كيف تتغلب على مشاعر الإحراج عند بدء وظيفة جديدة؟

4 دقائق
مشاعر الإحراج

ملخص: قد تشعر بالخجل والإحراج عند بدء وظيفة جديدة وحتى لو اتبعت دورة فعالة لإعداد الموظفين الجدد، قد لا تشعر بالثقة بما ستقوله ومع من ستتكلم أو كيف تتعلم ما تحتاج إليه في وظيفتك الجديدة. لست الوحيد الذي يمر بمثل هذه التجربة. في الواقع، يعاني معظم الموظفين الجدد من مشاعر الإحراج وعدم الراحة في الأيام والأسابيع وحتى الأشهر القليلة الأولى عند انتقالهم إلى وظيفة جديدة. يقدم المؤلف هنا ثلاثة أسباب نفسية تجعل هذه التحولات غير مريحة، وطرق التغلب على الصعوبات المرتبطة بها، بالإضافة إلى كيفية مساعدة الموظفين الجدد على التأقلم والاندماج في الفريق وبيئة العمل.

 

البدء بوظيفة جديدة في مكان عمل جديد أمر مثير بلا شك، ولكنه قد ينطوي على بعض المشاكل أيضاً. بغض النظر عن عدد الوظائف التي شغلتها من قبل، قد تشعر بأنك مثل طفل جديد في الفصل وكل الأنظار مسلطة عليك. كيف يمكنك التغلب على مشاعر الإحراج هذه في الأسابيع القليلة الأولى، وهل هناك طريقة للشعور بالأريحية في وظيفتك الجديدة؟ وإذا كنت سترحب بزميل جديد في فريقك، فكيف يمكنك مساعدته لتسهيل هذا الانتقال عليه؟

من المفيد في البداية معرفة ما يجعل هذه الانتقالات صعبة جداً حتى تتمكن من التعامل مع مشاعر الإحراج التي ترافقها.

عقلك لا يستطيع التنبؤ بالبيئة الجديدة

أهم مصدر للإحراج هو عدم اليقين بشأن ما تتوقعه. يعمل الدماغ كمحرّك للتنبؤ، فيسعى جاهداً للتنبؤ بدقة بما سيحدث في المستقبل، وعندما يفشل بذلك، يتولّد الخوف لدينا. (لذلك يكون استرجاع ذكريات السفر إلى الخارج أكثر متعة من معايشتها في الوقت الحقيقي).

عندما لا نكون متيقنين مما سيحدث، فإننا نميل إلى التقاعس عن العمل. يحدث ذلك لسببين؛ أولاً، يحفزنا القلق على تجنب التهديدات أو الكوارث المحتملة. ثانياً، عندما تكون نتائجنا سيئة، فإننا نميل إلى إلقاء اللوم على الإجراءات التي قمنا بها بدلاً من الإجراءات التي نفشل في القيام بها. لذلك نقنع أنفسنا أنه إذا لم نفعل أي شيء، فمن غير المرجح أن نقع في المشاكل. ونتيجة لذلك، إذا لم تكن متأكداً مما سيحدث، فقد يكون من الصعب التعبير عن رأيك أو بدء محادثة مع الزملاء الجدد.

يتفاقم هذا الميل إلى الصمت بسبب القلق من قول شيء خاطئ. وحتى عندما نتحدث إلى أشخاص نعرفهم جيداً، فإننا نميل إلى تجنب قول أشياء نعتقد أنه قد يساء فهمها. في الواقع، يميل الناس إلى التركيز غالباً على القصد من وراء ما تقوله بدلاً من التركيز على الكلام الذي تقوله تحديداً، لذلك من غير المرجح أن يكوّن عنك زملاؤك الجدد انطباعاً سلبياً لأنهم بالكاد يلاحظون أن الأشياء التي تشعر حيالها بالقلق محرجة، لذلك لا بأس حقاً في الدردشة معهم وطرح الأسئلة عليهم عندما تشعر بالارتباك.

لتسهيل الأمور على زميل وافد جديد، حاول أن تجعله يشعر بمزيد من الثقة. قدمه إلى الزملاء الآخرين في المكتب، ودعه يتعرّف على آلية سير يوم العمل. إذا كنت تعمل عن بعد، فأنشئ تذكيراً لنفسك كي تتواصل مع الزميل الجديد مرة واحدة على الأقل يومياً حتى لا يشعر بالضياع والارتباك في زحمة العمل.

عدم الإلمام بلغة العمل الداخلية

حتى لو كنت مستعداً للانخراط والحديث في العمل، قد تكون هناك مجموعة كاملة من اللغة الاصطلاحية المستخدمة لست على دراية بها. فلكل مؤسسة اختصاراتها الخاصة بأقسام أو عمليات معينة، بالإضافة إلى المصطلحات الخاصة بالأشخاص والأماكن والأشياء. قد تبدو الأسابيع القليلة الأولى في الوظيفة الجديدة كما لو أنك انتقلت إلى بلد تتحدث فيه بلغة لا تتقنها وتشعر بالحاجة لفهم المزيد عما يُقال حولك.

من المحرج في الواقع مقاطعة الناس عندما يستخدمون مصطلحاً جديداً عليك والطلب منهم شرحه. فقد يتحدث الموظفون الملمّون بالمصطلحات المكتبية بجمل لا يفهمها مطلقاً الموظفون الجدد، (مثلاً: دلت الملفات والمقصود حذف الملفات أو صطب ويندوز والمقصود تثبيت ويندوز، وهكذا). لذلك من المفيد التحقق مما إذا كان بإمكان أحد الزملاء تزويدك بقائمة تحتوي على الاختصارات والعبارات الشائعة المتداولة في الشركة (حتى إن بعض الشركات الذكية تُدرجها في مواد الإعداد الخاصة بالموظفين الجدد)، ثم اطلب الإذن منه بمراسلته بالبريد الإلكتروني أو عبر الرسائل النصية للاستفسار عندما تسمع عبارة أو مصطلحاً جديداً لا تعرفه. من المريح أن تعلم أن هناك من يمكنه أن يساعدك عندما لا تكون قادراً على فهم كلّ ما يُقال في المحادثات الجارية.

إذا كنت مع موظف جديد، فحاول استيعاب كيفية تفكيره وضع نفسك مكانه لمساعدته. ربما من الصعب عليك تذكر كيف بدأت في استيعاب لغة مؤسستك، ولكن عندما تُضطر إلى استخدام مصطلحات خاصة بمؤسستك، استخدمها (حتى يعتاد زميلك الجديد على سماعها) ثم اشرحها له (حتى لا تربكه).

لم تنضم إلى أي مجموعة بعد

ربما يكون أصعب شيء في الوظيفة الجديدة عدم وجود مجموعة من الأشخاص تشعر بالراحة معهم. في هذا الصدد، تظهر الأبحاث أن العلاقات الاجتماعية الإيجابية في مكان العمل مهمة جداً لتحقيق السعادة والرضا الوظيفي. قد ترى مجموعات من الأشخاص في مكان العمل يقضون الوقت معاً ويتحدثون عن تجاربهم المشتركة، ما يجعلك تشعر بأنك غريب أو حتى معزول. من المرجح أنه لن يكون لديك الخبرة الكافية لدمج نفسك في البنيات الاجتماعية الموجودة مسبقاً ما لم تكن قد تنقّلت كثيراً خلال حياتك، فنحن عموماً لا نلتقي بالكثير من الأشخاص إلا عندما تجمعنا ظروف مشابهة ونحتاج إلى إنشاء مجموعة اجتماعية جديدة (على سبيل المثال، عندما تدخل الكلية كطالب جديد في السنة الأولى).

تذكر أن الاندماج يستغرق بعض الوقت، وأن بقية الموظفين قد مروا بنفس التجربة في السابق أيضاً. يمكنك البدء بإجراء محادثات مع عدد قليل من الموظفين؛ تعرف إليهم وتعلم كيفية الانخراط معهم. هل توجد استراحات لتناول القهوة أو استراحات غداء مشتركة؟ من الطرق السهلة للتعرف على مجموعة من الأشخاص أن تطلب من شخص ما أن يتصرف بالنيابة عنك ويقدمك للآخرين في مثل هذه الأماكن المشتركة، ولا تخف من أن تطلب من شخص ما مساعدتك للتعرف على زملائك الجدد. يُسر الناس عموماً بتقديم مثل هذه الخدمات البسيطة لزملائهم، خاصةً إذا كانوا جدداً.

عندما يكون لديك زميل جديد في العمل، ساعده على الاندماج في المشهد الاجتماعي للمؤسسة. لا حاجة إلى أن تكون صديقاً مقرباً منه أو قضاء الوقت معه خارج أوقات العمل. ساعده فقط في التعرف على بعض الأشخاص في البداية وأشركهم في محادثات مكان العمل. من المهم بشكل خاص المساعدة على تكوين هذه المعارف عندما يعمل موظفو المؤسسة عن بُعد، ويجب تنظيم جميع التفاعلات الاجتماعية في أماكن العمل عن بعد بشكل واضح وصريح حتى لا يشعر الموظف الجديد بأنه مستبعد تماماً. يساعد تمكين الموظفين الجدد من التواصل بالآخرين أيضاً على تحسين استبقاء الموظفين.

في النهاية، تذكر أنك تشعر بقلق زائد أكثر من الآخرين بشأن الخجل من أنك موظف جديد. بينما يواصل بقية زملائك الجدد ببساطة روتين عملهم اليومي، ولكن أفضل ما في الأمر أن معظم قلقك سيتلاشى في غضون ستة أسابيع أو نحو ذلك. ستطور عادات جديدة، وستجد أنك تدرك ما لا يقل عن نصف المصطلحات الجديدة التي تسمعها، وسيكون معك بضعة أشخاص لإرشادك ومساعدتك في الساحة الاجتماعية.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي