4 خطوات للتعامل مع رفض طلبك الحصول على ترقية داخل الشركة

4 دقائق
رفض طلبك
shutterstock.com/Elena Abrazhevich

ملخص: دائماً ما يتسبب رفض طلبك للحصول على وظيفة ما في مشاعر مؤلمة، ولكن تزداد الأمور تعقيداً عندما تكون هذه الوظيفة داخل شركتك. وإذا قررت المغادرة (وهو ما قد يستغرق بعض الوقت)، فعليك معرفة كيفية العمل داخل الشركة، وربما حتى مع الأشخاص أنفسهم الذين رفضوك. إليك كيفية المضي قُدماً والتصرف بقوة وصلابة.

  • لا تأخذ الأمر على محمل شخصي. إذ لا يكون السبب في معظم الحالات هو مهاراتك أو شخصيتك. ففي كثير من الأحيان، يكون الأمر ببساطة هو أن هناك مرشحاً آخر أكثر كفاءة (آراء شخصية) أو ربما تريد الشركة جلب شخص من خارجها (سبب خارج عن إرادتك).
  • تصرَّف بنزاهة. قد يكون من المغري الاستسلام لليأس والانفصال ذهنياً عن العمل للانتقام، ولكنك في النهاية لن تؤذي إلا نفسك. فالأنظار موجهة نحوك وسيراقب الأشخاص استجابتك للموقف. لذلك إذا استجبت بلباقة وكياسة فستعزز سمعتك.
  • استخلص دروساً من التجربة. فكّر فيما اكتشفته عن مؤسستك في أثناء هذه العملية، وكذلك كيف يمكنك استخدام هذه المعلومات لصالحك. مَن يملك النفوذ وسلطة صنع القرار؟ ما أولويات الشركة والمشكلات التي تواجهها؟ اجعل ما اكتشفته متوائماً مع عملك الحالي.
  • أعِد بناء إحساسك بذاتك. يمكن أن يتسبب الرفض في شعورك بالعجز الذي يمكنك التغلب عليه من خلال البحث عن طرق لاستعادة شعورك بالكفاءة. يمكنك فعل أشياء لا تتعلق بالعمل، مثل التنزه أو ممارسة تمارين رياضية شاقة أو العمل على مشروع أعمال يدوية يتطلب جهداً كبيراً، أو أي شيء آخر يشكل تحدياً لك ويُشعرك بالسعادة.

 

طار مازن فرحاً عندما سأله مدير الموارد البشرية عما إذا كان يرغب في ترشيحه لمنصب بقسم الاستدامة. الانتقال من دور محلل مساعد إلى موظف مختص بالمسؤولية الاجتماعية للشركات سيشكل تحدياً لمازن لأنه سيتطلب الاستفادة من خلفيته المالية للإسهام في الإشراف البيئي وجهود إدارة المخاطر بالشركة. وعلى الرغم من أنه كان متوتراً، فقد كان مستعداً لأنْ يكون على قدر التحدي وقدَّم طلبه بشغف للحصول على هذا الدور.

أمضى مازن أسابيع في التحضير للمقابلات، من خلال التدرب على الردود مع زميله ودراسة أهداف القسم وصياغة القصص التي سيرويها لتوضيح إنجازاته. ولهذا السبب صُدِم عندما أخبروه بعد الجولة الثانية من المقابلات أنه ليس من المرشحين المختارين لاستكمال هذه العملية. فما الخطأ الذي ارتكبه؟ والأهم من ذلك، كيف سيتعامل مع زملائه ومديره والقادة الذين أجروا معه مقابلات؟ فقد اقترنت خيبة أمله وإحباطه بشعور بالخجل والإحراج.

دائماً ما يتسبب رفض طلبك للحصول على وظيفة ما في مشاعر مؤلمة. في الواقع، تُظهر الدراسات أن الرفض الاجتماعي والألم الجسدي يتشاركان المسارات نفسها داخل الدماغ. وهذا هو السبب في أن عدم الحصول على وظيفة يؤلم بشدة، ولكن تزداد الأمور تعقيداً عندما تكون هذه الوظيفة داخل شركتك. إذ لا يتمتع معظم الأشخاص برفاهية مغادرة شركاتهم ببساطة. وإذا قررت المغادرة (وهو ما قد يستغرق بعض الوقت)، فعليك معرفة كيفية العمل داخل الشركة، وربما حتى مع الأشخاص أنفسهم الذين رفضوك.

إليك كيفية المضي قُدماً والتصرف بقوة وصلابة.

لا تأخذ الأمر على محمل شخصي

قد تكون هناك أسباب عديدة لعدم اختيارك لدور داخل شركتك، ولا يكون السبب في معظم الحالات هو مهاراتك أو شخصيتك. ففي كثير من الأحيان، يكون الأمر ببساطة هو أن هناك مرشحاً آخر أكثر كفاءة (آراء شخصية) أو ربما تريد الشركة جلب شخص من خارجها (سبب خارج عن إرادتك).

انتبه لمشاعرك. حاول تحديد متى تفكر في قرار التوظيف بمشاعرك ومتى تفكر فيه بالمنطق. في هذه المواقف الحساسة، من الشائع أن يستحوذ عليك التفكير العاطفي، وهو تشوّه معرفي يحدث عندما تساوي حالة عاطفية مؤقتة بشخصيتك. قد يظهر ذلك في شكل عبارات من قبيل “أشعر بخيبة أمل، وبذلك فأنا فاشل” أو “أشعر أنني عديم الكفاءة، ولذلك فأنا غير مؤهَّل”.

عندما تظهر هذه الأفكار السلبية، هوِّن على نفسك. اغتنم هذه اللحظة للتعاطف مع ذاتك. قل لنفسك: “من الطبيعي أن أشعر بالإحباط. وعلى الرغم من أن هذا الموقف صعب، فإنه لن يدوم” أو “هذا الرفض لا يحدد قيمتي أو قدراتي. وقد اخترت أن أتعاطف مع ذاتي وأعلم أنني سأستعيد توازني”. وعلى وجه الخصوص، أقِر أن الصراعات والمعاناة جزء طبيعي من حياتنا. إذ يمُر الجميع بمصاعب، والرفض جزء من الحياة ويواجهه حتى الأشخاص الأكثر نجاحاً وموهبة.

ذكِّر نفسك بأن القرار لم يكن شخصياً، كل ما في الأمر أن هذا الدور لم يكن الأنسب لك في هذه المرحلة. ومستقبلك الآن مفتوح أمام مسارات وفرص جديدة. والمسار الذي ستسير فيه بنجاح سيكون هو المسار المناسب لك.

تصرَّف بنزاهة

لا تدع الرفض يؤثر على أدائك. قد يكون من المغري الاستسلام لليأس والانفصال ذهنياً عن العمل للانتقام، ولكنك في النهاية لن تؤذي إلا نفسك. فالأنظار موجهة نحوك وسيراقب الأشخاص استجابتك للموقف. لذلك إذا استجبت بلباقة وكياسة فستعزز سمعتك. أعرِب عن تمنياتك بالحظ السعيد للمرشح الجديد وابنِ علاقة معه. إذ يمكن أن تخلق لك هذه العلاقة فرصاً في المستقبل.

يمكنك أيضاً أن تطلب من قسم الموارد البشرية أو مدير التوظيف الاجتماع معك لإبداء ملاحظاتهم. خُذ بضعة أيام للتفكير في التجربة حتى تتمكن من خوض هذه المحادثة وأنت تسيطر على مشاعرك. ثم تواصل معهم. يمكنك أن تقول: “أود أن أعرف ما يفتقر إليه طلبي أو مؤهلاتي أو ما لم أُحسن فعله في المقابلة أو الجوانب التي يمكنني تحسينها. أتفهّم أن عملية صنع القرار يمكن أن تكون معقدة، ولا أسعى إلى الطعن في النتيجة، بل إلى فهم كيف يمكنني الاستمرار في تطوير مساري المهني داخل الشركة على نحو أفضل”.

أوضِح في أثناء المحادثة أنك لا تعترض على القرار، وركز على السؤال عما يمكنك فعله للتقدم في المستقبل وليس عن سبب عدم حصولك على الوظيفة. فالأمر يتعلق بالمضي قدماً والنظر إلى المستقبل، وليس النظر إلى الماضي والتفكير فيه.

استخلص دروساً من التجربة

تجربة الرفض صعبة، ولهذا فهي جديرة بالاهتمام. فنحن نتعلم أهم الدروس من العقبات التي نواجهها ونتغلب عليها. فكّر فيما اكتشفته عن مؤسستك في أثناء هذه العملية، وكذلك كيف يمكنك استخدام هذه المعلومات لصالحك. مَن يملك النفوذ وسلطة صنع القرار؟ ما أولويات الشركة والمشكلات التي تواجهها؟ في ضوء ما اكتشفته اجعل عملك الحالي متوائماً مع أهداف الشركة لتكون مرشحاً جذاباً في المستقبل.

وبالمثل، ربما اجتمعت خلال عملية إجراء المقابلات مع أصحاب مصلحة أو بعض من كبار القادة الذين يمكن أن يكونوا داعمين لك. لذا، حدد كيف يمكنك الحفاظ على هذه العلاقات. على سبيل المثال، يمكنك المشاركة في مشاريع شاملة لأقسام مختلفة أو لجان يقودونها لتكون أول مَن يخطر ببالهم عندما تظهر الفرصة التالية.

افعل ما سيساعدك على إعادة بناء إحساسك بذاتك

يمكن أن يتسبب الرفض في شعورك بالعجز الذي يمكنك التغلب عليه من خلال البحث عن طرق لاستعادة شعورك بالكفاءة. يمكنك فعل أشياء لا تتعلق بالعمل، مثل التنزه أو ممارسة تمارين رياضية شاقة أو العمل على مشروع أعمال يدوية يتطلب جهداً كبيراً، أو أي شيء آخر يشكل تحدياً لك ويُشعرك بالسعادة. انشغل في أي مسعى يساعدك على الشعور بالكفاءة والإنجاز.

تذكّر أن قيمتك على الصعيدين الشخصي والمهني لا تقِل لمجرد أن شخصاً ما لا يستطيع رؤيتها. إذا لم تحصل على منصب آخر داخل شركتك، فربما لم يكن مقدّراً لك. انظر إلى الرفض على أنه فرصة لإعادة توجيه مسارك. والأمر لا يتعلق بعدد مرات الرفض، فما يهم هو المرة التي ستُقبَل فيها.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .