كيف بوسعك التعارف مع الناس وأنت تكره الحديث إلى الغرباء

3 دقائق
كيفية التحدث مع الغرباء
shutterstock.com/nep0

تعتبر موهبة اكتشاف الأشياء السارة مصادفة من القضايا الساخنة في أوساط الشركات التجارية. فمقرات الشركات التي أقيمت في وادي السيليكون أُنشئت لتعزيز المزيد مما يُسمى "التصادم العشوائي". وبحسب العديد من المفكرين، فإن أحد المفاتيح الرئيسية للإبداع يكمن في التفاعلات غير المتوقعة مع الآخرين. "حاول خلق مساحات وفضاءات تسمح لك بالتجول هنا وهناك وعرض نفسك على أشخاص جدد" هذا ما أخبرني به جون هاغيل الثالث من "مركز إيدج" في ديلويت في مقابلة أجريتها معه. أجرى الرأسمالي المغامر (الجريء) أنطوني تجاني وزملاؤه مسحاً شاملاً لرواد الأعمال كشف بأن أكثر من ربعهم قالوا عن أنفسهم إنهم أشخاص محظوظون وعزوا نجاحهم إلى استعمال موهبة اكتشاف الأشياء السارة خلال مصادفات عابرة جمعتهم بالآخرين، فماذا عن كيفية التحدث مع الغرباء وأنت تكره ذلك أصلاً؟

كل هذا جيد وجميل بالنسبة للأشخاص الذين لا يُمانعون في الحديث مع الغرباء. ولكن بصفتي شخصاً انطوائياً، فإن واحداً من أكثر الأوضاع التي أكرهها هو تجاذب أطراف الحديث مع شخص لا أعرفه. وإليكم الطريقة التي اتبعتها وسمحت لي بأن أوازن ما بين الاجتماع مع أشخاص جدد – وبالتالي اغتنام هذه الفرصة للاطلاع على أفكار جديدة – وبين عدم الاضطرار إلى البدء بمحادثات غريبة.

كيفية التحدث مع الغرباء

دعهم يأتون إليك

أفضل حل وجدته للتعامل مع الأحداث والمناسبات غير المريحة التي لا تعرف فيها أحداً هو أن ترتب الأمر بحيث تكون أنت المتحدث. قد يبدو طرحي متناقضاً، لكن يوجد فرق بين الانطوائية والخجل؛ فأنا أشعر بارتياح أكبر بكثير عندما أكون على المنصة أو المنبر مقابل مئات الناس بالمقارنة مع الدردشة مع مجموعة صغيرة من الناس الذين لا أعرفهم. وأنا أستعد الآن لإطلاق جولة في 11 مدينة للترويج لكتابي الجديد "ميّز نفسك" (Stand Out)، والذي يعرض الحل المثالي: عندما تكون أنت المتحدث، فإن الناس يقتربون منك ويكون هناك موضوع جاهز للحديث حوله.

احضر معك صديقاً

عندما يكون هناك "ملاك حارس" بجوارك ليساعدك في تسليط الضوء على إنجازاتك خلال المناسبات المخصصة للتعارف، فإن ذلك قد يمنحك الثقة التي تحتاجها للاقتراب من الآخرين والدخول في أحاديث معهم. إضافة إلى ذلك، على الأرجح أن يكون صديقك على معرفة بأناس موجودين في الغرفة لا تعرفهم أنت، والعكس صحيح، وبالتالي يمكنك الاستفادة من "تعريف حميمي" بك والتواصل مع أشخاص جدد. وإذا كنت أنت أو شركتك من تستضيفون الحدث، فيمكنك أيضاً تشجيع أصدقائك على إحضار ضيوف يعتقدون هم بأنك يجب أن تقابلهم. ولكن تجنب الشعور بإغراء استعمال صديقك كعكاز وقضاء السهرة في الحديث معه، لأن ذلك يعاكس الهدف الذي تريد تحقيقه وهو لقاء أناس جدد.

حاول تجهيز عدد من الجمل والعبارات الافتتاحية من أجل معرفة كيفية التحدث مع الغرباء

الجزء الأصعب من التواصل مع شخص غريب هو الافتتاحية. كيف تبدأ؟ ماذا تقول؟ كان هذا هو التحدي الأكبر بالنسبة لإحدى زبوناتي والتي أقدم لها خدمات إرشادية، وكانت مديرة تنفيذية من الساحل الغربي للولايات المتحدة الأميركية. كانت هذه السيدة تحضر دائماً مناسبات مهمة لخريجي الجامعات لكنها لم تكن تعلم من أين تبدأ الحديث. وقد صممنا بضعة أسئلة كانت قد شعرت بأنها قادرة على استعمالها ولم تجدها مبتذلة، بل على العكس من ذلك فقد رأت بأنها تفتح المجال أمام نقاش أكثر جوهرية. ليس من الضروري بأن تكون هذه الأسئلة عميقة؛ وإنما يتمثّل هدفها في إطلاق الحوار. ومن الأسئلة المحتملة ما يلي:
- ما هو أكثر شيء ممتع تعمل عليه حالياً؟
- كيف تقضي معظم وقتك؟
- كيف سمعت بهذا الحدث أو هذه المناسبة؟
وعندما تكون هناك رابطة مشتركة تجمعك بذلك الشخص، كأن تكونا جزءاً من مجموعة خريجين بإمكانك طرح السؤال التالي: ما السنة التي تخرجت فيها، أو في أي مبنى في المدينة الجامعية كنت تسكن؟

وإذا فشلت كل الخيارات الأخرى، فإنني كنت ببساطة أطرح السؤال التالي: "لا أعرف أحداً هنا. هل بإمكاني أن أتحدث إليك؟" ولم أجد في حياتي أي شخص يمانع أو يقول لا.

حاول إجراء أبحاثك سلفاً

أخيراً، من الأسهل التحدث إلى شخص إذا لم يكن يشعر بأنه غريب. فحتى لو لم تقابل هذا الإنسان شخصياً من قبل، فإن امتلاكك لبعض المعلومات المسبقة حول خلفيته يمكن أن يساعد في اقتراح مواضيع محتملة للحديث عنها. لست مضطراً إلى متابعة كل تفاصيل ذلك الشخص أو ملاحقته؛ يمكن أن تساعدك التخمينات المدروسة والبحث البسيط على الإنترنت في قطع شوط بعيد. فعلى سبيل المثال، تضع معظم الحفلات المخصصة لجمع التبرعات اسم اللجنة المنظمة على بطاقة الدعوة. وإذا أردت أن تجعل التجربة أكثر إمتاعاً، فيمكنك إجراء بحث سريع عن أعضاء هذه اللجنة على محرك "جوجل" لترى إن كان أي منهم مثيراً للاهتمام، أو بوسعك البحث عن قواسم مشتركة يمكنك طرحها، كأن تكونوا قد درستم في نفس الجامعة أو أن تكونوا من سكان الحي ذاته. وبصورة مشابهة، إذا كنت تحضر حفلاً تنظّمه نقابة مهنية معينة، فعلى الأرجح أن يكون عدد من أعضاء مجلس الإدارة أو اللجنة الاستشارية للنقابة من بين الحضور، وبمقدورك دائماً تقريباً العثور على تلك المعلومات على الموقع الإلكتروني لهذه المؤسسة.

وفي نهاية الحديث عن موضوع كيفية التحدث مع الغرباء تحديداً، ربما لن يكون الحديث مع الغرباء مريحاً بالنسبة لي مطلقاً. فأنا أشعر بالتعب عندما يبدأ الشخص الذي يجلس إلى جواري في رحلة في الطائرة بالدردشة معي، أو عندما يرغب سائق سيارة أجرة بمعرفة تفاصيل زائدة حول الكيفية التي قضيت بها نهاري. ولكن استعمالنا لهذه الاستراتيجيات، يتيح المزيد من المجال في حياتنا لموهبة اكتشاف الأشياء السارة مصادفة.

اقرأ أيضاً: 

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي