة، وتمنحها تقارير لحظية ومفصّلة لعملية المبيعات وتنظيم المخزون، ما يسهم في تبسيط العمليات، وتحسين الكفاءة، وتسريع عملية اتخاذ القرار، واستخراج رؤى أعمق، من شأنها تعزيز المبيعات وتقليل التكاليف في الوقت نفسه، ووضع استراتيجيات مناسبة.
4. تحسين تجربة العملاء
يحظى قطاع الأغذية والمشروبات بمنافسة شديدة، كما أن أذواق المستهلكين ورغباتهم في تغيّر دائم، لذلك يعد جذب العميل والحفاظ عليه بصفته عميلاً دائماً للمطعم أو الشركة أمراً حيوياً لضمان بقاء المطعم في سوق المنافسة.
تساعد منصة فروتس 360 المطاعم على فهم أعمق لرغبات العملاء واحتياجاتهم، عبر فهم تفضيلاتهم، وتصميم عروض مخصصة لهم، ما يخلق تجربة عميل شخصية تعزز من ولائه، كما تتيح صياغة قوائم تناسب أذواق العملاء. بالإضافة إلى أن نظام إدارة المخزون الذكي سيساعدك على إتاحة الأطباق المفضلة دائماً وتجنب عبارة "الطبق غير متاح الآن" الذي يسبب إحباطاً للعملاء.
حوّلت منصة فروتس 360 تحديات القطاع إلى فرص يمكن لأصحاب الأعمال اقتناصها مستغلة قوة البيانات وقدرة خوارزميات الذكاء الاصطناعي على تحليلها في ثوانٍ والوصول إلى نتائج دقيقة وواضحة آنياً لتمكين أصحاب المؤسسات من اتخاذ قرارات مستنيرة تحقق المرجو منها.