كيف تُبرر التنقل بين وظائف مختلفة في مقابلة العمل؟

9 دقيقة
التنقل بين وظائف مختلفة
فريق هارفارد بزنس ريفيو/نيشيان هيوز/لورنس مانينغ/مايكولا/غيتي إميدجيز

في الشهر الماضي التقيت صديقتي في المقهى وأخبرتني عن مصطلح شائع في مجال الموارد البشرية وهو "المتقدم الدائم للوظائف" (Frequent Applier). تشغل صديقتي منصب رئيسة قسم التوظيف في شركة استشارات في واشنطن العاصمة، وغالباً ما تتلقى سيراً ذاتية من المتقدمين الدائمين للوظائف؛ أي الذين شغلوا عدة وظائف في مدة زمنية قصيرة ويتقدمون إلى مجموعة جديدة من الوظائف بوتيرة متسارعة، وهذا ما يسميه الخبراء بالتنقل بين الوظائف.

قالت لي: "إن اهتمامنا بالمتقدمين الدائمين للوظائف أقل من اهتمامنا بالمرشحين الذين قضوا سنوات طويلة في وظائفهم السابقة. إن كثرة التنقل بين الوظائف يعكس عدم الولاء لمكان العمل". ويتوافق قولها مع رأي الرئيس التنفيذي لشركة توظيف في شيكاغو، الذي صرح مؤخراً لصحيفة نيويورك تايمز بأن "الشركات تشكك في قدرة المرشح على صناعة القرارات الصائبة وحكمته".

ما هي المشكلة في التنقل بين الوظائف؟

ظل حديثي مع صديقتي عالقاً في ذهني لأسابيع عدة، لأنني كنت أتنقل بكثرة بين الوظائف في الماضي، حيث شغلت 4 وظائف مختلفة في 4 شركات قبل أن أبلغ السابعة والعشرين. واستغرقت وقتاً طويلاً لأجد وظيفة تتوافق مع قيمي وتجعلني أشعر بالسعادة في مكان العمل، ولم أشكك للحظة في مهاراتي في صناعة القرارات أو حسن تقديري، فقد كنت أعتقد أن قدرتي على إعطاء الأولوية لرفاهتي وصحتي النفسية وأيضاً صحتي الجسدية إحدى نقاط قوتي. وكان قراراً منطقياً ومفيداً لصحتي ووضعي المالي، إذ يحصل من يتنقلون بين الوظائف على زيادة في الراتب بمعدل 8.5% مقارنة بمعدل 5.9% لمن يبقون في الوظائف نفسها.

ازداد التنقل بين الوظائف في العقد الماضي بدرجة كبيرة، خصوصاً بين الأجيال الأصغر سناً. يخطط أفراد الجيل زد لتغيير وظائفهم 3 مرات على الأقل خلال مسيرتهم المهنية، ويتجاوزون بذلك الأجيال السابقة، إذ يعتزم ما نسبته 13% منهم فقط البقاء في مؤسساتهم الحالية لأكثر من 4 أعوام، في المقابل يعتبر ما نسبته 83% منهم أنفسهم متنقلين بين الوظائف، على عكس الأجيال الأكبر سناً التي تميل إلى البقاء في الوظيفة نفسها لفترات طويلة.

وهذا جعلني أتساءل: لماذا يواصل بعض مدراء التوظيف ووسائل الإعلام ترسيخ الصورة النمطية عن أن العاملين من جيل الألفية والجيل زد غير مخلصين ومتطلبين على الرغم من تراجع النظرة السلبية بشأن التنقل بين الوظائف؟ يوحي الميل إلى إظهار اهتمام أقل بالمتقدمين الذين يتنقلون بين الوظائف بكثرة بأن دوافعهم غير سليمة، مثل عدم الولاء والتردد وسوء التقدير، ويعود هذا السلوك إلى زمن كان الناس فيه ينظرون إلى فكرة التنقل بين الوظائف بطريقة سلبية.

عندما نتمعن بدوافع التنقل بين الوظائف، يتعين علينا أن نضع عدة عوامل في الحسبان، فمنذ جائحة كوفيد، أصبح التوازن بين العمل والحياة والصحة النفسية والمرونة والرواتب التنافسية من أولويات الكثير من العاملين، وخاصة أولئك الجدد في سوق العمل. أعتقد أن ما ينظر إليه البعض أحياناً على أنه قلة ولاء ينبع من الرغبة في العثور على بيئة عمل تلبي بعض تلك الاحتياجات وتحميل الشركات المسؤولية عندما تقدم وعوداً ولا تفي بها. في الحقيقة، لم يأتِ لقب جيل زد بـ "جيل تحمّل المسؤولية" من عبث.

يجب أن نأخذ في الحسبان أن التنقل بين الوظائف قد يكون أحياناً نتيجة لعجز الشركة عن تلبية احتياجات موظفيها المتغيرة، أو عدم توافقها مع قيمهم وأهدافهم، أو فشلها في دعم نموهم على المدى الطويل. ومع ذلك، رأينا مراراً وتكراراً أن الولاء للشركة لا ينفع دائماً، بل يعتقد بعض الخبراء أن الإفراط في الولاء للشركة قد يعود على الموظفين بالضرر.

على مدراء التوظيف ومسؤولي الموارد البشرية تغيير مواقفهم تجاه العدد المتزايد من "المتقدمين الدائمين للوظائف"، لأنه من المحبط لهم أن تعتبرهم الشركات غير مناسبين لمجرد سعيهم للحصول على وظيفة ملائمة.

إذ كنت من الذين يتنقلون بين الوظائف وتجد صعوبة في تبرير ذلك، فثمة حلول عدة للتعامل مع هذا. إذا استفسر مدير التوظيف عن سبب كثرة تنقلك بين الوظائف الظاهرة في سيرتك الذاتية، فحاول أن تعتبر سؤاله فرصة لتوضيح ما دفعك إلى ذلك والوظيفة التي تبحث عنها على المدى الطويل. إذا كنت مناسباً للوظيفة فمن المرجح أن يهتم مدير التوظيف بما ستقوله، فقد كشف "تقرير التعلم في مكان العمل لعام "2023 الصادر عن منصة لينكد إن (LinkedIn)، أن 93% من المؤسسات قلقة بشأن استبقاء الموظفين.

إليك بعض الأسباب الشائعة للتنقل بين الوظائف التي قد تنطبق عليك وكيفية توضيحها بطريقة محترمة ومفيدة، وكيف تدافع عن نفسك وتوقعاتك من الوظيفة الجديدة. مع بعض التدريب، يمكنك توصيل فكرتك بفعالية ورسم انطباع إيجابي بأنك مرشح قوي.

السبب الأول: تغير الظروف المالية

إن العيش في المدن الكبرى التي يتوافر فيها الكثير من الوظائف الجذابة أمر مكلف. على سبيل المثال، يبلغ متوسط سعر المنزل لعائلة واحدة في منطقة بوسطن الكبرى نحو 960 ألف دولار، ويبلغ متوسط الإيجار 3,300 دولار. عندما تكون شاباً مثقلاً بالديون، ستجد صعوبة في تحمل هذه التكاليف المرتفعة إذا كان دخلك دخل موظف مبتدئ أو متوسط. منذ عام 1983، ارتفعت تكاليف الدراسة الجامعية بنسبة 861%، والرعاية الطبية بنسبة 468%، والسكن بنسبة 219%. بالإضافة إلى ذلك، انخفضت المساعدات المالية بنسبة 6% منذ عام 2013، وارتفعت معدلات التضخم بطريقة غير طبيعية، ويتخرج نصف الطلاب الجامعيين مثقلين بالديون.

لا يملك الجميع حرية اختيار مجال العمل، وإن لم تقدم الشركات رواتب تنافسية للموظفين الذين يعيشون في بعض من أغلى المدن في البلاد، فلن يتمكن الموظفون الذين يسعون لتحقيق التوازن المالي من البقاء في هذه الشركات على المدى الطويل. بدأت حياتي المهنية مساعدة تحرير في إحدى دور النشر الكبرى في نيويورك، براتب 35 ألف دولار (وهو راتب شائع في مجال النشر آنذاك). ولأني كنت جديدة في سوق العمل، لم أكن أمتلك القوة اللازمة للتفاوض على راتب أعلى، ولم يكن لدي خيار الانتظار لوظيفة ذات راتب أفضل. كانت لدي قروض وأقساط إيجار، فقبلت الوظيفة وتركتها بعد عام واحد لأنني لم أتمكن من الاستمرار.

يجب على الشركة التي تستثمر في نموك أن تدفع لك راتباً يوفر لك حياة كريمة. وإن لم يكن هذا هو الحال في وظائفك السابقة، يمكنك شرح ذلك لمدراء التوظيف. وفي حال لم يتفهم وضعك المالي أو انتقدك بسببه، فقد لا تكون هذه الشركة هي المكان المناسب للعمل.

يمكنك أن تقول:

"لقد استمتعت بوظيفتي السابقة، لكن تكلفة المعيشة في نيويورك كانت مرتفعة للغاية، ولم أكن أتقاضى أجراً تنافسياً. لذلك فالشركات التي تقدم أجور جيدة مهمة جداً بالنسبة لي، لأنني أبحث عن الاستقرار في وظيفتي المقبلة. أرغب في العمل في مكان يستثمر في نموي على المدى الطويل".

السبب الثاني: عدم التوافق في القيم

لدى العديد من أبناء جيل الألفية والجيل زد اهتماماتهم الخاصة ويريدون أن تنعكس قيمهم في عملهم اليومي، سواء كانت الحفاظ على البيئة أو المساهمة في التغيير الاجتماعي أو حتى الشفافية في الرواتب. يظهر ذلك في نتائج استقصاء "الجيل زد وجيل الألفية" الذي أجرته شركة ديلويت (Deloitte) عام 2024، وقد أفاد الاستقصاء بأن 44% من أفراد الجيل زد يرفضون العمل لدى الشركات التي لا تتوافق مع قيمهم الشخصية، و50% منهم يرفضون المشاريع أو المهام التي لا تتوافق معها. أضف إلى ذلك أن 21% من أبناء الجيل زد يفكرون في الانتقال إلى وظائف أخرى إذا لم تكن الشركة منخرطة في القضايا الاجتماعية، و75% منهم يفكرون في الانتقال إلى وظائف أخرى تتماشى بدرجة أكبر مع قيمهم، وذلك وفقاً لتقرير شركة أوليفر وايمان (Oliver Wyman) لعام 2023.

أصبح التحقق من توافق قيمنا مع قيم الشركات وتحميل الشركات مسؤولية أفعالها أسهل من أي وقت مضى، فبالإضافة إلى انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، تنتشر بين الموظفين تطبيقات مثل بلايند (Blind) وفيش بول (Fishbowl) للدردشة دون الكشف عن الهوية، ينشر فيها الموظفون حقائق وأسئلة صريحة حول ما يحدث في العمل مثل: "كم يبلغ راتبك؟"، و"سأحصل على ترقية لكن الشركة عرضت عليّ أسهماً بدلاً من زيادة الراتب، هل أقبل؟"، و"هل تهتم شركتنا بنا فعلاً؟".

ربما عملت سابقاً في شركات حجبت معلومات مهمة عن الموظفين، مثل خطط التسريح أو الحملات الإعلانية المضللة أو مشكلات القيادة أو ممارسات الغسل الأخضر، وتوفر هذه التطبيقات الرقمية درجة من الشفافية داخل المؤسسات، ما يشجع الموظفين على مشاركة تجاربهم ويسمح لنا باتخاذ قرارات مدروسة أكثر حول أماكن عملنا.

على سبيل المثال، أخبرني أحد مستخدمي تطبيق بلايند، وهو موظف في قطاع الأدوية مقيم في مدينة شيكاغو، أنه في وقت سابق من هذا العام تواصل مع زملائه عبر التطبيق لمعرفة إذا ما كان أحد غيره في الشركة يعاني معاملة تمييزية من أحد المدراء، فشارك أكثر من 10 أشخاص تجارب مشابهة لتجربته، وبعدما أدرك أن الأمر ليس حادثة فردية وعلم أن القيادة كانت على علم ولم تتخذ أي إجراء، قرر ترك الشركة.

لذا، إذا كان سبب تنقلك بين الوظائف هو عدم شفافية الشركة أو عدم توافقها مع قيمك الأساسية، فثمة طرق لبقة وصادقة لتوضيح ذلك للشركة المستقبلية. إذا كان رد مدير التوظيف سلبياً تجاه صراحتك -خاصة فيما يتعلق بمسألة حساسة- فقد تكون هذه علامة تحذير لك، وربما يكون من الأفضل لك تجنب العمل في هذه الشركة.

يمكنك أن تقول:

"لقد استغرق الأمر عدة سنوات من التجربة والخطأ لأعرف بيئة العمل التي أبرع فيها ولأعثر على وظيفة تتوافق مع قيمي. استناداً إلى ما عرفته عن شركتكم، يبدو أن قيمنا حول التواصل المفتوح والشفافية مع الموظفين وتحسين المجتمع متوافقة جيداً. بالمناسبة، هل يمكنك إخباري بالمزيد عن فريقكم وثقافة الشركة؟".

السبب الثالث: نقص المرونة أو التوازن بين العمل والحياة الشخصية

لا يخفى على أحد أن معظم أبناء جيل الألفية والجيل زد يقدّرون التوازن بين العمل والحياة الشخصية وترتيبات العمل المرنة. ويرجع هذا إلى عدة عوامل، منها دخولهم سوق العمل خلال الجائحة واعتيادهم ترتيبات العمل عن بُعد (خاصة الجيل زد)، وتركيزهم على الرفاهة والصحة النفسية، والقيمة الكبيرة التي يمنحونها للاستقلالية، وارتفاع تكاليف المعيشة الذي قد يمنعهم من الاستقرار في المدن الكبيرة حيث تتوافر الوظائف.

على الرغم من أن ما يقرب من نصف أبناء الجيل زد ومعظم أبناء جيل الألفية يقولون إن وظائفهم ما تزال تشكّل جزءاً أساسياً من هويتهم، فإن الكثير منهم ليسوا على استعداد للتضحية برفاهتهم ويسعون للحفاظ على التوازن بين العمل والحياة الشخصية. تتمثل إحدى طرق إعطاء الأولوية للرفاهة في نظام العمل الهجين الذي يزداد انتشاراً كل عام. فمنذ عام 2023، يعمل 12.7% من الموظفين بدوام كامل من المنزل، في حين يعمل 28.2% بنظام العمل الهجين. كما يرتبط العمل عن بعد بتحسين التوازن بين العمل والحياة، حيث أفاد 71% من العاملين عن بعد بأن هذا النظام يساعدهم على تحقيق التوازن بين حياتيهم الشخصية والمهنية. أضف إلى ذلك أنه قد تتأثر الصحة النفسية سلباً عندما يكون التوازن بين العمل والحياة الشخصية ضعيفاً، وهو ما أصبح من أهم الاعتبارات لدى العاملين من الجيل زد عند البحث عن وظائف.

في حال عملت سابقاً في وظيفة تتطلب منك الحضور إلى الشركة 5 أيام في الأسبوع أو شعرت بالاحتراق الوظيفي نتيجة العمل المفرط، فقد يكون سبب تركك للعمل هو البحث عن شركة تدعم النظام الهجين أو تقدم المزيد من خدمات الصحة النفسية. وربما قررت العمل في إحدى الشركات التي تعمل عن بعد بالكامل، والتي تشكّل 16% من إجمالي عدد الشركات. إن الشركة المناسبة لك هي التي تلبي رغبتك في حياة أكثر توازناً، وكل ما عليك هو توضيح ذلك لمدير التوظيف بطريقة لبقة.

يمكنك أن تقول:

"كان من الطبيعي بالنسبة لي أن أعمل 60 ساعة في الأسبوع في وظيفتي السابقة، لقد أحببت عملي ولم أمانع العمل ساعات إضافية أحياناً، وأتفهّم أن هذه هي طبيعة بعض الوظائف. لكنني وجدت أنني لا أستطيع الاستمرار مع هذا الكم من العمل الإضافي، إذ بدأ يؤثر في صحتي النفسية وإنتاجيتي مع مرور الوقت. كنت أشعر بالتوتر والإرهاق الشديدين في عطلات نهاية الأسبوع لدرجة تمنعني من الاستمتاع بقضاء وقتي مع العائلة والأصدقاء. اقترحتُ على الشركة نموذجاً هجيناً يساعدني على تحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة، لكنها رفضت.

ومع أني أحترم قرارها، كان عليّ أن أفعل ما هو مناسب لي، كان عليّ أن أعطي الأولوية لصحتي النفسية وكذلك لصحتي الجسدية، وهذا ما لفت انتباهي إلى مؤسستكم، فقد فهمت من رسالة شركتكم أنكم تضعون صحة الموظفين في المقام الأول وتؤمنون بأن التوازن هو جوهر الثقافة العظيمة، والعمل في شركة تهتم حقاً بموظفيها هو أحد أهدافي المهنية المهمة".

