هل سبق أن ذهبت في إجازة ولم تكن قادراً على الاستمتاع بها؟ الهدف الرئيسي من الإجازة هو الوصول إلى الحالة الذهنية الهادئة والسعيدة والمفعمة بالنشاط التي تجعلنا أكثر إنتاجية وفعالية في أثناء غيابنا وعندما نعود إلى المكتب. إذاً، كيف تضمن تحقيق ذلك؟
المرحلة الأولى: استعد
يمكن أن يكون الاستعداد للإجازة؛ أي تحديد إذا ما كان يجب عليك إنجاز المهام أو تفويضها أو تأخيرها أو حتى إلغاؤها، جانباً مرهقاً ويولد القلق والإحباط وحتى الغضب. ولكن الاستسلام لهذه الحالات الذهنية السلبية لن يؤدي إلا إلى تفاقم المشكلة؛ إذ تقلل من فرصة إنجاز مهامك وتتركك في حالة من القلق خلال إجازتك. حتى خلال فترة التحضير المضطربة هذه، يجب أن تسعى لتحقيق الحالة الذهنية الهادئة والسعيدة والمفعمة بالنشاط من خلال التركيز على الأنشطة الأهم فقط وتجاهل المشتتات وأخذ فترات راحة منتظمة تشمل أنشطة مثل التنفس العميق وتمديد العضلات وتصفية ذهنك والتأمل والتواصل الاجتماعي، فكلّها أساليب مجربة ومثبتة لتعزيز حالة ذهنية أفضل.
المرحلة الثانية: الانتقال
سترغب على الأرجح في ممارسة أنشطة الاسترخاء في أسرع وقت ممكن عند بدء إجازتك. لكن هناك نهج أكثر فاعلية وهو الانتقال التدريجي، حيث تسمح لعقلك وجسمك بالتعود على التغيير خاصة إذا كانت مرحلة التحضير مرهقة للغاية. تشير الأبحاث إلى أن التوتر يمكن أن يضعف جهاز مناعتنا. صحيح أن هرمونات التوتر مثل الكورتيزول تدعمنا لفترة من الوقت، لكن إذا بدأنا بأنشطة الاسترخاء بسرعة قبل أن تتاح لجهازنا المناعي الفرصة للتعافي، فقد نعرّض أنفسنا للأمراض. لذلك يُنصح بالحفاظ على مستوى مماثل من النشاطين الذهني والبدني في الأيام القليلة الأولى من إجازتك قبل الانتقال تدريجياً إلى حالة الاسترخاء التام.
المرحلة الثالثة: الإجازة
بمجرد الانخراط الكامل في عطلتك، احرص على اتباع بعض السلوكيات التي ستساعدك على الوصول إلى حالة من الهدوء والسعادة والنشاط:
- اقطع الاتصال: توقف عن التحقق من رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات والرسائل النصية، واسمح فقط للمعلومات الطارئة بالوصول إليك. دعك من أي مخاوف لا تملك السيطرة عليها.
- عِش اللحظة: استمتع حقاً بكل لحظة. امنح نفسك فترات راحة أطول من تلك التي تأخذها في العمل، ولكن للهدف نفسه. تنفس بعمق لـ 10 ثوانٍ؛ تحقق من جسدك وتخلص من أي توتر من خلال التمدد أو الحركة الخفيفة؛ صفِّ ذهنك، ثم استحضر شعوراً إيجابياً بالتقدير والامتنان لمحيطك الحالي.
- ركز على صحتك: تناول طعاماً مغذياً، واشرب الكثير من الماء، ومارس الرياضة، ونم جيداً. اعتنِ بنفسك.
- استمتع بوقتك: احرص على أن يكون الضحك والابتسام جزءاً من روتينك اليومي. اسأل نفسك: ما الذي سيجعل هذه الإجازة مميزة؟ ما الذي يهم حقاً الآن؟ ما الذي يمكنني فعله لأشعر بالسعادة والرضا وتجديد النشاط؟
تحدد حالتك الذهنية قبل الإجازة وخلالها جودة الوقت الذي ستقضيه والفوائد التي ستجنيها منه. احرص على الحفاظ على هدوئك وسعادتك وطاقتك الإيجابية خلال فترة التحضير والانتقال وأخيراً خلال إجازتك المستحقة. عندما تأخذ قسطاً مناسباً من الراحة، ستعود إلى العمل وأنت تشعر بالانتعاش ومستعد للإنتاجية.