هل سبق لك المشاركة في مشروع جماعي لم يلتزم فيه الأعضاء الآخرون بأداء واجباتهم؟ عندما تبدأ حياتك المهنية وتحصل على الوظيفة التي كنت تطمح إليها، تكون حماستك عالية. على الرغم من ذلك، فقد تجد نفسك في موقف مزعج عندما يتقاعس أحد زملائك عن أداء دوره. قد يؤدي هذا الأمر إلى شعورك بالإحباط وفقدان السيطرة وعدم القدرة على إنجاز العمل المطلوب.
لكن على الرغم من أن هذا الوضع ليس مثالياً، فإن هناك بعض الطرق التي يمكنك اتباعها للتعامل مع زميل غير ملتزم ولا يمكن الاعتماد عليه وحماية نفسك من الأضرار الناجمة عن تقصيره من خلال التركيز على الأشياء التي تستطيع التحكم بها وتجاهل ما لا يمكنك تغييره. فيما يلي 5 نصائح تساعدك على تحقيق ذلك:
توثيق العمل
من المفيد دائماً توثيق عملك، بغض النظر عن طبيعة الشركة التي تعمل بها أو ثقافتها. يجب ألا يكون توثيق العمل مقتصراً على حالات معينة فقط، بل حاول تبنّي هذه الاستراتيجية وممارستها بانتظام حتى تصبح جزءاً من روتينك اليومي. يساعدك توثيق عملك على تتبع المهام التي تقع على عاتقك. لا يتطلب الأمر بذل كثير من الجهد في مشاركة هذه المعلومات عبر الرسائل الإلكترونية أو إضاعة كثير من الوقت في عملية التوثيق. فمن المحتمل أن تكون شركتك قد وضعت بالفعل طريقة فعّالة لإدارة سير العمل، لكن إذا تعثرت المشاريع وخرجت عن مسارها المحدد وأصبحت الأدوار غير واضحة، فيمكنك توثيق العمل الذي أنجزته لتقديم دليل واضح لمديرك حول جهودك التي بذلتَها. يوفر تقديم تقرير مكتوب يوثّق عملك فائدة إضافية تتمثل في مساعدتك على البقاء على المسار الصحيح.
اسأل نفسك: كيف يمكنني الاستفادة من نقاط قوة هذا الشخص؟
إذا كنت ترى أن زميلك في العمل غير ملتزم ولا يمكن الاعتماد عليه، فابحث عن نقاط قوته التي تميزه أو الجوانب التي يتقنها في عمله. ركّز على إنجازات زميلك وأسلوبه في تحقيقها. وضّح له أن مهاراته ونقاط قوته يمكن أن تضيف قيمة كبيرة وتسهم في نجاح المشروع الذي تعملون عليه جميعاً. إذا لاحظت أن زميلك يؤجل إتمام المهام حتى اللحظة الأخيرة، فيمكنك تشجيعه على المساهمة في المهمة من خلال تذكيره بقدرته على الإنجاز في الأوقات الصعبة والعمل تحت الضغط.
على سبيل المثال، يمكنك أن تقول: "نحن مقبلون على فترة صعبة تتطلب إنجاز كثير من المهام وأنا أعلم أنك متميز في إنجاز المهام بسرعة، فهل يمكنك مساعدتي في إنجاز هذه المهمة؟". على سبيل المثال، كان أحد العملاء الذين عملت معهم يتعامل مع زميل غير ملتزم اعتاد إطلاق تصريحات جريئة وصريحة. استفاد عميلي من صراحة هذا الزميل، ولا سيما عند التعامل مع الزملاء في المواقف الصعبة التي تحتاج إلى مواجهة مباشرة؛ إذ كان هذا الزميل مستعداً للحديث عن الأمور الحساسة والصعبة التي يتردد الآخرون في التعبير عنها.
تجنب الشكوى أو الثرثرة والأحاديث السلبية واطلب المساعدة والدعم عند الحاجة
قد تشعر بالإحباط وفقدان الحماس عندما يتركك زميلك لتتحمل عبء العمل وحدك. من الطبيعي أن تشعر بزيادة الضغط والإحباط في مثل هذه المواقف، وقد تشعر برغبة قوية في الشكوى والثرثرة أو التحدث عن زميلك بطريقة سلبية للتنفيس عن مشاعرك بسبب تصرفه بهذه الطريقة. لكن إذا كنت في منصب قيادي تتمتع فيه بسلطة محدودة، فقد يؤدي التذمر والحديث عن زملائك بطريقة سلبية إلى الإضرار بسمعتك أو ترك انطباع سيئ لدى الآخرين يتمثل في أنك شخص غير متعاون أو أنك لا تعمل بوصفك جزءاً من الفريق، وبالتالي، قد تفقد ثقة الآخرين بك في المستقبل.
لا تتسرع في التحدث إلى مديرك مباشرة. افترض حسن النية وأن زميلك يبذل قصارى جهده لأداء مهامه بطريقة صحيحة. إذا ظهرت مشكلة قد تؤثر سلباً في قسمك أو في المشروع الذي تعمل عليه، فابدأ أولاً بالتحدث إلى الشخص المعني الذي تسبّب بها. إذا لاحظت تفاقم الأمور، مثل تكرار ظهور المشكلة نفسها في مشاريع متعددة، فيمكنك حينها التواصل مع مديرك. استعد جيداً قبل التحدث إلى المدير بشأن المشكلة، وتجنب النقاش بطريقة عفوية وارتجالية دون تحضير مسبق.
ركّز في حديثك على النقاط الأساسية والأمور التي يجب تنفيذها بما يخدم مصلحة الشركة، ثم قيّم الوضع الحالي وتحدّث عن النجاحات والتحديات المتعلقة بالمشروع أو العمل. لن تسهم الشكوى ضد الزميل غير الملتزم بأداء مهامه في حل المشكلة، وربما تعطي انطباعاً بأنك شخص كثير الشكوى والتذمر. يجب عليك أن تقدم حججاً واضحة ومقنعة عند مناقشة المشكلة لتحقيق النتيجة التي تطمح إليها.
اسأل نفسك: ماذا يمكنني أن أتعلم؟
إذا كنت متفوقاً في دراستك الجامعية أو في تجاربك وأدوارك السابقة وتتساءل الآن عن سبب عدم تحقيق النجاح نفسه في العمل، فتذكّر أنك لست في منافسة تنتهي بغالب ومغلوب. في بداية حياتك المهنية، ستجد أنه يمكنك تعلّم كثير من المعلومات والخبرات من مدرائك ونظرائك وغيرهم من الأشخاص المحيطين بك. لن يؤدي العمل مع شخص غير ملتزم ولا يمكن الاعتماد عليه إلى عرقلة تقدمك المهني. في الواقع، يمكن أن تكون تجربة العمل مع زملاء من هذا النوع فرصة لفهم الأمور التي تؤدي إلى النجاح أو الإخفاق في أثناء سعيك لتحقيق أهداف دورك الوظيفي. على سبيل المثال، قد تكتشف أن عدم إفصاح أحد الزملاء عن احتمالية تأخر المشروع قد يؤدي إلى عرقلة تقدمك.
مراجعة التجارب السابقة لاكتشاف الحلول الممكنة
من الطبيعي أنك لن تستطيع العمل دائماً مع الأشخاص الذين تحبهم وتتوافق معهم. من المرجح أنك اضطررت إلى التعامل مع بعض الأشخاص المتقاعسين في المشاريع الجماعية المدرسية، وعلى الرغم من ذلك، فقد تمكنتَ من تجاوز الموقف وإنجاز مهامك بطريقة ما. ماذا تعلمت من تلك التجارب؟
اطرح على نفسك الأسئلة الآتية:
- متى كانت آخر مرة اضطررتُ فيها إلى العمل مع شخص لم أتفق معه؟
- كيف تعاملتُ مع هذه المشكلة؟
- هل ناقشتُها مع الشخص المعني بطريقة مباشرة؟ وما هي النتيجة؟
يمكنك غالباً الاستفادة من تجاربك السابقة لحل مشكلاتك الحالية. تذكّر أن لكل شيء وقتاً وأن العمل مع زميل غير ملتزم ولا يمكن الاعتماد عليه هو أمر مؤقت لن يستمر طوال حياتك، فلا تستنزف طاقتك كلها في الشعور بالإحباط تجاه هذا الشخص.
خلاصة القول، لا تضيّع وقتك في التفكير في أخطاء زملائك ونقاط ضعفهم وحاول أن تنظر للأمور من زاوية أوسع ومنظور مختلف وركّز على الأشياء التي تحفّزك واستعن بالأشخاص الذين تثق بهم للحصول على الدعم والإرشاد عند الحاجة.