ثمة تسريح وشيك للموظفين، وسيخفض عدد العاملين في إدارتك بنسبة 10%، وسيغادر المدير الشركة، وسينقل عميلك الرئيسي أعماله إلى شركة أخرى. لقد سمعتَ هذه الإشاعات، همساً في الممرات أو تلميحاً في رسالة إلكترونية، لكن هل هي صحيحة؟ إذا كانت كذلك، فلماذا لم تعلم بها في وقت سابق؟
قبل ثماني سنوات، عندما أُعلن عن صفقة استحواذ مفاجئة على الشركة الكبيرة التي كنت أعمل بها، تلقيت تلك المعلومات قبل يوم واحد من وصولها إلى بقية الموظفين، وحتى قبل أن تصل إلى صحيفة نيويورك تايمز في الواقع، وقد كان ذلك بالصدفة إلى حد ما. سمعت زميلتي في ذلك الوقت (التي كانت دائماً تطلب مني مسكنات الألم بسبب آلام ظهرها) الخبر من صديقة قديمة تعمل في مكتب خارجي كانت تربطها علاقة صداقة مع موظفة استقبال في الجناح التنفيذي، حيث عُقدت الاجتماعات المتعلقة بالاندماج كلها.
في تلك الحالة بالذات، وفي عدد لا يحصى من الحالات الأقل أهمية بعد ذلك، أثبتت تجاربي الشخصية صحة ما أثبتته العديد من الأبحاث العلمية حول التواصل: تنشر قنوات التواصل غير الرسمية داخل المؤسسة المعلومات بسرعة وكفاءة أكبر من القنوات الرسمية. بعبارة أخرى، من المرجح أن تسمع عن أخبار تسريح العاملين من الأحاديث الجانبية بدلاً من تلقيها عبر إعلان رسمي في رسالة إلكترونية. على عكس الإشاعات التي تنتشر في المدرسة الثانوية أو هوليوود أو السياسة، غالبية الإشاعات التي تنتشر في المؤسسات تكون صحيحة في النهاية، وكما يقول المثل: "لا دخان دون نار".
إذا كنت تتطلع إلى البقاء على اطلاع دائم بالتغييرات المهمة التي يمكن أن تؤثر في حياتك المهنية، خصوصاً في فترات الاضطراب الاقتصادي الحالية، فماذا يجب أن تفعل؟ هل تقضي يومك كله تثرثر مع الزملاء؟
لا بالطبع، ولكن يجب عليك الاستفادة من قنوات التواصل غير الرسمية في مؤسستك إذا كنت تهدف إلى اتخاذ قرارات مستنيرة وتعزيز كفاءتك والتقدم في حياتك المهنية، سواء على المدى القصير أو المدى الطويل. إليك أفضل الطرق لتحقيق ذلك:
- انخرط في محادثات جدية مع الأشخاص الذين لا يتحدث إليهم زملاؤك. يتمتع المساعدون وموظفو الاستقبال والموظفون في إدارة خدمات التصميم وعمال الكافتيريا بقدرة استثنائية على معرفة معلومات حول ما يحدث في جميع أنحاء الشركة. إنهم بمثابة الجهاز العصبي المركزي للشركة؛ لديهم اطلاع على الوثائق كلها ويعرفون من يجتمع مع مَن وموضوع الاجتماع، مع ذلك يتعامل معهم الآخرون على أنهم غير مهمين، وليس هذا قصر نظر فقط، بل تكبّر وعدم احترام أيضاً. تحدّث إليهم، وعبّر عن امتنانك لعملهم الشاق، كن صادقاً معهم وعاملهم بالاحترام الذي يستحقونه؛ ستجد ذلك مجزياً وستفاجئك كمية المعلومات التي يعرفونها.
- تواصل مع أشخاص خارج نطاق عملك اليومي. تحدث بانتظام إلى أشخاص من مكاتب وأقسام وأدوار ومستويات مختلفة، سيفوتك الكثير من المعلومات إذا لم تفعل ذلك.
- شارك المعلومات والمصادر. أفضل طريقة للحصول على المعلومات هي تقديمها، ولا يعني هذا النميمة بل تقديم المساعدة. على سبيل المثال، إذا قضيت بعض الوقت في مراجعة تقرير التسويق مع زميلك، فمن المرجح أن يخبرك عن الوظيفة الجديدة التي ستتاح في مكتب مدينة نيويورك.
ما الأساليب الأخرى التي تستخدمها للاستفادة من قنوات التواصل غير الرسمية في مؤسستك، وكيف تسهم في تقدمك الوظيفي؟