هل تعرف كيف يحب أن يعمل كل فرد في فريقك؟

3 دقائق
التفاهم بين مدير جديد وموظفيه

عندما نسافر إلى بلد تختلف ثقافته عن ثقافتنا، يقضي الكثير منا وقتاً في تعلم طرق التواصل والارتباط مع الأشخاص هناك. لهذا الغرض، نبحث عن معاني الكلمات الشائعة أو نحاول الحصول على خرائط لأهم مناطق الجذب. فماذا عن التفاهم بين مدير جديد وموظفيه؟

وبالمثل، عندما تصبح مديراً لأول مرة، من المفيد قضاء بعض الوقت في البداية للتواصل مع الفريق وخلق لغة مشتركة معهم. لأنه عندما يعرف أفراد فريقك كيف تحب العمل وكيف تخطط لإدارتهم، سيتمكنون من تحقيق النتائج سريعاً. وعندما تعرف كيف يحب كل مرؤوس في فريقك أن يعمل ويتواصل، ستوفر على نفسك الوقت حين تحديد التوجهات ومتابعة المهام.

كيفية التفاهم بين مدير جديد وموظفيه

إليك هذا المثال. رولا، قائدة تقنية تحب حل المشاكل التقنية الصعبة. عندما رُقيت إلى مديرة لفريق جديد، بدأت على الفور في استكشاف المنتجات التي كُلفت بها، وتفحّص عمل أعضاء فريقها.

اقرأ أيضاً: هل هناك مشكلة مساءلة في فريقك؟

رولا حريصة على التفاصيل. ولأنها تضع الكفاءة في غاية الأهمية، لم تخصص الكثير من الوقت أو الكلمات عند التحدث إلى فريقها. كانت مباشرة وفظة معهم. لكن لسوء الحظ، لم تتطابق نواياها مع الأثر الذي تركته لدى موظفيها الذين لاحظوا أنها كانت تدقق في المشاكل دون قضاء وقت للتعرف على ما أحسنوا عمله، لذلك اعتقدوا أنهم يفشلون. وفي الوقت ذاته، كانت رولا راضية عن مجمل جودة العمل لكنها أرادت الحرص على تصحيح بقية الأمور العالقة على الفور. بالنتيجة، كان أفراد فريقها يقضون وقتاً أكثر من المفروض في جعل الأشياء متقنة قبل وضعها أمامها، كما قرر شخص آخر البدء في البحث عن عمل جديد.

وبعد مرور شهر على إدارتها، أدركت أن لديها مشكلة كبيرة. كانت غارقة في المهام لأنها لم تكن تعرف فريقها بما يكفي لتفويض العمل لهم. كما قدم المدير المسؤول عن رولا رأياً تقييمياً صارماً. حيث اشتكى 3 من مرؤوسيها أنها كانت تنهال عليهم بأسئلة تفصيلية وتعمل بنفسها على مراجعة ما يضعونه من رموز (أكواد). إذ لم يكن أعضاء فريقها يعرفون جيداً ما هو المتوقع منهم، وأكدوا أنهم يلجؤون لتخمين ما تريده وتخمين رأيها حول عملهم، لأن معظم محادثاتهم معها كانت حول تفاصيل الأكواد وليس حول كيفية تنفيذ العمل. لقد أشعرهم هذا بالانفصال والخضوع لإدارة تفصيلية.

وعليه، احتاجت رولا إلى التواصل مع فريقها أكثر. حيث أدركت أن العمل مع الأشخاص يشبه إلى حد كبير العمل مع المشكلات الفنية، فهو يتطلب فك شيفرة الأشخاص.

وفي لقائها التالي مع الفريق، شاركت معهم جدولاً يمثل السلوكيات المرتبطة بنمطها في الإدارة، ومعاني أفعالها، وكيف يمكن لفريقها العمل معها بأفضل أداء.جدول أسلوب العمل

بعد مشاركة هذا الجدول، طلبت رولا من مرؤوسيها المباشرين إنشاء جداول مماثلة توضّح أسلوب عملهم. ثم شارك كل موظف جدوله خلال الاجتماع التالي للفريق وتبادلوا الأسئلة عن جدول كل منهم. حيث خلق هذا التمرين الكثير من الوضوح، ومنح رولا فهماً أفضل لأنماط عمل مرؤوسيها المباشرين ونقاط قوتهم، ومنح فريقها رؤى حول كيفية إدارتهم.

اقرأ أيضاً: ما الذي بوسعك فعله إذا خذلك فريقك؟

وكانت النتيجة النهائية واعدة. حيث استطاعت رولا تفويض المهام بفعالية أكبر، ووجد أعضاء الفريق أن أمورهم أصبحت تنفذ أسرع، وبالقليل من سوء الفهم بين بعضهم البعض وبين مديرتهم.

تمرين عملي من أجل إدارة التفاهم بين المدراء وموظفيهم

تستطيع باعتبارك مديراً جديداً إجراء هذا التدريب مع فريقك. لكن خذ في الحسبان هذه الأسئلة عندما تعمل على وضع جدولك الخاص وعندما تشجع أعضاء فريقك على وضع جداولهم:

  • ما الآفكار الخاطئة للآخرين عنك في الماضي؟

ربما لم يخبروك بذلك مباشرة، لكن صديقاً أو شريكاً علّق عليها مازحاً.

  • ما أكثر الأشياء التي تهمك حول كيفيك أداء العمل؟

مثلاً، فكر بالكيفية التي ترغب في إعداد مواد عملك بها للجمهور الأوسع.

  • ما الطرق التي تميل لاستخدمها في التواصل؟

يميل بعض الأشخاص، مثل رولا، للتواصل المباشر لكن هناك آخرون يفضّلون التواصل غير المباشر. فكر أين مكانك بين هذا.

  • ما أكثر ما يزعجك؟

لعلك تحب أن يتم إعلامك قبل فترة من الوقت إن كان أحدهم سيفّوت موعد التسليم، أو أنك لا تحب أن يقاطعك أحد في الاجتماع.

  • ما الأشياء الغريبة فيك؟

مثلاً، رولا ليست شخصاً صباحياً لهذا تطلب من الآخرين أن يضعوا الاجتماعات المهمة بعد الساعة العاشرة صباحاً.

اقرأ أيضاً: لا تدع الإجهاد في موسم الأعياد ينعكس على فريقك

وتذكّر، على الرغم من أن هذا التمرين مفيد لك ولفريقك من أجل تواصل أفضل، فإنك تحتاج إلى بعض التعديلات على أسلوب عملك أيضاً. مثلاً، إن أشار فريقك إلى أنهم يجدون الآراء التقييمية الإيجابية محفزة، وكان ذلك أمراً تقتصد فيه عادة، فعليك تخصيص وقت أكثر للمديح والإطراء على موظفيك حتى لو أحسست بشعور غريب حيال ذلك في البداية. إذ تُعتبر مناقشة التفضيلات وأساليب العمل نقطة بداية لك ولفريقك، لفهم بعضكما البعض والعمل معاً بإنتاجية أكبر.

وفي ختام الحديث عن التفاهم بين مدير جديد وموظفيه، أن تكون مديراً لأول مرة فهذا أشبه بمن يمشي في أرض غريبة. لذا، امنح نفسك بعض الوقت في البداية للتعرف على لغة فريقك ومشاركة لغتك معهم، بعدها ستتمكن من إنشاء علاقة عمل قوية وتقلل من الالتباسات وتزيد سرعة إنجاز الأعمال.

اقرأ أيضاً: هل تحرص على سماع أفضل أفكار فريقك؟

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي