كيف تحافظ على هدوء أعصابك تحت وطأة الضغط دون أن تبدو بمظهر اللامبالي؟

3 دقائق
الحفاظ على هدوء أعصابك تحت وطأة الضغوط
shutterstock.com/baranq

ملخص: إذا كنت مديراً قادراً على التعامل مع التوتر بسهولة، في حين يشعر رئيسك وفريقك بالانزعاج بسرعة، فمن المحتمل أن يأخذ الآخرون انطباعاً سلبياً عنك بأنك شخص لا تعير عملك أو زملاءك أي اهتمام. يُعتبر التزامك بالهدوء والحفاظ على هدوء أعصابك تحت وطأة الضغوط إحدى نقاط قوتك، ولكن في المقابل قد يصف زملاؤك طبعك الهادئ "باللامبالاة". وقد يؤثر ذلك التصور سلباً على مسار حياتك المهنية. تتناول هذه المقالة 3 طرق تتيح لزملائك تغيير ذلك التصور عنك.

 

أفاد "المعهد الأميركي للتوتر" أن 40% من العمال يعتقدون أن وظائفهم "مرهقة جداً أو مرهقة للغاية". وقد تفاقم ذلك التصور في ظل الجائحة؛ وأفادت دراسة استقصائية أجرتها "جمعية علم النفس الأميركية" أن العوامل الاقتصادية تُصنّف ضمن أحد المصادر "الرئيسة" للتوتر لدى 7 من كل 10 أشخاص بالغين. ومع ذلك، تتفاوت درجات الشعور بآثار التوتر بين الأفراد. إذا كنت مديراً قادراً على التعامل مع التوتر بسهولة، في حين يشعر رئيسك وفريقك بالانزعاج بسرعة، فمن المحتمل أن يأخذ الآخرون انطباعاً سلبياً عنك بأنك شخص لا تعير عملك أو زملاءك أي اهتمام. يُعتبر التزامك بالهدوء تحت وطأة الضغوط إحدى نقاط قوتك، في المقابل، قد يصف زملاؤك طبعك الهادئ "باللامبالاة". وقد يؤثر ذلك التصور سلباً على مسار حياتك المهنية. وإليكم 3 طرق للبدء في تغيير ذلك التصور:

معالجة المشكلة

تُعتبر مخاطبة الجمهور مصدراً رئيساً للتوتر للعديد من الأفراد، لكن ليس للجميع. فإذا كنت لا تتصبب عرقاً في العروض التقديمية، ربما يمكنك النظر إلى عقد اجتماع مفتوح وبثه عبر شبكة الإنترنت وسيلة سهلة لسرد تاريخ القسم الذي تعمل فيه وأهميته. لكن إن لم تظهر عليك علامات التوتر الخارجية، فقد يفترض مديرك أنك لا تأخذ عملية الإعداد للعرض التقديمي على محمل الجد.

وإذا كان ذلك الوصف ينطبق عليك، فلا بدّ لك أن تبذل جهداً في التواصل مع مديرك في العمل وأن تبيّن له مدى اهتمامك بالمهمة وإدراكك لأهميتها. لا تفترض أبداً أن مديرك يعرف ما تفكر فيه. وعندما يشعر الآخرون من حولك بالتوتر، حاول التعامل مع الموقف بشكل مباشر. قل لهم على سبيل المثال: "أعلم أن عملية التخطيط للميزانية هي مهمة بالغة الأهمية لنجاح قسمنا. ونظراً لأن جلسة فريق القيادة التنفيذية ستكون صعبة، سأعقد اجتماعات يومية مع مجموعة التخطيط لنضمن أن تكون أرقامنا صحيحة ولنكون على أتم الاستعداد للإجابة عن مختلف الأسئلة الصعبة".

مشاركة الآخرين آليات التعامل مع التوتر

يمتلك العديد من القادة آليات تكيّف تساعدهم في التعامل مع مصادر التوتر. وتشمل تلك الآليات الإعداد للمهام بجد والعمل على تغيير عقلياتهم، وتكرار عبارات التشجيع الإيجابية، وأداء أجزاء صغيرة من المهام الكبيرة، وتطوير مهارة اتخاذ إجراءات غير مثالية. وبغض النظر عن الأساليب التي تستخدمها، يتمثّل أحد جوانب عملك كمدير في مساعدة فريقك على التخفيف من حدة التوتر، لذلك من المهم أن تشارك الأساليب التي تتبعها معهم. تذكر أن زملاءك في الفريق قد يفسرون قدرتك على ضبط أعصابك ومشاعرك بحبك للعزلة. في المقابل، سيُدرك فريقك ومديرك مدى اهتمامك برفاهة أقرانك عندما تشارك تقنيات التخفيف من حدة التوتر معهم.

شكّل الاجتماع مع الرئيس التنفيذي للإيرادات أحد مصادر التوتر الرئيسة بالنسبة لقائد شركة عملت على تدريبه. وانطوى النهج الذي اتبعه على الإعداد للاجتماعات بشكل جدّي؛ وهو ما جعل تلك الاجتماعات تسير بسلاسة تامة. ثم قام عميلي بتدريب أقرانه على تبني نهجه، بمعنى إنهاء عملهم قبل أسبوع على الأقل، ومشاركة البيانات مع زملائهم للكشف عن وجود أي أخطاء، والتدرب على المحادثة 3 مرات على الأقل قبل الاجتماع. وعلى الرغم من أن هذا العمل الإضافي يبدو مبالغاً فيه، إلا أنه أدى إلى تحسين جودة اجتماعاتهم.

ويلجأ قادة آخرون إلى التخفيف من حدة التوتر عن طريق إبقاء أنفسهم دائمي الانشغال. على سبيل المثال، قد يسفر العمل على جزء صغير من المشروع عن الشعور بالإنجاز. شارك أحد المدراء معي مخاوفه بشأن احتمال فشل إحدى وحدات الأعمال الجديدة بسبب عدم تعيين عدد كافٍ من الموظفين ضمنها؛ لكنه أدرك في المقابل الحاجة إلى المضي قدماً ومحاولة النجاح دون موارد إضافية، ودرّب فريقه على التزام الهدوء تحت وطأة الضغط من خلال اتخاذ إجراءات منتظمة حول كل ما يجب فعله. وعلى الرغم من أن هذا النهج لم يُسفر عن أي تغيير إيجابي في وحدة الأعمال، كان الفريق متحمساً للقيام بكل ما في وسعه إلى أن تمكّن من كسب مزيد من الأعضاء.

التعاطف مع ضغوط الآخرين

إذا كنت تواجه صعوبة في فهم الأسباب التي تجعل الآخرين حولك يشعرون بالتوتر، فمن المحتمل أن يُنظر إليك على أنك شخص غير مبال. لم يستطع أحد القادة الذين عملت معهم فهم سلوكيات التوتر الخارجية، وتوقع أن يكون لدى فريقه مجموعة خطط فردية لإدارة مشاعر التوتر التي انتابتهم مع انتقال الجميع إلى نهج العمل من المنزل. وكان النائب الأول للرئيس يتمتّع بالعقلية ذاتها، ليتبيّن له بعد انتهاء مراجعات الأداء السنوية أن فريقه وصفه بأنه شخص "غير مبال". درّبت القائد على طرح سؤال بسيط في محاولة لتغيير تلك النظرة عنه، ألا وهو: "كيف يمكنني مساعدتك؟" وكان لذلك التغيير الصغير والإجابات المستخلصة من الفريق أثر كبير في مساعدة النائب الأول لرئيس الشركة في فهم مشاعر أعضاء الفريق في المواقف العصيبة، وسبب تلك المشاعر التي تنتابهم، وكيفية تقديم المساعدة.

باختصار، يمكنك إظهار مدى اهتمامك بالآخرين من خلال تعاطفك مع مشاعر التوتر التي تعتريهم ومشاركة آليات التأقلم التي تتبعها معهم لتجني مكاسب لنفسك وقسمك على حد سواء.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي