على مدار العامين الماضيين، تعاونت مع جمعية السفر الأميركية (U.S. Travel Association) لإبراز الجدوى من أخذ إجازة من العمل. ومبادرتها الجديدة، “بروجكت: تايم أوف” (Project: Time Off)، وهي واحدة من أقوى الاختبارات لكيفية تأثير الإجازات على الشركات والموظفين على حدٍ سواء. وقد كشف تحليلها أن الأميركيين أصبحوا يأخذون إجازات أقل من أي وقت مضى في العقود الأربعة الماضية. فما السبب في ذلك؟ قال المدير الإداري للمبادرة، غاري أوستر: “لا يأخذ كثير من الناس إجازات لأنهم يعتقدون أنها ستؤثر سلباً على نظرة مدرائهم إليهم. لكن هذا ليس هو الحال على الإطلاق”.

إذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه بحاجة إلى الاقتناع بأن عليك الاستفادة من إجازاتك، فإليك قائمة بالأسباب التي تجعل ذلك منطقياً من منظور العمل:

1. أخذ إجازة يزيد من فرصك في الحصول على زيادة في الراتب أو ترقية

وفقاً للمبادرة، الأشخاص الذين يأخذون جميع إجازتهم لديهم فرصة أكبر بنسبة 6.5% للحصول على ترقية أو زيادة في الراتب مقارنة بالأشخاص الذين لا يأخذون 11 يوماً أو أكثر من الإجازات المدفوعة. قد تبدو هذه النسبة صغيرة (وهي علاقة ترابطية وليست سببية)، لكنها النقيض التام لفكرة أن البقاء في العمل قد يعني النجاح والتفوق، فهو لا يعني ذلك ببساطة.

2. العقل الإيجابي والمندمج في العمل يحسّن مقاييس الأعمال المهمة

تطرقت في كتابي “ميزة السعادة” (The Happiness Advantage) إلى بحث يُظهر أنه عندما يستطيع العقل التفكير بإيجابية، تتحسن الإنتاجية بنسبة 31%، وتزيد المبيعات بنسبة 37%، ويمكن أن تزداد القدرة على الإبداع والإيرادات بمقدار 3 أضعاف. في الواقع، ذكرت في خاتمة مقالي الذي نُشر في هارفارد بزنس ريفيو، بعنوان “الذكاء الإيجابي” (Positive Intelligence)، الذي استند إلى بحوث أُجريت لعقود، أن “أعظم ميزة تنافسية في الاقتصاد الحديث هي العقل الإيجابي المندمج”. ولكي يندمج عقلك في العمل، يحتاج إلى فترات راحة دورية لاكتساب منظور جديد وتجديد طاقته.

لكن ليس لجميع الإجازات التأثير نفسه. فقد أظهرت بحوث أن الإجازات العادية لا تؤدي إلى تحسن في مستويات الطاقة أو السعادة لدى الأشخاص عند العودة إلى العمل. وفي هذه الحالات، لم يكن الوقت الضائع هو الذي تسبب في التأثير السلبي أو المحايد، بل التوتر الذي يرافق السفر. في دراسة أجريت على أكثر من 400 مسافر من جميع أنحاء العالم، وجدت أنا وميشيل جيلان من معهد البحوث الإيجابية التطبيقية ارتباطاً سلبياً قوياً بين التوتر المرافق للسفر والشعور بالسعادة. ولكننا وجدنا أيضاً أن 94% من الإجازات تؤدي إلى زيادة مستويات السعادة والطاقة إذا: 1) خططت لها قبل شهر وهيأت زملاءك لكيفية العمل في أثناء إجازتك، 2) ذهبت خارج مدينتك (كلما كان المكان أبعد، كان أفضل)، 3) قابلت مضيفاً محلياً أو مرشداً خبيراً في الموقع، 4) حددت تفاصيل السفر قبل الذهاب إلى وجهتك. إذ تؤدي الإجازات “الذكية” إلى زيادة الشعور بالسعادة والطاقة في العمل، وبالتالي رفع مستوى الإنتاجية والذكاء والقدرة على التحمل.

3. مديرك سيرى أنك أكثر إنجازاً

وفقاً لبحث أجرته جمعية السفر الأميركية، يربط المدراء السعادة الشخصية بالإنتاجية. في الواقع، عندما سُئلوا عن أي من مزايا الإجازات ستشجع المدراء على التحدث مع موظفيهم حول الاستفادة من المزيد من أيام الإجازات، كانت أهم المزايا هي زيادة السعادة الشخصية (31%)، وتليها الإنتاجية (21%). ولكن لماذا حصلت السعادة على النسبة الأعلى؟ لأن معظم المدراء يدرك أن الموظفين السعداء أكثر إنجازاً وتعاوناً.

4. عدم أخذ إجازة يعني خفض راتبك

لا يلزم إجراء بحث لإثبات ذلك، إنها مسألة اقتصادية بسيطة. إذا كنت موظفاً براتب ثابت، وإذا كانت الإجازة المدفوعة جزءاً من حزمة تعويضاتك، فإن راتبك ينخفض طوعاً عندما تختار العمل بدلاً من أخذ وقت الإجازة هذا. فلماذا يفعل أي شخص شيئاً كهذا؟ يقول 4 من كل 10 موظفين إنهم لا يستطيعون أخذ إجازتهم لأن لديهم الكثير من العمل لإنجازه. ولكن فكّر في الأمر بالطريقة التالية: سواء كنت تأخذ إجازة أم لا، سيظل لديك الكثير من العمل لإنجازه. فالحياة فانية، والعمل لا ينتهي.

ولكن ماذا لو كنت تعمل في ثقافة لا تدعم أخذ الإجازات؟ في هذه الحالة، حان الوقت للاجتماع مع زملائك في العمل ووضع قاعدة اجتماعية جديدة تقول: “سنأخذ جميع أيام إجازاتنا المدفوعة، لأننا نريد أن نكون أسعد وأنجح في العمل”. فهذا يمنح الجميع رخصة للاستفادة من الإجازات. وبمجرد تطبيق هذه القاعدة، سيكون من السهل أن تصبح أسعد.

ابدأ تغيير شكل الحوار في شركتك الآن، ببساطة من خلال مشاركة هذا البحث. ثم ابدأ التخطيط لإجازتك المقبلة. فهذا مفيد لك ولمستقبلك المهني.