السبب الرابع: الافتقار إلى حرية التعبير

يقبل أبناء جيل الألفية والجيل زد ويدعمون مناقشة الموضوعات التي كانت من المحرمات سابقاً في أماكن العمل. نتيجة لذلك، لم تنتشر هذه النقاشات في أماكن العمل فحسب، بل أصبح الجيل الجديد يطالب بها. إن تقبّل الانتماءات المتنوعة سمة مميزة لهذا الجيل، ويلخص اقتباس مأخوذ من دراسة أجرتها شركة ماكنزي (McKinsey) عن الجيل زد ذلك بطريقة مثالية: "لكل منا أسلوبه وطريقته الخاصة في العيش، لكن ما يوحدنا هو قبولنا وتفهّمنا لأساليب الجميع". كثير منا يبحث عن ثقافة عمل تتيح للأشخاص من جميع الأعراق والإثنيات والجنسيات والديانات والخلفيات التعليمية والصحية المختلفة ألا يخجلوا من أنفسهم وأن يتعلم بعضهم من بعض. للأسف، هذه التوقعات لا تتحقق دائماً على أرض الواقع.

في تقرير حول ثقافة العمل أصدرته شركة ديلويت (Deloitte) في عام 2023، أشار 60% من المشاركين في دراسة استقصائية إلى أنهم أخفوا جوانب من شخصياتهم في العمل خلال 12 شهراً الماضية، كما وصف 60% منهم أن إخفاءهم جوانب من شخصياتهم يؤثر سلباً في تقبّلهم لأنفسهم. يشمل إخفاء جانب من الشخصية تغيير المظهر أو الكذب بشأن السن أو الحد من السلوكيات التي تشير إلى الانتماء إلى مجموعة مهمشة، وهذا يولد شعوراً لدى الموظفين بأنهم غير مهمين، ويضر بصحتهم النفسية وإنتاجيتهم.

في حال كنت تعمل في شركة تدّعي أنها تهتم بالتنوع والمساواة والشمول لكنها لا تطبق ذلك على أرض الواقع، فقرارك في مغادرتها يستند إلى رغبتك في البحث عن شركة لا تخجل فيها من هويتك الحقيقية.

كل هذا يعني أنك تركت العمل لأسباب وجيهة والشركات المناسبة لك ستتفهم ذلك.

يمكنك أن تقول:

"لم تكن شركتي السابقة تحترم النساء، وبصفتي امرأة فأنا أقدّر الشركات التي تدرك العقبات الخاصة التي نواجهها في الحياة والعمل، لذلك قررت البحث عن وظيفة في شركة تقدم موارد ودعماً للنساء. وبعيداً عن الوظيفة نفسها، وأنا أعتقد أنها تتفق جيداً مع مهاراتي، فإن التزامكم بالتنوع والمساواة والشمول هو ما جذبني إلى شركتكم. أريد أن أعمل على المدى الطويل في مؤسسة أشعر فيها بالقبول والراحة في أن أكون على طبيعتي".

اعتبر التنقل بين الوظائف وسام شرف

أتفق مع الرأي الوارد في تقرير شركة أوليفر وايمان لعام 2023 حول أماكن العمل الذي يقول: "إذا كانت الأجيال الأخرى تعتبر التنقل بين الوظائف وصمة عار، فإن الجيل زد يعتبره وسام شرف". عندما كنت أرسم مساري المهني، وضعت قائمة بالأشياء التي يجب أن توفرها الشركة لي على المدى الطويل، وهي الراتب التنافسي والتوافق في القيم والتوازن بين العمل والحياة الشخصية وحرية التعبير. لم أعثر على تلك الشركة إلا بعد تنقلي بين 4 وظائف.

إن العمل جزء أساسي من هوياتنا، فنحن نقضي ثلث حياتنا فيه. وحتى إن وصفوك بأنك غير مخلص بسبب تنقلك الكثير بين الوظائف، فاعلم أن الدوافع الحقيقية لخياراتك أهم بكثير من أي صورة نمطية؛ لذلك لا تخجل من الاستمرار بالبحث عن المكان الذي يدعمك ويضمن لك النجاح في المستقبل.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي